الفصل الثلاثون: قاعدة الثلاث كلمات

13.5K 879 901
                                        

٠- الى اين ستذهب؟

تساءلت ، واقفة على الرصيف و أمام تقاطع طُرق ؛ مازلت أتذكر تفاصيل ذلك اليوم جيداً تفاصيل كالشمس المشرقة و الرياح الدافئة ، الطفلة التي كانت تقف بجانب سلة المهملات تحدث والدتها عن شراء بعض الحلوة و الشاب الذي مر من أمامي و أعينه في هاتفه ، بلى تفاصيل كتلك مازالت محفورة في ذاكرتي .

- سأعود الى المنزل .. ما رأيك ان اوصلك؟

نظر الى ساعة يده قبل ان يجيب عن سؤالي ، و تلك النظرة المكتئبة رافقته طيلة اليوم حتى باءت جميع محاولاتي في إبهاجه  بالفشل ، المساء سيحل قريباً و لم ارغب في تعطيله عن المنزل أكثر .

- لا بأس سأعود وحدي لست طفلة كما تعلم .

- لا أتفق معك في الجزء الاخير .

رد ساخراً و هو يحدق فيّ بإستهتار ، كان عليّ ان أغضب في الحالات العادية لكنني لم أستطع الآن ؛ مع ذلك إزداد عنادي الذي كان اسوأ صفة فيّ و أصررت على العودة الى المنزل وحدي، أخذت قبلة الوداع على جبهتي منه قبل ان يلوح بيده و يغادر ، يقطع الطريق وحده دون اي رفقاء .

لو كنت أعلم أنه سيكون لقائنا الاخير ، لو علمت أنها ستكون آخر مرة سأراه فيها فقط ... لو يعود الزمن الى الوراء لما سمحت لك بقطع ذلك الطريق وحدك لويس.

.

.

.

لم أكن على ما يرام هذه الايام و لكني تظاهرت بالعكس لكن تمثيلي لم يكن كافياً لإقناع ادريان الذي لم يكف عن سؤالي و إخباري انه سيأخذني الى الطبيب ، ربما لو لم يكن راي معاقباً و لقائي به بات قليل جداً لإستطاع ملاحظة ذلك ، بطريقة ما أشعر بالراحة لعدم رؤيته لي بهذا الوضع المزري .

بلى لم يكن حالي بهذا السوء قبلاً ، او لنقل مضى وقت طويل على آخر مرة حتى في ذلك الحين كان هناك ظهر استند عليه ، آذان تستمع اليّ عندما أشكو و حضن دافئ يحتويني عندما أحزن ، لم يعد هناك أي وجود لهذا الان .

ادريان كان و مازال بمثابة أخي الاكبر لو تجاهلت بعض تصرفاته الفظة و تقلباته المزاجية المزعجة رغم ذلك لم أكن ارغب بإزعاجه بشكاوي ، ربما لمعرفتي بطريقته في معالجة الامور و استخدام قبضته ليس حلاُ ، كما ليست لدي اي نوايا في التحدث الى راي ابداً ؛ لا أريد إدخاله في مشاكلي المزعجة فهذا يكفي .

إرتميت على سريري و قد وقع بصري على زيّ المدرسي المعلق و ذكرى أول مرة أستلم فيها الاعدادية ومضت في ذهني من جديد .

- آليس انظري ماذا وصل لتو!

صوت ادريان المتحمس و هو يندفع الى غرفتي جعلني افزع لثانية حتى ترجم عقلي ما الذي قاله ، بلى لا شك انه زي المدرسي الذي كنت انتظره منذ أسبوع! سبعة ايام مرت ببطء و انا أكاد أتحول الى شعلة من الحماس ، قفزت من فراشي و انا أصرخ دون ان اهتم الى طريقتي المتهورة في الجلوس امام الطرد ، مازلت اتذكر أنني عانيت من ألم في ركبتي بعدها .

أغنية أبريل|| April Songحيث تعيش القصص. اكتشف الآن