إنها تستحوذ على تفكيره طوال الوقت، حتى عندما يأتي بهؤلاء الفتايات يتذكرها ويتذكر تلك المرة التى مارس معها، وكانت هذه المرة الاولى له أن يُمارس فيها الجنس الرقيق، فهو لا يهتم سوى بالوصول إلى خلاصه الذي لا يأتي سوى بممارسة عنيفة مع هؤلاء العاهرات، ويبتعد بعدها غير مكترثًا لهن، ولكن معها كان الأمر مُختلفًا.

لعن بداخله نفسه وتفكيره بها حتى الأن وهو بين يديه فتاة تفقض أعتي الرجال ثباته أمامها حُسنها وأنوثتها، ف"ديانة" لا تترك مُخيلته، ليبتعد عن الفتاة أمرًا إياها باللغة الإنجلزية:

- أرتدي ملابسك وأذهبي.

صُدمت الفتاة من جُملته التي لن تتوقعها، إنها رأته مُنتشيًا وفى قمة إثارته! لماذا إذا يطلب منها الرحيل؟ لتُعقب مُستفسرة:

- لماذا سيدي! ألم أروقك؟

أغمض عينيه بغضب ممَ يحدث له، ولكنه لا يريد أن يخرج ذلك الغضب على أحد خصيصًا هذه الفتاة، ليُجيبها مُصطنعًا الهدوء:

- الأمر لا يتعلق بكِ، فأنا مُشوش ولا أريد القيام بذلك الأمر الأن، ستحصلين على النقود المُتفق عليها، والآن أذهبي.

نهضت الفتاة مُمتثلة لأمره مُجيبة بأحترام:

- كما تشاء سيدي.

نهض هو الأخر مُتجها نحو المرحاض بعد أن أعطاها المال وتركها تنتهى من ملابسها أمرًا:

- أريد أن لا أراكي عندما أخرج.

دلف إلى المرحاض مُحاولًا التخلص من هذا الغضب الذي ينهش رأسه، ليذهب صوب الصنبور وفتحه ثم ملأ يده بالمياه ونثرها على ثائر وجهه بفوضوية، ظنًا منه إنه قد يتخلص من تلك النيران المُشتعلة به.

خرج بعد أن أستمع إلى صوت إغلاق الباب مُدركًا أن هذه الفتاة قد رحلت، ألتقط هاتفه من فوق الكومود مُحاولًا إشغال عقله فى أي أمرًا حتى لا يُفكر بتلك التي لا تُفارق مُخيلته، ليجد أن هناك رسألة من "هناء"، ليعود له غضيه مرة أخرى، وذاد إشتعاله عندما قرأ مُحتوى الرسالة وهو:

- زينة أختك كل يوم عند الزفته اللي أنت مش عارف تخلصنا منها لحد دلوقتى، شوفلك حل قبل ما تسيطر عليك أنت كمان وتمشيك جمبها بطوق فى رقبتك زي الكلاب.

ألقى هاتفة على الفراش وأخذ يُكسر فى كل شيء حوله بكثير من الغضب والكراهية تجاة تلك المرأة التي تسطيع دائمًا أن تُشعره بالضعف والعجز، وما يجعل الأمر أسوء هو إنه لا يستطيع الصراخ بها لكي تكف عن فعل ذلك الشيء به، والأن للمرة المليون تُشعره بالإهانة والعجز أمامها، بجعلها تُحاول أن تُقنعه أن تلك الفتاة أقوى منه وتستطيع أن تجعل منه مُسخة أمام الجميع.

ازدادت نيرانه عندما تذكر هذه الفتاة وتذكر قوتها أمامه وجرأتها وعدم إكتراثها له بالرغم من كل شيء فعله بها، بل وتذكر أيضا ما فعلته مع "هناء" وشجاعتها أمامها، والتي لا يملك هو منها قيد أُنملة للوقوف بوجهها، ليشعر بالحقد الشديد تجاهها، عليه أن يقتص منها ويجعلها تندم على الوقوف أمامه.

ظلمات حصونه "الجزء الأول" (النسخة قيد التعديل)Where stories live. Discover now