الفصل الواحد و العشرون : ليلة الميلاد الجزء الاول

11.6K 888 668
                                        


" لطالما كنت أتساءل ، هل الثلوج تسقط من السماء حزناً على نهاية العام؟ ام انها تحتفل معنا بجعل البياض يفترش الطرقات؟ .. ام هي ليست سوى ظاهرة جوية و نتيجة لتقلبات الطقس المزعجة ، لا يسعني سوى التساير مع ما قاله العقل و اللسان البشري منذ الازل بأنها ليست غير ظاهرة جوية تحدث في الشتاء نتيجة التقاء التيارات الرطبة و الباردة عند درجة التجمد ، و لكن لماذا دائماً ما كان هناك إحساس بداخلي ، إحساس يقول لي ان هذه الحبيبات الناعمة هذه تشعر بنا ؛ تشعر بكل ما ظننا اننا نسيناه داخل جدار عقلنا الباطن و في نهاية تكون هي رثائنا و عزائنا الوحيد يوم لا عزاء لنا ، لذلك ايتها الثلوج ... هل ستكونين أقل قسوة و برودة من قلوب البشر؟ "

نظرت اليه ، الى داخل حدقتيه الزرقاء بهيام ولج الى قلبها كم لم تفعل من قبل ، الى متى سوف يستمر هذا الفتى بسرقة قلبها و روحها معاً؟ كيف له وضع البلسم على جروحها دون ان يواجهها مباشرة ، كيف سمحت له ان يكون هو حبها الاول! لم تجد آليس يوماً جواباً لكل هذه الاسئلة فقط يكفيها النظر اليه و البقاء بقربه ، او هكذا ظنت .

ابتسمت له بدفء و لم تنفك أعينها عن النظر اليه بشغف ، إقتربت أكثر معانقة ذراعه ثم أسندت رأسها على كتفه لتقول بودّ:

- لا يهم ان كانت الثلوج اكثر رحمة من البشر ام لا ... لأنني لست بحاجة الى نسيان او الاعتياد على الالم ... طالما انت معي يا لويس ستختفي الجروح و كأنها لم تكن .

'بلى ، أختفت كل تلك الجروح المزعومة لان ألمها لم يكن يقارن بألم فقدانك و خسرانك ؛ حتى اضحت مشاعري تجاه البشر ميتة و من دون معنى ، فهل هناك أمل من ان يتم إحيائها من جديد؟ '

استفاقت آليس من شرودها لتجد أنفاسها تتسابق و هي تلهث ، مجدداً نسيت نفسها لتقوم بالركض حتى أتعبت قلبها الضعيف لكن ما كان التعب من يؤلم قلبها بقدر تلك الذكرة التي هاجمتها الان ، جاهلة سبب تذكرها ذلك الى انها لم تستطع تجاهل من يقف أمامها الان .

وسط جلجلة أبواق السيارات و مسيرها ، و ثرثرة الناس و حركتهم و بين تساقط حبيبات الثلج الخفيفة ؛ كان بصرها فقط مثبتاٌ عليه هو لا غير ، محاولة تدارك نفسها من رؤيته بتلك الحالة يقف وسط الرصيف و بصره في الاسفل غير قادر على التجرأ و نظر اليها ، ربما لانه غير راغب بجعلها ترى ما في عينيه لكنه لم يعد يحتمل! لقد ذاق ذرعاً من كل هذا و صدره على الوشك الانقباض على قلبه حتى ينفجر .

أخذت آليس نحوه خطوتان قلقة و متوترة غير عالمة ماذا تفعل او ماذا يحصل له! الى ان ذلك الشعور التي شعرت عندما وجدته في البداية لا تستطيع تجاهله إطلاقاً ، ذلك الشعور التي تجاهلته ذات مرة مما سبب خسرانها لأنيس قلبها الوحيد لذلك كسرت الحاجز الوهمي الذي طالما كان قائماً بينهما و نطقت عندما إستطاعت النظر الى عينيه الذهبية مباشرة:

أغنية أبريل|| April Songحيث تعيش القصص. اكتشف الآن