بيلاَّ ( قريبًا)

By AmanyAttaallah

74.7K 6K 2.1K

جحيم .. هو الآن فى الجحيم .. لا تفسير آخر .. جحيم لم يعد يرى فيه سوى تلك الشيطانة التى بات يحترق بلهيبها طوال... More

مقتطفات
مقتطفات
مقتطفات
1
2
3
أماني
4
5
6
7
8
9
مقتطفات
10
11
12
13
14
15
16
18
19
20
21
22
23
24
25
26
27
28
29
30
31
32
33
34
مقتطفات
35
36
37
38
39 النهاية

17

1.4K 118 40
By AmanyAttaallah


جلس حسن يتناول فطوره مع عمه فى شرفة حجرة الأخير الذى بدأ يحرك أطرافه تدريجياً حتى أصبح بإمكانه مغادرة الفراش .. لسانه لا يزال ثقيلاً بالكاد يرد تحيتهم أو يناديهم .. الرعاية التى أبداها حسن نحوه كان لها تأثير السحر فى تحسن صحته مما أشعر الأخير بوجوب منحه المزيد منها

رن هاتفه فتناوله ونظر فى دهشة إلى الرقم الذى يطلبه قبل أن يغمغم فى قلق :

- ألو .. خير يا شوكت بيه .. حصل حاجة ؟

ما أن أغلق الخط حتى نهض فى عصبية وانطلق كالسهم دون أن يودع عمه الذى تابعه فى قلق حتى اختفى عن عينيه

وصل البناية واتجه مباشرة إلى شقة شوكت الذى استقبله فى ترحاب وود زاده ضيقاً وتحول إلى جنون ما أن رآها تخرج إليه بمنظرها المشعث وملابسها الضيقة القصيرة ..

استمع واجماً إلى شوكت وهو يقص عليه الظروف السعيدة التى سمحت له باستضافتها فى مسكنه المتواضع فزينته بهاءً بوجودها فيه .. أخيراً صافحه حسن فى صبر نافد قائلاً :

- شكراً يا شوكت بيه .. آسفين لإزعاجك

قال شوكت وهو يتطلع إلى سبيل فى إعجاب واضح :

- مفيش إزعاج خالص .. دا كلام برضو .. سبيل هانم تشاور بس هتلاقيني فى خدمتها دايمًا

احترقت تحت وطأة نظراته وهو يشير لها كى تتقدمه قائلاً :

- اتفضلى يا سبيل هانم

ما إن دلفا إلى الشقة وأغلق الباب حتى أزاحها للداخل بعنف كادت تسقط معه أرضاً .. صارخاً فيها :

- شكلك مش ناوية تجيبيها البر

حول بصره الغاضب إلى جهاز التسجيل .. كانت الفقرة الرياضية قد انتهت وبدأت القناة ببث فاصل من المنوعات الغنائية .. ضغط على أسنانه وهو يردد كلمات أغنية عبد الحليم حافظ ساخراً :

- وكمان بتلومونى ليه لو شفتم عينيه حلوين قد ايه ... ما شاء الله .. يا سيدى على المزاج العالى

 تطلع إلى مظهرها وأردف :

- مش كفاية الشورت والشعر الغجرى المجنون

توجه نحو التسجيل ليغلقه فأسرعت للغرفة التى يرقد فيها الطفل ولكنه لحق بها وعاد يمسك بذراعها ويعتصره فى قوة وهو يجذبها للردهة قائلاً :

- تعالى .. أنا لسه مخلصتش كلامى

انهمرت دموعها بغزارة قائلة :

- الواد بتاع السوبر ماركت هو اللى غلط .. أنا ما عملتش حاجة ..

- كل دا ومعملتيش حاجة .. ؟! أجى الاقيكى فى شقة واحد عازب بشكلك الـ........

قطع عبارته وضرب كفاً بأخرى قائلاً :

- الله يسامحك يا سعيد .. وحلة وغرزتنا فيها

- أنا مكنتش اعرف انه عايش لوحده .. كنت فاكرة مراته وولاده موجودين معاه .. عشان كده دخلت استناك جوه .. وانت جيت بسرعة قوى

وكأنه لم يسمع سوى عبارتها الأخيرة قال ساخراً :

- جيت بسرعة قوى .. ؟! أنا اللى غلطان .. معنديش حق .. لو اعرف ان الجو رومانسى قوى كده كنت اتأخرت شويه عشان تاخدوا راحتكم .. وينفلق الواد واللى جابوا الواد

استمرت فى البكاء صامتة حتى قال أخيراً :

- غورى غيرى هدومك ولمى شعرك المنكوش ده .. وحسك عينك اشوفك بالمنظر دا تانى

عادت ترتدى منامته المهلهلة من جديد وهى تنتحب .. بكى الطفل فأسرعت لتطعمه وهى تدلك ذراعها فى ألم .. تأملت الندوب المتورمة التى أحدثتها قسوته وازدادت نحيباً .. لاحظت أن الطفل راح يسعل بعنف كاد معه أن يختنق ..

صرخت بصوت مرتفع فأتى حسن مسرعاً وأخذه من بين يديها محاولاً إسعافه حتى نجح أخيراً .. تنفست فى ارتياح .. التفت إليها بوجه عاصف ولكنه لم يوبخها هذه المرة بل غادر الغرفة ساخطاً

فى المساء ارتفعت حرارة الطفل واستمر فى البكاء بلا توقف .. لم تنجح كل الكمادات التى استخدمتها فى إسعافه .. حملته واستمرت فى البكاء معه وقتاً طويلاً قبل أن ترتدى ملابسها وتغادر شقتها إلى الدور السادس .. لا مفر حتى ولو قتلها هذه المرة

فوجئ شوكت بوجودها مجدداً ولكنه دعاها للدخول سعيداً .. تظاهر بتصديقها عندما أخبرته بأن هاتفها سقط فى الماء عندما كانت تغتسل فتعطل .. وبأنها لم تشتر بديلاً له حتى الآن ..

اتصل بـ حسن الذى صدم من جديد وأبلغه بأنه سيأتى على الفور ظل شوكت يداعب الطفل محاولاً التخفيف عنها تارة بمغازلتها وتارة بمغازلته حتى وصل حسن بعد وقت قصير وإن كانت هى قد خالته دهراً .. وكأن دموعها شفعت لها هذه المرة وهى تعطيه الطفل قائلة :

- شادى تعبان قوى .. حرارته مش عايزة تنزل .. عملت له كمادات كتير واديته خافض للحرارة بس برضو مفيش فايدة

قاد السيارة متجهماً حتى وصلا لـ عيادة أطفال على بعد أمتار قليلة من بنايتهم .. فحصه الطبيب ثم قرر أنه يعانى من تقلصات شديدة فى معدته وأمعائه وكتب له بعض الأدوية والمسكنات .. فى النهاية شخص حسن الحالة بنفسه قائلاً بأنها حالة تسمم نتيجة اللبن المعكر الذي تطعمه له متعمدة .. كم مرة أخبرها بأن لا تطعم الطفل وهى تنتحب ..؟ ولكنها مجرمة لا زالت تتفنن فى قتله وتعذيبه .. وكأنه بريء مما يحدث وليس هو من يزرع السم فى جسدها كل لحظة ..!

فى طريق عودتهم توقف أمام مركز تجارى كبير وطلب منها انتظاره فى السيارة .. عاد خلال دقائق قليلة يحمل بعض الأكياس وتابع القيادة إلى المنزل واجماً .. عندما وصلا إلى الشقة حملت الطفل إلى غرفة النوم .. أطعمته وأعطته الدواء حتى نام أخيراً .. تأملته فى إشفاق وقبلت جبهته وويديه وهى تعتذر للمرة المليون عن أخطائها التى لا تنتهى فى حقه .. إن كانت هى من سممته بالفعل كما يدعى .. فهى لم تكن تقصد أن تؤذيه أبداً

عندما عادت إلى الردهة وجدته ينتظرها بصبر نافد .. تلعثمت قائلة :

- كان لازم اتصل بيك .. شادى كان .......أوقفها بإشارة من يده ثم نهض وقدم لها هاتفًا جوالًا :

- التليفون دا مفيهوش إلا رقم واحد بس .. حسك عينك الاقى عليه رقم غيره

أخرج مبلغاً من المال وقدمه لها أيضاً قائلاً :

- الفلوس دى للطوارئ .. لو شادى تعب لا قدر الله وانا مش موجود تاخديه على الدكتور بسرعة لحد ما اجى لك

هزت رأسها صامتة فتنهد قائلاً :

- طبعاً أنتى فاهمة أنا ماسك نفسى عنك لحد دلوقتى ليه .. بس انا خلاص .. صبرى عليكى طال ومش هارحمك بعد كده

غادر الشقة وتركها تكتشف ما من عليها به فى الأكياس الأخرى .. كانت بعض لوازم الطفل والمطبخ وبعض الملابس البيتية لها ربما لتكف عن استخدام ملابسه .. أجمل ما في الملابس هذه المرة أنها لم تكن سوداء

Continue Reading

You'll Also Like

475K 10.9K 38
لو إلتقينا في عالم آخر لوقعت.. لغرقت وتهت في حبك ولكن ولدنا هنا في عالم انتِ القاتلة وانا السجان واه من حرقة الإنتقام ولهيبها تهنا معًا في هذا الظلام...
372K 14.3K 47
رجال آلقوة.. وآلعنف آلغـآلب آلمـنتصـر.. وكذآلك آلعقآب لآ نهم ينقضون على صـيده بــكسـر جـنآحـيهم آي بــضـمـهمـآ آوبــكسـر مـآيصـيدهم كسـرآ آلمـحـطـم آ...
600K 26.7K 29
كان القلب فارغ وحاضري اراه يشبه ماضي،، الحب لم اعرفه ولم اعشه اتاني فجأه كهديه من السماء وعرفت ان العمر هو مجرد رقم لايتحكم بالقلب ولا بالروح عندما...
677K 14.6K 44
للعشق نشوة، فهو جميل لذيذ في بعض الأحيان مؤذي مؤلم في أحيانا اخرى، فعالمه خفي لا يدركه سوى من عاشه وتذوقه بكل الأحيان عشقي لك أصبح ادمان، لن أستطع ا...