الفصل السابع و العشرون : كان بسببك!

13.5K 881 1.5K
                                        

تجمد في مكانه محدقاً في بقعة الدماء التي أخذت تزحف ببطء ملوثة بياض الثلج و نقائه ، كان قد نسى نفسه و نسى شعوره المريع بالألم في أنحاء جسده و خاصة في خصره ، انحنى بسرعة ليرفع رأسها ببطء مراعياً خطورة الإصابة .

كانت الدماء تسيل من على جبينها فبدت و كأنها تبكي دماً عندما مرت الدماء على عينها و خدها كذلك ، كان رايان يحدق فيها و قد شحب لونه و كأن الحياة سحبت منه هو الآخر ، أخذت أسنانه تصطك ببعضها في ارتعاش فعدا منظر الدماء السائحة كان و كأنه قد رأى شيء آخر أشد رعباً منها ، لم يكن النزيف هو السبب بل مكان الاصابة الذي أعاد أحياء صورة تمنى لو تمسح ذاكرته حتى ينساها .

عض على شفته السفلى حتى كادت تدمى هي الاخرى مستيقظاً من كوابيسه فليس هذا الوقت المناسبة لها ، مسح بإبهامه مكان الجرح حتى يتبين له مدى شكله و مدى عمقه ؛ لم يكن الجرح كبيراً بقدر ما كان عميقاً حتى يذرف كل هذه الدماء أخذ رايان يبحث عن طريقة يحد بها من النزيف ، أخرج من جيبه منديلاً قماشياً ثم وقعت عيناه على الرباط حول ذراع هيذر ليقوم بوضع المنديل القماشي فوق الجرح و قد إستمر بضغط عليه بقوة جعلت هيذر الغائبة عن الوعي تئن بألم ، وضع الرباط حوله ليثبت المنديل و يمنعه من السقوط .

رفع رايان بصره تجاه المنحدر الذي وقعا منه كان شديد الانحدار و قد غطته طبقة من الثلج خففت من سقوطهما لكن مع وجودها كذلك سيكون من المستحيل الصعود مجدداً و خاصة إن كان يحمل شخصاً غائباً عن الوعي ، بدت وكأن طريقه مسدود وقد نفذت كل الخيارات أمامه ؛ أمسك بها جيداً و قد أراد حملها فعاد جاثياً على ركبته و هو يكتم صرخة ألم أوشكت على الخروج من حلقه ، الآن تذكر أنه أصيب هو الآخر في خصره و حمله لهيذر بتلك الطريقة و محاولته سيره كذلك أدت الى زيادة الضغط على جسده ما زاد من ألم إصابته كذلك.

لم يكن هناك خيار آخر فلا شيء سيضمن له أن يأتي أحداً ما إلى هنا صدفة و يراهما لذلك ، قام بحملها على ظهره و ضغط على نفسه من أجل الوقوف ليسير بمحذات المنحدر عله يجد طريقاً يؤدي الى الاعلى او مُنخفَض من السهل المشي عليه.

******************

رمت المنبه على الأرض بقوة حتى أجزمت أنه كسر ،لتحاول العودة إلى النوم لكن عقلها المعتاد على الإستيقاظ في هذا الوقت لم يسمح لها بذلك لكنها أقسمت أنها لن تتزحزح إنشاً واحداً خارج السرير .

كانت واعية رغم ذلك احتضنت البطانية و كأنها ملاذها الأخير والآمن ، مضى الوقت و هي ماتزال لم تسأم بعد من الفراش لكنها شعرت بالفضول تجاه الساعة فتقلبت للجهة الاخرى فاتحة عيناها بخمول ، كان مرمياً الأرض و قد كسر جزء من إطاره لكنه مازال يعمل ؛ لحسن الحظ .

رفعت بصرها ببطء ناحية الباب الذي فتح ليدخل ادريان و قد إستغرب عندما وجدها ما تزال نائمة الى هذا الوقت ، تقدم ليجلس على جانب السرير قائلاً:

أغنية أبريل|| April Songحيث تعيش القصص. اكتشف الآن