أما عن تلك المرأة التي تُدعى والدته التي ربته، ابتسم مُستهزءًا على ذلك اللقب، والدته يا للسخرية، هذه المرأة هي الوحيدة التي لا تصلح أن تكون مثل والدته، هي الوحيدة التي تُشعرة بالعجز والضعف خصيصًا معها هي وذلك الشيء منذ طُفولته، تلك الطريقة التي كانت تُربيه بها.

كانت عبارة عن ضرب، حبس، حرمان، قسوة، جفاء، مُعاقبة، إستهزاء، تقليل من شأنه، وأكثر من ذلك، ليكبر ويكبر معه خوفه منها ومن قسوتها، حتى بعد أن أصبح رجلًا قويًا يخشاه الجميع، ظلت هي الشخص الوحيد الذي يُشعره إنه أضعف مخلوقات الأرض.

على عكس تلك الفتاة التي لم يُفكر سوا بالإنتقام منها وقتلها لكونها ابنة المرأة التي تسببت فى موت والدته وجعله يكون تحت رحمة تلك المرأة التي تدعى "هناء"، ولكنه لم يتخيل ولا بأسوأ كوابيسه أن تلك الفتاة ستكون هى مصدر قوته أمام هذه الشيطانة التى تُشعرة بضعفه.

نعم هو شعر بكثير من السعادة عندما رأى "ديانة" تقوم بإهانة "هناء" وكأنها تثأر له منها وتفعل ما لم يستطيع هو فعله، بل وما جعله يشعر بمدى قوته عندما قام بممارسة قوته عليها، شعر إنه أقوى من "هناء" بكونه يفعل ذلك بالفتاة التي أستطاعت النيل منها.

ولكنها أيضا لا تُفارق مُخيلته أبدا، لدرجة إنه تمنى لو إنها لم تكن ابنة "لبنى" التي قتلت والدته والذي عليه أن ينتقم منها على ما فعلته والدتها، ليزداد ذلك التشتت بداخله والذي لا يرأف به أبدا.

ألتقط هاتفه مرة أخرى وقام بإجراء إتصالًا إلى أحدهم، وبمجرد أن أجابه هتف به أمرًا:

- أحجزلي على أول طيارة نازله مصر بكرة.

❈-❈-❈

أستيقذت من نومها على صوت رنين هاتفها مُعلنًا عن وجود إتصالا لها، وبمجرد أن عرفت هاوية المتصل لمعت عينيها بكثير من الحب والإشتياق مُلتقطة هاتفها وصاحت بلهفة:

- Asmaa, I Miss you.

قابلتها الأخرى بحب وإشتياق مماثل لها:

- I Miss you too Zena,
- عاملة أيه ومامي عاملة أيه؟

أعتدلت "زينة" فى جلستها راغمة نفسها على الإستيقاظ حتى تتمكن من محادثتها جيدًا مُعقبة:

- الحمدلله يا حبيبتي كلنا كويسين، أنتي أخبارك ايه أنتي وعمو عامر؟

أجابتها "أسما" بسعادة واضجة:

- احنا الحمدلله كويسين جدًا، وعندي ليكي خبر حلو أوي، بابي من فترة كده أتعرف على دكتور جراحة مخ وأعصاب كبير جدا هنا فى أمريكا، وحكاله على حالة مامي والدكتور قاله إن فى أمل إنها ترجع طبيعيه تاني، وإنه عايز يشوفها فى أقرب وقت.

شعرت "زينة" بالسعادة هي الأخرى بمجرد تخيُلها أن "ماجدة" ستتعافى وتعود لحالتها الطبيعية، لتصيح بلهفة:

ظلمات حصونه "الجزء الأول" (النسخة قيد التعديل)Where stories live. Discover now