كنت قلقه عليه جداً! و لن أنكر هذا ، لا أعلم و لكني كنت أشعر بنبضات قلبي تزداد إضطراباً و بصدري يزداد ثقلاً في كل مرة أفكر بأن مكروه ما قد أصابه .ماذا سأقول لسول؟ تلك الطفلة البريئة بتأكيد هي الان تكاد تموت قلقاً على أخيها الاحمق ، صوتها الباكي أثار شفقتي فلم أستطع رفض طلبها الشبه المستحيل ، لندن كبيرة! كما أنها مكتضة كثيراً في هذه الساعات أنه الكريسماس بعد كل شيء ؛ البحث عن ذلك الغبي كالبحث عن إبرة في كومة قش!
او هكذا ظننت ، حتى أدركت ان للقدر كلام آخر.
لم أصدق عيناي للوهلة الاولى ، ظننت أنني اتوهم شكله بعد ان أصبح جُل تفكيري متعلقاً به! لكن عيناي لم تكونا تخدعانني ؛ فمن المحال ان أنكر وجوده خاصة بعد أن أحسست بقربه ، فإن كانت رؤيتي تخدعني فمن المحال ان يخدعني قلبي! ركضت نحوه دون تفكير و انا أتوعد بداخلي بأنني سألقنه درساً لن ينساه ابداً!
بدأت أسمع صوت خطواتي فوق الطريق الحجري الممهد و بأنفاسي تعلو تدريجياً ، لكن عندما إقتربت منه كثيراً توقفت خطواتي كما كاد لقلبي ان يتوقف ايضاً .
عندما لمحت الدموع في عينيه ، علمت ان ما كنت اخشاه أكبر بكثير مما توقعت.
.
.
.
.خطوة وراء خطوة ، كان حذائها يصدر صوت طرق فوق الحجر ؛ مطأطاة رأسها تراقب خطواتها بعقل هائم و ملامح كانت محبطة و مستاءة الى حد ما ، لكنها كانت لحظة! في لحظة واحدة أرادت رفع بصرها عالياً نحو السماء مناجية حبيبات الثلج الذي بدأت بتساقط واحدة تلو الاخرى.
لكن بصرها توقف رغماً عنه عندما توهمت طيفه، إعتقدت انها تتخيل او ان عقلها يسخر منها بجعلها تراه كما كانت تتمنى ؛ رمشت آليس عدة مرات غير مصدقة ما تراه عيناها حتى استغرق الامر بضع ثواني لتستوعب الامر!
كان يقف على بُعد خطوات ليست بقريبة على الجسر يستند بمرفقيه على السور غير منتبه لوجود شخص لا يُصدق وجوده ، لكنه كان هو بالفعل او بالاحرى كان جسده! بينما عقله يحوم بين مسارات ذاكرته و ماضيه و قلبه يئن بصمت على ألم جرح لم يلتئم بعد .
إستشعر وجود أعين تحدق به الا انه في البداية لم يبالي حتى بات الامر لا يطاق لديه ، إستقام بجسده مزفراً بنفس مخنوق ثم التفت للجانب بشكل لا إرادي ليصدم من وجود آليس على مسافة منه! لولا أنها كانت تطالعه بإندهاش هي الاخرى لظن أنه يتوهم لم يعلم ماذا يجدر به فعله ، فهو اراد الانفراد و البقاء في مكان بعيد عن أعين الناس و التوقف عن التظاهر بالبرود و لا مبالاة ؛ للمرة الاولى أراد أن يكون هو فقط دون اي جدران و حواجز تقيده.
عندما رأها تتقدم نحوه تحاشى النظر إليها متظاهراً بأنه لم يرها ، في حين أن آليس التي كانت تشعر بالسخط منه في البداية كان إحساسها ذاك يتلاشى تدرجياً كلما إقتربت منه لتغزوها الحيرة و التوتر إثر تجاهله لها.

أنت تقرأ
أغنية أبريل|| April Song
Romanceالثانوية ، و سن المراهقة قد تعتبر أحدى أجمل المراحل في حياة أي شخص عادي ، لكن حينما تكون ثرياً و ذكياً ذو وجه جميل و صوت عذب لا يسعك تخيل مدى النعيم الذي قد تعيشه . لكن تلك المواصفات لم تمثل سوى الجحيم الى آليس باترسون ، حتى كادت تؤدي بها الى الانتح...