الجلبة من حوله لم تقارع صخب افكاره و دقات قلبه ، أراد تكذيب ما يراه لكن ؛ يبقى الواقع واقعاً و لا يمكن انكاره .
اخذ بضع خطوات متقدماً نحوها فإستوقفته يد حطت على كتفه ثم صوت بالغ يخبره :
- لا يمكنك التقدم اكثر اتمنى ان تلتزم بمكانك.
نظراته الجانبية بدت وغدة للحظة لكن لم يرد الافصاح انه بالكاد يستطيع رفع اعينه من عليها ، كانت غارقة بالمياه و الدماء و رجال الاسعاف التفو من حولها فوراً بعد وضعها على الارض .
لا يمكنه الاقتراب ،لا يمكنه مساعدتها ، لا يمكنه انقاذها لا يمكنه فعل اي شي، اطلاقاً! و وقوفه هنا هو اقصى ما بيده فعله ؛ وقفت ساندي بجانبه شاهقة تخفي نص وجهها المذعور خلف كفيها ، احتقن وجهها الحيلبيّ بالدماء كذلك بياض عينيها في محاولة فاشلة لكبت دموعها :
- لا أصدق! ... آليس كيف فعلوا بكِ هذا!
بلى كيف فعلوا بها هذا؟! ارتعشت قبضته من شدة اطباقه عليها كذلك اطبق فكه في سخط عارم يصرخ من كل زواية من تقاسيمه ، فقط ذلك المختل الحقير كيف تجرأ و مد يده على فتاة؟ تلك الدماء التي توسخ ثيابها هي دمائها! كيف يجرؤا على جعلها تنزف؟ فقط لو انه امامه لو انه بين يديه سيقوم بتهشيم الأيدي التي جعلتها بهذا الحال!
حول رايان بصره نحو فروي الذي تم نقله بحذر شديد نحو سيارة الإسعاف ، يفترض به ان يكون رفيقه أليس كذلك؟ اذا لماذا آل به المآل ايضاً هكذا؟ لم ينجوا رفيقه منه ايضاً فكيف توقع نجاة آليس؟
اتت المديرة راشيل مسرعة بعد ان اعلمها احد طلبة السنة الثالثة فأخذت نصيبها من الصدمة هي الاخرى ، الامر لا يتعلق بسلامة طالبين و لا بأن أحدهم يتعاطى احياناً داخل جدران مدرستها فقط ، بل اسوأ بكثير بإمكانها رؤية جهودها الدؤوبة في بناء مكان مثالي ذو كفاءة عالية و سمعة ناصعة يتداعى للمرة الثانية و هذه المرة ستكون القاضية .
حاولت راشيل تقوية عزيمتها و التمسك برباطة جأشها فهذا ليس وقت الشعور بالضعف اطلاقاً وقفت بين الاساتذة و صارت تسأل تارة و تصيح بهم تارة أخرى خاصة بعد علمها ان سكايلر هرب و لم يستطع أحد الامساك به ، نقلت سيارة الاسعاف كلاً من فروي و آليس الى المشفى بينما كانت راشيل تتفحص المكان و تحاول فهم ما جرى و لو ان كل شيء غامض تقريباً.
- علينا إخبار المديرة بكل شيء .
صوت ساندي الشجن جذبه فإلتفت اليها ، كانت متأثرة بما حدث كثيراً لا عجب انها مازالت تهتم لأمر آليس، لا يوجد شيء لإخفاءه بعد الآن بل ستكون جريمة ان تكتم على تفاصيل قد تساعد في امساك ذلك الحقير و نيله الجزاء المناسب ، هز رايان رأسه متفقاً معها فإنزلت ساندي يديها و تلبست اعينها نظرة اكثر ثبات قائلة و هي تهم بالتحرك :

أنت تقرأ
أغنية أبريل|| April Song
Romanceالثانوية ، و سن المراهقة قد تعتبر أحدى أجمل المراحل في حياة أي شخص عادي ، لكن حينما تكون ثرياً و ذكياً ذو وجه جميل و صوت عذب لا يسعك تخيل مدى النعيم الذي قد تعيشه . لكن تلك المواصفات لم تمثل سوى الجحيم الى آليس باترسون ، حتى كادت تؤدي بها الى الانتح...