الفصل الثاني و الثلاثون : المكسورة

11.8K 764 892
                                        


عمود الانارة اشتعل تلقائياً حالما تحسس غروب الشمس و زوالها ، و كما غاب ضوء الشمس ؛ غاب ضوء عينيه و قد أظلمتا بالغضب من تلك المرأة المستهترة و المتعجرفة أمامه ، و سرعان ما أصبحت آخر همه و أهتمامه الذي أرتكز جامه على آليس التي بدت و كأن جزء ما في جسدها يتمزق ممزقاً معه تعابيرها الجميلة بالألم ، لم يكن واضحاً ما اذ كان صوتها مكبوتاً أم أنها تحاول قمعه من الخروج الا انها لم تفلح .

جبينها كان يتصبب عرقاً و إذ بقواها تخور و عضلات ساقيها ترتعشان غير قادرتان على حملها أكثر ، كانت ستقع اذ لم يمسكها رايان محاولاً اسناد ثقلها عليه ، يطوقها بشدة و كأن هذا الحضن هو دواء ألمها الوحيد دفنت رأسها في صدره محاولة اخفاء علامات النوبة التي كانت واضحة تماماً ، رغم ذلك كابرت على ألمها و حاولت الصمود قدر الإمكان .

لو يكن هذا هو الوقت المناسب لحدوث نوبة قلبية ليس الآن و هنا في الشارع و أمامه! هذا لم يكن مخططاً له فهي تواً قد قامت بشراء ادوية نتروغليسرين فلم تتح لها الفرصة لتناولها و الا لما حدث لها هذا ، و الى جانب الألم في صدرها كانت في حالة ذهول لما آلت اليه الاحداث في بضع لحظات و ها هي ستضطر الى شرح كل شيء له و كيف كانت تخفي الأمر و تضطر الى الكذب احياناً ، هذا ساخر حقاً!

ليس و كأنها أرادت اخفاء الأمر حتى النهاية خاصة عنه هو ، الشخص الأحق بمعرفة كل شيء اولاً عن غيره و لكن ليس بهذه الطريقة و هذا الوقت اطلاقاً ، لا بأس حقاً لا بأس ، سيكون كل شيء بخير

- لا بأس انها نوبة هلع .

- و ما أدراكِ انتِ؟ هل تحولتي من شخص أخرق الى طبيبة؟

- يا لك مش شخص سليط و فظّ!

بالكاد كانت آليس تقاوم إغلاق جفنيها و فقدان وعيها و إدراكها كاملاً حتى وصلت لنقطة كانت قد يئست تماماً و ربما قد تطلب من راي أخذها الى المشفى دون اللجوء الى نتروغليسرين او اي ادوية موسعة لشرايين ، بلى حتى اعادت التفكير في الثانية التي نطقت فيها تلك المرأة بشأن إصابتها بنوبة هلع ، مع جسدها المرتعش كانت شفتاها ترتجفان ايضاً فخرج صوتها مخنوقاً و مهزوزاً قائلة و هي تسحب ياقة قميصه للأسفل نحوها :

- سأ ... سأكون بخير .. فقط ..هناك علبة زرقاء في الكيس .. انها .. انها مهدئ .. سيجدي ذلك نفعاً .

عقد رايان حاجبيه بقلق على حالها اولاً و عليها من المهدئات ، لكن ان كانت تصاب بنوبات هلع من حين الى آخر فلا مجال سوى لتعاطيها ؛ الكيس كان ملقى على بعد خطوات حيث كانت آليس منذ قليل و لأنها بالكاد تقف على ساقيها ساعدها على الجلوس على حافة حوض الزهور الذابلة بين آثار الثلوج.

كانت ترتعش ، برداً أم ألماً كل خلية في جسدها تنتفض ، و يدها التي تقبض فوق صدرها و كأن فيلاً يجلس فوقه كما كانت تشعر بالدوار و بوعيها يكاد يتلاشى الشيء الوحيد الذي أشعرها بالمزيد من الدفء هو ذلك الشي الذي حُط على كتفيها ، معطفه كان يمدها بالدفء كما كان حضنه ؛ لذا تمسكت به أكثر حتى لا يقع.

أغنية أبريل|| April Songحيث تعيش القصص. اكتشف الآن