أمعنت النظر الى صورتها في المرآة ، شعر أشعث منكوش و بشرة شاحبة و مرهقة ، أعين محمرة و تلك العقدة بين حاجبيها تقول إنها غير راضية عن مظهرها ؛ ضامةً ذراعيها أمام صدرها و تضرب الأرض بقدمها بعصبية .
أخرجت آليس نفساً حاراً من حلقها بقلة حيلة ، فتحت صنبور المياه و ملأت كفيها بقدر كافي لتغسل وجهها و عندما ضربت المياه جلدها صاحت بقشعريرة :
- باردة جداً ... انها باردة .
أخذ جسدها بالارتعاش من قسوة الصقيع الذي صفع وجهها ، أعادت النظر الى المرآة من جديد ؛ حسنا هذا أفضل قليلاً من ذي قبل فقد تحولت معالمها من متهكمة و منزعجة الى عصبية بائسة ، أعادت آليس شعرها لخلف حتى لا يزعجها بعد الآن .
بعد جلسة تأمل الذات و الاغتسال التي قضتها في دورة المياه ، خرجت من غرفتها و هي لا تعلم ما اذ كانت العائلة الكريمة تنتظرها على الإفطار أم لا ، و أثناء نزولها من الدرج رأت إدريان يهم بالخروج .
- هل ستخرج؟
إستدار ادريان تجاهها ليرد قائلاً :
- صباح الخير .
قلبت آليس عينيها متناسية العادات و التقاليد الصباحية ، إقتربت منه و هي تضع يديها في جيوب سترتها قائلةً بخمول :
- متى ستعود؟
رفع ادريان حاجباً بدون فهم رغم ذلك فأجاب بغير اهتمام :
- نحو ثالثة .. ربما ..ما سبب هذه الاسئلة؟
وجدت آليس نفسها مضطرة الى الحديث و هي لا ترغب بقول كلمة أكثر من ذلك :
- السائق في إجازة اليوم ، كنت أفكر في الخروج و التسكع مع ستيلا قليلاً.
كانت نبرة آليس تقول " هل أشبع هذا فضولك الان؟! " الا ان ادريان لم يلحظ ذلك و قال و قد تغيرت تعابيره :
- بالمناسبة لقد إتصلت بي قبل أيام و تساءلت عنك.
أوحت ملامحه التي انقلبت فجأة أن شيء غير جيد قد حصل لذلك تساءلت آليس و هي تترقبه :
- ماذا قالت لك؟
تحاشى ادريان النظر إليها مرتبكاً ليرد بخفوت :
- لا أفضل الحديث عن هذا ....
أدار مقبض الباب ليستطرد بوتيرة مغايرة :
- سأخبر ابي بأن يرسل اليك سائقاً من الشركة ، و أثناء العودة سأتي لأخدك هل أنتِ راضية الآن؟
هزت آليس رأسها موافقة ، و قد أوشك ادريان على المغادرة لكنه توقف لثانية قائلاً :
- لقد نسيت .. تناولي طعامك في المطبخ فقد تم تنظيف الطاولة.
فركت آليس غرتها فيبدو أنها تأخرت كثيراً هذا اليوم ، بنظر الى الجانب المشرق فقد كان مزاجها متعكراً كفاية هذا الصباح و رؤية زوجة عمها سيزيد من سوءه لا أكثر .
YOU ARE READING
أغنية أبريل|| April Song
Romanceالثانوية ، و سن المراهقة قد تعتبر أحدى أجمل المراحل في حياة أي شخص عادي ، لكن حينما تكون ثرياً و ذكياً ذو وجه جميل و صوت عذب لا يسعك تخيل مدى النعيم الذي قد تعيشه . لكن تلك المواصفات لم تمثل سوى الجحيم الى آليس باترسون ، حتى كادت تؤدي بها الى الانتح...