الفصل الخاص الثالث و العشرون ..
( قميص )
كان يحتضنها عندما تحدثت بنبرة حزينة دون أن تتحرك : كيويا ..
تعجب من نبرتها : ماذا ؟؟
صرخت بحزن : اشعر بذوبان المثلجات على ظهري !!
لقد نسي كيويا أمرها تمامًا و عندما نطقت ابعد يديه عنها بسرعة دون أن يشعر بنفسه فتطايرت القطرات الذائبة على عدد من الأشخاص حولهما ..
لكن الرجل خلفه كان له النصيب الأكبر منها ، ظل يحدق بقميصه و من ثم رفع نظراته لكيويا : انظر ماذا فعلت !!
شعر كيويا بالفزع الشديد و لم يعرف ما التصرف المناسب في مثل هذا الموقف ، لقد افسد ثوب لوري و ثياب ثلاثة اشخاص آخرين !!
اراد الرجل الصراخ لكن كيويا قاطعه : آسف سيدي ، سأدفع ثمن الغسيل ..
- ما فائدة ثمن الغسيل ، ستأتي حبيبتي الآن و سترى منظري السيء و لا مجال للتغيير !!
تحدث كيويا دون تفكير : لنتبادل القمصان ، قميصي يلائمك ..
نظرت له لوري بعدم تصديق و قد عرفت أن الرجل سيرفض لا محالة ، فمن الأحمق الذي يوافق على حل غريب كهذا ؟!
نطق الرجل : إذن هيا ، تلك دورة مياه لنذهب !!
لوري و الشخصان الآخران حدقوا بالرجل بعدم تصديق ، حل كيويا السخيف تم قبوله ؟!
كادت لوري تجزم أن الرجل سيصرخ بوجه كيويا و يبدأ بشتمه على فعلته و على اقتراحه لكنه وافق ببساطة !!
تحدث كيويا لـ لوري : تعالي فدورة مياه السيدات بالقرب من الخاصة بالرجال ، سأتصرف مع ثوبك ..
- و لكن كيف ؟؟
- سأجد حلًا ، فقط اذهبي لدورة المياه و سيكون كل شيء بخير ..
سبقها كيويا و الرجل لدورة المياه و اخذت تنظر إليهما باستغراب ، و سرعان ما اتجهت لدورة المياه الخاصة بالنساء ، كان بها الكثير من الفتيات اللاتي تتزاحمن لرؤية مظاهرهن على المرآة ، البعض يقمن بتعديل مساحيق التجميل و القسم الآخر بتعديل خصال الشعر ، و أخريات اكتفين بالنظر لمظهرهن و التأكد من أناقتهن ..
نظرت لمظهرها ، تبدو بكامل الأناقة و هي راضية عن مظهرها ، و لولا بقعتي المثلجات لشعرت بالرضا و عاودت الخروج للسير مع حبيبها ..
شهقت و هي تنظر لانعكاسها و تمتمت : اصبح لي حبيب !!
تبسمت و انزلت نظراتها بسرور ، لقد احبت وقع هذه الكلمة بشدة ، انستها كل ما جرى و ظلت تتذكر لحظة الاعتراف ، أجمل لحظة مرت بها منذ زمن بعيد ..
________________________
دخلا لدورة المياه و كانت فارغةً تمامًا ، نزع الرجل قميصه و قد بدت بنيته المتماسكة ، يبدو أنه من لاعبي كمال الأجسام و لا شك في ذلك ، نظر لكيويا بجدية و نطق بصوته العريض : هيا ، هات قميصك الآن !!
- حسنًا يا سيدي ..
انزعج الرجل و صرخ في وجهه : ألن تكف عن مناداتي بسيدي ؟! فنحن في العمر ذاته !!
شهق كيويا و تحدث دون وعي : لكنني طالب جامعي !!
- و أنا طالب جامعي أيضًا !!
زفر كيويا و نزع قميصه و هو يشعر بكم الاخطاء التي ارتكبها و ما زال يرتكبها ، ربما كان صوت الشاب جعله يعتقد أنه رجل في عمر الثلاثينات ، نطق بصوت خافت : أتمنى أن يلائمك ..
- ماذا تقصد ؟!
ارتبك كيويا : لا شيء أبدًا ، لكن جسدك متماسك و عضلاتك تبدو قوية و قد لا يناسبك قميص شخص بالكاد يمارس رياضة الصباح ..
سحبها و ارتداها و قد كانت ضيقة قليلًا عليه لكنها جيدة ، قدم قميصه لكيويا فهو لا يستطيع الخروج عاريًا ، تحدث كيويا قبل ابتعاد الشاب : آسف ، حقًا لم اقصد ازعاجك ، كل ما حصل دون قصد ..
- لا بأس ، يبدو أنك مررت بلحظات مربكة جعلت منك أحمقًا ..
ثم تابع : لكنك لم تخطئ عندما اعتقدت أنني أكبر عمرًا فالكل يعتقد ذلك بمجرد رؤيتي ، لا تستغرب فقد أكون في عمرك أو اصغر لكن ملامح وجهي تجعل من يراها يعطيني عمرًا أكبر ..
مد كيويا يده ليصافح الشاب : اسمي كيويا ..
- راي ، طالب طب ..
تبسم كيويا و نطق : أنا طالب طب كذلك ..
ضحك راي : أنت طالب في السنة الجامعية الثالثة ، لقد شاهدتك أكثر من مرة ، أنا طالب في السنة الأولى !!
حديثهما أزال توتر كيويا تمامًا فنطق بابتسامة : سعيد بالتعرف إليك راي ، و إن احتجت لأي مساعدة في التخصص فأنا متواجد ..
تحرك الشاب مبتعدًا بينما ارتدى كيويا القميص الملوث : لا أصدق أن اعترافي يمر بكل هذه التفاصيل المحرجة ، لوري ستشعر بأنني شخص أحمق !!
قام بمسح رأسه بيده : كل ما يحصل تجاه لوري يسير في الاتجاه الخاطئ ، بدءًا بهدية الشوكلاة التي قدمتها و تجاهلتها و انتهاءً بتلويث ثوبها بسبب الاحتضان المفاجئ ..
خرج بسرعة من دورة المياه حتى يتصرف حيال الأمر ، و بينما كان يسير أخرج هاتفه و بحث بين الأسماء ثم ضغط على الاتصال و وضعه على اذنه .
______________________________
كانت تقف متكأةً بظهرها على الحائط عندما وردها اتصال ، اخرجت هاتفها و نظرت إلى اسم المتصل و من ثم قامت بالرد ليأتيها صوت قائل : لوري ..
و قبل أن تتحدث تابع المتصل : أين أنتِ بحثت عنكِ في كل مكان !!
زفرت لوري : يو .. سأخبرك بكل شيء لاحقًا .. حصل الكثير و لا يمكنني قول التفاصيل ..
- إذن أين أنتِ ، سآتي إليك الآن !
تحدثت لوري و هي تنظر لانعكاسها في المرآة : ليس الآن .. ابقي مع جيك ..
- و لكن .. لقد وعدتني بالمرح معًا !!
شعرت لوري أن صوت يو متردد و كأن له صدى ، تعجبت و سرعان ما فتح باب دورة المياه و دخلت يو ، تصنمت كلتاهما و اخذتا تحدقان ببعضهما بتعجب ..
اعتدلت لوري و اغلقت هاتفها بينما انزلت يو الهاتف من اذنها : أختي !!
اخذت لوري نفسًا و نطقت : حسنًا ، في الواقع اعترفنا أنا و كيويا لبعضنا و سنقضي الوقت معًا وحدنا ..
شهقت يو و لم تستوعب ما قالته شقيقتها و نطقت بغباء : ماذا ؟
- أنا و كيويا في موعد ..
حل الصمت لبضعة دقائق اتبعها صوت يو : كيويا ، وسيم و اشقر ، صوته رقيق و تصرفاته لبقة ، لكنني لم اتوقع أن تكوني واقعة في حبه ..
ثم اردفت و هي تنظر لشقيقتها بتعجب : أنتِ حتى لم تخبريني بشعورك تجاهه ، اعني نحن نتحدث عن كل شيء ، كلانا تخبر الأخرى بكل ما يجري معها و ..
قاطعتها لوري : حسنًا .. حسنًا .. اتفهم صدمتك لكنه ليس الوقت المناسب ، سنتحدث عن كل شيء في المنزل أما الآن فلا وقت لهذا ..
ثم اتكأت على الحائط و ابعدت نظرها ليستقر مجددًا على المرآة ، تحركت يو و دخلت لأحد دورات المياه ، مضى الوقت و من ثم خرجت و اخذت تغسل يديها و حالما انتهت نظرت لشقيقتها من خلال المرآة : أنت في موعد أليس كذلك ؟؟
انتبهت لوري لشقيقتها و اجابت مباشرة : أجل ..
- إذن ماذا تفعلين هنا ؟!
زفرت لوري : قصة طويلة ..
- ارويها ما دمتِ ستبقين هنا على أي حال !!
اخذت لوري نفسًا عميقًا و بدأت برواية ما حصل معها بدأً بلحظة الاعتراف .
______________________________
رن هاتفها بينما كانت تضحك و تحادث من كانت برفقتهم ، توقفت عن السير فجأةً مما دفع خطيبة شقيقها للتحدث : هيباري ، ماذا هناك ؟؟
- كيويا يتصل بي .. لحظة من فضلك !!
تعجبت و نظرت لحيث ميناتو و ميساكي : بالمناسبة ، أين كيويا ؟؟
ثم اردفت : من الغريب ألا يكون برفقتكما !!
تبسم ميساكي و تحدث : كيويا مع حبيبته المستقبلية ..
تحدث ميناتو بعدم تصديق : أ انت جاد ؟!
بينما صرخت أكي بسعادة و هي تغطي فمها بكلتا يديها ثم نطقت و هي تنظر لميناتو : لا أصدق !!
ثم قفزت و احتضنته و السعادة تغمرهما ، حرك ميساكي انظاره ناحية هيباري التي انهت المكالمة و نطقت : سأذهب للقاء كيويا ، يحتاج لمساعدة مستعجلة ..
و قبل أن يعرف ميساكي التفاصيل ركضت مبتعدة ، تعجب من سرعة استجابتها و تحدث : لم تنتظر مرافقتي لها حتى ..
تحدث ميناتو : ستعود حالما تنتهي ، لنذهب للعبة قصر الرعب ، يقال أنها جميلة !!
أومأ ميساكي برأسه و تحرك معهما و هو لا يزال يفكر بأمر هيباري و كيويا ..
_____________________________
كان يقف و التوتر بادٍ على ملامحه ، يضرب الأرض بأحد قدميه بينما كانت عيناه الزرقاوتين تترددان على ساعة هاتفه المحمول بين الفينة و الأخرى ..
يترقب وصولها على أحر من الجمر ، و حالما سمع صوتها القادم من بعيد : كيويا ..
إلتفت ليجدها تركض حتى وصلت إليه و اخذت تلتقط انفاسها و هي ترفع انظارها ناحيته و بأنفاس متقطعة : لـ .. لقد .. وصلت ..
سحبها و اشار للقمصان : أيها يناسب مقاس لوري ، المقاسات متنوعة و متفاوتة و تلائم كلا الجنسين ، لم استطع الاختيار !!
إلتقطت هيباري أحد القمصان و قدمت حقيبتها لـ كيويا : احملها قليلًا ..
تعجب و نظر لخقيبتها ثم لها ليجدها تقوم بارتداء القميص فوق ملابسها ، تعجب و نطق : هيباري ..
- خذ المقاس الأصغر من هذا ، سيلائمها تمامًا ..
نزعت القميص تحت دهشة كل من كيويا و صاحب المتجر ، نقلت بصرها بينهما : ماذا هناك ؟!
ثم التقطت القميص المناسب و قدمته للبائع : هذا من فضلك ..
أومأ برأسه و قدمه لشخص يعمل معه بينما نظرت هيباري لابن عمتها : هل ترغب بإهدائها قميصًا ؟؟
حرك بصره للأعلى بتفكير : يمكنك قول ذلك ..
نظرت للقمصان ، بدت لها فكرة غريبة لكنها مميزة ..
__________________________
روت لشقيقتها بشكل مختصر اعترافهما و ما حصل مع قطعتي المثلجات ، اعجبت يو بالقصة و تحدثت : أصبح لكل منا حبيب أخيرًا !!
و بعدها تساءلت : و لكن ماذا كان يقصد كيويا بقوله أنه سيتصرف ؟؟
- هذا مالم أعرفه حقيقةً ..
تذكرت لوري أمر جيك و نظرت لشقيقتها : لكن أين جيك ؟؟
شهقت يو : إنه ينتظرني أمام أحد المطاعم !!
ثم اردفت و هي ترتب نفسها لتخرج : عليّ الذهاب ، نسيت أمره تمامًا سيقلق بلا شك !!
وضعت الحقيبة على كتفها و ركضت لحيث الباب و هي تنظر لشقيقتها : استمتعي ، و عودي للمنزل متى أحببتِ ، سأتناول العشاء برفقة جيك ..
اغلقت الباب خلفها و حالما خرجت وجدت هيباري تسير للداخل و عندما حركت انظارها للأمام وجدت كيويا ، يرتدي قميصًا جديدًا ، مميز الشكل و قد ظلت تنظر إليه بتعجب و من ثم تحركت و اكملت طريقها ..
________________________
دخلت هيباري لدورات المياه و قد انتبهت لوري لدخولها و اعتدلت و هي تتساءل في اعماقها : هل يمكن للمصادفة أن تجلب الجميع لهذا المكان بالذات ؟!
هنا بدى على هيباري أنها وجدت ضالتها حالما رأت لوري ، كانت تحمل كيسًا ذا شكل مميز و مباشرةً اتجهت لحيث لوري و وضعت الكيس بين يديها : تفضلي ، كيويا احضره لكِ ..
شعرت لوري بالحرج و نطقت : لم يكن عليه أن يكبدك عناء القدوم و احضاره ، كان بإمكانه الاتصال بي و سأخرج مباشرةً !!
- لا بأس ، كنت برفقته على أي حال و طريقنا واحد ..
تبسمت لوري بينما تحركت هيباري لتخرج : أراكِ لاحقًا ..
و هكذا بقيت لوري و الكيس بيديها ، فتحته لتجد بداخله كيس صغير و قميص على ما يبدو ..
أخرجت القميص و الذي كان باللون الأسود ، اعتلاه رسمة باللون الأبيض لتاج مزين بالقلوب و اسفله كتب اسمها بخط جميل ( لوري ) ..
تعجبت من تصميم القميص ، لكن من الواضح أن التاج و الاسم تم طباعتهما في الوقت ذاته ..
دخلت لدورة المياه و نزعت القميص الخاص بها و الذي كان بلا اكمام و بلون أبيض و فوقه سترة بقماش خفيف يناسب الصيف متموجة ما بين اللونين الوردي و البنفسجي ..
كانت ترتدي بنطال قصير من الجينز ( شورت ) و ارتدت معه القميص الجديد الذي لائم مقاسها تمامًا ..
اخرجت الكيس الصغير و وجدت رسالة بداخله :
" لا تفتحيها الآن .. كيويا "
تعجبت : ماذا يقصد ..
اعادت الرسالة و التقطت الكيس الصغير و وضعته بداخل حقيبتها ذات اللون الأبيض و قامت بالإلقاء بالكيس الكبير ، اخرجت نظاراتها الشمسية و ارتدتها ، ألقت نظرةً أخيرة على شعرها و مظهرها الذي بدى ممتازًا ..
ثم خرجت و مباشرةً وجدت ذلك الأشقر يرتدي قميصًا مشابها ، لكن عوضًا عن التاج الانثوي رسم تاج ذكوري و اسفله كتب اسمه ( كيويا ) بالخط ذاته الذي كتب به اسمها ..
يضع يديه بداخل جيوبه و النظارة الشمسية تغطي جمال عينيه ، كلاهما يرتدي الجنز مع القميص الأسود ، و قد اصبحا ثنائيًا بلباس موحد ، بدى مظهرهما مميزًا للغاية و يلفت الأنظار ، و قد كانا متناسبين للغاية فـ كيويا لا يقل أناقةً عن حبيبته لوري !!
خلال سيرهما حاول كيويا الامساك بيدها لكنه لم يفلح فقد تراجع بسبب خجله ، و في النهاية وصلا لحيث منطقة مخصصة للأحباء ، منطقة هادئة بها بحيرة كبيرة ، توجد قوارب للثنائيات في احد زواياها ، و يحيط بها ممشى جميل يتيح للأحباء السير و الكلام بهدوء ، توجد عدد من المتاجر الصغيرة للمأكولات الخفيفة ، و هناك مبنى أنيق به مطعم فاخر ، و الطاولات بداخله جهزت ليجلس عليها اثنين فقط ..
سارا على ذلك الممشى قاصدين الوصول لحيث القوارب ، الجو جميل و نسمات الهواء تداعب وجهيهما بخفة ، وصلا لحيث القوارب و ركبا احدها بعدما قدما التذاكر للمسؤول عنها ، جلس كيويا على المقعد الذي يحوي المجدافين بينما جلست لوري أمامه ..
حرك القارب و انظاره تتركز على محبوبته التي نزعت النظارات الشمسية و أخذت تنظر لجمال البحيرة ، نسائم الهواء تداعب خصال شعرها البرتقالية بخفة ، ابتسامة رقيقة ارتسمت على شفتيها المزينتان بالوردي ..
دون شعور منه كانت ابتسامة واسعة قد ارتسمت على محياه ، حركت انظارها ناحيته : هل يمكنني رؤية الهدية الآن ؟؟
أومأ برأسه دليلًا على الموافقة ، اخرجت الكيس الصغير من حقيبتها ، فتحت تلك العلبة بداخله و اخرجت قلادة على شكل قلب ، لونها احمر و قد نقش عليها اسمها باللون الفضي ..
ادارت القلب لتجد اسم كيويا قد نقش عليه ، لمعت عيناها بسعادة : رائعة !!
توقف كيويا عن التجديف و مد يده : اعطيني اياها ..
قدمتها له فاقترب و كأنه يحتضنها و قام بإلباسها إياها ، لمستها و نظرت إليه و السرور يملؤها ، و دون شعور سألته : متى وقعت في حبي ؟؟ أو لنقل متى أدركت أنك وقعت في الحب ؟؟
سؤال غريب و ربما لم يتوقعه كيويا لكن مباشرةً صبغت وجنتاه بالوردي و هو يقول بحرج : بشرط ، تجيبين على السؤال ذاته بعدما أجيبك و بصدق !!
- سأفعل ، أجب هيا !!
حرك انظاره بعشوائية ثم اعادها لحيث تجلس محبوبته ، متكأةً على ركبتيها بذراعيها و تسند رأسها بكفتي يديها و تحدق به باهتمام منتظرةً اجابته ، فتحدث بنبرة هادئة : اعتقد أنها بدأت في الحفلة التي اقامها جيك بمناسبة نجاحه و تخطيه المرحلة الثانوية و دخوله للجامعة .. عندما اعترف لـ يو ..
ثم تابع بارتباك : ربما لم ادركه حينها ، لم اعرف أنه كان حبًا لكنني اعتقد أنها البداية ..
انزل انظاره : ادركت الأمر فعليًا عندما تجولنا معًا وحدنا ، اطعمنا القطط و ذهبنا للمكتبة .. بدأت ادرك مشاعري حينها ..
حرك نظراته إليها : يبدو أنه دورك !!
شعرت بالخجل و اعتدلت في جلستها ثم حركت رأسها للجهة اليمنى : بدأ الأمر بتلك الجولة التي تحدثت عنها ، لم ادرك مشاعري إلا عندما قمت بزيارتك لإعادة علبة الشوكلاة .. لكنني حينها اعتقدت أنه اعجاب عابر ..
- و متى عرفتِ أنه حب ؟؟
ضحكت و نظرت إليه : اليوم ، عندما اعترفت حتى دون تفكير !!
تبسم : أنتِ رائعة ، و محظوظ من وقعتِ في حبه !!
شعرت بالخجل فغطت وجهها بكلتا يديها و اخذت تحرك رأسها يمنةً و يسرى : توقف ، إنني بالفعل أشعر بالحرج الشديد !!
- لا نزال في البداية ، ربما كنا نعتقد أن نهاية قصة حبنا تكون بالاعتراف ، لكنها فعليًا بداية القصة ..
نظر إليها بجدية : لنعش قصة حب جميلة .. قصة حب صادقة و نقية .. لنشعر بكل اللحظات و نستشعر جمالها مهما كانت .. لتكن كل لحظة ثمينة و لنعاملها كذلك .. لنعش تفاصيل قصة حبنا و لا نفسدها بتركها تمضي كغيرها من أحداث الحياة ، نتركها ترحل ثم نندم لكونها مضت و انتهت دون أن نعيشها بتفاصيلها و بجمالها ..
تبسمت و قد بدت عيناها تلمع مع غروب الشمس ، الاشعة البرتقالية المنعكسة على السماء صبغت كل شيء بلونها ، تابع : لنكتب قصة حبنا بتفاصيلها ، و لا ندع أي شيء يفسدها و يجعل من فصولها تمضي بلا معنى و بلا شعور ..
أومأت برأسها و عيناها لا تفارق عينيه ، أمسك بكلتا يديها بخفة ، تبادلا نظرات الحب بابتسامة ، كانا وحدهما في تلك البحيرة الهادئة ، بعيدان عن كل صخب ، تراقبهما الشمس قبل رحيلها ..
انتهى الفصل ..
انتهى الفصل بانتهاء قصة حب ( كيويا و لوري ) ، أخيرًا عرفنا قصة حب كيويا و التي كانت غامضة حتى هذه اللحظة ..
كيف كانت قصة حبه ؟؟
هل احببتم الثنائي ؟؟
ما اكثر مقطع نال اعجابكم ؟؟
تعليقكم على الاحداث بصفة عامة ؟؟