قبل ان أدرك اي شيء وجدت نفسي قد مضت ثلاثة أيام و انا لازلت في المستشفى و ذلك بسبب انني انام معضم الوقت قال الاطباء ان ذلك ناتج عن عدم انتظام نظم القلب مسبباً لي التعب طيلة الوقت و الخمول و كأنني كنت اركض في سباق المئة ميل عندما انتهي اشرب مياه باردة فيسبب هذا النعاس .
حسنا ؛ من الناحية الايجابية اخيراً صرت انافس حيوان الكسلان ، غير انني اقضي ساعات الاستيقاظ في الاستماع الى ثرثرة ابنة خالتي ستيلا ، انها تكبرني بثلاثة سنوات و رغم الفارق العمري و الفكري الذي بيننا الى انها تحاول دائما تواصل معي و من حين لأخر حتى نخرج معاً ، انا حقاً ممتنة لها فمع اختلاف اذواقنا و تفكيرنا الى انها دائما ما تكون الطرف الذي يبدأ في المبادرة .
احاديث ستيلا التي كانت كلها عن الشباب الوسمين في الجامعة و العلاقات و الموضة و ما الى ذلك الهتني قليلاً رغم كوني اكره هذا النوع من الحديث التي يجعلك تحشر انفك في كل شيء و تسخر من الناس بشكل مبالغ الى انني قدرت مجهودها و لن انكر انني استمتعت بتعليقاتها الساخرة حول بعض المواقف .
رغم عدم قدوم احد من عائلتي لزيارتي لا عمي و لا زوجته مع انني توقعت هذا لكن استغربت قليلاً من عدم زيارة ادريان لي و لكنني ايضاً لم اعر هذا اي اهتمام بل في واقع اراحني هذا اكثر ، أشعر انني في إجازة من رؤيتهم ، حتى و ان كان جزء مني يتمنى رؤية ادريان حقا ، دائما كان مستثنى من القاعدة .
اتعلمون ما يقلقني حقاً ليس صحتي المتدهورة او عدم زيارة عائلتي لي او حتى نومي المبالغ الذي هو أجمل شيء حصل معي حتى الان بل المدرسة! بنسبة لي كلما بقيت في المستشفى اكثر كلما زادت ايام الغياب و تراكمت الدروس و اختبارات تفوتني!
مهوسة الدرس ، دودة الكتب ، آنسة اينشتاين ، الكثير من اللقاب التي ينعتونني بها زملاء صفي في الواقع هذه الالقاب لا تزعجني ابداً ان فكرت في معانيها ستجدها مدح اكثر من ذم ... انظروا دائما الى الجانب المشرق.
لن أتباهى و لكنني حقاً ذكية جداً ، بينما يقضي بقية البشر عطلاتهم الفصلية اما في سفر او قضاء وقت ممتع مع اصدقائهم انا اقضيها بدراسة و لتسع سنوات انا هكذا لذلك مستواي اعلى بكثير مما انا فيه الان و كل ما أدرسه في المدرسة حاليا بنسبة لي ليس سوى بعض المراجعات لما درسته سابقاً كل ذلك فقط حتى التحق بجامعة احلامي اكسفورد و ان اتخرج منها كطالبة شرف.
استطعت اخيراً الخروج من المشفى مع الكثير من الالحاح و النقيق على الطبيب المشرف علي حتى يأس مني و ظل يوصيني على صحتي و يهددني ايضا انه في المرة القادمة لن اخرج بسهولة كالان بل ربما لن اخرج ابداً.
عدت الى المنزل قبل حلول المساء و لم أجد أحد ، اظن ان عمي و زوجته في العمل ، الشخص الوحيد الذي رحب بي كانت مولي الثرثارة التي ظلت تحكي كل ما حدث اثناء غيابي ، ايام الاجازة التي اخذتها من هذا البيت ضاعت هباء منثورة بسبب ثرثرتها التي اشعرتني و كأنني لم أخرج من البيت الايام الماضية ،حقا هذه المرأة لديها حظ غريب مع المصادفات!

أنت تقرأ
أغنية أبريل|| April Song
Romanceالثانوية ، و سن المراهقة قد تعتبر أحدى أجمل المراحل في حياة أي شخص عادي ، لكن حينما تكون ثرياً و ذكياً ذو وجه جميل و صوت عذب لا يسعك تخيل مدى النعيم الذي قد تعيشه . لكن تلك المواصفات لم تمثل سوى الجحيم الى آليس باترسون ، حتى كادت تؤدي بها الى الانتح...