-[69]-

162 27 23
                                    

الفصل الخاص التاسع و الستون

( راكو : وحدنا )

كنت انتظر الحب منها ، كانت تلك امنيتي لسنوات عديدة ، اردت و بشدة أن تبادلني ذلك الشعور الجميل .. أن نشعر تجاه بعضنا بالمشاعر ذاتها ..

تحققت أمنيتي .. و اصبحت اللحظة التي تبادلني بها الشعور هي ذاتها لحظة اعلانها للوداع ..

عام بدونها .. بدون التفكير بها و بعيدًا عنها .. بدون وجود ما يربطنا حقًا هو الفراق بالنسبة لي .. ربما اصبحت علاقتنا عبئًا عليها .. ربما لم يكن من المفترض أن تعلن حبها لي أبدًا ..

ربما لم يكن ينبغي أن تصبح مشاعر كهذه واضحة بيننا .. لو لم افصح لها بشعوري .. لو فعلت ، هل كانت علاقة صداقتنا لتستمر للأبد ؟

و مشاعري ؟ هل سأبقى اغير رفيقاتي للأبد وفاءً لمشاعري تجاهها ؟ هل كان بإمكاني تناسي تلك المشاعر للأبد ؟

تخيل أمر لم نمر به يجعلنا لا ندرك فعليًا كيف سيكون تصرفنا الحقيقي وقتها ، ربما لو تخليت عن مشاعري مبكرًا ما كانت لتنمو بهذا الشكل .. لو قطعت عنها الاهتمام لذبلت و انتهت كنبتة فقدت الاهتمام و السقاية ..

بقيت اسقي هذه المشاعر دائمًا و لم اتجاهلها حتى اصبحت زهرة .. أو ربما شجرة كبيرة معمرة يصعب افتلاعها !

خلال رحلتنا ، اردت حقًا تجاهل مشاعري السلبية ، سأترك تلك المشاعر للساعات التي اكون بها وحيدًا .. سأستغل تلك الدقائق و الساعات التي تجمعنا .. سأخزنها في ذاكرتي .. و مهما حصل بعدها فسأحاول المضي و حسب ..

هذا كان قراري الأخير و أنا اشاهدها و هي في احسن أحوالها ، تجاوزت دوار البحر و هي الآن سعيدة بوقوفها في مكان مرتفع من سطح السفينة يجعلها ترى البحر في لحظة الشروق ، خصال شعرها تتطاير و ابتسامة لطيفة ترتسم على شفتاها الوردية ..

في لحظات كهذه اشعر أن العالم قد اختفى و أننا وحدنا تمامًا ، لا اسمع سوى صوت امواج البحر و حديثنا معًا .. نحن وحدنا في هذا العالم .. نحن و مشاعرنا و سعادتنا ..

احتضنت ظهرها لافًا ذراعي حول رقبتها ، تمسكت بذراعي بيديها و احتضنتهما بقوة مغلقةً عينيها .. و قد كانت اجمل لحظة سكون و سعادة مررت بها يومًا ..

نزلنا بعدها متشابكي الأيدي ، تناولنا الإفطار معًا على سطح السفينة ، كان الهدوء هو ما يغلف الأجواء حتى انتهينا و بقينا نشرب العصير ، كانت تنظر بعيدًا عندما تحدثت : " منح الثقة والاستسلام للآخر و التخلي عن كل الحواجز و الأسوار هي أصدق طريقة لنقول للآخر إننا نحبه "
حركت نظرها إلي : مقولة للكاتب " جيلبرت سينويه " ، وجدتها صحيحة و لم انسها منذ قرأتها ، كنت وقتها لم ادرك أي نوع من المشاعر هي التي أكنها لك ، تلك المقولة وضحت الكثير ..

ميساكي !! ميساكي !! || الفصول الخاصة ||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن