كان المكان ليكون ساكناً لولا الضجيج و الهتاف القادم من الملعب عند الساحة الخلفية ، أكانت مباراة كرة قدم؟ ام كرة طائرة؟ لم يهتم رايان بأي مباراة كانت بقدر اهتمامه بها او بالاحرى حيرته التي امتدت منذ ربع ساعة و هو يراقبها محدثاً نفسه:
- لا أستغرب نومها هنا و بهذه الوضعية الغريبة و لكن كيف و بحق خالق الكون تستطيع النوم وسط هذه الضوضاء!
جدياً كان الصراخ و الهتاف القادم من النافذة يمنع أحدهم من أغلاق جفنيه فما بال النوم! في كل مرة اعتقد انها لن تفاجئه كانت تفعل و الان فعلت! كانت آليس تسند مرفقها على الطاولة و تنام عليه و رغم كونه يجلس بجانبها الان الا انه لم يستطع سماع أنفاسها من شدة الضوضاء .
في بادئ الامر اعتقد انها تتظاهر لا أكثر و مع مرور الوقت أدرك أنها نائمة فعلياً ، و منذ الحين و الى الآن كان يبحث في عقله عن طريقة مزعجة إيقاظها مزعجة مثلها تماماً ، مد يده ببطء و أمسك بشعرة من غرتها ثم سحبها بسرعة لتنقطع تلك الشعرة البنية و تصبح في يده ، فعل كهذا سيشعرها بلسعة توقظها لكن ذلك لم يحدث ما جعله يقطب حاجبيه .
تنهد بإستسلام و أراح خده على كف يده وقد بات يشعر بالضجر لإستمرار هذه الدبة بالنوم ، لكنه لا ينكر أن هناك جزء منه يخبره أن يدعها و شأنها لأنها تبدو متعبة لكن ذلك الجزء كان صغيراً و لا يقارع رغبته الصبيانية في إزعاجها كما تفعل معه ، او ربما لأنه يشعر بالملل؟
اين كان ما يشعر به ، فقد أفلح و أخيراً! بعد تجربته لشيء لطالما رغب بفعله ، أمسك أنفها بين اصبعي السبابة و الوسطى لثواني ثم مسح على على رأس انفها بسبابته ايضاً ما جعلها تعطس و هي نائمة!
ارتعشت جفون آليس قليلاً قبل ان تفتحهما بضيق عاقدة حاجبيها من الضجيج القادم من الباحة ، لم ترفع رأسها من على الطاولة بل اكتفت بتحول بصرها بخمول لتراه جالساً بجانبها و تعابيره الضجرة تخبرها انه هنا منذ وقت ، لذا تحدثت بصوت خمل قائلة :
- منذ متى وانت هنا؟
- لا أدري ... نسيت حساب الوقت .
بلى من سخريته هذه علمت أنه لن يدعها و شأنها لذلك قالت و هي تتثاءب :
- لما أشعر أنك سعيد لحصولك على فرصة لإزعاجي .
- أعتذر و لكنها باتت عادة .
ابتسم بمكر في النهاية جاعلاً منها تلقب عينيها و ها هو مجدداً ينتقم منها ، رفعت آليس رأسها و هي تدلك رقبتها بمزاج متعكر و الاسوأ ان رايان لم يكف عن السخرية منها بعد :
- انا حقاً لن أستغرب إن رأيتك نائمة في الشارع!
- كف عن السخرية أرجوك! .. لم استطع النوم جيدا البارحة.
استمرت آليس بتدليك رقبتها و قد كانت حقاً في مزاج سيء ، استطردت على نحو خافت و منزعج :

أنت تقرأ
أغنية أبريل|| April Song
Romanceالثانوية ، و سن المراهقة قد تعتبر أحدى أجمل المراحل في حياة أي شخص عادي ، لكن حينما تكون ثرياً و ذكياً ذو وجه جميل و صوت عذب لا يسعك تخيل مدى النعيم الذي قد تعيشه . لكن تلك المواصفات لم تمثل سوى الجحيم الى آليس باترسون ، حتى كادت تؤدي بها الى الانتح...