" أتذكر أنني كنت في رابعة من عمري تقريباً عندما ذهبت رفقة والداي الى المسابقة كي أشاهد العروض الموسيقية التي يقدمها العازفون من حول البلاد ، لا أتذكر جيداً لكن أظن ان شركة أبي كانت راعية لتلك المسابقة كونها تدعم هذا نوع من المناسبات ، كنت جالسة في الصفوف الامامية ألعب بدميتي بضجر شديد غير مبالية بأنواع المعزوفات المختلفة من كل فريق او عازف منفرد ، كل ما كان يجول في بالي حينها هو العودة للمنزل بأسرع وقت ممكن قبل ان ينتهي بي المطاف بنوم هنا .مع انتهاء العزف في كل مرة كنت ألاحظ نظرات والداي نحوي ، لم أفهم لماذا كانا يحدقان فيّ هكذا و لم أبالي ايضاً ، كنت قد ضجرت فعلاً فأوشكت على الصياح بإحباط و أخبار والدي بأنني أرغب بالعودة ؛ حتى إعتلت تلك الفتاة خشبة المسرح! كان من المحال ان أنساها ، فستانها الازرق كان اول ما جذبني لتركيز عليها ، لقد كان يلمع كابلور! تلك الدرجة السماوية الامعة تطابقت مع لون عينيها بشكل بديع أما شعرها ، كان منسدلاً مع تموجات رقيقة في أطرافه جعله يبدو كخيوط مطروقة من الذهب ، كانت مشرقة!
انجدبت عيناي نحو فستانها و جمالها فأسرت بهما لكن ؛ بعد ثواني أسر قلبي بشيء أخر عدا جمالها .. كان عزفها! استطعت ملاحظة أصابعها تتراقص بنعومة فوق مفاتيح البيانو و كأنها تخشى كسره و إذائه ، سرعة عزفها كانت متوسطة ليست بشيء المبهر بنسة للحكام كونهم يعتبرون العزف السريع يدل على الذكاء و تمكن ، طلتها كانت كافية حتى تضع جام تركيز الحضور عليها و عزفها كافي حتى يأسر كل الاذان و القلوب معاً .
للمرة الاولى برقت عيناي و اتسعت ابتسامتي بشكل ملحوظ في ذلك المكان ، عندها إقتربت مني أمي و سألتني :
- هل أعجبتكِ يا آليس؟
أجبت و عيناي لم تتوقفا عن تلألئ:
- بلى .. فستانها جميل!
أستغربت من إحباط أمي حينها أظن أنني قلت الاجابة الخاطئة ، بعد دقائق مضت كوهج البرق أنتهت تلك العازفة الشابة و حيّت الجمهور برقة ثم عادت ، كم شعرت بالحزن حينها حقاً و تمنيت أن يطول عرضها أكثر .
عدنا للبيت و طول الطريق لم أكف عن الحديث عن تلك الفتاة المشرقة ، لقد أستطاعت حفر صورتها بذاكرة طفلة في الرابعة من عمرها دون إذن و لكن كان ما أدركته متأخرة اليوم ، هو أنه عيد ميلادي ؛ الثاني عشر من ديسمبر .. و قد حصلت على أجمل هدية دون الحاجة الى الاحتفال به حتى .
بعد مضي بضع أيام أخرى و قبل بدء الكريسماس بقليل ، في تلك الاثناء كنت أجلس في حضن أبي صابة جام تركيزي في كيفية قطع أذن الارنب المحشو بين يدي ؛ بنسبة لطفلة في عمري آن ذاك كنت جادة! و لا اعلم لماذا تلك فكرت بتلك الفكرة الاجرامية .

أنت تقرأ
أغنية أبريل|| April Song
Romanceالثانوية ، و سن المراهقة قد تعتبر أحدى أجمل المراحل في حياة أي شخص عادي ، لكن حينما تكون ثرياً و ذكياً ذو وجه جميل و صوت عذب لا يسعك تخيل مدى النعيم الذي قد تعيشه . لكن تلك المواصفات لم تمثل سوى الجحيم الى آليس باترسون ، حتى كادت تؤدي بها الى الانتح...