اقتباس..

1.4K 27 0
                                    

حورية..

كانت أشبه بحورية من حوريات الجنة..

أميرة هربت من حكايات الأساطير..
فستانها الأبيض الناصع يلف جسدها وطرحتها الطويلة كانا يعطينها مظهرًا رائعًا، ابتسامتها الجميلة تزين ثغرها وعيناها يشعان فرحًا وسعادة كالطفلة التي حصلت على ملابس العيد للتو.

هكذا كانت فرحتها بالزفاف، الناس من حولها يرمقونها بفرحة، صوت الموسيقى والزغاريد العالية تبهجها، المكان مزدحم بالبشر تكاد لا تعرف الوجوه من بعضها البعض..
تقف أمامها تتأملها بعينين دامعتان وتتمنى لها السعادة، بينما تبتسم العروس لها وتحتضن كفيها وتهمس لها بشيء لم تسمعه جيدًا ثم ابتعدت..
ظلت تبتعد وتبتعد حتى أصبحت أشبه بضوء بسيط غير واضح، البشر يختفون والمكان يتغير فتجد نفسها في مكان مظلم.

أشجار عالية تشبه الغابات..

صوت الرعد يصم أذنيها..

البرق يضيء السماء فترى الأشجار مثل الأشباح الضخمة فيختض قلبها بين الضلوع..

صوت الزغاريد تحول لصراخ عالي لفتاة تتألم!

تجلس على الأرض تضم ركبتيها لصدرها وتتحرك بشكل روتيني للأمام والخلف، جسدها يرتجف بردًا وخوفًا من هذا المكان المبهم، عيناها تحدقان في الفراغ أمامها.

نظرة فارغة لا تحمل شيئًا!

امتزجت الصرخات بصوت بكاء طفل صغير فتحركت بسرعة لتركض باتجاه الصوت، أخذت تبحث بين الاشجار عن مصدر الصوت، تسير إليه رغمًا عنها كأنه نداءً لها، تبحث هنا وهناك حتى وجدتها..

تجلس على الأرض فستان زفافها الأبيض غطته الدماء والوحل!

بجانبها لفة صغيرة يصدر منها صوت البكاء.

جثت على ركبتيها أمامها فابتسمت لها بارتعاش مطمئنة، أشارت ناحية الطفلة وهمست بصوت مختنق:
- ابنتي، خذيها يا "روح"

لا تتركيها!

إنها أمانتك.
كادت أن ترد لكن الأرض اهتزت من تحتها، نهضت مسرعة وحملت اللفة فوجدت بها طفلة رضيعة، التفتت لترى الفتاة لكنها لم تجدها، بل وجدت مكانها حفرة كبيرة كأن الأرض انشقت وابتلعتها.

اقتربت بتردد ونظرت بداخلها لكنها لم ترى شيء!

كانت الحفرة عميقة لا تعرف لها آخر..

همست باسم الفتاة لكن لا يوجد رد، فصرخت بصوت عالٍ:
- آسيا..
لا تعرف كيف اختل توازنها لتسقط منها الطفلة داخل الحفرة أيضًا.

خلف قناع العادات، كاملة (مستوحاه من احداث حقيقية)Donde viven las historias. Descúbrelo ahora