الفصل الثاني و الاربعون : مقيد

6.6K 488 388
                                    

الأيام الماضية كانت عصيبة ، مرهقة و قد أتعبته كثيراً نفسياً و جسدياً ؛ ألا أنه لم يشتكي بل لم يجرأ على التذمر حتى و حافظ على شكواه لنفسه ، لأن الوضع لم يكن يسمح بذلك و لأنه يعلم انه لن يحصد شيئاً على اي حال .

بعد أن احتجز ديلان من أجل التحقيق ، سمح له القاضي بعد الجلسة الاخيرة بالخروج من الحبس لكن تحت عدة شروط بالطبع أولها عدم الخروج من مكان اقامته اي انه تحت المراقبة و التوقف عن مزاولة عمله حتى اشعار آخر ، اي حتى تأذن له المحكمة بذلك .

يوما بعد يوم كان الوضع يزداد سوءاً بالنسبة له ، البقاء بين أربعة جدران و إنتظار الوقت يمر ببطء دون فعل شيء بل كان يخسر العديد من الأشياء بينما هو جالس هنا و ليس بيده سوى القليل مما هو قادر على فعله ، ديلان الذي كان يحافظ على رباطة جأشه حتى في أصعب الامور بات شخصاً ينفجر غضباً من أتفه الامور غير صبور على الاطلاق و لا يستطيع تفهم أي أحد ، حتى اعتاد كلا من جيما و رايان عليه و ا٢بحت معاملتهما له خاصة و مليئة بالحذر و الصبر .

فتح باب الحجرة بهدوء ، آملاً الا يجذب انتباه أحد بذلك لكن صراخ شقيقه الذي بات معتاداً كان موجهاً نحو فريق المحاماة الذي لم يتوقع تواجده ، كانوا يقفون بجانب بعضهم البعض مكونيناً صفاً واحداً غير قادرين على النبس بحرف ، اغلق رايان الباب من خلفه محتاراً مما يحدث ، لكنه سرعان ما ادرك ان هذا الاجتماع يخص جلسة اليوم حينما انفعل ديلان عليهم :

- كيف لم تتوقعوا منه ان يدلي بشهادة ضدي؟! اليس هذا عملكم؟ ان لم تستيطعوا التنبأ بشيء غبي كهذا فلماذا تسمون أنفسهم محاميين؟

- سيدي لقد أخبرتنا أنه موضع ثقتك و انه في صفنا ....

- أرجوك ان تسامحنا سيدي سنتأكد اصلاح الوضع!

قاطع أحد المحاميين زميله حتى لا يزيد من حدة الامور اكثر و اعتذر ليجد مخرجاً من هذا الموقف ، و بالفعل تفهمت جيما الجالسة بجانب ابنها ذلك فوقفت قائلة لتنهي هذا الجدال :

- لنعد حساباتنا من جديد ، خيانة رئيس قسم المحاسبة مفاجئة و لكن علينا الاعتبار من ذلك! ... هناك مؤامرة تحدث و يجب التصدي لها ... عليكم المغادرة الان الى عملكم .

أغنية أبريل|| April SongDove le storie prendono vita. Scoprilo ora