الفصل الخامس : قطة بأذان دب

15.4K 1K 501
                                        

احيانا لا يمكننا فهم مشاعرنا او فهم سبب شعورنا؟ هل تسألتم ذات يوم لماذا تشعرون بالحزن؟ او حتى الغضب؟ أقل منه قليلاً ... إنزعاج؟

هكذا هو حال صديقنا منزعج! لكن مِنْ مَنْ؟ لا يعرف.

دخل رايان غرفته و قد كاد يقذف حقيبته على الارض الى انه تذكر ان جهازه اللوحي و حاسبه بها ، فلم يستطع تمالك غضبه اكثر ، وقعت عيناه على السرير فرماها عليه و ليرتمي هو بدوره على السرير مخرجاً زفيراً يقلل من فوران دمه.

بات عقله يسترجع احداث هذا اليوم الذي اقل ما يكون .... غريب؟

نظر نحو يده ، تلك اليد التي أمسكت بمعصمها بقوة و رفعها لأعلى ؛ اول ما كان يتوقعه منها هو الخوف! بغض النظر عن طريقة كلامها التي تنم عن عدم معرفتها برايان لكنه فعل ذلك لمبتغى آخر .

فعل ذلك حتى يعرف اذ ما كانت صادقة في عدم خوفها بالوقوف على حافة السطح ، فإمساكه لمعصمها المفاجئ سيجعل جسدها يقوم بردة فعل مرتعب و لو قليلاً ؛ ان فِعلته المفاجئة تلك أشبه بهبوب رياح غير متوقعة سيجعلها ترتعش من عدم توازنها و تسقط في نهاية.

لكن جسدها لم يبدي بأي رد فعل يدل على الخوف لو قليلاً! و هذا ما يحيره فعلاً فكيف لشخص ان يقف على حافة مبنى يبلغ أربعة طوابق دون ان يرجف له جفن؟ جُل ما استطاع قوله لنفسه انها مجنونة.

أغلق رايان جفنيه سامحاً لذلك الرنين الجميل بتردد داخل عقله من جديد... بعد كل شيء فهي تمتلك صوت جميل .

الى ان لحظات الاستجمام تلك لم تدم فحالما تذكر شعوره المظلم آن ذاك احس بالبؤس و آسى ، ذلك البرود حيال حياة إنسان لم يرقه .

ماذا اذ كانت فعلاً تنوي الانتحار؟ هل سيقف جامداً و هو يراقب دون فعل شيء؟ هل هو غير مبالي بحياة الاخرين لهذه الدرجة؟ فقط عائلته هي المهمة هذا كل شيء الان.

وضع رايان يده على جبينه اثر سيل الذكريات البشعة التي صارت يعطف بذهنه ، تقلب على سرير و قد بدى هائماً في سقف بعد ان غاص عقله في تفكير عميق جداً جداً لم يسحبه منه سوى صوت الباب و هو يفتح .

نظر رايان الى الباب امامه ليرى شقيقه يدخل و هو يرسم ابتسامة صغيرة قائلاً:

- هل يمكنني الدخول؟

رد رايان دون ان ينظر اليه بجفاء:

- لقد دخلت بالفعل لماذا تسأل؟

ضحك ديلان عليه ثم حول بصره في الارجاء متذمر :

- ان إيضاء غرفتك سيئة! سوف تصاب بالمعى قريباً ....ثم لماذا هي حالكة السواد هكذا؟ انا لست في غرفة دراكولا صحيح.

رد رايان بإقتضاب:

- انا من سيفقد بصره لا انت.

كانت الغرفة تمتلك جدار ذات طلاء اسود قاتم كذلك الارضية الخشبية و أغطية السرير كل شيء كان يعبر عن رايان بشدة و مدى عشقه لهذا اللون .

أغنية أبريل|| April Songحيث تعيش القصص. اكتشف الآن