التاسعة عشر

5.4K 164 6
                                    

الحلقة التاسعة عشر ❤️

في فيلا عشق

وسط تلك الأجواء المُبهجة التي جعلتها تبتسم بشرود وهي ما زالت تُفكر في القادم وبمن ستنزل النازلة عقِب ما أصاب إبنتيها .. أهل حقاً بتلك الطريقة تغير كرم فجأة وأصبح عاشقاً لإبنتها التي لم تُنجبها ولكنها بداخلها تعلم أنها لم تُفرقها عن أولادها طوال تلك السنوات ولن تفعل حتى تطمئن عليها بعُش زوجيتها السعيد .. ولكنها تلاحظ هدوء جواد الغريب وعدم مشاركته لهم بأي شيئ منذ أن جلس .. هيئته الغير مُهندمة وشعره الأشعث والتعب البائن على ملامحه جلياً لا يُطمئنها.. أو لربما الأمر عادياً وهي تُبالغ في تفكيرها وتحليلها

طبعت قُبّلة رقيقة على خصلات إبنتها الساكنة في أحضانها تختبئ من نظراته لها وتتحاشي النظر إليه

وقف مالِك قائلاً مُقاطعاً إياهم عما يفعلونه فنظروا له بإنصات :

- بما إننا متجمعين الجَمعة الحلوة دي .. فأنا عندي ليكم مفاجأة .. أو الأصح هو طلب .. طلبته من ماما عشق ولسه موصليش الرد

بانت ملامح الإستفهام على وجوههم جميعاً وعلى رأسهم عشق التي ناظرته بعدم فهم فأكمل مالِك وهو يتقدم منهم خطوتين :

- أنا بطلب منك إيد سيلا للمرة التانية

ثانية وأخرى ولم تأتي الثالثة إلا وإتضحت ملامح الصدمة أو الدهشة رُبما على وجوه الجميع فلم يهتم هو مُكملاً ببساطة :

- وطبعاً أنا وسيلا مش أول مرة نعرف بعض يعني مش محتاجين لا خطوبة ولا غيره .. فكمان بطلب إن كتب كتابنا يبقا مع صقر ورحيم

كانت عشق ما زالت الصدمة تُجمدها بمكانها .. صحيح أنه أخبرها من قبل ولكنها لم تعتقد أن الأمر سيتم بتلك السُرعة فكادت أن تتحدث ليقاطعها صقر قائلاً وهو يقاوم دهشته برفض قاطع :

- لا طبعاً .. جواز إيه وكتب كتاب إيه .. سيلا لسه صغيرة وكمان جامعتها أكيد مش هتسيبها .. أنا مش موافق

لم يهز حديثه شعرة واحدة منه فما زال يقف بثبات وينظر لعشق كأنه ينتظر جوابها فكانت الصدمة تلك المرة من نصيبهم حينما قالت :

-  وأنا موافقة

حسناً .. ذلك متوقع من والدته ولكن الغير متوقع هو قول والده بموافقة :

- وأنا كمان موافق

خرج جاسر عن صمته ودهشته قائلاً بجدية : بغض النظر عن أن إبني اللي ربيته بيفاجئني دلوقتي إنه عاوز يتجوز .. بس الأمور مبتتاخدش كدا .. دا جواز مش لعب عيال .. وكمان معرفناش رأي سيلا إن كانت حابة تتجوز ولا لا

كانت هي تبعد عن والدتها بعض الإنشات تنظر له بطفولية وما إن رأت نظراتهم المُصوبة نحوها وهو على رأسهم ضمت والدتها بقوة وهى تُعيد تذكر ما حدث بتلك الشقة وما كان يحدث بينها وبين تلك المُخادعة وما كان سيحدث أيضاً إن استمرت معها للنهاية

نفوذ العشق Where stories live. Discover now