السابعة والعشرون

6.2K 183 31
                                    

في منزل مراد وفريدة

كانت سما قد إنتهت من قص ما حدث علي فريدة التي بادلتها نظراتها الحزينة بأخري مُعاتبة قائلة  :

ـ غلطانة يا سما ، غلطانة والغلط راكبك من راسك لرجليكي ، مهو يا حبيبتي مينفعش تتكلمي علي أخوه كدا قدامه أو علي أي حد عموماً ، رحيم يا حبيبتي علاقته بصقر مش بس صحاب واخوات ، العلاقة اللي بينهم أعمق من كدا بكتير ، وبعدين ما انتِ كنتِ بتقولي كدا بردو علي رحيم وأهو دلوقتي بقا جوزك ، يبقا نتعلم من كدا منتسرعش في الحكم علي حد ، صقر راجل ، هو صحيح عصبي شوية بس قلبه مفيش أطيب ولا أحن منه طالع لعشق بالظبط 

ـ لأ معلش بقا يا عمتو متقوليش انه طالع لطنط عشق  ، طنط عشق دي حاجة محصلتش في الدنيا فبلاش وحياة عيالك  . قالتها سما وهي تمط شفتيها بعدم رضا عن حديث فريدة فقالت فريدة بغيظ :

ـ يا بت إتلمي ، إنتِ مفيش فايدة فيكي ، انتِ عارفة رحيم لو سمعك دلوقتي هيعمل فيكي ايه ؟!

صمتت سما علي مضض وهي ترمق عمتها بتذمر طفولي فقالت فريدة بتساؤل :

ـ وبعدين تعالي هنا  ، انتِ عملتي ايه إنتِ ورحيم ؟!

لم تستطع سما إخفاء خجلها بسبب تلك الحمرة المُعبرة عن خجلها الشديد فقطبت فريدة حاجبيها وإبتسامة خفيفة ظهرت علي مُحياها زادت إتساعاً مع وصول الخجل منتهاه بالنسبة لسما التي وضعت عينيها بالأرض فقالت فريدة بمشاكسة  :

ـ بتتكسفي مني يا هبلة ، دا انتِ بنتي ، شوفتي بقا إن رحيم هيبقا رحيم تاني بعد جوازكم

أردفت سما وقد لمعت عينيها ببريق الحُب الذي نبتت بذرته مؤخراً وقد تبخر خجلها تماماً :

ـ بس مكنتش متخيلة إنه للدرجة دي يا عمتو

ـ يا سلام علي الحلو لما تبهدله الأيام  ، وقعتي يا بنت عزيز ومحدش سمي عليكي . قالها فريدة بمكر فعاد الخجل سيد موقفها في تلك اللحظة فضحكت فريدة قائلة وهي تربت علي خصلاتها بحنان :

ـ المهم دلوقتي تصالحي جوزك أول ما يجي  ، مينامش زعلان منك  ، النهاردة يا حبيبتي كان كتب كتابكم بلاش تسيبي ذكري مش حلوة ليوم زي دا  ، رحيم صحيح عصبي شويتين ودمه حامي بس قدامك انتي بالذات كل دا بيقع ، ما بالك بقا بشوية حركات منك

أومئت سما وهي تبتسم و تنظر لعمتها التي وقفت وقبّلت خصلاتها وخرجت تاركة إياها غارقة بالتفكير عما ستفعله لترضيه

في منزل عمر ومها

كانت داليدا تجلس علي مقعدها الهزاز أمام زجاج نافذة شرفتها بشرود امتد لعالم أخر غير عالمنا ، بملامحها الجامدة ، وشحوب وجهها ، وتلك الهالات السوداء التي ظهرت أسفل عينيها ، ووجهها الذي نحف قليلاً ، كل تلك الصفات تعطيها الأولوية بالوجود في عالم الأموات وليس الأحياء

نفوذ العشق حيث تعيش القصص. اكتشف الآن