على أيام و ليالي ، تهافتت حبات الثلج واحدة تلو الاخرى ؛ فلم تعرف ليلاً او فجراً و كأنها في سباق لمن يعانق الارض اولاً.جالبة معها وابل من السقيع يجمد القلب قبل الاطراف ، فكيف سيكون حال قلبٍ تجمد منذ سنوات؟ لكن العجيب ان جزء من ذاك الجليد قد ذاب! مخالفاً لقواعد التي فرضتها الطبيعة الام و البشرية معاً ، فهل لذلك عواقب وخيمة لاحقاً؟ هو لا يعرف و لا يريد ان يعرف حتى فما تعلمه مؤخراً أن يتوقف عن التفكير و الارق حيال المستقبل و ان يعيش كل يوم بيومه حتى اذا كان بشعاً حتى اذا كان صعباً لن يعود ذلك عائقاً له كما في سابق ، هذا ما تعلمه منها.
إنتهت عطلة الشتاء القصيرة و عادت ايام الدراسة المعتادة بسرعة جالبة معها ذات الروتين المعتاد الذي افتقده كثيراً ، في الصباح و حول مائدة الإفطار بدت عائلة روتشايلد متضطربة قليلاً بأجواء محشونة من الصمت .
الجميع كان يتناول طعامعه بهدوء دون اي مبادرات او أحاديث جانبية اعتادت عليها الاسرة قبل وصول فرد جديد غير متوقع ، أخدت تريس لمحة خاطفة على جيما التي كانت تجلس على رأس طاولة و هي تأكل بروية ثم حولت بصرها نحو رايان الذي كان يرتدي الزي المدرسي يجلس بهدوء هو الاخر .
حديثه و جدالاته صارت قليلة جداً بل و حتى شتائمه و عباراته الساخرة المعتادة تبخرت! لعشرة ايام خلت كان كذلك و كأن كل عاداته السابقة خمدت و ذبلت .
في الناحية الاخرى سول ، التي حبست نفسها في غرفتها لثلاثة أيام خوفاً من ان ترى كلاً من رايان و جيما ، كاد الرعب آن ذاك من أن يشلّها تقريباً حتى تكبدت تريس العناء كي تقنعها بأن شيء لن يحدث لها و أن كل شيء سيكون على مايرام فهدأت من روعها قليلاً ، الا انها هي الاخرى فقدت جزء من نشاطها و حيويتها السابقة و باتت اكثر تعقل و رزانة.
في الحالات العادية كانت تريس لتسعد بهذا التغير الذي طرأ على رايان لكن أن يحدث ذلك في يوم واحد هذا و بين ساعات معدودة كان يقلقها حقاً فليس من الطبيعي قلب شخصية أحداً تحت اي ظروف كانت فقط في زمن قياسي ؛ لكن ما يجعلها تصمت هو عدم رؤيتها لشيء خاطئ او خطب ما معه مما جعلها تقتنع رويداً رويداً ان ما فعلته جيما قد كان لصالحه فعلاً.
تناولت تريس كوب ماء و جفون عينيها منسدلة على وصال سارح فكادت ان ترتشف منه حتى تذكرت شيء مهم كان قد فاتها ، أعادت الكوب الى مكانه لتقول بنية جذب الانتباه :
- لقد وصلتني دعوة لحضور مجلس الاباء السنوي الذي سيعقد نهاية هذا الاسبوع .
توقفت جيما لا ارادياً لكنها تابعت الانصات دون ان ترفع عينها تجاه أحدهم ، في حين ان كلا من رايان و سول اللذان انتابهما التفاجئ ليردد رايان بحيرة:
- وصلتكِ دعوة؟
لم يُرِد ان يحدق بإتجاه والدته لكن كان ذلك محيراً حقاً فبحضور جيما كان يجب ان تتلقى هي الدعوة او على الاقل ديلان من كان عليه ان يفعل ، بدت تريس و كأنها تعلم ما يدور في عقله فقالت:

أنت تقرأ
أغنية أبريل|| April Song
Romanceالثانوية ، و سن المراهقة قد تعتبر أحدى أجمل المراحل في حياة أي شخص عادي ، لكن حينما تكون ثرياً و ذكياً ذو وجه جميل و صوت عذب لا يسعك تخيل مدى النعيم الذي قد تعيشه . لكن تلك المواصفات لم تمثل سوى الجحيم الى آليس باترسون ، حتى كادت تؤدي بها الى الانتح...