الفصل الخاص التاسع عشر ..
( حفلة الترحيب )
انتهى يويتشي من تعليق آخر زينة ترحيب و التي كانت مقابلة لباب الخروج و قد كتب عليها بالخط العريض " أهلا بعودتك سالمًا راكو " ..
نزل من على السلم و رفع صوته : أمي .. انتهيت من تعليق آخر زينة ، أهناك شيء آخر يجب علي فعله ؟؟
- شكرًا لك ، لا يوجد شيء آخر .. انتظر اصدقائك فقط ..
قام بإغلاق السلم و حالما حمله رن الجرس فنظر ناحية الباب : لحظةً من فضلك ..
وصل لمسامعه ركض من الخلف تبعه صوت فتاة صغيرة : لقد وصل اصدقاء اخوتي !!
التفت و تبعها بنظراته حتى فتحت الباب ، تبسم لمنظر تلك الصغيرة التي بدت في الرابعة من عمرها ، و حال فتحها للباب ظهر ميساكي القائل : مرحبًا ..
ثم نظر للأسفل و اردف : من أنتِ يا صغيرة ؟؟
أجابت بخجل : رينا تودو ..
ابتسم و انحنى و هو يتحدث بمرح : أهلًا و سهلًا ..
ثم تابع محدثًا يويتشي : لم أكن أعلم أن لكما أخت صغيرة و لطيفة هكذا ..
- لم أكن اقوم بتخبئة الأمر ، كل ما حصل أنه لم يأتي حديث مناسب لذكر ذلك ..
ثم تحرك حاملًا السلم : تفضل بالدخول ، رينا أوصليه للصالة ..
تبسمت و أومأت برأسها ثم سحبته من يده بحماسة : هيا .. ادخل !!
اعتدل و سار معها حتى وصلا للصالة و اخذت تتبادل معه اطراف الحديث و قد بقي يويتشي برفقتهما بعدما وضع السلم في غرفة التخزين ، و سرعان ما وصل كيويا و لوري و قد تزامن معه وصول صديقان قديمان لـ راكو ..
جلس الجميع فأشار يويتشي لحيث الشابان الغريبان و نطق : هذان صديقا راكو من المرحلة الثانوية ..
اشار لصاحب النظرات الحادة و العينان البنيتان و الشعر الاسود الذي يصففه للأعلى و نطق : ايتوكي .. نناديه باسم "ايتو" اختصارًا ..
و مباشرةً اشار للآخر و الذي امتلك ملامح هادئة و قد بدى شخصًا مسالمًا ، شعره اسود قصير و قد امتلك عينان خضراوتان و تابع : مامورو .. نناديه "مامو" ..
ثم اشار للناحية الاخرى و نطق و هو يشير لكل واحد منهم : لوري ، كيويا و ميساكي ..
و اردف : اصدقاؤنا في الجامعة ..
ظهرت ابتسامة على ملامح الجميع و قد تبادلوا الأحاديث البسيطة التي تدل على سعادتهم بالتعرف لبعضهم البعض ، و من ثم اتصل الطبيب تودو بيويتشي ليعلمه بوصوله برفقة راكو ..
وقف الجميع أمام باب الخروج و حال دخول راكو قاموا بفتح المفرقعات التي تحتوي على شرائط ورقية ملونة لتطاير في الهواء و تتساقط حول راكو و هم يقولون بصوت واحد : حمدًا لله على سلامتك ..
اردف يويتشي : أهلا بك في المنزل ..
اتسعت ابتسامة راكو و قد ظهرت السعادة على محياه ، تقدم و هو يوزع النظرات بينهم : أشكركم جميعًا على حضوركم هذه المناسبة البسيطة .. وجودكم يشعرني بالسرور ..
اقترب الجميع و بدأوا يقدمون له التهاني و الهدايا و السرور بادٍ على الجميع و من ثم دخلوا للداخل و اكملوا احتفالهم معًا ، فقد حضرت والدة راكو كعكة منزلية بالإضافة للمشروبات و الفطائر ..
و بعدما تناولوا الطعام قرر الأصدقاء الذهاب للحديقة الخلفية و التي كانت الوالدة قد جهزتها مسبقًا من أجل الجلوس بها فالأجواء جميلة خلال هذه اليومين ..
حديقة جميلة يبدو أنهم يعتنون بها جيدًا ، تحوي طاولتان دائريتان الشكل تحيط بها خمسة مقاعد ، جلس كل واحد منهم على مقعد و احضروا عدة مقاعد من الطاولة الأخرى ليبقى الجميع معًا حول طاولة واحدة ..
نظر راكو لحيث كيويا الذي يجلس مقابلًا له و نطق : لم اتوقع حضورك .. لا أنت و لا عاشق التخصص ميساكي ..
و حالما انهى جملته أخذ يضحك هو و ميساكي بينما تساءل كيويا : و لماذا ؟؟
- لأنك اختفيت فجأةً عندما اتيت لزيارتي في المشفى ..
اراد كيويا التبرير إلا أن المدعو ايتوكي تحدث : كان الأولى ألا تتوقع وجودي أنا ..
نظر راكو ناحيته : أنت متذمر على الدوام لكنك دائمًا ما تقوم بالواجب و لا تتفانى في التواجد بجوار أصدقائك في جميع المناسبات ..
كان ايتوكي قريبًا من راكو من الجهة اليمنى فمد يده و قام بسحب اذنه : ايها الصغير لا تعتقد بأنك تعرفني فقط لأننا معًا منذ المرحلة الثانوية !!
- لم اعتقد ، بل أنا اعرفك بالفعل !!
نطق ايتوكي بسخط : ماذا تقول ؟!
تدخل مامورو : كفاكما شجارًا .. لم نجتمع هنا بعد هذه المدة لإضاعة الوقت على الشجار !!
حدثه ايتوكي : لماذا تتدخل دائمًا في حديث الآخرين ..
قاطعه راكو : ذلك لأن ايتوكي يقلب الأحاديث إلى شجارات !!
استمر جدالهم بينما اخذت لوري تضحك على ما يقولونه ، بالنسبة لـ كيويا فقد كانت نظراته متركزة عليها و رغم محاولاته للتركيز معهم لكنه يفشل في كل مرة ..
حتى قرر التحرك و تغيير الأجواء فقد يكف عن الشرود ، فوقف و هو يقول : المعذرة ، أود التجول في الحديقة فالجو جميل ..
تجاهل راكو ايتوكي الذي كان يتكلم و قال : تفضل ..
تحرك كيويا و اخذ يسير بهدوء في الأرجاء و هو يتأمل أحواض الأزهار الجميلة و التي تنوعت ألوانها و انواعها ..
كانت جميلةً للغاية و قد خطفت ابصار كيويا الذي تابع تحركه دون شعور حتى وجد أنه أمام حوض السباحة ، حوض مرتفع عن الأرض تحيط به اضواء ذات لون أزرق ..
صعد الدرجات التي اوصلته للسور الذي يحوي بابًا حديديًا صغيرًا ، اتكأ على السور و نظر لتلك المياه الساكنة و هو يحدث نفسه : جميل للغاية ، لكنني مصاب برهاب من التجمعات المائية ..
بقي يحدق بالحوض و الكثير من الأفكار تتراود الى ذهنه ، مضت عدة دقائق دون أن يحرك ساكنًا ، فشعر بحركة من الخلف و مباشرةً إلتفت ، ليجدها لوري التي توقفت و نطقت : هل اخفتك ؟؟
- لا أبدًا ..
تابعت سيرها حتى وصلت إليه و وقفت بجواره : هل تحب السباحة ؟؟
تبسم و قد بدى أنه لا يرغب بالإجابة ، مما دفعها للتحدث : أحب كثيرًا السباحة ، مضى فترة طويلة منذ آخر مرة سبحت بها ..
جاراها في الحديث : نمتلك حوض سباحة في المنزل ، لم اسبح به قط ..
ظهرت علامات التعجب على ملامحها و هي تقول بصدمة : و لا مرة ؟!
ثم اردفت : هل منزلكم حديث ؟؟
- لا ، لكنني لم ارد السباحة ..
ثم اشار لحقيبتها البنفسجية الكبيرة : لماذا احضرتها معك ؟؟
نظرت إليها و قد بدى أنها تذكرت أمرًا : صحيح ، احضرتها لسبب ..
رفعت الحقيبة و همت بفتحها و أدخلت يدها باحثة عن شيء ما ، ظل كيويا يراقبها و هي تخرج تلك الزهرة البيضاء الجميلة ، زهرة الزنبق التي تحبها لوري و معها علبة شوكلاة صغيرة و قدمتها له : تفضل ، هذه هدية شكر لك ، فبعد متجر الازهار رافقتني لمتجر الشوكلاة و ساعدتني في اختياره و اختيار نوع شوكلاة مناسب لأقدمه لـ راكو ..
احمر وجهه و قد شعر بالخجل و السعادة البالغة فهذه هدية من الفتاة التي تشغل باله و تجعله شاردًا معظم الوقت !!
الفتاة التي كان حبها خفيًا بأعماق قلبه لكنه كان يكبر يومًا بعد يوم حتى احتل قلبه و ساد على مشاعره ، التقط تلك العلبة الصغيرة التي تحمل الزهرة فوقها : لم يكن عليك التكلف بهذا الشكل ، لا داعي للشكر اساسًا فنحن اصدقاء و ما قمت به ليس إلا الواجب !!
تبسمت له ثم حركت نظرها لحيث حوض السباحة و اتكأت على السور : لست أعلم السبب .. لكنني رغبت حقًا بشكرك و تقديم هدية لك ..
نطقتها بنبرة غريبة .. هادئة و صادقة و بها شيء لم يستطع كيويا تفسيره لكنه لم يعتد على هذه النبرة ، ظل يحدق بها و هو يتساءل في اعماقه عما تفكر به فعليًا ..
اردفت بعدها : و أنا في الواقع احب التصرف بما تمليه علي مشاعري ، لأنني لن افهم قلبي و مشاعري فهي معقدة و العقل لا يدركها ، لكنني عندما اتصرف بما يرغب به قلبي فإني لا أندم أبدًا !
ظلت كلماتها تتكرر في عقل كيويا الذي كان دائمًا ما يتجاهل مشاعره و يتصرف بما يرغب به عقله فقط ، و بالفعل شعر بالندم كثيرًا بسبب ذلك ، من خلال تجربته يجزم أنها صادقة و ما قالته صحيح ، لكنه لا يعلم ما إن كان قادرًا على مجاراة مشاعره لمرة ..
لكن البوح بالمشاعر و التصرف كيفما يشعر أمر في غاية الاحراج و لا يدرك كيويا فعليًا هل هو قادر على مواجهة ذلك النوع من الحرج أم لا ..
لكن حماسة مفاجئة اشتعلت بداخله فنظر ليمينه حيث تقف هي : لوري ..
مرت نسمة هواء و قد التفتت إليه و هي تحاول تثبيت خصال شعرها المتطايرة خلف اذنها ، بدى جادًا و قد لمست في عينيه بريق غريب جعلها تدرك أن ما سيقوله في غاية الأهمية ..
تابع حديثه بخجل : في الواقع أنا أحـ ..
توقف فقد شعر أن لسانه انعقد و ما عاد بإمكانه متابعة الحديث ، ظلت تحدق به و كأنها تنتظره ليتابع كلامه مما زاد من ارتباكه و خجله فأنزل نظراته و هو يتابع : أحب السباحة ، لكنني لا اجيدها ..
نطقها بصوت مرتفع و كلمات سريعة ، ظلت تنظر إليه بتعجب و من ثم صحكت بخفة : أهذا كل شيء ، اعتقدت أن ما ستقوله أمر مهم للغاية فملامحك كانت جادة ..
زفر و انزل نظراته بينما تحركت و نزلت الدرجات : سأعود للمجموعة الآن لا أود التأخر أكثر ..
توقفت و تابعت و هي تنظر لظهره : ألن ترافقني ؟؟
- ليس الآن ..
تفهمت : لا بأس ، لكن لا تتأخر ..
ثم تحركت مبتعدة ، زاد انحناءه حتى وصل جبينه للسور فقام بضربه بخفة عدة مرات على السور : تبًا .. لماذا لم اقلها .. لماذا ؟!
امسك بجبينه و هو يعلم أنه في الواقع تراجع عن الاعتراف خوفًا من الرفض ، يريدها و لا يريد أن ترفضه أبدًا ، يمكنه الانتظار و لن يتذمر لكنه يخشى المواجهة و الرفض !!
لم يعرف هل فاتته فرصة عظيمة للبوح بمشاعره ، أم أن تراجعه هو القرار المثالي و الذي جنبه الرفض المباشر ؟؟
تذكر لحظتها كلمات ميساكي : " إن ظللت تخفي مشاعرك فلن يصيبك سوى ما اصابك في حبك الأول ! "
شعر بأنه محق ، اغضبته كلمات صديقه وقتها لكنها كانت صحيحة و حقيقية !!
اخذ نفسًا عميقًا و زفر : لست أعلم ، ما نهاية هذه المشاعر التي تنتابني ، هل سيكون النجاح حليفها أم أنني سأخسر كما خسرت المرة السابقة ..
ظل يحدق بحوض السباحة و هو يتكئ على السور ، ما حصل ظل يدور في مخيلته ، محادثته معها تكرر نفسها في عقله .. يشعر بالندم تارة .. و يتراجع عن الشعور به تارة ..
في النهاية ترك منطقة حوض السباحة و قد قرر العودة ، لكن علبة الشوكلاة و الزهرة بين يديه ، ماذا يفعل بهما فمن المحرج حملهما أمام الجميع !!
قرر الاتصال بـ لوري ليطلب منها الاحتفاظ بهما في حقيبتها حتى يحين موعد الخروج ، و بالفعل اخرج هاتفه الانيق من جيبه و قام بالاتصال بها ، ردت و يبدو أنها كانت تضحك : اهلا كيو ، ماذا هناك ؟؟
- في الواقع لوري ، لم اعرف كيف أعود و علبة الشوكلاة بيدي ، تعالي و ضعيها في حقيبتك !!
اجابته مباشرةً : لك ذلك ..
و ما هي الا ثوانٍ حتى وصلت إليه و قامت بوضع ما يحمله في حقيبتها و عادا معًا ، كانت مسبقًا قد اخبرت الجميع أن كيويا وجد غرضًا اعتقد أنه يخصها و قد ذهبت للتأكد من ذلك ..
وصلا لحيث الطاولة التي توسطتها زجاجة عصير مستلقية ، و كان ميساكي يقف أمام الطاولة و يرقص رقصة الآلي و الجميع يضحكون ، تعجب و من ثم جلسا على المقعد و هو يسأل : ماذا يحصل ؟؟
أجابه راكو : " جراءة أم عقاب " لعبة من اختراع يوي !!
- ما الفرق بينها و بين لعبة " صراحة أم جراءة " ؟؟
فكر راكو لوهلة ثم أجاب : ربما الفرق أن اللعبة لا تحتوي على اعترافات بل أفعال فقط ، و هذا يجعلها مسلية !!
تفهم كيويا و عرف سبب رقص ميساكي امامهم بهذا الشكل المضحك ، و رغم عدم رغبته بالمشاركة لكنه لم يعترض و الغريب أنه حالما اداروا الزجاجة توقفت ليكون هو من عليه القيام بالتحدي و ميساكي من يطلب منه !!
تبسم ميساكي بمكر و قد شعر كيويا مباشرةً أنه لا ينوي خيرًا ، نطق ميساكي : انزع قميصك و قم بالركض حول المنزل و انت تدوره كالمروحة و تنطق بصوت مرتفع " أنا أحب .. " و اذكر اسم الفتاة التي تحبها ، حتى و إن كانت ممثلة أو من المشاهير ..
زفر كيويا و قد شعر بالاستفزاز : و إلا ؟؟
- و إلا فإن عليك النزول في حوض السباحة !!
صرخ الجميع بحماسة و قد راودهم الفضول حول ما سيجري ، تركزت نظراتهم على كيويا الذي أخذ نفسًا ثم نطق : أنت قلت النزول في حوض السباحة و ليس القفز ..
تعجب ميساكي لكنه شعر لوهلةٍ أنه أخطأ و أنه دون قصد جعل من الخيار أيسر على كيويا الذي بدى و كأنه يرغب باختياره ، أومأ برأسه : لكن دون نزع ثيابك ..
- لم تقل ذلك حينها ..
انزعج ميساكي و بسرعة رد عليه : قلت النزول مفردًا أي أنك ستنزل بحالتك ذاتها !!
- لا بأس ، سأختار هذا الخيار ..
ظل ميساكي ينظر إليه بعدم تصديق بينما تحمس باقي الشباب ، أما لوري كانت تتمنى لو قام باختيار الخيار الأول ، فقد كان سيجعلها تعرف من التي تسكن قلب هذا الوسيم ..
و إن كانت من يحبها ممثلة أو مشهورة فقد كانت ستعرف نوع الفتيات الذي يحبه كيويا ، يهمها الأمر بشدة رغم أنها حاولت اقناع نفسها بأنه مجرد فضول طبيعي و لا يعني أي شيء ..
تحرك كيويا و الجميع خلفه لحيث حوض السباحة ، بدأ الأمر يصبح جديًا و بدأ القلق يتسلل لأعماق ميساكي ، يعلم حقيقة الرهاب التي يعاني منها كيويا تجاه التجمعات المائية ..
كيويا يصاب بالفزع الشديد بمجرد النظر إليها و لا يحتمل النزول بها ، فكيف سينزل دون أن يصاب بالدوار و يفقد وعيه ؟!
وصل كيويا لحوض السباحة و ابتلع ريقه بفزع ، صعد الدرجات و فتح تلك البوابة و أخذ يسير حتى وصل للسلالم الخاصة بحوض السباحة ، امسك بسورها بكلتا يديه و ابتلع ريقه ثم نظر للأسفل بفزع ..
بمجرد النظر إليها اصبحت الرؤيا مزدوجة ، اغلق عينيه بقوة علّ الرؤية تتحسن عنده ثم فتحهما لتتعدل لثوانٍ ثم تعود لسابق عهدها ..
استدار و اخذ ينزل السلالم و ثيابه تتبلل بالتدريج ، اخذ الجميع يراقبونه و يصفقون له بسعادة و يشجعونه بينما كان القلق يساور ميساكي الذي صعد الدرجات و وقف قريبًا منه ..
لاحظت لوري تصرف ميساكي و قلقه و قد تعجبت ، ثم اخذت تنظر لكيويا و هي تتساءل ما بال نظرة ميساكي المتوترة ..
كيويا اغلق عينيه محاولًا تهدئة نبضات قلبه و أخذ يحدث نفسه : لا شيء مخيف ، سأتبلل قليلًا و حسب ..
نزل اكثر و قد بدأ الخوف يتسلل إليه فأخذ يتذكر لوري و كلماتها الأمر الذي جعل مشاعر السعادة و الخجل تتسلل إليه ، تبدلت احواله و مشاعره و نسي الخوف ، نزل اكثر و بدأ يشعر بالمياه تحيط به و تغمره ، يكره هذا الشعور و لا يستطيع احتماله ..
حاول تجاهله دون جدوى ، فقرر النزول سريعًا و من ثم الخروج و بالفعل غمر نفسه في الماء دفعة واحدة و ذلك جعل من انفاسه تنقطع و كما كان يخشى اغمي عليه بسبب الرهاب الذي يعاني منه ..
و في لحظة شعر بأحدهم يسحبه و يخرجه من المياه ، لكنه لم يستطع فتح عينيه ، الاصوات اخذت تتسلل لمسامعه و حاول استعادة وعيه .. يشعر و كأنه سجين في عالم آخر و لا يستطيع العودة ..
تحسنت انفاسه و فتح عينيه ليجد نفسه مستلقيًا و الجميع يحيطون به ، انفاسه كانت متسارعة و يحاول جسده جاهدًا تعويض نقص الاوكسجين ، تحدث ميساكي : هل أنت بخير .. كيويا !!
حرك بؤبؤ عينه لمصدر الصوت و اجاب : بخير ..
تبسم و رفع خصال شعره السوداء المبللة : لقد دفعتني للقفز في الحوض !!
اخذ الجميع يتحمدون على سلامته و قد وقف بمساعدة ميساكي و الابتسامة تعلو محياه ، بعدها اخبرهم بأمر الرهاب الذي يعاني منه و أنه يخشى السباحة كثيرًا و قد فهم الجميع سبب ما جرى له ..
بعدها عاد برفقة ميساكي لمنزله و قد تصالحا ، اخبر كيويا صديقه عن مشاعره و قد سعد ميساكي بذلك ، دخل كيويا لمنزله و هو مرتاح فقد عادت المياه لمجاريها بينه و بين صديقه ، و قد تبقى أن يعترف للفتاة التي يحبها بهذا الحب ..
انتهى الفصل ..
كيف كانت احداث الفصل ؟؟
ما توقعاتكم للفصل القادم ؟؟