•••

فتح عيناه بندم وأسى على ما توصل له بسبب هذا الأتفاق اللعين، نعم هو يُحب تهاني ولكن أين هو ذلك الرجل الذى يتحمل عشون عامًا دون أن يقترب من إمرأة!! وما يجعل الأمر أسوء إنه يمتلك زوجة ولكن يا للسخرية، إنه لا يستطيع أن يقترب منها أو يُفاتحها فى الامر، ماذا يقول لها؟! أيُخبرها إنه فى أمس الحاجة لها!!

ألتفت إليها مُصطنعًا النوم وأخذ يقترب منها إلى أن أصبح ظهرها ملامسًا لصدره، ثم أمتدت يده مُحاوطة خصرها، لينتفض جسدها بفزع ونهضت بسريعة من الفراش مُدعية الذهاب إلى المرحاض هاربة منه بعدما أدركت نوايا "هاشم".

ليزفر هو بخيبة أمل وقلة حيلة وأستسلم للنوم مُتحاشيا التفكير فى ذلك الأمر مرة أخرى.

❈-❈-❈

نهض "جواد" ويبدو عليه الكثير من الغضب، تلك اللعينة قد تجاوزت معه الحد وفعلت ما لم يستطع أحدًا فعله من قبل، تطاولت معه كثيرا فى الحديث وأستطاعت أن تتحداه وأيضا قامت بغرز شوكة الطعام فى يده، والأن تقوم بدفه من فوق الفراش بمنتهى الجرأة والتحدي، عليه أن يُلقن تلك المتمردة درسًا لا تنساه.

أقترب نحوها وهو على مشارف الإنفجار من كثرة غضبه منها، ليجذبها من ذراعها بقسوة راغمًا إياها على الوقوف حتى تأوهت بألم، ولكنه لم يكترث لتأوهها وجعلها تقف أمامه مُعقبًا بإنفعال:

- أنتي بقى سوقتي فيها مش كده؟! الصبح تضربيني بالشوكة وسكتلك، دلوقتي تزوقيني من على السرير بمنتها الجرأة! تكونيش قادره عليا وأنا معرفش يا روح أمك!!

سحبت "ديانة" يدها من قبضته ثم رفعتها دافعة إياه فى صدره مٌحاولة إبعاده عنها، ولكن دون فائدة، إنه كالجدار الصخري لا يتحرك أبدا، لتصيح فيه بغضب مماثل لغضبه:

- ولا أنت كمان قادر عليا، أيوه ضربتك بالشوكة وزقيتك من على السرير ولو قربت مني مرة تانية هضربك بالنار فى عينك دي.

قالتها بمنتهى التحدي وهي تضع عينيها بعينيه وكلاهما على وشك الأنفجار، لا يُنكر أن جرأتها وقوتها قد أعجبته للغاية، هذه أول مرة يرى فتاة بتلك القوة ولا تخشى فكرة وجودهما معا بمفردهم، فليعترف تلك الفتاة تملك جرأة يفتقدها الكثير من الرجال، وهو على رأسهم.

لكنه لن يسمح لها أن تمارس قوتها تلك عليه، يكفي تلك المرأة التي يخشاها إلى الأن، لن يسمح لشخصًا أخر يُشعره بكم هو ضعيف وجبان، أشتعلت نيران الغضب بداخله وجذبها من شعرها بكثير من العنف لوقاحتها وجرأتها معه، ليجزبها مُقربًا إياها نحوه بشدة صارخًا بها:

- دا أنا اللي هضربك بالجذمة على دماغك ودماغ أهلك، أنتي شكلك مبتتعلميش الأدب من أول مرة وعايزة تتضربي كل شويه زي البهايم، من عنيا.. أنا هربيكي من تاني.

ظلمات حصونه "الجزء الأول" (النسخة قيد التعديل)Where stories live. Discover now