الفصل السادس و العشرون : من يكون بنسبة لي؟

7.1K 565 358
                                    

أمعنت النظر الى صورتها في المرآة ، شعر أشعث منكوش و بشرة شاحبة و مرهقة ، أعين محمرة و تلك العقدة بين حاجبيها تقول إنها غير راضية عن مظهرها ؛ ضامةً ذراعيها أمام صدرها و تضرب الأرض بقدمها بعصبية .

أخرجت آليس نفساً حاراً من حلقها بقلة حيلة ، فتحت صنبور المياه و ملأت كفيها بقدر كافي لتغسل وجهها و عندما ضربت المياه جلدها صاحت بقشعريرة :

- باردة جداً ... انها باردة .

أخذ جسدها بالارتعاش من قسوة الصقيع الذي صفع وجهها ، أعادت النظر الى المرآة من جديد ؛ حسنا هذا أفضل قليلاً من ذي قبل فقد تحولت معالمها من متهكمة و منزعجة الى عصبية بائسة ، أعادت آليس شعرها لخلف حتى لا يزعجها بعد الآن .

بعد جلسة تأمل الذات و الاغتسال التي قضتها في دورة المياه ، خرجت من غرفتها و هي لا تعلم ما اذ كانت العائلة الكريمة تنتظرها على الإفطار أم لا ، و أثناء نزولها من الدرج رأت إدريان يهم بالخروج .

- هل ستخرج؟

إستدار ادريان تجاهها ليرد قائلاً :

- صباح الخير .

قلبت آليس عينيها متناسية العادات و التقاليد الصباحية ، إقتربت منه و هي تضع يديها في جيوب سترتها قائلةً بخمول :

- متى ستعود؟

رفع ادريان حاجباً بدون فهم رغم ذلك فأجاب بغير اهتمام :

- نحو ثالثة .. ربما ..ما سبب هذه الاسئلة؟

وجدت آليس نفسها مضطرة الى الحديث و هي لا ترغب بقول كلمة أكثر من ذلك :

- السائق في إجازة اليوم ، كنت أفكر في الخروج و التسكع مع ستيلا قليلاً.

كانت نبرة آليس تقول " هل أشبع هذا فضولك الان؟! " الا ان ادريان لم يلحظ ذلك و قال و قد تغيرت تعابيره :

- بالمناسبة لقد إتصلت بي قبل أيام و تساءلت عنك.

أوحت ملامحه التي انقلبت فجأة أن شيء غير جيد قد حصل لذلك تساءلت آليس و هي تترقبه :

- ماذا قالت لك؟

تحاشى ادريان النظر إليها مرتبكاً ليرد بخفوت :

- لا أفضل الحديث عن هذا ....

أدار مقبض الباب ليستطرد بوتيرة مغايرة :

- سأخبر ابي بأن يرسل اليك سائقاً من الشركة ، و أثناء العودة سأتي لأخدك هل أنتِ راضية الآن؟

هزت آليس رأسها موافقة ، و قد أوشك ادريان على المغادرة لكنه توقف لثانية قائلاً :

- لقد نسيت .. تناولي طعامك في المطبخ فقد تم تنظيف الطاولة.

فركت آليس غرتها فيبدو أنها تأخرت كثيراً هذا اليوم ، بنظر الى الجانب المشرق فقد كان مزاجها متعكراً كفاية هذا الصباح و رؤية زوجة عمها سيزيد من سوءه لا أكثر .

أغنية أبريل|| April SongWhere stories live. Discover now