أغنية أبريل|| April Song

By Sanshironi

479K 35.6K 29.8K

الثانوية ، و سن المراهقة قد تعتبر أحدى أجمل المراحل في حياة أي شخص عادي ، لكن حينما تكون ثرياً و ذكياً ذو وجه... More

الفصل الاول: كابوس من جديد!
الفصل الثاني : عائلة غريبة الاطوار
الفصل الثالث: أنت مجنونة!
الفصل الرابع : سندريلا الغناء
الفصل الخامس : قطة بأذان دب
الفصل السادس : لماذا القدر يتلاعب بي؟
الفصل السابع: لمرة واحدة فقط
الفصل التاسع : ابن الموظف
الفصل العاشر : التقينا مجدداً
الفصل الحادي عشر: لحن المساء
الفصل الثاني عشر : خلف قناع البراءة
الفصل الثالث عشر : صديقتي الجديدة
الفصل الرابع عشر : لماذا انا من بين الجميع؟
الفصل الخامس عشر : لأنك أخي
الفصل السادس عشر : ذكرى تحت المطر
الفصل السابع عشر : حرب غير متوقعة
الفصل الثامن عشر : على أوتار الموسيقى
الفصل التاسع عشر : روابط مزيفة
الحساااااااااااب رجعععععععععععع🎇🎉🎉🎇🎊🎊🎊
الفصل العشرون : قناعة كاذبة
الفصل الواحد و العشرون : ليلة الميلاد الجزء الاول
الفصل الثاني و العشرون : ليلة الميلاد الجزء الثاني
الفصل الثالث و العشرون : ليلة الميلاد الجزء الثالث
الفصل الرابع و العشرون : الاميرة النعسة
الفصل الخامس و العشرون : شتاء يناير
الفصل السادس و العشرون : من يكون بنسبة لي؟
الفصل السابع و العشرون : كان بسببك!
الفصل الثامن و العشرون : صديق
الفصل التاسع و العشرون : ضغائن متبادلة
الفصل الثلاثون: قاعدة الثلاث كلمات
الفصل الواحد و الثلاثون : عيون حاقدة
الفصل الثاني و الثلاثون : المكسورة
الفصل الثالث و الثلاثون : عن سوناتات بتهوفن
الفصل الرابع و الثلاثون : ثمانية عشر شمعة
الفصل الخامس و الثلاثون : نهاية الرهان
الفصل السادس و الثلاثون : حقيقة ما تم إخفاءه بالماضي
الفصل السابع و الثلاثون : انتهت اللعبة
الفصل الثامن و الثلاثون : الليالي التي لن تموت
الفصل التاسع و الثلاثون : المفكرة البيضاء
الفصل الاربعون : تحامل
الفصل الواحد و الأربعون : كوابيس صغيرة
الفصل الثاني و الاربعون : مقيد
الفصل الثالث و الاربعون : تذكر أغنيتي
الفصل الرابع و الأربعين : وداع أم خداع
الفصل الخامس و الأربعون : ليست بريئة
الفصل السادس و الأربعون : فرشاة رينيه

الفصل الثامن : كوني بخير

10.3K 801 243
By Sanshironi

لم اكن مرهقة نفسياً فقط بل جسدياً ايضا!، كتفي الذي اكاد اقسم انه انخلع من موضعه اضافة الى الخدوش على راحة يدي ، انا حتى عاجزة عن التفكير او حتى تذكر ما حدث .

كان كل شيء ضبابي و مظلم في رأسي انا حتى لا أعلم كيف دفعت بجسدي نحو الهاوية! الاحساس بذنب و الندم و كره الذات كل شيء

يدي لم يكن اليوم ينقصه روعة خاصة انني كدت اقتل نفسي اليوم لكن الروعة الحقيقة اقتحمت غرفتي في اللحظة التي خرجت فيها من الحمام و الف المنشفة البيضاء على شعري .

وقفت بحيرة و علامات الاستفام تحلق فوقي فهذه اول مرة ارى فيها السيدة لوريندا داخل غرفتي طوال سنواتي عيشي هنا ، بدى الوجوم على وجهها و تحدق بي بإستغصار لكنني قررت السؤال:

- ما الامر سيدة باترسون؟

اوووه .. نسيت ان اعلمكم انها امرتي ان اناديها بذلك نظراً لكونها سيدة العائلة الاولى و كذلك حتى تحتقرني لكنني لا اعير لكل تلك التفاهة بالاً.

حدقت بي لبرهة لتتجول بنظرها الى ارجاء غرفتي البسيطة على عكس غرف هذا القصر الفارهة لترتسم ابتسامة جانبية ساخرة و تمتم:

- تناسبك فعلاً!


دلفت بكل ثقة عمياء لداخل غرفتي و قد لاحظت انها تتوجه نحو غرفة الملابس خاصتي بعد ان رأت باب الحمام الفتوح و قد ادركت ان الباب الاخر غرفة الثياب فتحتها بقوة لتحدق بها بشيء من الاشمئزاز ثم دلفت الى الداخل بينما انا تصنمت في مكاني من الصدمة ... ما المصيبة التي تدور في عقل تلك المرأة؟!

توجهت نحوها مسرعة لارى انها مازالت تحدق بالارجاء ثم حولت بصرها نحو ثيابي المرتبة على الارفف و التي لا تحتمل الطي قمت بتعليقها ، غرفتي بسيطة جداً! لا تتجاوز مساحتها الثلاثة امتار احذيتي مرتبة في ارفف طولية داخل الحائط ثم ثيابي العادية المطوية على مدى ثلاثة ارفف فوق بعضها بجانبها ثيابي المعلقة ثم في الحائط المجاور ثياب شتوية غليطة مرتبة اقوم بإرتدائها في شتاء.

ضحكت ساخرة معلقة على غرفتي:

- عندما امرت الخدم بنقلك الى غرفة تناسب مقامك ظننت ان عقولهم الصغيرة لا تميز لكنهم ادهشوني حقاً فهي تناسب عليلة مثلك بالفعل.

قاومت تقليب عيناي بصعوبة و تقليد على كلامها لكنني صمت فلم تكن لدي النية في الرد لكنني اعدت سؤالي:

- سيدة باترسون ما سبب وراء دخلك غرفتي؟

- بطبع ليس حباً فيك ايتها العليلة .....

شعور متبادل ...

- لكن للأسف يجب ان احرص على تبدي جيدة الليلة.....

طرفت عدة مرات ... هل ستنتقم مني هذه المجنونة و ترميني في احدى بيوت الدعارة!
لست أدري و لكن الافكار السيئة صارت تتسابق داخل ذهني ، أكملت تلك الشمطاء:

- سيقام الاحتفال السنوي لشركة بمناسبة عامها الخمسين و يجب ان تكوني هناك حتى تتوقف الشائعات حول كوننا ننبذك عن المجتمع.

واااو .. لقد ذهب تفكيري بعيداً للحظة لكنني مازالت موقنة انها لن تتردد في فعلها ابداً و ... ان الشائعات صحيحة انتم تنبذونني عن المجتمع بربكم! لقد خصصتم لي يوم واحد في الاسبوع اخرج فيه من هذا السجن .... تمتمت مكملة:

- ان الحرية التي نعطيك اياها اكثر من الطيور حتى.

عفواً! .... اظن انها تقصد الطيور المحبوسة في حديقة الحيوان ، انا واثقة من ان إعدادات هذه المرأة مضروبة! ما معنى كلمة الحرية في رأيك؟ ارجوكم فليقم احدكم بتغير معجم هذه المرأة من " فلتذهب هذه العليلة الى جحيم" الى مختار الصحاح.

- و هل علي حضور الاحتفال؟

سألت بحذر و انا واثقة بأنها سوف تسخر مني :

- كم هي سرعة استعاب عقلك الصغير للمعلومة؟ لو انني قلت لغز لظهرت الادخنة من اذنيك.

اخبرتكم ... نقة لصالح اليس و ... المعذرة! عقلي الصغيرة هذا هو من جعلني أحصل على نسبة 89٪ في اختبار الذكاء لولاه لما أحصل على علامات تامة ثم انني انا من يقوم بكتابة تقارير ابنك ايتها الشمطاء من دوني لكان تقديره جيد جداً ... لكن لندع هذا الكلام داخل عقلي تنجب لركل مؤخرتي فيما بعد .

- و لكنني لا أمتلك اي فساتين للمناسبات .

نفضت يديها فتنهدت براحة فجأة و قلبت عينيها لتخرج مسرعة من غرفة ثيابي قائلة:

-ارحتني ... اذا سوف اختار لك فستان و حذاء المناسبين عبر الانترنيت و عندما تصلك ارتديها و اهتمي بمظهرك.

حركت سبابتها نحوي بحركة دائرية ثم تعدت جسدي الواقف امام الغرفة لتعود بخطواتها الى الوراء و هي تركز بوجهي ، رأيتها! الدهشة في عينيها يبدو انها لم تتوقع ان تكون بشرتي صافية و نظرة الى هذا الحد راقبت فمها فلاحظت ان شفتها تمتعصان و انا واثقة من انها تبحث عن سخرية تقولها لي لكنها لم تجد....

ابتعدت قليلاً عني لتقول عندما لم تجد سخرية مناسبة:

- سأرسل خبيرة تجميل و مصففة شعر بعد ساعتين .....

سكت! عندما ادركت انها بررت تصرفها لم تشء ان تزيد حرف واحداً فغادرت بصمت ، في الواقع لم اهتم بها ابداً نزعت المنشفة عن رأسي و وقفت امام المرآة اتأمل وجهي على عكس ما توقعت لم يبدو شاحباً او متجهماً بل عادياً جداً ، لقد كان وجه فتاة عادية لم تقدم على الانتحار منذ ساعات! ... يالسخرية.

وضعت يدي على خدي اتذكر انني كنت اتمنى ان امتلك نمشاً على خدودي و انفي حتى انني كنت اقوم بتزييفه عند خروجي من المنزل حتى قال لي لويس انه يفضل شكلي العادي و ان ساندي تبدو اجمل به ، حزنت بتأكيد لكنني تفهمت رأيه بشرتي حليبية صافية اليست شيء يتمناه الاخرون؟ حينها ادركت ان المرء لا يقبل بالذي عنده.

ارتميت على سريري بعد تذكري لتلك الذكرى التي مر عليها سنتان كانت شيء من اجمل لحظات حياتي التي لن تتكرر كيف لا و هي مع حبي الاول و الاخير.

نظرت الى الخدوش في يدي أتأملها و أستشعر لسعاتها الحارقة بصمت ؛ لقد دق قلبي رعباً لاول مرة منذ زمن، ليس خوفاً من سقوط او الموت بل خوفاً عليه!

نعتني بالمجنونة و هو كاد يقتل نفسه معي رغم كونه لا يعرفني ، عقلي ما يزال لم يستوعب انه ذات الشخص الذي رأيته في اول يوم لي في مدرسة ... حتى الوقت الذي ادرك فيه كل شيء سوف اصرخ بحرج كما لم اصرخ من قبل.

رغم كل شيء فأنا ممتنة له حقاً ليس لانه انقذني فقط بل لانه صفعني بكلماته ، لوهلة شعرت انها خرج من بؤرة سوداء يغلفها الندم و الالم اين كان ذلك الفتى ، انا واثقة من انه مر بتجارب مؤلمة حتى يتفوه بكلام كهذا ... اقسم ان اثرها سيبقى علي طوال ما تبقى من حياتي حتى ذلك الحين سأكفر عن ذنبي .

نهضت و انا عازمة على تنفيذ قراري ربما لهذا السبب انا لازلت متماسكة و هذا الحماس الذي يعتريني هو الدافع وراء حيويتي الغريبة هذه ، كورت يدي امامي و كدت اصرخ بي ' سأفعلها' لولا ان احدهم طرق الباب مرتين و دخل دون استئذان .

راقبت الباب بترقب ليظهر ادريان الذي بدى مشغول الفكر بشيء ما فلم ينتبه الي الا بعد ثواني من وقوفه حتى انه دلف الى داخل ، بعد انتبه الي اخيراً تخشب في مكانه بصدمة و هو ينظر الي بي ...... ذهول؟!

لا ادري فهذا ما رأيته على وجهه الذهول و قد لاحظت كذلك الحرج فقد إحمر وجهه كثيراً و كأنه كان ينوي قول شيء لكن القط ابتلع لسانه ، وقف متجمداً و هو ما يزال يحدق فيّ ليقول بتوتر بعد ان التفت:

- سأتي فيما بعد.

خرج بسرعة و اغلق الباب خلفه بقوة ... و ما كان هذا ايضا بحق الله؟ لسبب حولت بصري ببطء الى ... و .. اووووووه!

- اللعنة!

هسهست بها بين اسناني و قد ارتفعت الدماء الى رأسي من الخجل و حرج ، هذا ليس صحيحا! ... اعني حسناً ، فقط لكي أهدئ نفسي ، هو فقط ... حاولي نسيان ذلك آليس .... آآآخ و من أخدع!

هذا أسوء شيء يحصل معي بعد ما محاولت قتل نفسي اليوم ، بل انه الاسوء! اقسم انني أفضل الموت مئة مرة على ان يراني شخص ما هكذا و ليس اي شخص انه ادريان! قريبي الذي أعيش معه و سأتذكر ما حصل كلما نظرت الى وجهه.... لماذا لم يتركني ذلك الفتى أموت و ارتاح؟

كنت على وشك البكاء حرفياً على حالتي المزرية و حظي التعيس و على كل دقيقة تمر و انا افكر بالامر ، نزعت معطف الاستحمام المنزوع من الاساس و ارتدي شورت قصير جداً باللون الاسود و بلوزا فضفاضة خضراء غامقة.

جلست امام طاولة التزيين و أمسكت بالمشط اسرح شعري ببطء و لكي انسى ما حدث و لو قليلاً صرت أغني بخفوت ، أغني بكل أحساسيسي و قلبي و روحي لست أدري و لكن لطالما أحست بدفء و راحة في غناء لقد كان طريقتي في التخلص من كل ما يؤرقني و يحزنني ؛ و كأنني أجمع كل خواطري و أرتجمها الى كلمات.

لم اشعر سوى بدمعة تحرق خدي ، توقفت لا ارادياً عن تمشيط شعري لامسك هاتفي بسرعة، اصابعي تحركت من تلقاء نفسها لتدخل معرض الصور منها الى ملف الكاميرا ثم الى الصورة الوحيدة الموجودة فيها.

كنا نحن الثلاثة فوق سطح مبنى المختبرات واقفين بثياب الاعدادية نتخذ وضعية سعيدة تعبر عنا ، لويس في الوسط و انا على يمناه و ساندي من شماله كان واقفاً يحوط يديه حول كتفي كلانا ساندي رفعت وسطاها و سبابتها على هيئة رقم اثنين و هي تضحك اما انا فأمسكت بيد لويس لأسحبها قليلاً الى الامام حتى تحاوط رقبتي و اسندت رأسي على كتفه في حين اعتلت ابتسامة كبيرة شفتاي.

مسحت دمعتي و انا ابتسم لرؤية هذه الذكرى التى كدت افقدها وسط ملفات النسيان ، جفلت لطرق باب لكنه فتح بعد ان أذنت لطارق لتدخل امراتان غريبتان و ورائهما رجل يمسك بفستان مغلف ادركت حينها ان الفستان لي و تلك خبيرة التجميل و الاخرى مصففة الشعر .

بعد ثلاث ساعات من الجبد و تلميع و تقشير الخ الخ .... انتهيت! يا ويلي هل السيدة ماتيلدا دائماً هكذا؟ اقسم انني كرهت نفسي و هي تقوم بوضع ذلك الشيء الاخضر على وجهي.

إرتديت فستاني الجديد و لا انكر ابداً ، انه رائع حقا! تلك الشمطاء تمتلك دوق راقي لأبعد الحدود كان الفستان يتخذ اللون الخمري ذو تصميم بسيط و جميل مع فتحات جانبية حول الكتفين و طوله المعقول ، لقد أعطاني حقي تماماً.

وقفت امام مرآة طاولة التزيين كي اضع اللمسات الاخيرة من حُلي و أقراط ، حينها طرق الباب للمرة المليون هذا اليوم قلبت عيناي فأنا لستُ معتادة على ذلك أبداً! مع كل هذا الاهتمام الغريب أشعر أنني محور هذا الكون اليوم ؛ لا أعلم ما ان كان بإمكاني ادخار بعض من هذا الاهتمام حتى أقسمه بتساوي للأيام القادمة.

أذنت لطارق بدخول و أنا أضع قرطي الثاني مبتسمة فقد كان جميلاً ملائماً الفستان بشدة، سمعت صوت حمحمة بعد ان نسيت ان احدهم هنا! استدرت تلقائياً لأفاجئ برؤية ادريان واقف بجانب الباب و سرعان و تذكرت ما حصل منذ ساعات .... ايتها الارض انشقي إبتلعني أرجوكِ!

لسبب ما ذلك الوغد كان يبتسم بإستماع و هو يراقبني من رأسي حتى ظفر رجلي ، هل يعلم ما أفكر به يا تُرى؟ يا الهي ... اقسم ان وجهي من شدة ضغط الدم فيه.

- ما الامر؟

سألتْ بعد ان اطال الصمت متجنبة حرجي و خجلي منه ، لكنه لم يجب بل تقدم نحوي و عيناه لم تتحيدا عني ابداً ، هل انا الوحيدة التي تفكر بأشياء منحرفة؟ كل ما فعلته هو محاولة السيطرة على توتري و تنظيم نفسي حتى لا يشعر و قد نجحت في ذلك بأعجوبة ! وقف أدريان امامي راسماً ابتسامته الهادئة فقال:

- فستان جميل.

حاولت الابتسام بطبيعية مع توتري الشديد و ردت عليه بنفس نبرته:

- شكراً .. انه دوق والدتك.

ابتسمت له بإمتنان ليتجاوزني و يستند على طاولة خلفي و هو يضع يديه في جيوبه محولاً ابصاره الى الارض و قد اكتسى التردد ملامحه، بدا و كأنه هائم في شيء او ان امر ما يشغل تفكيره ، انا أعرف ادريان اكثر من كف يدي و هو الان بصضد قول أمر سيء لي ، شعرت بضيق لملامحه المريبة تلك فسألته :

- ادريان ... اتريد قول شيء؟

نظر الي بملامح يملئها القلق لوهلة لكن كل ذلك تبدل في ثواني ليقول مبتسماً برضى:

- مبارك لك يا آليس ... سوف تصبحين فنانة مشهورة أخيراً.

لم أحتج لتفكير مرتين حتى أدرك تماماً ما يقصده ، لقد كنت أشك في الامر منذ البداية لذلك لم يكن تصديقه بشيء الصعب ابداً ، مع ذلك اجتاحني الذعر و صدمة لم أكن اتوقعها حتى عقد لساني لبرهة قبل ان أنتطق بتعلثم:

- ك ... كيف؟ لا ... ذلك مستحيل!

ثم صرخت في وجهه و قد كانت الغصة عالقة في حنجرتي:

- الم يكن العقد ينص على عدم افشاء عن هويتي؟! .... لا هذا مستحيل! انتم تدمرون مستقبلي يا ادريان ... انا لم ارغب ابداً في ان اصبح مغنية ابداً انتم من ارغمتوني و انت تعرف ذلك جيداً ادريان!

بدى منزعج من رفعي صوتي عليه فقال بحدة هو الاخر :

- كان ذلك في الماضي .. لقد تطورت الامور و انحرفت عن سابق عهدها الذي عرفته ، يجب ان نوسع نطاق العمل اكثر و من أجل تحقيق ذلك علينا عقد شراكة مع شركات و مساهمين جُدد .... و انت تعلمين جيداً ان إبرام عقد ما مع أحد يتطلب وجود إثبات المِلك التام لرأس المال ... انت كُنتِ هي الوريثة و نحن لا نمتلك قرشاً واحداً داخل حدود رأس المال فكيف تريدين منا التوسع و فتح مشاريع جديدة؟

ثم هدأت ملامحه بعد ان رأى إحمرار وجهي و إرتجاف جسدي الذي لم أستطع السيطرة عليه ليقول بنبرة اكثر هدوء محاول إقناعي:

- آليس ... ان الشركة في ورطة حقيقية! سيتهدم كل ما تم بنائه منذ سنوات ... لن نستطيع الصمود وحدنا ان الاعمال القادمة بحاجة الى تمويل و كل من كان يفعل ذلك انتهى عقده معنا منذ مُدة و نحن لم نعد قادرين على تجديده لاننا لم يعد لدينا ما نقدمه لهم ... انا حتى لا أعلم كيف سيتم دفع مرتبات الموظفين آخر الشهر.

انا لا أثق به! ... لانني بلكاد صرت أثق بنفسي خاصة مع ما حدث لي اليوم ، لكن مع ذلك أستطيع إستشعار صدقه ليس فقط من كلماته بل حتى من ردة فعل جسده ؛ انها تخبرني انه لا يكذب علي مع ذلك كان للخوف و الهلع النصيب الاكبر في جعلي أتردد و ألا أثق بكلامه .

فكرة ان أقف أمام مئات الحضور و ان ألقى كلمة او ان يتلف الصحفييون من حولي و ينهمرون علي بالاسئلة و أضواء فلاشات كاميراتهم .... و أكثر انما هذا ليست سوى قطرة صغيرة من اول الغيث.

تحدثت أخيراً و خرج صوتي مهزوز متقبل لأمر الواقع:

- أنتم فقط ... تريدون وضعي في الصورة .. أليس كذلك؟

أشاح ادريان ببصره عني لأدرك منه انني محقة ،دق قلبي و قد شعرت ببعض الالم لكني تجاهلت الامر كالعادة و صرت افكر في المصيبة التي وقعت على رأسي من سماء ... بدأت أفكر "لو ان ذلك الفتى تركني اموت لكان أفضل" قلت ذلك في نفسي بسخرية .

أخرجت الهواء الثقيل من صدري و حاولت تصفية ذهني قليلاً حتى أخرج بالقرار النهائي الذي سيحسم الامر :

- انا موافقة و لكن بشرط.

.
.
.
.

-الراوي:

سبقهما باتريك و لوريندا الى الشركة حيث سيقام الحفل هناك ؛ من أجل الاشراف على التحضيرات كاملة و إستقبال المدعووين ، لذلك بقى ادريان حتى يُقول لآليس السبب الحقيقي وراء هذا الحفل المفاجئ و حتى تكون مستعدة لما سيحدث.

في سيارة لم تتوقف آليس عقد اصابها ببعضها في توتر و إخراج الزفير كل ثانية بضيق كذلك لم تكف عن هز رجلها بسرعة و لم تتعب من فعلها ايضاً ، افعالها تلك كانت تزيد الجو توتراً و اختناقاً اكثر مما هو كذلك ، كان ادريان يسند برأسه على الزجاج بملاح خالية من تعابير حتى ان عيونه السماوية فقدت بريقها المعتاد ، لقد بدا اكثر توتر من آليس لكنه لم يظهر ذلك فتحدث بشيء من البرود و عصبية:

- كفي عن هذا! هم لن يأكلوك على فكرة.

نظرت اليه الاخرى رافعة حاجب بسخرية لترد في انفعال و إستهزاء:

- لن يأكلوني؟! ... بطبع لن يأكلوني بأسنانهم لكنهم سيأكلوني بنظراتهم و اسألتهم و مضايقاتهم الا تعلم كم ستنقلب حياتي حينها؟ ستصير جحيم حي و ستصبح الشياطين و عفاريت تتراقص من حولي و ترمي الي بأطواق من الزهور ... سينقلب الاعلام و صحافة حول العالم بعد اعلان الخبر! ... سيصيبونني بالعمى من فلاشات كاميراتهم و سيلاحقونني الى كل مكان و لن أعود لروتيني الملل بعد الان!

زج ادريان على أسنانه في حنق من تهكمها الساخر و تفكيرها السلبي فهي ليست بحاجة الى دوافع اضافية لذعر أكثر ، قال بغيض و حده:

- توقفي عن التفكير في هذه الاشياء أنت تزيدين الطين بله لا أكثر ، ثم لماذا تصرخين علي؟ ليس انا من وقع العقد او أجبرك على الغناء او حتى أتخد القرار بإفشاء هويتك! لا تلوميني على ذنب لم أرتكبه ....

قاطعته صارخة لتسكته فحديثهما لا يفيد بشيء انما يزيد الوضع سوء لا أكثر:

- انا أعلم انا أعلم ... لذلك أخرس أرجوك فأنا لست بحاجة الى المزيد من قلق و الهلع الذي انا فيه الان!

وضعت يديها على رقبتها لما أحست بإنقطاع الهواء من رئتيها لتسكت و تحاول جبذ الهواء اليهما و التنفس البروية مع ان ذلك كان مستحيلاً مع تزايد ضربات قلبها و ضيق صدرها ، سرعان ما لاحظ ادريان الاعراض فغزت ملامحه القلق ليسألها بهدوء و ترقب:

- ما بك؟ ... هل أنت بخير؟

هزت رأسها بإيجاب لما إستعادت تنفسها الطبيعي لتقول بصوت مخنوق و بائس:

- أرجوك لا تقل شيء يكفيني ما انا فيه الان.

لم يقل ادريان شيء انما عاد بظهره للوراء في صمت و عيناه لم تتوقفا عن مراقبتها و فحصها بتمعن حتى ادرك انها بخير حقاً.

كانت القاعة ممتلئة بالحضور بشكل غير متوقع مع ان الدعوة قد وصلت صباح اليوم لكن و لتجنب معاداة باتريك او شركائه ألغى البعض أعمالهم و البعض الاخر أجلها لوقت آخر في حين بيقتهم علقوها لما بعد الحفل .

لم تقتصر الدعوة على رجال الاعمال و النساء بل حتى كبار نجوم الشاشة و فنانين اضافة الى ورثاء شركات و أعمال أهلهم هم كان لهم النصيل الاكبر من الاهتمام ، كونه اول احتفال منذ تسع سنوات يجدر به ان يكون حديث الصحافة و الاعلام لطول العام.

و كما كان المكان مليء بضجيج الحضور كان رايان يقف في زاوية بعيداً عن أنظار الصحافة و متجنباً اي اختلاط مع احد لانه يعلم جيداً كم سيتعرض لتملق و مجاملات و هذا اكثر ما يكرهه ،كل ما عليه الان هو الصبر لساعة اخرى و ينتهي كل شيء ثم يعود الى المنزل.

ظن ان ساعة واحدة ليست بالوقت الطويل لكنه ادرك انها اطول من الدهر كله خاصة مع تجمع النساء و الفتيات حوله في محاولة التملق و اغرائه ، فبعد خسارة ديلان كان رايان السبيل الوحيد حتى يظمنوا مستقبل أعمالهم و كذلك أموالهم ، حتى من رغم كون ديلان متزوج الى انه هو الاخر لم ينجوا مثله تماماً من الحشد الغفير و هذا ما يجعل تريس تلتصق كعلكة في الحذاء به اينما ذهب كل ما عليها فعله هي إعطائهن واحدة من تلك النظرات القاتلة حتى تظمن انها لن تفكر في إقتراب من زوجها مجدداً.

- سيد روتشايلد سمعت انك ذكي جداً و دائما ما تحصل على علامات تامة و انك لم تتزحزح من المركز الاول ابداً انا حقاً اتمنى منك مساعدتي في الدراسة بما اننا زملاء طبعاً.

خاطبته بصوت يكاد يتخطى القطن من نعومته مع إرتجافه قليلاً ليدل على خجلها و عيونها التي لمعت حتى تظهر بصورة مثالية تجعل كل من يراها يوافق مباشرة لكن رايان ليس بحاجة الى ذرة تفكير لكي يدرك ان كل ما تفعله الان تمثيل حتى و ان بدا حقيقياً ،رمقها ببرود ليرد بنبرته الجامدة:

- اعتذر فلست اعمل معلم خصوصي.

توسعت عيناها في عدم فهم للحظات بعد ان ظنت انها تمكنت منه لكن كلامها صدمها و جعلها تتحجر في مكانها و كأنها تلقت صفعة او ان احدهم سكب دلو من الماء البارد عليها ،لم يطاوعها كبريائها و غرورها اكثر من ذلك فرحلت دون ان تنبس بكلمة ، تنهد رايان بملل ثم نظر الى ساعته ليرى انه ما يزال الوقت امامه:

- ساعة غبية!

تمتم بها بين انفاسه ليتحرك تاركاً موقعه بجانب احدى الطاولات لكن ما يكن بالحسبان او حتى بحلم كانت امامه توقف واقعاً حتمياً لا مفر منه ، توقفت لثواني في مكانه يكذب ما تراه عيناها كيف لا و هي تقف ممسكة بكأس تحاور احدهم باسمة.

ظل يرجواً ان ما يراه ليست هي و انها مجرد شبيهة لها او انه يتوهم او اي شيء لكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه! فما ان التفت حتى بان عليه وجهها الباسم ، شعر بشرايين داخل جسده على وشك الانفجار و بقبضة يده التي عصرت نفسها غارزتاً أظافرها في باطن يدها و بأسنانه التي اطبقت على بعضها في حقد و كره مكبوت:

- ما الذي اتى بتلك المرأة هنا؟!!

لم يكن عقله قادراً على تفكير بشيء لثواني معدودة لم يسعفه الوقت لفعل شيء و خاصة في اللحظة التي ادركت فيها تلك المرأة ان احدهم ينظر اليها لترفع بصرها و تراه .

لكنه لم يسمح لها برؤيته فتحرك ناحية الباب المؤدي الى الحديقة في الخارج ، مشى قليلاً بخطوات واسعة حتى صار يقف على بعد مسافة من المدخل و ملايين الافكار تتناطح في خلده .

لماذا هي هنا؟ و لماذا لم يعلم بذلك؟ هل يعقل ان ديلان او تريس فعلا ذلك عمداً؟ لا مستحيل هما اكثر من يدرك ان ذلك لن يفيد بشيء بل سيزيد الوضع سوء لا أكثر و خاصة انهما بدلا مجهوداً في اقناعه بالعودة فكيف يخاطران و يحضرانه الى مكان قد تتواجد فيه هي؟

كاد يمسك برأسه الذي صار يعج بالكثير من الافكار و يصرخ حتى يقطع حبل أفكاره الى ان جذب انتباهه احدما قادم ، لم يلبث قليلاً حتى ادرك انها هيذر كانت مسرعة في خطواتها و قد بدى على شكلها التوتر حتى انها لم تلحظ رايان الذي يقف على الجانب الاخر ، وقفت في مكانها و هي تهز رجليها بسرعة و تنظر الى الاسفل في ذعر شديد و قد اخذ جسدها يرتجف.

ضيق رايان جفونه بإستغراب منها الى انه كان منبهراً بها كالعادة كيف لا و هي مرة اخرى تظهر بشكل الملاك الفاتن ، فستانها المقسوم الالوان حيث كان الجزء العلوي يتخد اللون الاسود و السفلي الابيض لم يكن مفصول الالوان فقط فقد كان يظهر شريط صغير من خصرها ايضاً ؛ مع شعرها المموج و جمال تفاصيلها الصغيرة كانت أشبه ملاك.

التفتت هيذر بسرعة لما احست بقدوم امها نحوها مسرعة هي الاخرى ، سحبت ابنتها من ذراعها بقوة و قد بدى لرايان انهما تخوضان نقاش حاد انتهى بصفعة قوية على وجه هيذر قبل ان ترحل امها تاركة ابنتها متصلبة في مكانها و هي تمسك بخدها في انكسار.

لم تبكي او تصرخ او تتألم او تبدي بأي ردة فعل فقط بقت جامدة في مكانها تنظر الى فراغ و يدها ما تزال على خدها في صمت، توسعت عيناه مما رأه و قد بدا بشيء الصادم قليلاً و مخجل له قليلاً لكن ما كان يخجل فعلاً هي نظرات هيذر المصدومة لما لاحظته اخيراً يوقف بعيداً عنها لتلتقي أعينهما بشيء من الدهشة و حرج.

طأطأت هيذر رأسها بسرعة لكنها بقيت في مكانها متجاهلة اياه و كأنها لم تره ابداً اما هو فتنهد بضجر فيبدو انها هي من تحتاج الى بقاء بمفردها لبعض الوقت اكثر منه ، قرر العودة الى داخل لكن عليه المرور بجانبها حتى يستطيع الدخول .

وضع يديه في جيوبه و توجه نحو الباب فمر من خلفها لكنها تحدثت فجأة:

- أنت لم ترى اي شيء!

توقف دون ان يلتفت اليها ليقول لها بشيء من السخرية:

- صحيح! .... لم ارى اي شيء لذلك لا داعي لقلق.

رغم كونه ساخراً الى انها طريقته في قول الحقيقة ، تحرك خطوة اضافية حتى توقف من جديد عندما سمعا تحدثه لكن بنبرة اكثر لين :

- انت حقاً مختلف عن ابن عمك جايكوب.

قلب رايان عينيه بإنزعاج مما سمعه ليقول بتعصب:

- آآخ .... لماذا الجميع يظنني مثله؟

استدارت هيذر نحوه لتراه يقف معطياً اياها ظهره فردت على وصال هادئ :

- ألم تكونا صديقين من قبل؟ ناهيك عن كونكما أقرباء .

لم يعتد كلامهما على التحدث الى احد اخر من قبل كذلك كان كل منهما يأخذ فكرة خاطئة عن الاخر ، لم يتوقع رايان ردودها المتزنة كما لم تتوقع هيذر تفهمه لموقفها مما جعلها تردف :

- أنه لمن الخطأ ان تظن ان كل افراد العائلة متشابهون ... حتى و ان كانوا يسيرون في القطيع نفسه فلكل شخص منهم تفكيره و نظرته الخاصة لأخرين ...مثلي تماماً الكل يظن انني اشبه امي لكنني عكسها تماماً بينما هي تقضي وقتها كله بتسكع و جني المال انا اعزل نفسي و احب شعور كوني وحيدة هكذا فقط ... لن اشعر بالحزن اذ ما تركني احدهم.

حديثها هذا كان ينم عن الكثير من المشاكل العائلية التي عجتلها تفرغ كل ما يجول في قلبها دون ان تدرك ، استرق رايان النظر اليها في نية تفحصها ما ان كانت واعية لما تقول ام لا لكنه بدل ذلك لاحظ ارتجاف طفيف يديها و تشنج بسيط في رقبتها مما جعل هيذر تضع اناملها المرتجفة على مؤخرة رقبتها و تضغظ عليها قليلاً ، انسدلت جفونه و قال بهدوء:

- لا أستطيع القول انك على خطأ في الوقت ذاته انك محقة على الانسان ان يبقى حذراً و يقضاً و الا يثق بأحد حينها فقط لن يشعر بالقلق ابداً من خيانة احدهم ...... و شيء اخر ..... توقفي عن اخذ المهدئات فهي تسبب الادمان و الانهيارات العصبية.

رمى بكلماته ثم غادر تاركاً اياها مصدومة و متصلبة في مكانها ، تمتمت بغير بتسأل:

- ك ..كيف عرف؟

مثلما كانت هيذر متوترة كانت آليس متوترة ضعفها مئات المرات كما كان لها النصيب الاكبر من الهلع و خوف فمع مرور الوقت تزداد تلك الاضطرابات اكثر مع اقتراب من اللحظة التي سيعلن فيها باتريك عنها و الاكثر من ذلك هو يريد منها القاء كلمة! كيف ستقول خطاب ما و هي بالكاد تقف على رجليها؟

بسبب الضغط الشديد احست بضيق كبير في صدرها و قلبها ينقبض بقوة و الم تذكرت نفسها عندما رمت بحبة الدواء بين الاعشاب هذا الصباح لتتمتم بين انفاسها بسخط " اللعنة! انا لم أخذ دواء اليوم" وضعت يدها على قلبها و صارت تتنفس بقوة ، لاحظها احد الحضور فاتاها و سألها بقلق:

- آنسة باترسون هل أنت بخير؟

نظرت له مبتسمة بتصنع وسط الالم الذي يفتك بصدرها قائلة :

- انا بخير فقط الزحام يسبب لي بعض الاختناق سأخرج قليلا.

اومأ الرجل بتفهم لتتركه و تسير ببطء بين الحضور ، هي بتأكيد لن تكون قادرة على تحمل الاكثر فما بالك ان تلقي كلمة امام حشد من الناس و كاميرات الصحافة و أسألتهم التي لن تنتهي . لا تريد ذلك ، لا تريده لانها ليست مستعدة له ابداً و قلبها ضعيف على تحمل ابسط نسمة رياح فما بالك بعواصف بشرية لا تنتهي .

تحركت و هي تبحث بعينيها عن ادريان على امل منه ان يجد لها حلاً فهو الوحيد القادر على ملاحظة تعبها و ربما مساعدتها ، اثناء بحثها المستميت عنه سمعت ضربات المايكروفون لتتجمد في بقعتها و هي تدعوا في داخلها انه ليس عمها فهذا ليس وقته ابداً ، إستدارت بسرعة لتتوسع حدقتاها الزمردية من رؤية عمها واقف يبتسم بإصطناعية فاتحاً خطابه بترحيب الحار ثم انتقل بحديث عن بداية الشركة و عن الصعوبات التي واجهتها و ما الى ذلك .

مع كل كلمة يقولها كان معدل ضربات قلبها يزداد بجنون و رئتاها لم تكونا قادرتين على توفير الكم المناسب من الهواء لقلبها الضعيف ، ظلت تراقبه بعيون فارغة من اي شيء مترقبة اللحظة التي سينتطق فيها أسمها .

كانت تدعوا ان ترى ادريان في هذه اللحظة بذات لانها علمت انها لن تصمد اكثر خاصة مع ارتخاء جفونها و الدواء الذي اصابها حتى احست بحرقة في حنجرتها تليه احساس خروج شيء ما لتضع كلتا يديها في فمها بعد بصقت دماً لطخ يدها و سال قليلاً على جانب شفتيها ، فقدت توازنها لما ان شعرت بأن الجواء تدور من حولها تليه ظلام دامس اطبق على بصرها بعد ان وقعت على الارض بقوة.

وقوعها المفاجئ وسط جموع الناس جعلهم ينتبهون لها لتعلوا همهماتهم و تركيز الاخرين الى ذات البقعة التي وقعت فيها آليس حتى ان باتريك توقف عن الكلام بعد ان لاحظ حركة المدعووين الغير اعتيادية و ارتفاع اصواتهم و التفاتهم نحو نفس الاتجاه ، نظر باتريك نحو مساعده و اشار اليه بتفقد الامر حالاً.

كان ادريان على مقربة من آليس دون ان يعلم فما ان شعر بجلبة من حوله حتى استدار ناحيتها بسرعة ليصدم من رؤيتها ساقطة على الارض دون اي حركة ، ركض نحوها مبعداً الحاضرين عن طريقه حتى انه دفع بعضهم دون ان يعتذر .

جلس على ركبتيه ممسكاً برأسها رافعاً اياه و هو يصيح بإسمها بهلع، توسعت حدقتاه من الصدمة فقد كان وجهها شاحب مع تنفسها الضعيف و شفتاها التي لطختها الدماء لتسيل قليلاً للجانب ، اسرع ادريان و امسك بيدها يتحس حرارتها ليوجدها باردة " سحقاً! ... ما كان لهذا ان يحدث!" قالها بين انفاسه بغيض ثم نظر بطرف عينيه حوله فلاحظ الناس و هم يسألون عن حالها و يتجمعون حولها .

ارتبك ادريان و خاف ان يعلم احد بمرض آليس فأعراضه واضحة و يسهل التهكن به ، من أجل الا تأخذ كاميرات الصحافة اي صور لها نزع سترته السوداء بسرعة و وضعها على وجهها حتى يخفي شحوبها و صعوبة تنفسها اضافة الى الدماء العالقة على شفتيها ، حملها بسرعة وسط تسؤولات من حوله و قلقهم لكنه كان يكتفي بطلب منهم الابتعاد و إيقاف التصوير.

لم لينتظر قدوم سيارة الاسعاف خوفاً من ان يتأزم الوضع في اي لحظة لذلك ركبا سيارة العائلة و صاح بسائق بأن يسرع الى المشفى ، رفعها قليلاً حتى تستقر في حضنه و اسند رأسها على صدره لينزع المعطف عنها و يرميه كان منظرها يقطع قلبه من الداخل و ظل يلوم نفسه رغم كون الامر خارج عن سيطرته منذ البداية ؛ قال لها بقلق:

- تحملي قليلاً سنصل الى المشفى بسرعة.

طوق بذراعيه حولها و هو يشد عليهما فكان النذب يقتله ، يلومه على اخبارها رغم كونه يعلم الاثار الجانبية لضغوطات النفسية لكنه لم يدرك ان الامر سيؤول الى هذا المنوال لو ان اصابها اي مكروه بتأكيد لن يسامح نفسه.

كان خائف عليها ، خائف عليها اكثر من نفسه مما يحدث الان و الذي سيحصل لاحقاً لن يكون بشيء الجيد ابداً اولها رنين هاتفه الذي لم يتوقف ابداً منذ لحظة خروجه ، اخرجه بعد ان ضجر من رنينه ليجيب على والده الذي قال بعصبية:

- ادريان اليس معك صحيح؟!

تنهد ادريان و نظر اليها بأسى ليقول بنرته الهادئة:

- بلى و نحن في طريقنا الى المستشفى.

لم يتمالك باتريك نفسه ليصرخ على إبنه :

- ما الذي تفعله أيها الغبي! هذه فرصتنا لا تدعها تضيع من يدك!

جز ادريان على اسنانه في سخط و كاد يصرخ هو الاخر في وجهه والده الى انه بتأكيد لن يستطيع خوفاً من العواقب لاحقاً ، تردد في الرد قبل ان يخرج بتبرير:

- انا ادرك ما أفعله جيداً يا ابي! ثم لقد شاهدها معضم الحضور و هذا ليس بالامر الجيد ثم هل نسيت مشاريع الجديدة؟ شأت ام أبيت نحن بحاجة الى توقيعها و عقد تزال منها عن حصتها و الا ستذهب كل تلك الاموال الى جمعيات الخيرية و غيرها!

لم يكن ادريان يدرك ما يقوله كان همه الوحيد هو انقاذها هذه المرة فقط لكنه أفلح في إقناع والده الذي قال في تردد:

- أهذا ما تظنه؟

ابتسم الاخر بنصر بعد ان شعر بإقتناع والده فقال براحة:

- بلى ... و ان كنت لا تثق في فسأل المحامي في الحال.

- لا .... انا اثق بك ثم ليس لدينا الوقت لتحدث مع المحامي سأتي اليك مع امك بعد دقائق .

تنهد ادريان براحة ثم اغلق الخط و قد شعر بتخدر بعد ان كان خائف من ردة فعل أبوه، وجه بصره ناحيتها ليرى وجهها الشاحب و تنفسها الثقيل اضافة الى تعبيرها المتألمة ، كيف له ان يتركها تموت بحق الله؟ ان كان منظرها هذا يمزقه من الداخل فما بالك بتركها تموت امامه شد على عناقها اكثر و انزل رأسه حتى يسند جبهته على جبهتها هامساً بألم:

- لن أدعك تموتين ... حتى و ان كنتي تمثلين التهديد الاكبر .... على الاقل ليس هكذا و امامي .

رفع يده ليمسح على شعرها برفق و يردف:

- لكن أتعلمين ... منذ الان و صاعداً لن استطيع فعل شيء لك .. لذا ان تكرر الموقف مرة اخرى فأنا اشك انني سأكون قادرة على انقاذك ... فأرجوكِ حاولي ان تكوني بخير حتى موعد العملية.

ارتجف صوته و هو يفرغ لها كل ما يثقل قلبه و صدره ،هو لن يكون قادر على حمايتها مرة اخرة او حتى الوقوف بجانبها بل ربما الضربة القادمة ستكون منه! هذا ما كان يحاول قوله لكن لسانه عجز عن مطقها رغم كونها نائمة بين ذراعيه .

ظل على نفس الوضعية بطمأنها و يمسح على شعرها برقة حتى وصلا الى مستشفى ، هناك اخذوها منه بسرعة و نقولها الى قسم الانعاش ، اما ادريان فضل جالس امام المدخل القسم بقميصه الابيض فقط و قد لُطخ بقليل من دماء التي كانت على شفتي آليس.

وصل والداه بعد ربع ساعة تقريباً و دون ان يتحدثا في الامر ظل ثلاثتهم صامتين حتى خروج الطبيب المسؤول ، انتصب ثلاثتهم واقفين في ترقب و قبل ان يقولوا اي شيء تحدث الطبيب:

- هل انتم اقرباء المريضة آليس باترسون؟

رد باتريك و هو يشير الى نفسه:

- بلى انا عمها.

نظر الطبيب الى الاثنان الاخران فخشى الا يكونان من عائلة فقال لباتريك:

- هل يمكنني تحدث معك على انفراد؟

- لا باس فهذه هي زوجتي و هذا ابني يمكنك اخد راحتك.

تنهد الطبيب براحة ثم سأل:

- حسنا .... منذ متى و الانسة مريضة بفشل القلب؟

- منذ تسع سنوات بعد حادث الذي اودى بحياة والديها.

رفع الطبيب حاجبيه ثم اظهر بعض من معالم الحزن ليقول :

- اذا فهذا ناتج عن الصدمة .

- بلى هو كذلك.

نهض ادريان بعد تلفت اعصابه ليسأل الطبيب بعصيبة :

- كيف حالها الان؟

عدل الطبيب من نظاراته ثم رد مجيب بجدية:

- لن اقول جيدة لكننا تجاوزنا مرحلة الخطر و هي نائمة الان يجب عليها البقاء في مشفى حتى نهاية الاسبوع كي نراقبها عن كثب قلبها ليس بصحة جيدة و هناك احتمال ان يصيبها احتباس في السوائل و ضيق في تنفس اثناء نوم يؤدي الى الاختناق ، سوف نعطيها دواء ذو فعالية عالية يقلل من تيبس جدار القلب طوال فترة بقائها هنا ثم يمكنها العودة الى دوائها المعتاد.

اخرج ادريان تنهيدة قوية بعد ان كان يعيش على اعصابه في الدقائق الخالية اخرجت معها كل القلق و توتر الذي كان يسيطر عليه و ينهشه حي ، بما انها نائمة الان لم يكن ينوي ازعاجها فإستئذن والديه بالعودة للمنزل ليرتاح هو الاخر فما حدث اليوم استنزفه كل طاقته .

بعد ان وقع باتريك على أوراق المستشفى كان يمشي في رواق المؤدي الى المخرج مع زوجته لوريندا التي طغت على ملامحها اكفرار و اليأس لتقول لزوجها بقلق:

- لقد تركنا الحفل والمدعووين و غادرنا ... ماذا تظن انهم سيفعلون حيال ذلك؟

للمرة الاولى بدت بعض التعابير على وجه باتريك المستسلم لما سيحدث تالياً ، رد عليها بنبرة تنم عن بعض قلق:

- ان ما حدث يعتبر اهانة ، لن يغفرو لنا ما حدث .... قدومهم الى هنا دون الحصول على اي شيء بحد ذاته سخرية كنت اعلم انني مقدم على الخطوة الخاطئة لكن لم اعتقد ان هذا سيحصل .

وضعت لوريندا يدها على كتفه و نظرت نحوه بثقة و قد كانت على وشك قول الكلمات التشجيعية حتى رن هاتف باتريك ، نظرت نحوه لتقول له بتسأل:

- ماذا الن تجيب؟

نظر نحو هاتفه و قد اخرج زفير مستعد لسماع الصدمات ، وضع الهاتف على أذنه في يأس تام و قبل ان يقول اي شيء تحدث الطرف الثاني على عجل:

- سيدي عليك العودة في الحال! اين كان ما لديك الان اتركه و ارجع الان!

تنهد باتريك ثم قال بتشاؤم:

- لماذا علي العودة؟ لأرى كل ما تعبت عليه لسنوات ينهار.

استنكر الطرف الاخر و قال بحماس:

- بل لترى كم الاشخاص الذين يودون التشارك معك ... سيدي لقد انقذتنا السيدة جيما و هي الان في انتظارك ليس لدي ما اقوله لك اكثر عد الان.

اغلق الطرف الاخر الخط ليبعد باتريك الهاتف من يده و يحدق في لوريندا بدهشة ارعبتها فسألته بذعر:

- ما بك؟ ماذا الذي حدث؟

- علينا العودة لشركة بسرعة.

*****************************************

- تنطلق عشرات الالعاب النارية -

آم باااااااااااااااااااااك💖

كيكي باك يا جماعة

بعد اسبوعين غياب عدنا و بقوة و حنولع المكان🔥🔥🔥

- براحة يا اختي انت عايزة تقتليهم؟-

و لله من الحب ما قتل💖

اخيرا قدرت اتنفس من الامتحانات و الاختبارات و الحصص ما علينا اصل سيرة الدراسة تسد النفس

انتم شن اخباركم؟

اخبار الفصل ايه؟

هو كان لازم ينزل يوم الفلانتاين بس النت كان فاصل💔 اتس اوك اصل انا سنغل يعني الحب و فلانتاين ده مش شوري

السنغلة ذا بست👌😎

كبداية كم تقيموا الرواية من عشرة؟

غايز اي حد حابب نتواصل خارج الواتباد سواء فيسبوك او انستغرام يكلمني حابة زيد عدد المارشميلو عندي لحتى يجيني تسوس 😙

اتمنى تشاركو الرواية بين اصحابك لحتى استمر معكم و ابذل مجهود اكبر لإعطاء الافضل انشاء الله

الفصل القادم حينزل هذا الاسبوع كمان زي ما وعدتكم

دمتم في امان الله و حفظه💖


Continue Reading

You'll Also Like

128K 8.9K 30
إن كـانَّ الموُتُ حليفيِ وانَا جِوارُكَّ لإخترتُه عن العيشُ دوُنكَّ إنَّ التحرُر بسبيـِلُ النـفس واجـِب وحَبسُ النفسُ عن الهـوىَ مُحرّم والـهوُىَ بس...
21.2K 1.6K 10
ميردا ويلسن وأحلامها البسيطة التي تتمثل في أن تحظى برقصة على أنغامٍ هادئة بطلبٍ شابٍ وسيم يفتتن بها. كيف ستعالج إنكسارها بعد أن يتضح لها أن أمنيتها...
8.6K 808 46
هي فتاة طموحة و مرحة أكثر ما يميزها هي ضحكتها و مزاحها تريد أن تكون ناجحة في عملها ثم تتفاجأ بما يقلب حياتها رأسا علي عقب لم تكن تتوقع أن يحبها شخص...
2M 33.1K 36
[ S E X U A L C O N T E NT ] لم أتوقع بأنّني سأنْجذب لـِزوْج عمّتـي الأربعيـني بمُجرد تصادم سُبُلِ طُرقاتـنا في تلك الليلة و هِي ليلة مُقدّسة بالخطـ...