ميساكي !! ميساكي !! || الفصول...

By SofyAli

48.5K 5K 3.4K

مجموعة فصول خاصة ستتحدث عن شخصيات رواية " ميساكي !! ميساكي !! " .. بعد أحداث الرواية .. لمن لم يقرأ الرواية م... More

- [ المقدمة ]-
-[1]-
-[2]-
-[3]-
-[4]-
-[5]-
-[6]-
-[7]-
-[8]-
-[9]-
-[10]-
-[11]-
-[12]-
-[13]-
-[14]-
-[15]-
-[16]-
-[17]-
-[18]-
-[19]-
-[20]-
-[21]-
-[22]-
-[23]-
-[24]-
-[25]-
-[26]-
-[27]-
-[28]-
-[29]-
-[30]-
-[31]-
-[32]-
-[33]-
-[34]-
-[35]-
-[36]-
-[37]-
-[38]-
-[39]-
-[40]-
سؤال مهم للمتابعين ⚠️
-[41]-
-[42]-
-[43]-
-[44]-
-[46]-
-[47]-
-[48]-
-[49]-
-[50]-
-[51]-
-[52]-
-[53]-
< ثرثرة >
-[54]-
-[55]-
-[56]-
-[57]-
-[58]-
-[59]-
-[60]-
-[61]-
-[62]-
-[63]-
-[64]-
-[65]-
-[66]-
-[67]-
-[68]-
-[69]-
-[70]-
-[End-71]-
-[ كلمات بلا مأوى ]-
-[ الخاتمة ] -

-[45]-

446 48 69
By SofyAli

الفصل الخاص الخامس و الاربعون ..

(شقراوان : النهاية )

جلست تلك الشقراء بجوار "مايا" التي تجلس تحت الشجرة كعادتها ، تمسك بأحد روايات كاتب معروف ..

الشجرة اكتست باللون الوردي ، الربيع يغلف الأجواء و رائحة الازهار تنتشر في الأجواء .. مضى فصل الشتاء ببرودته و قسوته ..

إنها نهاية العام .. اطلت برأسها للصفحة التي كانت تقرأها مايا و هي تقول : هل تحبين الروايات ؟؟

- لم اكن احبها ، كنت لا احب القراءة من الأساس لكنني خلال اجازة الشتاء ذهبت لمنزل عائلة راي ..

اردفت بصوت خافت : الشاب الذي احب ..

ثم تابعت بصوت مسموع : لديه مكتبة كبيرة لا تخلو من الكتب و المجلات العلمية ..

وضعت فاصلًا و اغلقت الرواية محاولةً عدم اظهار تأثرها لكن نبرة صوتها المهتزة فضحت ذلك الشعور بالألم : لم استطع تجاهل شوقي إليه .. شعرت بوحدة قاسية و انا انظر لتلك المكتبة التي احبها .. المكتبة التي كان يلجأ إليها دائمًا ..

مرت صورة راي و هو يجلس على حافة شرفته ، يقرأ كتابًا بعينيه الناعستين ، بينما كانت شفاهه تحتضن سجارةً مشتعلة يتطاير منها الدخان ..

كان منسجمًا في القراءة ، فقد كان يحب العالم الذي تنقله إليه الكتب ، اعادها صوت هيروي للواقع : و هل هذا احد كتبه ؟؟

حركت رأسها نفيًا : بل روايةً اشتراها خصيصًا لي .. اخبرني أنه كان في جولةٍ لشراء الكتب و وجدها من بين روايات المراهقين الأكثر مبيعًا ..

ابعدت الرواية عن حضنها و نظرت للغلاف و هي تسترجع كلماته بصوته الذي كان يهز مشاعرها : " الغلاف يحوي فتاة تشبهك ، لذلك وجدته مناسبًا ليكون أول كتاب تقرأيه !! "

ضحكت و تابعت : رأى أنه سيكون مناسبًا لي كبداية لعالم القراءة .. تذكرت الكتاب و خلال اجازة الشتاء بدأت اقرأ و لأول مرة ..

اعادت نظرها لتلك الشقراء التي طالت خصال شعرها بعض الشيء : ماذا عنكِ هيروي ؟؟ ما هي آخر اخبارك ؟؟

رفعت عينيها الخضراوتين للسماء : حسنًا .. بت افهم مشاعر الحب التي تتحدثين عنها .. احببت شابًا ..

ابتسمت و اعادت نظرها لـ مايا : الحب جميل .. مشاعر جديدة و غريبة في الوقت ذاته .. و ربما مؤلمة قليلًا ..

اردفت : الشاب الذي احببته يدعى " تيتسونا " .. اصيب بحادث و فقد ذراعه اثر ذلك .. لم اعترف له قبل الحادث لذا لم نكن مقربين بعد ..

اخذت نفسًا عميقًا : حاولت زيارته مرارًا لكنه يرفض رؤيتي .. اريد اخراجه من السجن الذي صنعه لنفسه و من ثم اخباره بمشاعري ..

سألتها مايا بفضول : و هل تمكنتِ من التقرب منه ..

حركت رأسها نفيًا : يرفض رؤيتي .. أزور منزله بشكل شبه يومي ، والدته تستقبلني و هي سعيدة جدًا لكوني صديقة مخلصة ، لكنه يرفض مقابلتي في كل مرة ..

اصدرت مايا صوتًا يدل على تفهمها ثم نطقت : لا يبدو أنكِ في خضم مهمة سهلة .. ارجو لك التوفيق ..

تبسمت هيروي : شكرًا لك ..

___________________________

تحدث هيرو بملل : كما اخبرتك ، إنها تزور منزله كل يوم و هو يأبى مقابلتها !!

تحدث صاحب الشعر الأسود بهدوء : و لم انت غاضب ، تلك رغبتها ..

زفر و نظر إليه : إنها تضيع وقتها ، ألم يكن من الأفضل لها الدراسة او البحث عن شخص آخر يبادلها الشعور ؟!

وضع قطعة من البسكويت في فمه : اختك كانت عنيدة و مهوسة طوال عمرها ، هي تحب المغامرة و هذا الشاب يرضي ذلك الشعور بداخلها ..

- راكو .. كم هو عمرك ؟؟

اجابه مباشرةً : لا شأن لك .. لست اصغر منك على الأقل ..

ضحك هيرو : يبدو أنك اصبت بعقدة العمر ، فجميع من تدرس معهم يكبرونك سنًا !!

- أبدًا ..

ثم قضم بسكويتًا آخر : دع اختك و شأنها ، إنها تعرف كيف تتصرف و بالتأكيد تعرف مصلحة نفسها فهي في عمرك ذاته ..

زفر بعمق و هو يشعر بأعماقه أنه بات يفتقدها ، فقد اصبحت منشغلةً للغاية بعدما كانت ملتصقة به كالغراء .. ألا توجد حال وسط يا ترى ؟!

______________________

في غرفته الهادئة كان مستلقيًا على جانبه الأيمن واضعًا هاتفه أمامه بينما كان يمسك به بيده اليسرى ..

كان يشاهد مقاطع الفيديو القصيرة فهي اسهل ما يمكن فعله دون أن يتعب يسراه و اعصابه .. و قبل أن ينتقل للفيديو التالي حرك نظره لحيث الساعة و همس : ثلاثة .. اثنان .. واحد ..

و حالما انهى العد طُرق باب غرفته و صوت امه الحنون من خلفه : عزيزي .. ضيفتك الجميلة تود مقابلتك ..

زفر و جلس بقوةٍ مبعدًا غطاء السرير عن جسده : ألن تتركني الحمقاء و شأني ؟!

اراد أن يصرخ كعادته و يطلب من امه طردها ، لكنه تذكر أمرًا غاب عن ذهنه ، و هو أن التصرف مع الموقف ذاته بالطريقة ذاتها التي فشلت في المرة السابقة يعد حماقة .. كم مرةً قام بالتصرف ذاته و هو طردها ؟!

رغم أن والدته لا تطردها فعليًا .. ربما تكمن المشكلة هنا ، إذن فهذه المرة عليه أن يتصرف بنفسه !!

كان قد هدأ جزئيًا و إلا لما تمكن من التفكير ، ترك سريره و قام بتغيير ثيابه ، عاودت والدته طرق الباب : تستسو .. هل أنت مستيقظ ؟؟

اجابها و هو يغلق زر قميصه العلوي بيده اليسرى و مساعدة من فمه : انتدري "انتظري"  دقيقة .. فبدت الكلمات غير واضحة مما جعل والدته تفتح الباب على عجل : هل أنت بخير ؟؟

انهى اغلاق الزر : بأحسن حال ..

ظلت والدته تنظر إليه غير مصدقة ، ابنها بدل ثياب النوم بعد اكثر من ثلاثة اشهر متتالية !!

دون شعور ارتسمت على ملامحها ابتسامة رضى ، اخبرتها هيروي أن اصرارها سيبدل الأحوال لكنها لم تكن تثق بتلك الكلمات .. هي سعيدة لكون ابنها قد بدل ثيابه فقط فهذه خطوة لبداية حياة جديدة له ..

ترك غرفته و انطلق للخارج تحت نظرات تعجب والدته التي سارعت الخطى لتلخق به فهي لا تعلم ما الذي يخطط له و لماذا انطلق بتلك السرعة !!

بدأ بنزول الدرجات مما اثار انتباه هيروي التي وقفت ممسكةً بسترتها ذات اللون ( البيجي ) الفاتح بين يديها بينما كانت تربط خصال شعرها الشقراء و التي قد تمرد منها البعض ليعطي مظهرها بعض العفوية و الأناقة ..

وصل إليها و مباشرةً سحب ياقة قميصها الأبيض بقوة و صرخ في وجهها : ألن تكفي عن القدوم ؟! متى ترحلين للأبد ؟! لماذا تلتصقين بي ؟!

كانت تنظر له بفزع و قد فاجأها تصرفه رغم أنها لم تكن تستبعده البتة ، لكنه بدى مخيفًا للغاية و هو يصرخ بوجهها بينما بدأت اطرافها ترجف لا إراديًا و نسيت تمامًا كيف تتحدث ..

هنا تدخلت والدته بينهما و ابعدته عنها : تيتسو .. هيروي ضيفتي و لا اسمح لك بالتعامل معها بهذا الاسلوب !!

- جاءت لمقابلتي و سأتعامل معها كما اشاء .. انها مزعجة و لن تدرك انها مصدر ازعاج إلا بهذه الطريقة ..

نطقت والدته بصرامة : تيتسويا !!

ثم التفتت لـ هيروي لتجد دموعها قد بدأت بالتساقط رغم أنها ارادت أن تكون اقوى ، تعرف جيدًا أن تيتسويا يمر بظروف صعبة و أن عصبيته مبررة ، لذا كانت ترغب بالمقاومة حتى و إن صرخ بوجهها لكنها شعرت بشعور مختلف عما تصورته عندما تلقت كلماته الغاضبة و التي لا يقصدها غالبًا ..

امسكت والدته بكتفيها : هيروي ..

هنا لاحظ تيتسويا مدى تغيرها ، قميص ابيض مع تنورة وردية تصل لركبتيها .. شعرها طال و تضع المساحيق .. تخلت تمامًا عن مظهرها العشوائي الغريب لتصبح بمظهر انثوي انيق للغاية ..

بدت له جميلةً للغاية في تلك اللحظة ، والدته تقوم بتهدئتها بينما اراد قلبه احتضانها و الاعتذار عن كل ما جرى لكنه قبض على تلك المشاعر و قام بدفنها ..

جميلة .. شابة .. رشيقة .. متميزة في طرق التصوير و مجتهدة في دراستها ، قلبها نقي و لمسة من براءة الأطفال تميزها عن غيرها .. لا يستحق هو اهتمامها .. تستحق أن تحصل على شاب بلا عيوب .. شاب يسندها و يحميها لا شخص يحتاج لمن يسنده و يعينه .. يحتاج لمن يتقبله بعصبيته و غباءه و حساسيته المفرطة .. لماذا عليها تحمل كل هذا ؟؟ ما ذنبها إن كان سيئًا ؟؟ ما ذنب قلبها النقي ليجرح و يداوي نفسه ؟؟

هنا وجد أنه تصرف بطريقة مؤذية لكنها في صالحها ، سيتركها الآن و هي لن تعود بلا شك .. لن تعود لشخص مخيف و غير مبالٍ مثله .. شخص لا يستحق العناء .. ستتركه و ترحل و هي متألمة .. تتألم مرةً و تبتعد افضل من ألم كل لحظة معه ..

استدار و صعد الدرجات بسرعةٍ مغلقًا الباب خلفه ، كانت نظرات والدته المحبطة تتبعه حتى ابتعد عن انظارها ، لم تعرف كيف تواسي هيروي و تعتذر منها على ما بدر من ابنها ، ابتعدت هيروي عن احضانها و مسحت دموعها : لا بأس .. لا داعي للبحث عن عبارات لمواساتي ..

اردفت بصوت حزين : ادرك صعوبة شعوره ، هو يتألم بشدة مما جرى له و يشعر أنني اشفق عليه لذلك لا اتركه ..

- و مع ذلك لا يحق له ..

قاطعتها هيروي : جل ما كنت افكر به طوال تلك الأيام هو كيف اثبت له .. كيف اثبت له صدق مشاعري .. كيف اثبت له أنها ليست مشاعر شفقة ..

تابعت و هي تنظر للسترة بين يديها : كيف اثبت له انني حمقاء ، اتعلق بشدة بالأشخاص و التصق بهم و اصبح "مزعجة" دون أن أتحكم بذلك ..

زفرت والدة تيتسويا : المشاعر ليست حماقة ، تعلقك لم يكن تجاه أي شخص عبر حياتك بل لأشخاص معينين اختارهم قلبك .. أليس كذلك ؟؟

أومأت برأسها فتابعت والدة تيتسويا : تعلقك طبيعي و هو طريقتك في التعبير عن حبك ، و هي ليست حماقة ..

بعدها ودعت هيروي السيدة و ارتدت سترتها مغادرةً رغم اصرار السيدة على بقائها ، اخذت تسير بهدوء : بل هي حماقة .. لكنكِ تريدين مواساتي .. لذلك لن تخبريني بالحقيقة ..

اردفت و هي ترفع نظراتها للسماء : حماقة .. لكنني لا استطيع تغييرها .. لا استطيع إلا أن أكون حمقاء ..

توقفت عن السير و هي تتذكر كلمة والدته : " هي طريقتك في التعبير عن حبك " ..

تحدثت هيروي باستغراب : انها محقة لحد ما ..

ثم فكرت بأعماقها كيف يمكن التعبير عن الحب ؟؟ ربما بالكلمات و الأفعال .. الأفعال تتضمن الاهتمام .. أليس ما تفعله يندرج تحت الاهتمام ؟؟

اخذت نفسًا عميقًا و زفرت : لا يجب عليّ التفكير بالأمر .. ففي كل مرة سأتوصل لحقيقة أنني محقة و أن ما افعله صواب !!

وصلت للسكن و ارتمت على سريرها .. قلبها لا زال ينبض من الصدمة ، لا تود تذكر ما حصل فالأمر يجعلها تشعر بالحرج .. لا تعلم فعليًا ما هي الخطوة التالية ..

_________________________

خرج من منزله و أخذ يتحرك في الطرقات بلا هدف ، اشتاق لرؤية الشوارع و سماع اصوات السيارات ، للطريق صوت و شعور يخصه و كأنه كيان لا مكان لتجمع عشوائي لأناس مختلفين ..

وصل لإشارة مرورية و وقف بانتظار توقف السيارات عندها حتى يعبر ، حرك نظراته بين الواقفين حوله ، كل منهم يملك حياة و مشاكل تخصه لا يعلمها أحد ، كل منهم يقف هنا لهدف يسعى له ..

التي تحمل رضيعها لم تخرج من منزلها إلا لأمر هام و إلا لما اتعبت نفسها بالسير حاملةً إياه و هو يبكي ، الرجل الذي يراقب ساعته كل ثانية لديه موعد مهم بلا شك .. شاب و شابة يتشابكا الأيدي .. في موعد بلا شك ، رجل برفقة طفليه اللذان لا يهدآن .. شعور غريب و هو يدقق في من حوله ..

اعاد نظره لنصف ذراعه المختبئ بداخل السترة السوداء التي يرتديها ، قد يعتقد الناس أنه قرر ادخالها في سترته فقط و لا يعلمون أنه لا يملك ذراعًا حتى المرفق ..

رفع نظره للأعلى ليجد لوحةً إعلانية كتب بها " كن سعيدًا ما دمت حيًا .. لأنك لن تعيش إلا مرة واحدة "

انزل نظراته بينما شعر بتحرك الناس قاصدين الناحية الأخرى من الطريق و قد تناغم معهم دون وعي .. أخذ يسير و يسير .. و تلك الجملة لا تغادر تفكيره ..

هو فقد ذراعه لكنه لم يمت .. لقد تمنى لو أنه توفي في ذلك الحادث بدلًا من أن يفقد ذراعه .. لكن فرحة والديه الشديدة بسلامته جعلته يتراجع عن تلك الفكرة في كل مرة ..

ما هو شعوره الحقيقي ؟؟ هل رغبته في إرضاء والديه كانت اكبر من رغبته في إرضاء نفسه ؟؟ أم أنها لم تكن امنيته قط لذلك تنازل عنها بسهولة ؟؟ هل يرغب بالموت ؟؟

لكنه عندما يفكر بالأمر .. يجد أمامه خيارين لا ثالث لهما .. إما أن يعيش راضيًا و يبحث عن سعادته .. و إما أن ينهي حياته .. الحل الأوسط لا يناسبه .. سيكون ميتًا شعوريًا و حيًا جسديًا .. و كأنه يحيى منتظرًا فناء جسده و روحه قد انتهت مسبقًا ..

لا للحل الوسط .. لا بد من حل نهائي .. و كما يقول المثل "ليس للحياة قيمة إلّا إذا وجدنا فيها شيئا نناضل من أجله" .. و فعليًا دفن نفسه في منزله بسبب ذراعه سيجعل ذلك حياته عبارة عن موت بطىء و حسب !!

هنا اتخذ قراره .. بدون التفكير بوالديه أو أي شخص بل بنفسه و برغباته فقط ..

______________________

ذهبت للجامعة مبكرًا كالعادة و أخذت تتجول بهدوء حتى وصلت للشجرة المجاورة لمبنى الطب لتجد هيرو يجلس تحتها و يبدو منغمسًا في قراءة كتابه ، جلست بجواره : لا تجلس عادة هنا ، يبدو أنك وجدته جميلًا اليوم ..

اغلق الكتاب الاسود الذي رسم به جمجمة كل عظمة بها ملونة بلون مختلف ثم نظر إليها بجدية : ليس الأمر كذلك .. اردت رؤيتك !!

تعجبت و سألت : لماذا ؟؟

زفر : اقلق عليك ، انتِ لا تردين على اتصالاتي و لا تتصلين بي .. يزعجني تجاهلك لي بهذا الشكل !!

سكتت و قد انزلت نظراتها للأرض ، لا يوجد لديها حل وسط ما بين الاهتمام المفرط و التجاهل التام ، ذلك سيوقعها في مشاكل مع اشخاص تحبهم و لا ترغب في خسارتهم !!

لقد افرطت في تجاهل شقيقها الذي ازعجته لسنوات بسبب التصاقها به ، ربما حان الوقت لتتعلم من اخطائها و تقوم بوزن الأمور و التعامل مع الجميع بدلًا من التركيز على شخص واحد فقط ..

نظرت إليه و قد دمعت عيناها : أنا لم اقصد تجاهلك .. هيرو أنت غال على قلبي .. انت اخي و أنا احبك !!

غطت وجهها بيديها بينما اخذ نفسًا و زفر : لم اقصد أن اجعلكِ تبكين !!

وقف تاركًا كتابه بجوار حقيبته السوداء و احتضنها : لست غاضبًا .. كل ما في الأمر أن القلق انتابني و خفت أن يكون مكروهًا قد اصابك !!

احتضنته و أومأت برأسها : أعلم .. و أنا آسفة !!

_____________________

بعد انتهاء دوامها و في الوقت الذي اعتادت الذهاب به لمنزل تيتسويا .. ارتدت قميصًا رماديًا ذا اكمام طويلة بها ازرار أمامية ، مع تنورة برتقالية قاتمة بها نقوش خفيفة باللون ذاته ، حملت حقيبتها و رغم خوفها إلا أنها اتخذت القرار بالذهاب ..

ليس لطلب مقابلته كعادتها ، بل حتى لا تشعر والدته بالأسى و الحزن ، لا تريد أن تشعر والدته أنها غاضبة منها فهي لم تفعل شيئًا سيئًا بل كانت يوميًا تستقبلها برحابة صدر و ابتسامة جميلة ..

لذا و من اجل تلك السيدة اللطيفة قررت الذهاب ، هي لن تقابل الأحمق .. اليوم على الاقل هي لن تفعل ذلك .. و لا تعلم ماذا سيكون قرارها في المستقبل ..

وصلت لمنزل تيتسويا و قرعت الجرس ثم وقفت و هي ترتب المنديل البرتقالي المشابه لتنورتها و الذي لفته حول رقبتها ، سمعت صوت فتح الباب و رفعت رأسها بابتسامة واسعة سرعان ما تلاشت ..

لقد كان هو من فتح الباب تراجعت خطوة للخلف و شعرت أن تفكيرها قد توقف تمامًا كما شلت اطرافها ، فهي لم تتوقع لوهلةٍ أن يستقبلها هو !!

انزلت نظراتها و قد بدى له مدى شعورها بالفزع ، تراجع للخلف و فتح لها الباب : تفضلي ..

تعجبت و نظرت إليه بتساؤل واضح فنطق : هيا ..

دخلت و اخذت تسير حتى وصلت للأريكة التي اعتادت الجلوس عليها بينما جلس مقابلًا لها : اردت التحدث معكِ على انفراد ..

- أين والدتك ؟؟

نظر للطاولة أمامه : طلبت من والدي اصطحابها في جولة ، هذا ليس موضوعنا ..

بدت الجدية على صوته الهادئ ، لذا شعرت ببعض الراحة فهو لن يصرخ حتى و إن قام بطلب عدم رؤيتها مجددًا ..

حدقت به بينما نطق : بعد الحادث كنت اتمنى الموت ، و كلما كانت حبوب الدواء بين يدي كنت اتخيل والدي و ضحكاتهما .. سعادتهما بوجودي كانت ترغمني على ترك العبوة و العودة للنوم ..

اردف و هو ينظر إليها : لكنني بالأمس اكتشفت أنني لم اكن حيًا خلال الشهور الماضية ، لكن هل كنت ميتًا .. بالطبع لا .. ماذا إذن ؟!

نطق بصوت حزين : ما الذي اريده حقًا .. بعيدًا عن والدي ما الذي اريده أنا ..

لسبب مجهول خطرت صورة مايا الحزينة ببالها و هي تقول بحزن : " احببت شخصًا بكل قلبي .. بكل مشاعري .. و رغم أنه رحل .. لا استطيع نسيانه ، هذا ما اكرهه في نفسي .. اكره الحب الذي جعلني اقع ضحية له دون مقاومة .. ما زلت غير قادرة على النسيان .. "

وقفت بسرعة : لا !!

اردفت : ارجوك لا تستسلم .. اعلم أن ما تمر به مؤلم .. اعلم أن ..

ارتجف صوتها : ادرك ما تمر به .. لكن ارجوك انظر للأمر بزاوية اخرى ..

تبسم على ردة فعلها : و هل تعتقدين أن تيتسونا ذلك النوع الضعيف الذي يستسلم بسهولة ؟؟

اردف بجدية : اخترت خوض التحدي ، سأتوقف عن الدراسة حاليًا و ابحث عن هدف جديد أحيا لأجله ، قررت العمل و جمع المال و من ثم الحصول على طرف صناعي .. هو لن يعوضني ذراعي المفقودة لكنه افضل من لا شيء ..

تبسم و اردف : و طلبي الوحيد هو .. هل انت مستعدة لخوض تجربة كهذه .. اعني الخروج مع شخص بلا ذراع في الوقت الراهن ..

دون شعور منها ركضت و احتضنته .. بكيت كثيرًا بينما اخذ يربت عليها ، كانت المرة الأولى التي يشعر بها بحبها تجاهه .. هذا الحب الذي يسكنها يكفيه .. هو شاكر لوجودها في حياته و سيحاول جاهدًا أن يحافظ عليها ..

سيبذل جهده ليسعدها .. ليكون جديرًا بهذا الحب ..

انتهى الفصل ..

اكثر مقطع نال اعجابكم ؟؟

جملة احببتموها ؟؟

شعوركم تجاه تيتسويا ؟؟

شعوركم تجاه هيروي ؟؟

شعوركم تجاه احداث مجموعة فصول ( شقراوان ) ككل ؟؟

Continue Reading

You'll Also Like

131K 8.7K 22
هل اقول لكَ شيئاً عجيباً هل ظننت يوماً أن حياتك ستكون معلقة بمصير هدية بسيطة هذه حياتي ، في الواقع هذه حياتنا ، حياتنا و قدرنا قد أصبحا....... قصتي...
4.1K 448 13
في يوم ما . . . تصل لنقطه الانهيار . . .تناضل و ترفض التصديق ولكن بلا فائده ! . . .وفي نقطه اخري تتحول حياتك تماما . . . تقول "ايعطيني القدر فرصه اخ...
4.4K 98 18
هنا اضع الهامات لقصة أو رواية فيمكنكم أن تضع انتم في تعليقات ايضا لنساعد بعضنا البعض ملاحظة :- هذا كتب هو عبارة عن الهامات خاصة بكم أو بي تساعدكم في...
315K 15K 22
مًنِ قُآلَ أنِهّآ لَيَسِتٌ بًآلَأمًآکْنِ کْمً آشُتٌآقُ لذالك المكان الذي ضم ذكريات لن تعود