الفصل الرابع و الأربعين : وداع أم خداع

7.4K 509 257
                                    

- متقدمة بعشرة دقائق .

هربت الجملة من بين شفتيها حالما حدقت نحو ساعة يدها ، كانت تقف على العتبة لمقهى جميل لفت إنتباهها على الإنترنت و أول ما تبادر الى ذهنها أنه المكان المناسب لموعدهما أعني لمقابلتهم ، نظفت الفتاة حلقها و أحست بقلبها يخفق بسرعة من شدة الحرج حالما فكرت بكونه حقاً مجرد موعد و لاحاجة لنكران أكثر من هذا .

جلست على إحدى المقاعد بجانب الزجاج حتى يتسنى لها مراقبة المارة لتمضية الوقت و كذلك لرؤيته حالما يأتي ، منحت نفسها عشرة دقائق المدة التي أتت متقدمة بها عن الموعد المتفق ، عشرة دقائق ستكون كافية لتصفية ذهنها و التهدئة من روعها ربما قد مضت ثلاثة أشهر من آخر مرة قد رأته فيها بالفعل ؛ ليست بالمدة الطويلة حتى تسبب لها كل هذا التوتر لكن لا يسعها سوى أن تفزع فمن ستقابله اليوم شخص يحمل مشاعر مختلفة عما أعتادت عليه سابقاً ، ربما هو راي نفسه ظاهراً لكنه مختلف من الداخل .

وضعت كلتا كفيها على الطاولة و قد أخذت أصابعها تنقعد ببعضها حتى أحست بوجود شخص ما بجانبها ، أنه هو! عليها أن تقابله بتعابير طبيعية بل يجب أن تكون جادة فلا يجدر به ملاحظة أي من إرتباكها أو توترها أطلاقاً! التفت نحوه مع وجه حازم ستجعله يعتقد بأنه قد تأخر ساعة عن الموعد ، و اذ بذلك التعبير يسقط حالما رأت بأنه النادل فقط لا غير ، مع وجه باسم سيكون من الفظاظة أن ترمقه بتلك النظرات!

- بماذا أخدمك آنستي؟

مع نبرة بشوشة و إبتسامة عريضة تحدث النادل و هو ينتظر من آليس الاستيعاب حتى تخبره بطلبه ، و لكونها لم ترغب بتخريب نهاره الجميل لوحت بيدها قائلة :

- أنا أنتظر شخصاً .. كل ما أريده الآن هو كوب ماء من فضلك .

هز النادل رأسه و قام بحمل نفسه ليحضر لها كوب الماء ، أثناء ذلك طالعت آليس الساعة مجدداً لقد مرت العشرة دقائق بالفعل! و حلقها بات جافاً كالرمال لحسن الحظ أن النادل خفيف الحركة و ناولها كوبها في وقت قصير ، تجرعت الفتاة نصفه و تركت النصف الثاني حتى تشربه دفعة واحدة حالما يأتي ، لتحافظ على أعصابها أو شيء من هذا القبيل .

مرت ربع ساعة ، و لم يأتي حتى الآن لم ترغب بأن تبالغ و وضعت في بالها زحام الطريق في الظهيرة لذلك لم تتصل به حتى مرت نصف ساعة ، فتشت هاتفها من أن كانت هناك مكالمة فائتة منه أو رسالة تفيد تأخره ؛ هو لم يرد على رسالة البارحة حتى! الليلة الماضية كانت الليلة الأولى التي لم يتحدثا فيها منذ عشرة أيام ، لقد كانا على تواصل لعشرة أيام حتى الليلة الماضية ، هل قامت بالتسرع حينما أتت الى هنا دون التحدث اليه؟ لكنه قد قرأ رسالتها لذلك هي لم تهتم كثيراً!

بدأ القلق يتسرب الى قلبها ، قامت بالاتصال به لكن لا يوجد رد مرة و مرتين ثم ثلاث ، في الثلاث مرات كان الخط على الجانب الآخر يرن حتى الانقطاع ، ما خطبه يا ترى؟ لقد كان هذا الموعد فكرته بل كان متحمساً له حتى أنه إستمع الى عشرات الأغاني فقط ليفوز بالرهان ، فقط ليراها و يتحدث إليها! لكنه الآن يبدو و كأن الأرض قد قامت بإبتلاعه .

أغنية أبريل|| April SongOnde histórias criam vida. Descubra agora