-[50]-

266 36 7
                                    

الفصل الخاص الخمسون  ..

( يويتشي : خلال سنوات الفراق )

كان ذلك قبل تسع سنوات .. في يوم شديد البرودة ، كان هناك حفل لأحد معارف أبي و زوجته ، لم أكن مهتمة و لكن شاب طويل ذي بشرة بيضاء باهتة و عينان يمكن وصفها بالعينين الصغيرتين دائمًا ما كنت اراه في تلك التجمعات ..

في أحد المرات تحدث إلي ، كان لطيفًا و مهذبًا .. عرفت أن اسمه ماكوتو و حاليًا يعمل في شركة أبيه .. يعمل متى أراد و يترك الدوام في الوقت الذي يريده هذا ما كان يردده الجميع عنه ..

لم أكن أعلم سبب تصرفه و لم اكن اهتم حينها كثيرًا ، لكنني كنت احزن عندما يشيرون له و يصفونه بالمهمل و غير المسؤول و ودت أن أنطق و اخبرهم أن له قلبًا أرق من قلوبهم جميعًا ..

سخروا مني كثيرًا و كل ما افعله كان موضعًا للضحك ، يقولون أن ملابسي رثة و قديمة لأن ذوقي سيء رغم أن الحقيقة هي أن زوجة أبي لا تعطيني المال و تصرفه وحدها !

قصة شعري سيئة لأنني أحب قص شعري بنفسي .. شعري مهمل لأنني لم اتعلم تصفيفه .. لا اضع مساحيق التجميل لأنني قبيحة و صبيانية .. رغم أن كل ذلك لأنها تمنعني من الاقتراب من ادواتها و اغراضها و لا تقدم لي حتى القديم منها !!

ضقت ذرعًا من كل شيء حتى سمعتهم ذلك اليوم يقولون أنني بنصف عقل و أنني لا استوعب ما يجري و ما يقال ، حتى أن درجاتي سيئة و لا مستقبل لي ، و في النهاية توصلوا إلى أنني في مختلة غبية و كل ذلك ورثته من أمي !!

غضبت و تألمت كثيرًا فقد كان تعاملهم مع الحيوان أفضل من تعاملهم معي !!

بكيت و خرجت من المكان و لم تحملني قدماي لأبعد من الحديقة .. انهرت بالبكاء و قد عجزت ساقاي عن حملي و سقطت على ركبتاي و أنا اشهق بالبكاء .. كنت خادمة لها و تغضب و تلقي بالشتائم إن لم أكن متواجدة حال نطقها لاسمي ..

لم تسمح لي بلمس كتبي الدراسية ما لم تذهب للنوم ..و الوقت الوحيد الذي تعطيني إياه هو للذهاب و شراء مستلزمات المنزل و الطعام ، حيث كنت اقضي نصفه معك و النصف الآخر في الشراء ، كيف لي أن استذكر دروسي في وضع كهذا ؟!

و بينما كنت اشهق وضع أحدهم معطفه على بدني ، رفعت رأسي لأراه .. أجل إنه الشاب الطويل ماكوتو .. هادئ تحيط به هالة غريبة ، لم اشعر ببرودة الجو إلا عندما لامس دفء المعطف كتفاي ..

لم استطع رفض المعطف فقد كنت ارتدي شيئًا لا يقي انسانًا من البرد .. هدأت لكن قلبي كان يتألم .. هنا تحدث بهدوء : تابعي البكاء إن اردتي ، فليس من الجيد كبح المشاعر .. لكنني لم استطع ترككِ بهذا الثوب فالجو كما ترين شديد البرودة و بضع حبات من الثلج قد بدأت بالتساقط بالفعل ..

ميساكي !! ميساكي !! || الفصول الخاصة ||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن