الفصل الثاني عشر : خلف قناع البراءة

11K 857 337
                                        


دائماً ما نخطئ في الاعتقاد ، خاصة بالاشياء حولنا ؛ فمثلاً دائماً ما نرمز لشمس البهجة و ضياء و القمر الجمال و سكون كما النهار أمل و إشراق و الليل هدوء و راحة.

و لكن زمرة من المراهقين قد كسرو ذلك الاعتقاد بجعل الليل صخب و مرح و ضوضاء ، تلك الموسيقى الصاخبة و الاضواء الملونة و الخافتة التي تكاد تصيبك بالعمى مع الاجساد المترنحة بجنون على الايقاع بدت و كأنها حفلة لا نهاية لها.

لكل حفلة صاحب و صاحبة هذه الحفلة كانت تجلس على احدى الكراسي أمام بار الساقي و مع تعبير متجهم و دم على وشك الفوران و هي تنذكر رده الجاف و البارد على دعوتها له ، و ما زاد الطين بله هو تهكم الفتيات و تعليقاتهن المستفزة بشأنها :

- هاي ريتشل الم تقولي أن رايان روتشايلد سيأتي؟ أين هو انا لا أراه.

التسأل الطفولي المستفز مع بعض السخرية طغى على لهجة الفتاة الجالسة بجانب ريتشل و هي تتحدث فلم يكن منها غير الرد بتصنع :

- كان ينوي القدوم لكنه مشغول جداً الليلة أخبرني ان لديه عمل مهم مع شقيقه.

ردت فتاة أخرى و هي ترسم إبتسامة متكلفة قائلة بعجرفة:

- أحقاً قال لكِ ذلك؟ منذ متى و أنتما مقربان حتى يقول لكِ كلام كهذا؟!

حدجتها نظرات ريتشل الساخطة قائلةً و هي تصك على أسنانها:

- لا أظن أنكم مصابون بالعمى حتى لا تروا أننا مقربان! ... على اي حال فهذا أمر لا يعنيكم .

نظرت اليها الفتاتان بإشمئزاز و غضب قبل ان تقوما معاً ليبدأ في رمي الشتائم و لعنات من وراء ظهرها ، اما هي فقد كانت تشد على أعصابها في أمتعاص و قد كرهت كونها عاجزة عن لفت إنتباهه و لو قيد أنملة.

أتت ميلي و جلست بجانبها ممسكة بزجاجة صودا و هي تتجرعها بنهم و بهجة حتى لاحظت شرارات الغضب تتطاير من أعين جليستها تحوم حولها هالة قاتلة قد تفتك بأي أحد يقول لها كلمة ، وضعت ميلي مرفقيها على الطاولة ثم أسندت خدها على راحة يدها و هي تراقب ريتشل بإستمتاع قائلة:

- هل حقاً انت غاضبة لان شخص ما لم يأتي؟

إدعت ميلي الجهل و الغباء حتى يثور غضب ريتشل أكثر فلم يكن منها غير تهدئة روعها بعد الشماتة بها داخل نفسها ثم أردفت مواسية:

- هل ستسمحين لبعض العاهرات من إزعاجك في يوم ميلادك؟ .. انت صاحبة الحفلة بإستطاعتك ركل مؤخراتهن خارجاً.

ضغطت ريتشل على قبضتها أكثر لترد بين أسنانها :

- ليس هذا ما يغضبني ... بتفكير في أنه رد علي بذلك الجفاء و البرود هذا وحده .. يألمني.

رفعت ميلي رأسها من على كفها في إستغراب و قد فاجأها وقع كلمات ريتشل على مسمعها أكثر لتقول بحيرة:

أغنية أبريل|| April Songحيث تعيش القصص. اكتشف الآن