بيلاَّ ( قريبًا)

Por AmanyAttaallah

74.8K 6K 2.1K

جحيم .. هو الآن فى الجحيم .. لا تفسير آخر .. جحيم لم يعد يرى فيه سوى تلك الشيطانة التى بات يحترق بلهيبها طوال... Más

مقتطفات
مقتطفات
مقتطفات
1
2
3
أماني
4
5
6
7
8
9
مقتطفات
10
11
12
13
14
15
16
17
18
19
20
21
22
23
24
25
26
27
28
29
30
31
33
34
مقتطفات
35
36
37
38
39 النهاية

32

1.6K 169 83
Por AmanyAttaallah

خرجت وأعطته الطفل .. حدق في ملامحها بغضب ما عاد يرهبها .. تصنعت اللامبالاة قائلة :

- هترجعوا الساعة كام ؟

- حضرتك لابسة ورايحة على فين ؟

- رايحة النادي .. ممكن تسيب لي فلوس ؟

حدق فيها صامتًا فأردفت متجاهلة الرعب الذي بدأ يتسلل إلى أعماقها خوفًا من ردة فعله :

- على العموم لو مش معاك فلوس زيادة دلوقت مفيش مشكلة .. هاقولهم أني مرات حسن بيه شاهين .. ويبقوا يبعتوا لك الحساب على الفيلا

سند الطفل إلى الأريكة وجذبها بعنف إلى الحمام غير مبالٍ باعتراضها وصياحها .. فتح الصنبور ونكس رأسها تحته .. مسح وجهها بكفه فى خشونة حتى امتزجت كل الألوان فوقه.. تركها تصارع لتلتقط أنفاسها ونفض ملابسه من الماء قائلًا :

- مش هاقفل الباب بالمفتاح .. وجربي تفتحيه

أخذ الطفل وغادر الشقة تاركًا إياها تنتحب .. عشرات الأفكار المجنونة عبثت برأسها دون أن تجرؤ على تنفيذ أي منها .. أرهقها البكاء أخيرًا فاستسلمت للنوم

*****

نهض كامل لاستقبالهما متهللًا تتبعه سارة بابتسامة واسعة لا تخلو من الحقد وهي تلاحظ الحميمية التي احتضن بها الطفل واستمر في تقبيله .. قال أخيرًا :

- يالله .. مع السلامة انتوا بقى

عاد يعانق شادي بقوة وأردف :

- سيبوني أنا مع حبيبي الخلبوص دا .. وحشتني يا ولد .. إزاي متجيش تشوف جدو الفترة دي كلها ؟

تأبطت سارة ذراع حسن وابتسمت قائلة :

- يالله بينا احنا يا حسن .. عمو كامل خلاص .. استغنا عننا

لو لم يكن رفضه الخروج معها سوف يفتح الباب لنقاش ومشاكل هو في غنى عنها لأخبرها بأن أخر ما يريده الآن هو مغادرة الفيلا ..

- تعرف نفسي أروح فين ؟

تطلع إليها في تساؤل فأردفت في توسل :

- نفسي نروح ديسكو .. عارفة أنك مش بتحبه .. بس أنا مبسوطة قوي .. هناك هاقدر أتنطط وأهيص واصرخ من غير ما يقولوا عليا اتجننت

مط شفتيه ساخطًا .. الديسكو .. ولكن لا بأس .. هو أيضًا في حاجة ماسة لمجموعة من المجانين أمثالها يحيطون به ويصرخون حتى يصيبونه بالصمم ويشلون قدرته على التفكير

أكتفى برقصة وحيدة شاركها فيها قبل أن يغادر القاعة الصاخبة ليجلس في ركن منعزل ليراقبها وهو يحتسي فنجانًا من القهوة المرة .. الظلام دامس .. الصمت هو الساكن الأوحد بين الجدران .. أتراها قد نفذت وعيدها رغم تحذيره ؟

أغلق كاميرات المراقبة واتصل بالنادي مجبرًا ليسأل عنها .. أخبره المسئول عن الأمن هناك بأنها لم تحضر .. لكنه لم يهدأ .. ربما غيرت وجهتها .. هل تجرأت ؟

ما أكثر المعجبين بها .. أيعقل أن يكون أحدهم قد شجعها على عصيانه ؟!

نهض في غضب ودلف إلى قاعة الديسكو .. جذب سارة التي اندمجت في وصلة جنونية جديدة مع شاب لا يعرفه .. يكفي كونه يشبه النساء كي لا يشعر بالغيرة منه .. وإن كان لا يتذكر أنه شعر بالغيرة على سارة من قبل ..!

ما إن أصبحا خارج القاعة حتى سألته في دهشة :

- حصل حاجة يا حسن ؟

- أنا باقول كفاية كده

- زهقت بالسرعة دي ؟

- أحنا بقى لنا أكثر من تلات ساعات فى الصداع دا .. متعبتيش ؟

التوت شفتاها في تذمر فأشار لها لتتقدمه قائلًا :

- يا لله علشان اوصلك للبيت

- لسه بدري يا حسن

- أنا تعبان وعايز استريح .. متنسيش اني لسه هاوصل شادي لـ والدته

- علشان كده بقى عايز تمشي .. علشان خاطر سبيل هانم ؟

نظر إليها في حدة فتقدمته ساخطة .. أوصلها إلى الفيلا التي تسكن فيها وفتح باب السيارة متمنيًا لها ليلة سعيدة .. لكنها أطبقت على ذراعه وقالت في دلال :

- طب مش تدخل تسلم على بابا وماما ؟

- معلش وقت تاني

- علشان خاطري يا حسن .. دي ماما كل يوم بتسألني عليك .. من يوم الخطوبة مجتش عندنا

- هو احنا لسه كملنا حتى أسبوع مخطوبين ؟

تعلقت بذراعه كالأطفال قائلة :

- وحياتي يا حسن .. تعالى أقعد معانا شوية .. فنجان قهوة بس

زفر ساخطًا ولكنه ما لبث إن استجاب لإلحاحها .. ما دامت ستغدو زوجته فربما من الأفضل أن يكسب رضا أسرتها بقدر استطاعته .. ما تطلبه منه الآن حق بسيط لن يكلفه شيئًا

*****

أضاء نور الغرفة فاستيقظت متذمرة .. جلست وغطت عينيها المتورمتين بذراعها متحاشية النظر إليه .. وضع الطفل النائم بجوارها فوق السرير .. وتسمرت نظراته فوقها طويلًا لكنها أتكأت برأسها فوق ركبتيها لتخفي وجهها عنه

صاح آمرًا :

- قومي اعملي لي فنجان قهوة

استجابت بسرعة وكأنها كانت تنتظر الفرصة لتهرب من وجودها معه .. وضعت صينية القهوة فوق الطاولة بجواره وأستدارت لتعود إلى غرفتها لكنه أطبق على كفها وابتسم قائلًا :

 - أنا شربت قهوة كتير قوى النهارده .. ومتغدتش .. وحسيت دلوقت بس اني جعان

ضغط على يدها وأردف في ضعف ولده الحنين إليها :

- عندك أكل ولا تيجي نتعشى بره ؟

التفتت لتنظر إليه في عتاب وانهمرت دموعها رغمًا عنها فنهض مبتسمًا .. ضمها وربت على ظهرها في رفق فازدادت بكاءً .. همس وهو يدلك فروة رأسها في لطف :

- ينفع تخرجي من غير أذني ..؟

- بصفتك أيه ؟

هتف بلا تفكير :

- بصفتي جوزك

نظرت إليه مستنكرة فأردف في تلعثم :

- عايزة تخرجي قولي لي وأنا هاخرجك

هتفت رغمًا عنها :

- بعدين سارة هانم تغضب عليك

- سارة عارفة أنك فى مقام أختي

صرخت في حدة :

- وانت عارف اني مش أختك .. وعمري ما هاكون أختك

- أنتي النهارده مستفزة

 تحررت منه وابتعدت قائلة :

- تصبح على خير

تطلع إليها في غضب .. لا يريد أن يصدق ما أجمعت عليه قسماتها .. هل وصلت بها الوقاحة حد طرده من شقته .. ؟!

جلس في غطرسة ووضع ساقًا فوق الأخرى قائلًا :

- حضري لي عشا

تمنت لو أنها استطاعت تجاهله لفترة أطول .. ليتها تمتلك الشجاعة الكافية لتطلب منه أن يذهب ويتناول طعامه في أى مكان آخر .. أو يتصل بالمطعم ليحضر له وجبة جاهزة .. ولكنها في النهاية تحركت مرغمة لتنفذ أوامره ..

 راقبها صامتًا وهي تضع الطعام فوق السفرة .. توجهت عائدة إلى غرفتها فهتف يناديها :

- رايحة فين ؟

- هانام

- استني لما اخلص أكل

 تسمرت قدماها ووقفت تطلع إليه ساخطة فأردف وهو يجلس حول السفرة :

- هتفضلي واقفة فوق دماغي كده كتير ؟

- مستنية أوامر سيادتك

 - أقعدي وكلي معايا

- مش عايزة آكل

شعرت بالفزع عندما نهض فجأة وجذبها في حدة ليجلسها عنوة بجواره صارخًا في غضب :

- أنتي عايزة توصليني لأيه بالظبط ؟   بقي لي ساعة باحايل وادادي وانتي مش مبطلة زن وبكا .. أنا متعودتش على كده

أحنت رأسها صامتة فأردف بالنبرة ذاتها :

- أنا عمري ما صدقت دموع واحدة ست .. ولا اتأثرت بيها ولو لحظة .. بالعكس .. كنت ساعات باشمت فيهم .. كنت باحس انهم يستاهلوا أكتر من كده علشان يكفروا عن المكر اللى ماليهم .. بس معاكي انتى مش قادر

تنهد في مرارة وعاد يهتف محبطًا :

- أنتي لو بتحسي كنتي فهمتي أنك مختلفة

 رفعت وجهها وتفحصت ملامحه هائمة .. الدموع التى انحشرت بين مقلتيها زادتهما لمعانًا واتساعًا حتى غرق فيهما وذاب كاملًا .. انحني ليقبلها فصدته نظرات سعيد النارية التي صوبها نحوه وكأنه يذكره بملكيتها له ويحذره من لمسها ..

استقام في حدة وابتعد عنها همست ترجوه أن يفهم :

- سعيد كان جوزي وهيفضل أبو أبني .. لكن دا مش معناه أني .....

قاطعها في صلابة :

- سعيد مش بس كان أخويا الوحيد .. التلات سنين اللي بيننا حسسوني اني مسئول عنه .. ساعات كتير كنت باحس أنه ابني مش مجرد أخويا الصغير .. يمكن وجوده بيني وبين عمي والصراعات المستمرة اللى كانت بتحصل بينا هي اللى أثرت على شخصيته شوية ..بس دا مش معناه أنه كان ضعيف .. كل الحكاية أنه مكانش بيحب يدخل فى مشاكل مع حد

هزت رأسها في تمرد فهتف في رجاء :

- سبيل أنتي لازم تساعديني

- عايزني أعمل أيه ؟ أنتحر أنا كمان ؟

  - بالعكس .. أنا عايزك تعيشي وتكوني أسعد واحدة في الدنيا

- من غيرك ؟

- بطلي تعذبي نفسك وتعذبيني معاكي .. مش لازم كل حب ينتهي بعلاقة جسدية

- لو مكنتش هتتجوز سارة .. يمكن كنت صدقتك

صرخ في حسم :

- أنا لازم اتجوز سارة .. والنهارده قبل بكره كمان .. يمكن تصدقي أنك مستحيل هتكوني ليا .. مش هاقدر ألمسك مهما اشتقت لك .. مستحيل اتمتع بحاجة أخويا مات ونفسه فيها مهما كنت بحبها ..

 نهضت لتبتعد عنه .. وضعت يدها على صدرها وهتفت بصوت مختنق :

- أنا مش مجرد حاجة يا حسن .. أنا إنسانة .. مش من حقك تدفني حية مع اخوك لأنه حبني قبلك .. لو انت بتحبني فعلًا كنت اتمسكت بيا وخليتني جنبك .. مش لازم الجسد .. أنا مستعدة نزهد الدنيا سوا .. لكن انت هاتتجوز أكتر واحدة باكرهها .. طب مستني مني أيه ..؟ عايزني أكرهك أنت كمان .. ؟ مش هاقدر .. أنا أضعف من أني أكرهك .. أسهل لي أكره روحي وأكره حياتي وأكره الدنيا كلها ....

لاحظ شحوبها وأنفاسها التي ازدادت ثقلًا .. اقترب منها في قلق تحول إلى جزع عندما سقطت فجأة مغشيًا عليها

*****

شكرًا للناس الجميلة اللي متفاعلة معانا بحماس

الرواية قربت تنتهي


توقعاتكم أيه للنهاية ؟


Seguir leyendo

También te gustarán

4.2M 62.4K 66
تتشابك أقدارنا ... سواء قبلنا بها أم رفضناها .. فهي حق وعلينا التسليم ‏هل أسلمك حصوني وقلاعي وأنت من فرضت عليا الخضوع والإذلال فلتكن حر...
9.1M 297K 67
حياتها بائسة...فالعيون الجائعة تترصدها بكل مكان فتجعلها تعيش الجحيم في كل لحظة من لحظات يومها البائس ..ظلت تقاوم و تحارب بطرقها الخاصة كما اعتادت منذ...
582K 19.5K 37
قصه شيخ عشيره عمره ٣٩ ياخذ فصليه بعمر المراهقه ١٦ سنه بسبب العادات والتقاليد
321K 7.8K 69
حياةٌ اعيشها يسودها البرود النظرات تحاوطني أواجهُها بـ صمود نظراتٌ مُترفة .. أعينٌ هائمة ، عاشقة ، مُستغلة ، عازفة ! معاشٌ فاخر ، صوتٌ جاهِـر اذاق...