الفصل الخامس عشر : لأنك أخي

7.1K 643 291
                                    


لم تعلم كم من الدقائق التي ظلت فيها واقفة أمام باب غرفته تزم شفتيها في إستياء و قد إعتراها القلق و شيء من الخوف حياله ، لقد حل المساء و شمس أوشكت على المغيب و هو لم يخرج من غرفته او رأته بصدفة حتى إنه لم يعد معها من المدرسة دون ان تجد جواب شافي لفعلته

بقدر قلقها عليه الا ان خوفها منه كان أكبر مما جعلها تبقى واقفة أمام باب غرفته دون ان تقوم بشيء ، أخرجت زفير يائس فهي لا تعلم ماذا تفعل او ستفعل غير الوقوف هكذا لو لم تأتي القطة شيرو و تثير أنتباهها بالحوم أمام الباب و المواء حتى انها قامت بخربشة الباب و كأنها تطالب بفتحه بشدة.

لسبب ما أعطت شيرو دفعة صغيرة من الشجاعة لقلب سول لتقوم بقرع الباب مرتين ثم قالت له بصوت عالي:

- رايان العشاء جاهز من الافضل ان تنزل الان و الا سيبرد.

لم تعلم ماذا تقول خاصة انها كذبت فشمس غربت لتوها و عشاء لم يجهز هي فقط أرادت سماع صوته و الاطمئنان أنه بخير ، لكن ذلك لم يحدث لان الصمت أجابها ليزيد من قلقها الضعف فما كان منها غير إعادة القرع و سؤال:

- رايان هل أنت بداخل؟ .. اذا كنت بداخل أجبني و الا سأدخل بمفردي .

كذلك الصمت هو من أجاب ، بلعت ريقها بتوتر و قد تشجعت بإمساك المقبض و فتح الباب ببطء ، حتى أثناء بقائها عند عتبة الباب أعلنت له أنها ستدخل لكن لم يجبها أحد مما أخدت خطواتها بحذر في الردهة و قد سبقتها شيرو التي ما ان فُتح الباب دخلت راكضة لتنام على الاريكة ، تجاهلتها و أكملت سيرها على رؤوس أصابعها حتى وصلت لمدخل غرفته .

كانت الرؤية شبه معدومة في هذه الغرفة المظلمة ذات الديكور الغامق و معتم ، لسبب ما أحست سول بضيق في صدرها و كأن الهواء يسحب من رئتيها قصراً لا العكس فحاولت جمع شتاتها و تفقد غرفته الاخيرة حتى يرتاح بالها اذ ما كان في المنزل من الاساس ، جاهدت للوصول الى مفاتيح الضوء و قد شغلت إحداها بعشوائية لكنها كانت محظوظة لأنها شغلت الاضواء الخافتة و قد كانت كافية حتى تعطيها رؤية أفضل للمكان .

لم يكن لديها الوقت لتفقد المكان بأبصارها عندما رأته متدثراً تحت الاغطية يغط في نوم عميق ، لم تشأ سول إزعاجه لولا أنها لاحظ أمراً خاطئاً فيه لتتقدم بخطوات حذرة نحوه و لما إقتربت منه إستطاعت سماع صوت تنفسه الثقيل و ملامحه المتوعكة جيداً ، إقتربت منه أكثر و نادت عليه بصوت يشوبه البكاء:

- رايان هل أنت بخير؟ أرجوك أجبني.

وضعت يدها على الغطاء و حاولت هزه قليلاً عله يستفيق ، بلكاد إستطاع فتح عينيه ليهاجمه الضوء مسبباً له صداع مزعجاً في رأسه و بسبب حرارته المرتفعة غشاوة من دموع غطت عينيه منعته من التعرف على الواقف أمامه لو لم يسمع صوته ، تمتم بتعب و بصوت خافت:

أغنية أبريل|| April SongWhere stories live. Discover now