بيلاَّ ( قريبًا)

AmanyAttaallah

74.8K 6K 2.1K

جحيم .. هو الآن فى الجحيم .. لا تفسير آخر .. جحيم لم يعد يرى فيه سوى تلك الشيطانة التى بات يحترق بلهيبها طوال... Еще

مقتطفات
مقتطفات
مقتطفات
1
2
3
أماني
4
5
6
7
8
9
مقتطفات
10
11
12
13
14
15
16
17
18
19
20
21
22
23
24
25
26
27
28
29
30
31
32
33
34
مقتطفات
35
36
37
39 النهاية

38

1.5K 174 50
AmanyAttaallah


16- زهرة الخريف

جلس كامل بجوار سريره في انتظار أن يستيقظ من أثر الحقنة المهدئة .. انتفض مذعورًا وهو يسمعه يردد رسائل سعيد إليها كاملة .. تلك التعويذة الملعونة التي قتلته في النهاية .. هل يعقل أن تصيبه لعنتها هو أيضًا ؟

مستحيل .. هز رأسه في عنف مستنكرًا .. كلا .. ليس حسن .. حسن أقوى من أن يفعلها .. ولكن .. حتى الأسود تموت حزنًا ..!

ابتلع ريقه وهو يتأمل صراعه المعذب رغم تأثير المهديء الذي لم ينته بعد " همساتها الحالمة تحولت لزئير مرعب زلزل أعماقه .. بسماتها الناعمة وضحكاتها العذبة صارت شيطانية وهي ترقص فوق جثته وجثة شقيقه .. تهادت نحوه في نعومة كالحلم ثم انقلبت كابوسًا وهي تعدو كالموت لتلتهمه حيًا .. النور في عينيها بات نارًا .. الربيع الذي طالما زينها جف وتيبس فتساقطت كأوراق الخريف .. بل كشجرة الحياة اقتلعت من جذورها وتمزقت أشلاءها بلا رحمة ......

قبض على عنقه مطلقًا صيحات هيستيرية أصابت كامل بالمزيد من الفزع فنهض ليمسك بيديه في قوة وصرخ يطلب المساعدة .. ربت على يده بإلحاح ليوقظه .. وكأنه ينتشله من الموت قبل أن يبتلعه

فتح حسن عينيه وتطلع إليه لحظات بنظرات شاردة وعقل مغيب .. وغمغم مهلوسًا :

- خلي سعيد يسيب لي سبيل .. مش كل مرة تقولي دا أخوك الصغير .. أنا أخوه الكبير .. ولازم يسمع كلامي .. ولو حتى المرة دي بس ..

عض كامل على شفتيه في لوعة وعاد يربت على كفه هامسًا :

- سبيل هنا يا حسن

دمعت عينا حسن وهتف كطفل صغير :

- لأ .. سبيل عند سعيد .. هي بتناديني بس هو مش عايز يسيبها ترجع لي .. مع أن أنا اللي أديتهاله .. هي مكنتش عايزة تروح عنده .. أنا اللي غصبت عليها ووديتها بالعافية .. خليه يسيبها يا عمي ..

أزاحه فجأة بحدة وعاد يصارع الهواء صارخًا ويمزق جلده في شراسة فلم يجد الأطباء مفرًا من حقنه بالمهديء ثانية .. راقبه كامل وهو يسترخي حتى غاب عن الوعي مجددًا فهتف بالطبيب :

- وبعدين يا دكتور .. حسن هيفضل على المهدئات دي لحد أمتى ؟

- للأسف .. حسن بيه عنده انهيار عصبي حاد ولازم يفضل تحت الملاحظة الطبية لغاية ما أعصابه تهدا

*****

دخلت سارة إلى منزل أسرتها في حالة بائسة .. أخبرها كامل بما حدث لـ سبيل وحذرها وهو يكاد يدفعها للخارج بأن لا تحاول رؤية حسن أو مهاتفته لأنه عدل عن فكرة الزواج بها وتوعد بالانتقام منها فور رؤيتها

ألقت نفسها بين ذراعي والدتها التي تطلعت إليها في جزع وهتفت منتحبة :

- حسن فسخ الخطوبة يا ماما

ربتت والدتها على ظهرها مواسية قبل أن تزفر قائلة :

- وهو دا بقى اللي مزعلك قوي كده ؟ اشكري ربنا واحمدي فضله .. أنا من الأول مكنتش مرتاحة للجوازة دي

- بس انا بحبه قوي يا ماما

- بلا حب بلا هم .. بتحبي فيه أيه ؟ دا مجنون وكله عقد

استمرت سارة في البكاء بحرقة فأردفت والدتها بغيظ :

- يا بنتي دا كان بيعاملك معاملة الجواري .. وبتعيطي علشانه ..! بقى انتي سارة اللي الدنيا كلها بتعملها ألف حساب

- كان هيتغير بعد ما نتجوز

- هيتغير فيه أيه ولا أيه ؟ بالعكس .. بعد الجواز الغشاوة بتتشال .. ومش هيفضلك من سي حسن بتاعك ده غير عقده ووشه الكشر

- اللي هيجنني أكتر أن حتى كامل باشا بدأ يطاوعه على جنانه .. زي ما يكون زعلان على الزفتة اللي اسمها سبيل ..!

قطبت والدتها جاحبيها شاردة .. عندما سمعت عن تلك الخادمة للمرة الأولى كانت تظن أن سعيد يستغلها لجذب انتباه سارة وإثارة غيرتها .. شعورها يومها لم يتعد الإحساس بالإهانة لكونه وضع ابنتها مع خادمته في كفة واحدة .. ولكن القلق بدأ يتسرب إليها مع ازدياد اهتمامه بها حتى أصبح فوق العادي بينما تحول اهتمام ابنتها إلى شقيقه المتعجرف الذي لم تستطع تقبل معاملته السيئة لها كلما رأتهما معًا

- ماما انتي بتفكري في أيه ؟

تنهدت والدتها بضيق قائلة :

- بافكر في خيبتك .. كان ماله سعيد .. ؟ لو كنتي سمعتي كلامي .. كان زمانك دلوقت الآمرة الناهية في فيلا شاهين

- سعيد اللي راح اتجوز الخدامة وخلف منها ؟!

- وهو أيه اللي خلاه يروح للخدامة غير عبطك ودماغك الناشفة .. دا كان بيتمنى لك الرضا ومن إيدك دي لإيدك دي .. ياما نصحتك ساعتها وقلت لك انه مش هيتعوض وآدي النتيجة .. حتة بت خدامة .........

- ماما أرجوكي .. سعيد خلاص مات .. مالوش لزوم الكلام دا دلوقت .. خلينا نفكر إزاي نرجع حسن

 - أنسي حسن دا خالص

- لو سبيل ماتت هيرجع لي

- مافتكرش ان دا هيحصل .. وحتى لو فرضنا انه حصل .. أوعي توافقي

 تطلعت إليها سارة في تمرد فأردفت ساخطة :

- أنتي لسه مفهمتيش ؟ واضح قوي ان سي حسن بتاعك ذوقه جاي على الخدامة هو كمان

- مستحيل .. حسن أعقل من كده

- الرجالة في الحب كلهم مجانين .. خرجي عيلة شاهين دي كلها من دماغك .. كفاية قوي لحد كده .. أنا مش مستغنية عنك يا بنتي

لليوم الرابع على التوالي لم يكن يستعيد وعيه إلا ليهمس باسمها في ألم .. لكنه اليوم يبدو أهدأ بالفعل كما أخبره الأطباء وهم يقللون جرعة المهديء التي يحقنوه بها تدريجيًا .. احتضن كامل يده بكفيه وراح يربت عليها مواسيًا .. فتح حسن عينيه ببطء ونظر إليه ثم أغلقهما ثانية

- حمد الله على سلامتك يا حسن .. كده برضو تخضني عليك..!

ظل مغمض العينين فأسرع كامل بالقول مبتسمًا :

- الدكتور طمني على سبيل

فتح عينيه وتطلع إليه بنظرات باهتة فأردف :

- بيقول من حسن حظها أنك لحقتها بسرعة قبل ما الجلطة تتمكن منها

همس حسن في رجاء :

- بجد ؟

- طبعًا بجد .. بس انت شد حيلك علشان هتحتاجك جنبها اليومين الجايين

حاول النهوض متغاضيًا عن الدوار الذي يشعر به ولكنه لم يستطع فاسترخى مستسلمًا .. ربت كامل على كتفه وابتسم في حنان قائلًا :

- طب مش كنت تقولي انك بتحبها قوي كده ؟

أغمض عينيه صامتًا فتنهد عمه قائلًا :

- أوعدك أول ما سبيل تشد حيلها .. هاعملكم فرح في أكبر فنادق القاهرة .

- سعيد ...

- سعيد .... أكيد هيكون مبسوط لما انت اللي تربي ابنه بدل ما يربيه حد غريب

- أنا مش خاين

- لأ .. مفيش خيانة .. أنت بتبالغ في إحساسك زي ما انا عملت .. وندمت بعد فوات الأوان

تسمرت عينا حسن فوق ملامحه فأردف مؤكدًا :

- لو رجع بيا الزمان .. هاصلح حاجات كتير قوي .. أولها موضوع الخيانة ده .. هاتجوز حبيبتي من غير ما افكر .. أنا ضيعت نفسي وضيعتها معايا يوم ما سيبتها تبعد عني .. بس الحمد لله .. أنت لسه عندك الفرصة علشان تصلح كل حاجة

مضى وقت طويل قبل أن يتمكن كامل من إقناعة بحتمية العودة إلى الفيلا .. على الأقل من أجل شادي .. الطفل يشعر بالغربة ولا يتوقف عن البكاء .. بالكاد يقتات ما يجعله حيًا رغم المحاولات المستمرة من جمعة وزوجته وأحفاده للترفيه عنه ..

استقبله شادي باكيًا هذه المرة على عكس عادته .. أغمض عينيه وعض على شفتيه بقوة حتى لا يبكي وهو يحتضنه ملتاعًا .. ربت كامل على ظهره وجذبه ليجلس بالطفل قبل أن يسقط وهنًا ..

ضم شادي إلى صدره في حميمية ودفن رأسه فوق كتفه .. راح يتمايل معه شاردًا حتى استسلم الطفل للنوم بعد وقت قصير ضرب جمعة كفيه معًا قائلًا :

- سبحان الله .. دا انا وام فتحي بنحارب علشان نخليه يغفل شوية .. الواد مطمن في حضنك يا حسن يا ابني

نهض حسن قائلًا :

- أنا هاخده ينام معايا هز كامل رأسه مستحسنًا الفكرة فالتفت حسن إلى جمعة وسأله :

- أكلتوه حاجة النهارده ؟

- أيوه يا ابني اطمن .. عملنا له بهلونات عشان ياكل

*****

احتضن كفها بين يديه واستمر يناجيها طويلًا لكنها لم تشعر به .. ثمانية أيام مضت بلا بادرة أمل واحدة .. الأجهزة والخراطيم التي غرسوها في جسدها للتنفس والطعام وقياس الضغط والنبض ودرجة الوعي و........ زادته إحباطًا ويأسًا

طريقة الطبيب الروتينية الهادئة التي قابل بها لهفته في السؤال عنها جعلته يقاوم رغبة عارمة في لكمه لربما شعر بقليل من الألم الذي يشعر هو به .. يا له من طبيب متبلد الإحساس ..!  لو لم يكن علاجها بالخارج سيعرض حالتها المستقرة كما يزعمون للخطر لكان نقلها للتو واللحظة ولو كلفه الأمر كل ثروته

أخيرًا غادر المشفى مجبرًا كعادته كلما حان موعد طرده منها .. دخل الفيلا فوجد شادي جالسًا بين ذراعي كامل يقرأ له قصة مصورة .. ما إن شعر الطفل بوجوده حتى التفت إليه في سعادة يناديه ( بابا ) فاقترب ليحمله ويقبله قائلًا :

- أهلًا حبيب بابا- أخبار سبيل أيه ؟

هم حسن بإخباره أن لا جديد عندما فوجيء بالطفل يستدير نحو كامل مغمغمًا باسمها .. تجولت عيناه حوله تبحث عنها .. راقبه حسن في ألم هامسًا :

- وحشتك بيلا ؟

عاد الطفل يكرر اسمها حزينًا فضمه حسن قائلًا :

- بكره هاخدك معايا تشوفها

تدخل كامل معترضًا :

- معقول .. هتاخد الولد وسط المرض والأدوية ؟

- غصب عني يا عمي .. يمكن لما تسمع صوته ترجع لنا

هز كامل رأسه في عدم اقتناع بينما قبل حسن الطفل وأعطاه له قائلًا :

- خليك مع جدو لغاية ما اغير هدومي وآجي لك

تشبث به شادي في إصرار فهتف كامل مستنكرًا :

- بعد كل اللي باعمله علشانك من الصبح .. دي أخرتها ؟

ضحك حسن وما لبث إن كشر هو أيضًا مستنكرًا عندما وصلت حفيدة جمعة تحمل بعض الألعاب وأشارت بها نحوه في دعوة مرحة.. فتركه كما فعل مع كامل للتو وأسرع ليلعب معها

في طريقه إلى غرفته عرج عمدًا إلى غرفة سعيد .. تطلع إلى صورته في رهبة تحولت إلى تمرد وهو يهتف إليه في توسل :

- سيبها لي المرة دي يا سعيد .. أنا عارف انك بتحبها .. أنا كمان بحبها ورغم كده حاولت أبعد عنها علشان ارضيك .. بس مش قادر .. دي أول مرة أطلب فيها حاجة منك .. طول عمري باعمل كل اللي انت عايزة .. المرة دي أنا محتاج لها أكتر .. وابنك كمان محتاج لها .. أرجوك يا سعيد .. أرجوك......

مساء الخير يا أحلى قراء

أعتذر عن التأخير لأنى مش قادرة أقعد قدام الكمبيوتر كتير زى الأول

شكرًا على دعواتكم الحلوة وحبكم الغالى الله يسعدكم ويسعدني بيكم

أماني عطاالله

Продолжить чтение

Вам также понравится

634K 31.2K 34
كان القلب فارغ وحاضري اراه يشبه ماضي،، الحب لم اعرفه ولم اعشه اتاني فجأه كهديه من السماء وعرفت ان العمر هو مجرد رقم لايتحكم بالقلب ولا بالروح عندما...
307K 7.5K 69
حياةٌ اعيشها يسودها البرود النظرات تحاوطني أواجهُها بـ صمود نظراتٌ مُترفة .. أعينٌ هائمة ، عاشقة ، مُستغلة ، عازفة ! معاشٌ فاخر ، صوتٌ جاهِـر اذاق...
2.8M 58.3K 77
نتحدث هنا يا سادة عن ملحمة أمبراطورية المغازي تلك العائلة العريقة" التي يدير اعمالها الحفيد الأكبر «جبران المغازي» المعروف بقساوة القلب وصلابة العقل...
لـبوةْ الآسٌـد"✨ گمر

Любовные романы

709K 31.1K 39
احبك مو محبه ناس للناس ❤ ولا عشگي مثل باقي اليعشگون✋ احبك من ضمير وگلب واحساس👈💞 واليوم الما اشوفك تعمه العيون👀 وحق من كفل زينب ذاك عباس ✌ اخذ روحي...