البارت 5

1.1K 104 9
                                    

سيف جايكوب .......((كنت مثل طرزان لكن الفرق أني ربتني الذئاب وليس القرود ))
منة الله عماد
_______________

بالقرب من وادي الملوك وتحديدا مقبرة اتينا التي خبئت تحت رمال الصحراء لألاف السنين ،
يقف سيف داخلها بمفرده لم يخبر احداً انه هنا ولم يرد على اتصالات احد
سيف بصوت اجش :اتأخرت اوي .......
ألقى سيف جملته وإذا به يسير ببطئ وهو يتعمق اكثر واكثر ولا يترك نقشا إلا وقرأه .
إلى ان وصل الى نقش اسم چيفان الذي شوه بمخلب ضبع ،بدأ يتأمله وهناك العديد من الذكريات تلوح في رأسه ويكأنها تطارده رغبة إسقاطه، تمنى لو تمحى من ذاكرته ولكنها بقيت لتعذبه وتؤلمه فيالها من وقحه .

فلا بأس بالعبث قليلا في ذاكرته فنحن
مجموعة من الفضوليون نريد أن نعلم فهيا بنا نلعب في عدادات الزمن معيدين إياه ٢٦ سنه إلى الوراء

كان سيف صبيا صغيرا مازال في الخامسه من عمره يجلس في احدى الحدائق مع والدته فقد وافقت والدته على القدوم الى هنا بعد عناء في اقناعها فهي ترفض رفضا تاما إختلاطه بالجميع ،لاسيما أنها تسجنه في المنزل ساعات طويلة مانعة إياه من الخروج بدون أن ترافقه هيا أولا ..حتى أنها منعته من اللعب كبقية الصبية ،ما ربى داخل هذا الصغير شبه رغبة في التمرد والعصيان لم يرد أن يتبعها لم يرد أن تتحكم به .

سيف بلطف وهو يحاول تجاذب اطراف الحديث مع والدته التي تظل صامته لا تحادثه
:أمي انظري الى تلك البجعه في البحيره اليست جميلة

نظرت له والدته بشده لتهمهم ببرود ومقلتيها مازلا مثبتان عليه لتتحدث بلا مبالاه :اجل انها جميلة

سيف ببراءه شديده وهو يشير إلى بعض الأطفال الذين كانوا يمررون القرص الطائر لبعضهم وترتفع صرخاتهم المرحة في الأرجاء
: لما لا تتركيني العب مثل بقيه الأولاد هناك

والدة سيف بجديه وحنق :عليك ان تعلم مكانتك جيڤ انت لست مثل بقيه الاولاد لتلعب مثلهم...... وما إن أنهت جملتها حتى نظرت الى الاطفال باستحقار شديد وهي تكمل بكبرياء خادع .... ..انهم مجرد حمقى أما انت فملك

تذمر سيف وهو ينظر حوله بحزن يتمنى لو يشاركهم هذه البهجة ويحيا مثل بقية أقرانه بدون قيود او أوامر ..... ،مر بضع من الوقت وإذ ببعض الرجال يقبلون عليهم مرتديين ملابس غريبة صبغت باللون الاخضر داكن ورؤسهم محلوقة بنفس الشكل

وقفت والدة سيف أمامهم ببرود كالصقيع وإلا تزال علامات اللامبالاة تعلو محياها
:لقد فعلت ما تريدون اين هو

احد الرجال:تؤتؤ كل شئ وله مقابل... القى جملته وهو ينظر لسيف بغموض ليكمل بشراسه
... اعطنا الفتى يا جوليا اظن انكي تعلمين جيدا انه سيكون بحال افضل معانا

كان سيف ينظر لهم بتركيز وبرغم صغر سنه إلا انه كان فطنآ سريع البديهة وقد فهم ما يرمي إليه هذا الرجل وكأي صغير اختبئ خلف والدته بخوف يحتمي بها ،توقع انها لن تتخلى عنه ابدا ظن أنها لن تتركه ...ولكن كسر قلب هذا الصغير بين طيات الخذلان عندما سمع اجابتها

نجمة الشمال (الجزء الأول من لعنة عبر العصور) بقلم :منة الله عماد Where stories live. Discover now