الفصل الخاص السادس عشر ..
( لحظاتهما معًا )
بعد عدة أيام ، جلس كيويا بجوار يويتشي و أخذ يراجع معه المعلومات في الكتاب ، و بعدما توقفا ليستريحا فكر كيويا بالسؤال عن راكو ، فهو يشعر أنه من الفظاظة ألا يسأل عنه منذ زاره !!
فتحدث بابتسامة : كيف هو حال راكو ؟؟
تبسم يويتشي و نظر إليه : غدًا سيعود للمنزل ، و هذا يعني أننا سنقيم حفل الترحيب به في الغد !!
اتسعت ابتسامة كيويا الذي نطق : هذا خبر رائع ، سعيد بذلك !!
هنا نظر يويتشي للكتاب مجددًا : لقد شعرت بالملل حقًا خلال هذه الأيام ، سعيد جدًا بعودته !!
ضحك و اردف : رغم كل شيء ، بقاؤه في المنزل يسعدني ..
هنا وصل ميساكي و لوري و هما يتناقشان بموضوع و يبدو أن لكل منهما وجهة نظر ، عرضاها على كيويا و يويتشي حيث تحدث ميساكي : بصفة عامة ، الخلايا المتعادلة تكثر عند حصول إلتهاب بكتيري ، و هذا يتفق عليه كلانا ، لكن عندما تكثر الخلايا الحامضية فهذا يعني وجود طفيلي و ليس وجود حساسية في الجسم ، بينما تكثر الخلايا القاعدية عند وجود الحساسية ..
هنا تحدثت لوري : ما اذكره هو أن الخلايا القاعدية تكثر عند وجود طفيلي ، بينما تكثر الحامضية عند تواجد الحساسية !!
الغريب و عكس العادة شعر كيويا أن وجهة نظر لوري هي الأصح .. لكنه لم يصرح بذلك ..
بينما رفع يويتشي الكتاب : بسيطة ، هذا الكتاب سيجيب عن تساؤلاتنا ..
فتح الكتاب و أخذ يقلب صفحاته : شخصيًا لا اذكر هذه المعلومة ، و من الجيد تساؤلكما عنها لكي اتذكر الأصح ، اذكر أن المعلومة كانت هنا تقريبًا ..
أومأ كيويا برأسه : صحيح ، ابحث بعد صفحتين من هنا ..
فعل ذلك و بالفعل وصل للصفحة فتبسم : صحيح ها هي ذي ..
ثم اردف و هو يقرأ : يقول الكتاب أن الخلايا القاعدية هي المسؤولة عن افراز الهيستامين ، و بالتالي فهي مهمة في تفاعلات الحساسية لدى الاستجابة المناعية المكتسبة ..
تحدث كل من كيويا و ميساكي في آن واحد :
كيويا : غريب ..
ميساكي : أخبرتكم !!
ثم حرك نظره لحيث كيويا : أكنت تعتقد أنها المسؤولة عن الطفيليات ؟؟
أومأ برأسه و نطق : لسبب ما اذكر أنني ربطت الأمر بكون الحامضية ترتبط باللون الأحمر و كذلك الحساسية ، بينما الاخرى ستكون مرتبطة مع الطفيليات ..
حرك رأسه نفيًا : لا تربطها بهذا الشكل ، ربطتها بالحروف ( الموضوع متعلق باللغة الانجليزية هنا ) ، حيث أنه لا ترتبط الخلايا القاعدية ( besophils ) و التي تبدأ بحرف الـ B مع الطفيليات ( parasites ) و التي تبدأ بالحرف P فهما متاشبهتان في النطق ، بالتالي ستكون المعلومة الصحيحة أن كلًا منهم يرتبط بحرف مختلف و تصبح الحساسية في طرف الخلايا القاعدية !!
( طفشتكم بالمعلومات ، بس السبب الي خلاني اذكر هذه المعلومة إني ربطتها في الاول بنفس طريقة كيويا و عدلتها بطريقة ميساكي 😂😂😂😂😂
ايًا كان شعوركم تجاه الربط الغبي فأنا اقولكم يوم تدرسوا شيء كميته كبيرة لو ما ربطتوه ما راح تتذكروه و هذا الشيء الاكيد !! )
هنا تدخلت لوري محدثةً كيويا : أنا شخصيًا كنت واثقة من المعلومة ، خانتني ذاكرتي ..
ثم غمزت و بهمس : اعتقد أن ميساكي لا يقهر ، علينا ألا نخالف معلوماته و نثق بكلامه !!
تبسم كيويا بينما اخذت و يويتشي بالضحك ، ربما كان انبهاره بها عاديًا فهي شخصية مثيرة للاهتمام ، لكنه مؤخرًا بدأ ينغمس في مشاعره ، أما الآن فهو واثق من أن شعوره تجاهها ليس بالعادي ، بل هو معجب بها و هذه هي الحقيقة التي اكتشفها خلال هذه اللحظة !!
انزل نظره لحيث أوراق الملخصات التي كتبها ، اخذت عيناه الزرقاوتين تجول بين الكلمات التي كتبها لكنه في الواقع لم يعيها ، هو فقط مرر نظراته فوقها دون تركيز ..
زفر بهدوء ثم حرك نظره لحيث يويتشي و ميساكي اللذان كانا يراجعان الكتاب و يتذكران بعض المعلومات و يبحثان عنها بين الصفحات ..
لوري جلست وحيدة تتصفح هاتفها و يبدو أنها تراجع بعض ما ارسله الطلاب و و بين الحين و الآخر كانت تحرك نظرها في المكان حولها حتى وقعت عيناها على كيويا ..
فاشارت للأوراق بتساؤل : ما هذه ؟؟
- لخصت المعلومات المعقدة هنا ، و كذلك فعلت مع تلك التي ركز عليها الاستاذ عليها و يوجد احتمال بكونها ضمن اسئلةالاختبار ..
اقتربت و جلست بجواره : دعني اتطلع عليها معك ..
ارتبك و دون تفكير قدم الأوراق لها : تفضلي ..
- عنيت أن نتصفحها معًا و ليس وحدي ..
تبسم و قد اعتراه الخجل ، اقتربت اكثر ليكون بإمكانه رؤية الأوراق معها ، لم يعد يشعر سوى بالحرارة تحيط به ..
كانت تقرأ بصوت مسموع ارادت مشاركته به و لكنه فعليًا لم يستمع لأي كلمة .. بل كان يستمع لصوتها كلحن جميل و حسب !!
_________________________
كانت تراجع باهتمام ، و قد نال اعجابها ترتيب كيويا و تنسيقه لتلك المعلومات ، تعلم جيدًا أن كيويا منظم و منسق جيد ، لكنها اليوم شعرت بالمعلومات و كأنها تترتب بداخل عقلها ..
تبسمت و هي تنظر إليه بينما كان يطالع الورق بتركيز ، رغم كل شيء كيويا هو الأفضل من بين الثلاثة الباقين ..
و مع تقدم الأيام كانت تتأكد من كون هذا الشخص مختلف ، تشعر بهالته الفريدة و التي تبهرها و تأسر تفكيرها ، و كأن شيئًا بداخلها ينمو ببطء و هدوء ..
لم تعرف ما ذلك الشعور الذي بات يتملكها ، و رغم أنها كانت دائمًا تكره الشباب و لا رغبة حقيقة لها في التقرب من أحدهم خاصة في الوقت الراهن لكن بدى لحد ما أن كيويا مختلف ، هناك شيء مميز حياله و لا يمكنها انكاره ..
هنا شعرت أن السبب قد يكون هدوءه و كونه الافضل و الاكثر حكمة في التعامل و هذا يجعله مميزًا عن غيره ، و لهذا شعورها تجاهه مميز و لا شيء آخر ..
انتبه كيويا لصمتها فنظر ناحيتها بتساؤل ، تبسمت له و اعادت خصال شعرها لخلف اذنها و قد لمحت الساعة الالكترونية المعلقة بجوار القاعة : تبقى خمس دقائق على بدء الامتحان ..
انتبه كيويا و رفع نظره لحيث الساعة و نطق بهدوء : فعلًا ..
وقف و أخذ نفسًا : اكره المراجعة في آخر عشر دقائق فلا فائدة منها برأيي ..
ضحكت و اعادت نظراتها لأوراق التلخيص بينما دخل كيويا للقاعة ليهيء نفسه من أجل تلقي ورقة الامتحان ، لحظات و دخلت هي برفقة ميساكي و يويتشي لتلك القاعة المهيئة لخوض الامتحان و قد اختار كل منهم المقعد الذي يناسبه ..
مضى الوقت و قد انتهت لوري مبكرًا من حل الأسئلة و قامت بتسليم ورقتها و الخروج من القاعة ، تحركت بهدوء فسمعت صوتًا يناديها من الخلف ، إلتفتت لتجده كيويا يلوح لها ..
اتسعت ابتسامتها و رفعت يدها و اشارت له ليقترب سارع خطاه حتى وقف بمحاذاتها و اخذا يسيران و هي تحادثه : كيف كان الامتحان ؟؟
- جيد ، الأسئلة كانت اسهل من توقعاتنا ..
أومأت برأسها ثم نظرت للأمام ، ظل ينظر إليها بابتسامة ، هو سعيد لأنه برفقتها وحدهما ، ربما للمرة الأولى !!
وصله صوتها : هل ترافقني ، سأذهب لمكان بعيد ..
- لن تغادري الجامعة في النهاية ، صحيح ؟؟
- لا ، المحاضرة التالية ليست بالبعيدة ..
تبسم لها و نطق : سأرافقك !!
ضحكت بلطف و عدلت حقيبتها التي كانت تحملها على أحد كتفيها و تحدثت بصوتها الذي اصبح لحنًا بالنسبة لمعجبها : لدي عادة غريبة ، كلما تفرغت اذهب للمحمية الصغيرة في الجامعة ..
نظرت إليه بعينيها اللامعتين : اذهب لرؤية الحيوانات هناك !!
تعجب فلم يبدو أنها هذا النوع من الفتيات ، بدت كذلك النوع الذي يشمئز من الحيوانات و يكره فكرة اقتنائها ، وصلا لحيث المحمية و هناك يوجد متجر صغير يبيع اطعمة للطيور و القطط ، اشترت بعضها و دخلت لحيث منطقة الطيور و نطقت : تأتي الطيور لتناول الطعام في أوقات محددة ..
فتحت عبوة طعام الطيور و قامت بتعبئة الأوعية المخصصة لإطعامها : احببت المحمية التطوعية التي اقامتها الجامعة و كنت من مؤيدي الفكرة ..
ظل واقفًا ينظر ناحيتها ، هذا الجانب من شخصيتها آثار اعجابه فهذا يدل على كونها شخصية رقيقة ، مفعمة بالمشاعر و لو بدت ظاهريًا شخصية مغرورة و لحد ما غير مهتمة بشيء عدا مظهرها ..
تحركت لحيث القطط و حالما دخلت استيقظت القطط و تجمعت حولها بسعادة ، و بدأت تموء بحماسة بينما اخذت لوري تمسح عليهم و تضحك و تحادثهم ..
عرف كيويا أن القطط تعرفها جيدًا و تحبها ، تبسم و هو ينظر حوله لتلك القطط المتحمسة و التي نشطت في لحظة منذ دخول لوري !!
بعد إلقاء نظرة عاود النظر إليها و هي تنظر ناحيتهم بحنان و تحادثهم ، ظل يحدق بها و قد ازداد اعجابه بها ، كل ما تقوم به لا يزيده سوى اعجابًا بها ..
ظل هادئًا و كل ما يقوم به هو مراقبتها بهدوء ، انتبهت إليه و هو ينظر إليها ، كانت تبتسم في بادئ الأمر إلا أن تلك الملامح التي رسمها اجبرتها على تبديل ملامحها للتعجب ، ظلت متصنمة تنظر إليه ..
هي لم ترى نظرات كهذه من قبل ، لا عليه و على شخص آخر ، نظرات جعلتها تتساءل عن المعنى الذي تحمله !!
كانت تمسح على احد القطط و دون شعور توقفت ليتعجب القط و يرفع نظره إليها و يموء ، لكنها لم تنتبه بل ظلت نظراتها مرتكزة بـ كيويا الذي كان يحدق بها بنظرات لم تعهدها !!
_________________________
بعد انتهائهما خرجا من القاعة فتلفت ميساكي حوله : أين كيويا ؟؟
- ربما برفقة لوري ، خرجا مبكرًا ..
زفر ميساكي و اخرج هاتفه : أين هما يا ترى ..
بينما تحرك يويتشي : في أحد المقاهي أو المطاعم ، أو ربما يتجولان بعشوائية لا أكثر ..
سار ميساكي برفقته و قد اتصل على رقم كيويا و وضع الهاتف على اذنه بانتظار الرد ، و ما هي الا لحظات حتى وصله الرد : أهلًا ..
- أين أنتما ؟؟
- لوري تود زيارة المكتبة الجامعية ، هناك كتاب ترغب باستعارته ..
- المكتبة بعيدة عن هذا المبنى !!
نطق كيويا بسرعة : حسنًا ، اذهبا للمقهى القريب من مبنى الطب ، سننتهي و نلحق بكما ..
سكت ميساكي لوهلة و توقف عن السير ، كيويا لا يخطط للحاق بهما من الأساس ، بدى ذلك من نبرة حديثه ، هو سعيد كونهما وحدهما !!
انزل نظراته و اخذ يحدق بالأرضية ثم تحدث : لا تتعجلا ، لا بأس أنا و يويتشي سنتجول و لن ننتظركما ..
تعجب يويتشي الذي كان متقدمًا ميساكي بعدة خطوات و من ثم إلتفت و وقف : ماذا ؟!
بينما اردف ميساكي : إلى اللقاء ..
- لكن ..
اغلق ميساكي الهاتف ثم وضعه في جيبه بينما نطق يويتشي : لماذا قلت له ذلك ؟؟
- المكتبة بعيدة ، لا داعي للعجلة فليأتيا لقاعة المحاضرة مباشرةً ..
لم يفهم يويتشي سبب تصرف ميساكي فكما هو معروف ميساكي متعلق بشدة بصديقه كيويا و يكاد لا يتركه دون سبب !!
في كل الأحوال تابع السير برفقة ميساكي ، الذي ظل هادئًا بعد تلك المحادثة ..
_________________________
لاحظت لوري ذلك الاتصال الذي ورد لكيويا ، فالتفتت إليه بتساؤل : هل سيأتيان ؟؟
- لا طاقة لهما ، سيلتقيان بنا خلال وقت المحاضرة ..
ثم سار ليتخطاها : لنسرع ، حتى نتمكن من العودة في الوقت المناسب ..
ظلت تنظر إليه و هو يسارع خطاه ، تسللت الابتسامة لملامحها دون ادراك منها ، دخلت لباب المكتب بعده و جدته يسأل المسؤولة عن القسم الذي يحوي الكتاب و حالما انتهى اقترب و امسك بيدها و سحبها بعفوية ..
سارت معه و اخذ يشير للرفوف و يقرأ اسمائها باحثًا عن الرف الذي اخبرته به امينة المكتبة ، بطريقة مشاغبة سحبت يدها و تراجعت ناطقة بصوت خافت : قسم التاريخ ، الدولاب الاخير ، عامود رقم ٣ الرف حرف ج ..
ثم انطلقت بين دواليب الكتب حتى اختفت عن انظاره ، تعجب و ردد : قسم التاريخ ، ستكون هناك !!
تحرك بين الاقسام و هو يبحث عن الخاص بالتاريخ حتى وجده ، اخذ يسير بينها باحثًا عنها حتى وصل لحيث اشارت ، استقر نظره على الرف فبحث بين الكتب ليراها أمامه في الناحية الأخرى ..
اراد الصراخ باسمها فوضعت سبابتها على فمها و اصدرت صوتًا يدل على أن يصمت ، تذكر أنهما في مكتبة فسكت بحرج بينما اردفت : ستجدني في الصفحة الأولى من آخر كتاب في الرف ..
و انطلقت ، اراد اللحاق بها ثم وقف بتعجب : يبدو أنها تستمتع بهذا !!
امسك بالكتاب و فتحه ليجد اسم المؤلفة هو ( لوري ) ، و اسفله كتب بقلم الرصاص ( عند الباب ) ، ترك الكتاب بسرعة و اتجه ناحية الباب بأقصى سرعة ليجدها قد أخذت الكتاب الذي ارادته بالفعل و قد خرجت من الباب ..
سارع خطاه و فتح الباب ليجدها قد التفتت إليه و الابتسامة مرسومة على وجهها و من ثم تابعت النزول ووصلت للأرض و اخذت تبتعد ..
ركض بسرعة و قفز بدلاً من نزول الدرجات الخمس و حالما وصل إليها احتضن ظهرها بقوة : امسكتك ..
و اخذا يضحكان دون أن ينتبها للأمر حتى شعر كيويا بذلك و تركها متراجعًا بخجل : آسف ، هل آلمتك ؟؟
حركت رأسها نفيًا و يبدو أنها كانت سعيدة ، احتضنت الكتاب و سارت ، وقف لوهلة ثم سارع خطاه حتى بدأ يسير بمحاذاتها ، كانت ترفع نظراتها للأعلى ، تنظر لتلك السماء بعينيها الجميلتين البراقتين ..
بدى لونهما الاخضر المزرق جميلًا للغاية ، تبسم و هو ينظر لهذه الجميلة التي بجواره ، و بأعماقه يتمنى أن يبقيا معًا و ألا تنتهي اللحظات التي تجمعهما أبدًا ..
بينما لم تكن سعادتها بأقل من سعادته ..
انتهى الفصل ..
هل أحببتم احداث الفصل ككل ؟؟
كيف تجدون تصرفات كيويا المعجب ؟؟
و ماهي مشاعر لوري تجاهه ؟؟
اكثر مقطع احببتموه خلال الفصل ؟؟