الفصل الخامس والثلاثون (الأخير)

Start from the beginning
                                    

تهاوت بعض الدموع من أعين "هناء" ولكنها لم تقلل من غضبها وكراهيتها مُضيفة بإنزعاج :

_ كل البيت كان فرحان بيها وبحملها ، حتى أختى وبنت عمى اللى هى صحبتى اللى هما أصلا كانوا عارفين إنى بحب شرف وإنى قلبى هيتكسر بسبب الحمل ده ، ومع ذلك محدش فرق معاه حاجة!! أنا بس اللى فضل قلبى يوجعنى وخاطرى مكسور وأنا شايفه بطنها بتكبر كل يوم وشرف بيتعلق بيها أكتر ، كنت بفكر مع نفسى إن الحمل ده المفروض يكون عندى أنا مش عندها هى ، المفروض إنى أنا اللى أكون مراته وأم أطفاله مش هى ، إشمعنا هى تكون معاه وأنا لا؟!

ظل "جواد" ينظر لها وهو لا يتوقع أن هناك مثل هذا الحقد والكراهية داخل قلب إنسان!! هل هذا هو السبب الذى جعلها تنتقم من الجميع؟! ، كان أن يسألها ولكنها قاطعته رادفة بكراهية واضحة فى نبرتها :

_ حتى أنت كمان ، أنت كمان كنت متعلق ب لبنى أوى أكتر منى وكانها هى اللى من دمك مش أنا ، كرهتك أنت كمان ، كرهتك زى ما كرهتهم كلهم ، فضلت ساكته ساكته لحد ما حملها كمل وولدت وبعدها مقدرتش أستحمل أكتر من كده

تذكرت "هناء" هذا اليوم الملعون ولكن بالطبع ليس بالنسبة لها ، لتضيف "هناء" وهى تنظر نحو "جواد" رادفة بملامح ممتعضة :

_ أتخنقت معاها على السلم وكنت عايزه أزقها وأعمل نفسى شوفتها وهى بتقع وأقولهم بس بعد ما أتأكد إن نفسها أتقطع ، بس تهانى وماجدة أدخلوا فى وقت غلط خالص وعصبونى لدرجة إنى بدل ما أزوق لبنى ، زقيت تهانى غصب عنى مكنتش أقصدها هى ، من كتر خوفى رميت ماجدة كمان عشان أقول إن لبنى هى اللى عملت كده

أنفجرت "هناء" فى البكاء مرة أخرى ولكن ليس فيما فعلته فى شقيقتها وأبنة عمها ، بل لاننا بلغت ذلك الخبر ل "شرف" وتسببت فى موته ، رادفة بندم وحسرة :

_ كان نفسى لسانى يتقطع قبل ما أتصل بشرف وأقوله حاجه ، من غير ما أقصد أتسببت فى موت الأنسان الوحيد اللى عملت كل ده عشانه ، كنت عايزه يكرها ويرميها برا حياتنا ويعرف قيمتى وقيمة حبى ، بس هو اللى مات وهى اللى عاشت ، كرهتها أكتر وصممت إنى مضيعش موت شرف بالساهل ولازم أموتها هى كمان حتى لو كان السبب أيه!!

عادت ملامحها للجبروت والحدة مرة أخرى وكأنها تتلاعب إحدى الأدوار الدرامية أمام لحنة تحكيم ما ، بينما أكملت وهى لا تشعر ولو بقدر بسيط من الندم على ما فعلته رادفة بغضب :

_ قتلت تهانى بعد اللى فى بطنها ما مات عشان أخلى هاشم يكره لبنى أكتر وكنت هقتل ماجدة كمان عشان متقولش عن اللى حصل ، بس لما أكتشفت إنها هتعيش من غير حركة أو كلام سبتها ، سبتها عشان تفضل معايا وكمان عشان نار الأنتقام فى قلب هاشم متنطفيش وهو شايف أخته بالمنظر ده بسبب لبنى وعشان ميترددش لحظه فى قتلها هى وبنتها

لم يصدق "جواد" ما كانت يستمع إليه من تلك المرأة الشيطانة المُتجسدة على هيئة إنسان!! هل هناك إناس يفعلون ما فعلته تلك المرة؟! هل هناك إنسان تجرد من كل معانى الرحة والأنسانيه ليفعل بعائلته تلك الجرأم البشعة!! حتى شقيقتها لم تسلم منها ولكن "جواد" أراد أن يخرج كل ما بداخلها رادفا بإستفسار :

ظلمات حصونه "الجزء الأول" (النسخة قيد التعديل)Where stories live. Discover now