بيلاَّ ( قريبًا)

By AmanyAttaallah

74.6K 6K 2.1K

جحيم .. هو الآن فى الجحيم .. لا تفسير آخر .. جحيم لم يعد يرى فيه سوى تلك الشيطانة التى بات يحترق بلهيبها طوال... More

مقتطفات
مقتطفات
مقتطفات
1
2
3
أماني
4
5
6
7
8
9
مقتطفات
10
11
12
13
15
16
17
18
19
20
21
22
23
24
25
26
27
28
29
30
31
32
33
34
مقتطفات
35
36
37
38
39 النهاية

14

1.3K 114 36
By AmanyAttaallah


دلف إلى الغرفة التى يقيم بها عمه نصف ميت منذ رحل شقيقه .. نهضت الممرضة واقفة وردت تحيته المقتضبة بمثلها .. تطلع إلى عمه الزائغ النظرات ووجه حديثه للمرضة قائلاً :

- سيبينا لوحدنا شوية

هزت الفتاة رأسها فى تفهم وغادرت الغرفة

جذب كرسياً وجلس فى مواجهة السرير الذى التصق به كامل بائساً مستكيناً لا يريد مفارقته .. أخبره الأطباء بأن حالته نفسية بحتة وبعدم وجود أى سبب عضوى مباشر للشلل الذى أصاب لسانه وأطرافه

رمقه كامل بنظرة خاطفة قبل أن يعاود الدخول فى غيبوبته الاختيارية .. تنهد حسن قائلاً :

- أنا عارف انك سامعنى كويس .. وانك متابع كل حاجة بتحصل حواليك مهما اتظاهرت بعكس كده

لم يبد على عمه أى من علامات التأثر فضغط على كلماته مردفاً :

- أنا لقيت البت اللى قتلت سعيد

رفع عمه عينيه وثبتها فوق وجهه فى تحفز فابتسم حسن فى انتصار قائلاً :

- كانت عايزة تقتل ابنه زى ما قتلته .. بس أنا لحقتها فى الوقت المناسب

تضاعف الاهتمام على وجه كامل وهو يستمع إلى ابن أخيه الأقرب إليه من نفسه رغم كل ما أبداه من عشق واهتمام بشقيقه الأصغر .. حسن هو ابنه الذى لم يلده .. نسخته التى لن تتكرر بالجودة ذاتها أبداً مهما أنجبت الحياة .. لا ينكر أنه مغروم بكبريائه واستبداده بقدر كرهه لهما ..

- الحيوانة كانت حامل لما طردتها من هنا .. أيوه .. أنا عارف ان انت اللى طردتها وانها مسرقتش الخزنة .. أنا مش عاتب عليك فى أى حاجة عملتها .. ولو كنت مكانك كنت هاعمل اللى انت عملته وأكتر .. سعيد الله يرحمه كان غبى

اتسعت ابتسامته عندما تأوه عمه وتحرك لسانه فى لوعة وإن كان فى النهاية قد ظل عاجزاً عن الكلام .. لا بأس .. سوف يفعلها يوماً ما .. سوف يشفى ما أن ينتقم له من تلك السفاحة .. عاد يهتف فى حماسة :

- الولد فى الحضانة حالياً .. سميته شادى .. كان نفسى اسميه سعيد .. بس ماقدرتش .. مش متخيل انى انده على اخويا وحد غيره هو اللى يرد عليا حتى ولو كان ابنه .. وكمان مش عايزها تشك فى حاجة دلوقت .. أنا قلت لها ان سعيد مسافر لحد ما اشوف هانتقم منها ازاى .. أنا ممكن آخد منها الولد واسيبها تموت نفسها زى ما عملت مع أبوه .. لولا انى مش متأكد أنها هتعملها .. خايف تنساه وتكمل حياتها عادى .. أنا عايز اشوفها وهى بتموت قدامى كل يوم وكل ساعة وكل ثانية

هز عمه رأسه موافقاً فنهض حسن وقبل رأسه قائلاً :

- أول ما ابن سعيد يخرج من الحضانة ويشد حيله هجيبهولك تشوفه .. بس شد حيلك انت كمان عشان تقدر تشيله وتاخده فى حضنك

ترقرقت عينا كامل بالدموع فأغمضهما ألماً .. لم يتخيل وهو يتفنن للخلاص منها أن الأمر سيصل لهذا الحد .. كان يحاول حماية سعيد لا قتله ..

*****

أخبرتها الممرضة بأن الطبيب سمح لها بالخروج على أن تأتى يومياً لإطعام الطفل حتى يستعيد عافيته هو أيضاً .. عليها أن تغادر المستشفى بعد الغداء ولكن إلى أين ستذهب ؟

لن تستطيع العودة إلى غرفتها فوق سطح فردوس .. حتى وإن أرادت هى ذلك .. فردوس لن تسمح لها بعد أن ضيعت عليها فرصة ثمينة للربح المريح .. سوف تطردها شر طردة بل وربما تنتقم منها أيضاً .. عضت شفتيها وتنهدت فى حيرة عندما دخل إلى الغرفة بوجهه المتجهم ..

ألقى نحوها بشنطة بلاستيكية قائلاً فى جفاء :

- البسى الهدوم دى .. هنسيب المستشفى

- هنروح فين ؟

أشار بيده محذراً :

- لو عايزة تربى ابنك .. تقولى حاضر وبس

تطلعت إليه فى ضيق ولكنها ما لبثت أن أحنت رأسها قائلة :

- حاضر

عليها أن تطيعه ولو مؤقتاً .. يكفى أنه سيقدم لها مأوى بجوار طفلها تغنيها عن التذلل لمن يستحق ومن لا يستحق .. رغم كرهه البادى لها ورغبته الواضحة فى الانتقام منها فهو ملجأها الوحيد الآن

ارتدت ملابس الحداد التى أحضرها لها .. مرا على الطفل وأطعمته قبل أن تلحق به فى السيارة التى قادها واجماً إلى الشقه التى استأجرها وأمضى بها أكثر من عامين قبل سفره إلى أمريكا .. من الجيد أن مدة العقد لم تنه بعد

فتح الباب وأشار لها بالدخول فى عجرفة وهو يقول ساخراً :

- طبعاً انتى مش محتاجة خدامة .. دى شغلتك أصلاً

ابتلعت ريقها صامتة ورغم ذلك تكهرب وجهه وكأنها هى من أهانته .. أسعدها كونه لم يدخل معها بل اكتفى بالقول :

- بكره الساعة تسعة هاعدى عليكى عشان تروحى ترضعى شادى .. الاقيكى جاهزة .. أنا حطيت لك أكل فى التلاجة .. علشان شادى محتاج يتغذى كويس

أغمضت عينيها فى انكسار انعكس انتصارا فى عينيه قبل أن يذهب ويتركها .. أغلقت الباب ودلفت للداخل تتأمل مأواها الجديد .. كان واضحاً من الأتربة التى غطت الأثاث بكثافة أن الشقة لم تستعمل منذ فترة .. أيقنت أنه تعمد تركها مغبرة حتى تتولى تنظيفها بنفسها ..

تنهدت فى ألم وهى تنظر غاضبة لـ صورته الكبيرة التى احتلت ركناً بارزاً على الحائط المواجه للأريكة .. وهناك أخرى أصغر حجمًا وضعها فى المكتبة فظاً يشبه عمه المجرم حتى فى ملامحه

اتجهت لغرفة النوم الوحيدة بالشقة .. لابد وأنها كانت له يوماً .. نظرت للفراش الفخم وتذكرت فراشها البالى فى غرفة السطح بمنزل فردوس .. هيهات بين هذا وذاك .. ولكنها رغم ذلك وجدت فى نفسها حنيناً لفراشها القديم .. ليس زهداً .. وإنما اتقاءً لعرين الأسد التى باتت مرغمة على النوم فيه

لم تكن شقته واسعة .. فقط غرفتين مغلقتين إحداهما للنوم والأخرى للجلوس بالإضافة إلى غرفة استقبال واسعة خصصت للمعيشة .. انهمكت فى التنظيف النهار كله حتى أنهكها التعب فاستسلمت للنوم فوق الأريكة ..

استيقظت على صوته الغاضب .. حملقت فيه ثم تلفتت حولها شاردة قبل أن تنهض جالسة فى فزع .. عاد يهتف فى جفاء :

- أنا مش منبه عليكى تكونى جاهزة الساعة تسعة .. الساعة دلوقت تسعة ونص .. شادى مرمى جعان فى المستشفى وانتى نايمة هنا ولا على بالك

تجاهلت الدوار الذى عصف بها ووقفت لتسوى هندامها بكلتا يديها فى حركة سريعة قائلة :

- أنا جاهزة

تطلع إلى ملابسها التى اتسخت وصاح حانقاً :

- بالهدوم المطينة دى .. ؟

- كنت بانضف الشقة و.........

- أنا عارف انك عايزة تجيبى له المرض .. عايزة تخلصى منه يا مجرمة

- أنا ....؟

- متعمليش فيها بريئة .. أنا عارف كل حاجة .. لولا رحمة ربنا بينا كان زمانك قتلتيه

غمغمت فى يأس :- أبدًا .. صدقني أنا كنت خايفة عليه .. كنت عايزة احميه

- تكونيش فاكرة انى اهبل زى سعيد وهتقدرى تضحكى عليا بكلمتين .. انا فاهم الأشكال اللى زيك كويس قوى .. واعرف ازاى اتعامل معاهم

أشاحت بوجهها عنه فى ألم فأردف ساخطاً :

- روحى استحمى بسرعة لغاية ما اشترى لك حاجة نضيفة تلبسيها

ارتدت الملابس التى اشتراها لها .. كانت سوداء اللون أيضاً .. وكأنه يتعمد وضعها فى حداد لا تدرى له سبباً .. تأملها فى اشمئزاز ثم تقدمها إلى الباب قائلًا :

- يالله بينا .. أتأخرنا بما فيه الكفاية

استمرت فى إطعام الطفل متغاضية عما شعرت به من دوار للمرة الثانية حتى كادت تفقد الوعى .. أسرعت الممرضة لمساعدتها قائلة :

- لازم تتغذى شوية .. أنتى دايخة وهتقعى من طولك .. كلتى ايه الصبح ؟

لم تتجرأ وتخبرها بأنها لم تتناول شيئاً منذ وجبة الغداء التى تناولتها هنا أمس قبل أن تخرج من المستشفى .. كاد الموضوع أن يمر بسلام لولا أن الممرضة تطوعت وقالت تنصحه :

 - يا ريت تهتم بأكلها شوية .. مقدرتش ترضع البيبى

التفت إليها فى غضب ولكنه أجل تعنيفها حتى جلست بجواره فى السيارة فصرخ فيها موبخاً :

- شكلك مش ناوية تجيبيها البر .. لازم تفهمى أنك عايشة بس عشان شادى .. لولا كده كان زمانى خلصت عليكى وخلصت الدنيا من شرك

توقف بالسيارة بالقرب من أحد المطاعم .. أحضر وجبة سريعة وألقاها فى حجرها كمن يطعم كلباً جائعًا وهو يقول :

- بسرعة .. اشبعى عشان ترجعى تشبعى الولد

وضعت قضمة صغيرة فى فمها وحاولت بلعها لكنها لم تستطع .. فتوقفت عن الأكل لحظات وأحنت وجهها صامتة .. عاد يصرخ :

- مبتكليش ليه سيادتك .. ؟ أيه .. الأكل مش قد المقام .. ؟ مش أنضف من الزبالة اللى كنتى بتاكليها قبل كده ؟

Continue Reading

You'll Also Like

1.2M 116K 35
في وسط دهليز معتم يولد شخصًا قاتم قوي جبارً بارد يوجد بداخل قلبهُ شرارةًُ مُنيرة هل ستصبح الشرارة نارًا تحرق الجميع أم ستبرد وتنطفئ ماذا لو تلون الأ...
643K 28.9K 38
احبك مو محبه ناس للناس ❤ ولا عشگي مثل باقي اليعشگون✋ احبك من ضمير وگلب واحساس👈💞 واليوم الما اشوفك تعمه العيون👀 وحق من كفل زينب ذاك عباس ✌ اخذ روحي...
450K 37.2K 15
في عالمٍ يملأهُ الزيف غيمةً صحراويةً حُبلى تلدُ رويدًا رويدًا و على قلقٍ تحتَ قمرٍ دمويْ ، ذئبا بشريًا ضخم قيلَ أنهُ سَيُحيى ملعونًا يفترسُ كلُ منْ ح...
466K 35.9K 61
من رحم الطفوله والصراعات خرجت امراءة غامضة هل سيوقفها الماضي الذي جعلها بهذة الشخصيه ام ستختار المستقبل المجهول؟ معا لنرى ماذا ينتضرنا في رواية...