الفصل الخاص الثاني عشر ..
( قلة اهتمام 1 )
جلست هيباري متكئةً على يدها و سارحة في عالم ما ، كانت تفكر و لا تستمع للأستاذة أو المحاضرة أبداً ، لا تعلم اساساً عن أي موضوع يتحدثون ..
و حالما انتهت المحاضرة حملت اغراضها و خرجت من القاعة ، ركضت ريزا خلفها : هيباري !!
إلتفتت إليها : آسفة ريزا نسيت اخباركِ ، انا لن احضر المحاضرة القادمة ، سأعود للمنزل ..
تعجبت و سألتها باستغراب : و لكن لماذا ؟؟ هل انتِ بخير ؟؟
- اشعر ببعض الصداع لا اكثر ..
تفهمت ريزا و نطقت : اهتمي بنفسك ..
لوحت لها و خرجت من الجامعة بسيارتها ، اخذت تقودها بهدوء و هي تفكر : ميساكي منشغل منذ دخوله لتخصصه ، إنه غير متفرغ و لا يحاول حتى التفرغ لي !!
اخذت نفساً و زفرت : ذلك فعلاً مزعج .. اليوم هو عيد ميلاده ، اتمنى فعلاً أن اتمكن من قضاء بعض الوقت برفقته ..
تحركت لحيث المتاجر و بحثت عن هدية مناسبة لحبيبها ميساكي ، و بالفعل وجدت هديةً مناسبة و اشترتها ، ثم عادت لمنزلها و استلقت بتعب ..
وردها اتصال فشعرت بالحماسة و جلست و هي تحدث نفسها : ميساكي بلا شك !!
و حالما نظرت للشاشة تلاشت آمالها ، فضغطت على زر الرد و وضعته على اذنها : اهلا مومو ..
- هيباري ، انتهيت مبكراً اليوم ، ماذا عنكما ؟؟
اخذت هيباري نفساً ثم نطقت : من المفترض أن اكون في المحاضرة التالية الآن ، لكنني قررت عدم الحضور ..
- أي أنكِ لستِ في الجامعة ؟؟
- عدت للمنزل ..
زفرت مومو : خسارة ، متى ستنتهي ريزا ؟؟
اجابتها و هي تنظر للساعة : بعد ساعتين من الآن ..
- هذا كثير ، سأشتري طعاماً و اعود لمنزلي ..
تبسمت هيباري : آسفة حقاً ، أنا أيضاً اشتقت لرؤيتك ، على أي حال اهتمي بنفسك !!
- بالطبع ، و انتِ كذلك ..
اغلقت هيباري الهاتف ثم نظرت الى شاشته و هي تحدث نفسها : سنرى كيف سيتصرف ميساكي ، حتى أننا لم نخرج معاً في موعد منذ بدأت الدراسة !!
_____________________
اخذ ميساكي ينظر للحاسب المحمول ثم حدث يويتشي : جيد و لكن نحتاج للتعديلات ، اذكر أن الاستاذ طلب أن يدعم البحث بالصور و أن يكون حجم الخط اصغر ..
اقترب كيويا و نطق : يويتشي .. سأقوم بالتعديل على جزئيتي في البحث لذا لا تضفها الآن ..
نظر يويتشي لحيث راكو الذي كان يتحدث مع الفتيات و يضحك ، انزعج و ناداه : راكو !!
نظر له راكو بتعجب ثم اقترب و نطق : ما بالك ، لماذا تصرخ هكذا ؟؟
- نحن نعمل على البحث ، و انت لم تسلمني جزئيتك بعد !!
زفر راكو و نطق : آسف حقاً ، لم ابدأ بها بعد ..
ثم اردف بسرعة : سأبدأ بها في الغد !! اعدك !!
- لم الغد ؟! ابدأها اليوم !!
اقترب منه و همس : لكنني مرتبط ، لدي موعد مع فتاة و قد اتفقنا منذ فترة طويلة !!
- نظر إليه بانزعاج : ابدأه حال عودتك !!
اومأ برأسه : بالطبع سأفعل إن عدت مبكراً ، لكنني قد اتأخر لذا اخبرتك أنني سأقوم به في الغد ..
امسك يويتشي برأسه و قال بأسى : هذا الفتى !!
بينما تركه راكو و ذهب برفقة احد الفتيات ، ظل يويتشي ينظر ناحيته بغضب لكن صوت لوري قاطعه : يويتشي .. لقد ..
نظر إليها بحدة : هل نسيتِ اتمام جزئيتكِ مجدداً ؟! أم أنكِ من ستذهب برفقة راكو و ستبدأين في الغد !!
نظرت إليه بتعجب : راكو ؟؟ ما الذي تقوله ؟؟
ثم اردفت : ثم إنني اتممت جزئيتي ، و قررت مساعدتك في المراجعة و التعديل إن اردت فأنا متفرغة ..
تبدلت ملامح يويتشي من الغضب للخجل فأبعد نظره و نطق : آسف ، لأنني تعجلت و صرخت بوجهك ..
- لا بأس ..
تدخل ميساكي : يويتشي ، وجدت بعض الأبحاث الجديدة ، دعني اعطيك اسماء الباحثين ..
نظر إليه كيويا و نطق : وجدت كتابين حديثين يتحدثان عن موضوعنا ، سأذهب للمكتبة لاستعارة الأفضل ..
نظر يويتشي إليهما : حسناً اعتمد عليكما ..
ثم اخذوا يتناقشون عن موضوعهم و ما هي العناوين الاساسية و ما يجب اضافته ..
_______________________
عاد ميساكي منهكاً بعد يوم طويل ، و لا زال عليه الدراسة و مراجعة ما يحتاجه للبحث و الكثير من الأمور ، اغلق عينيه و نام ..
استيقظ ليجد الليل قد حل ، جلس بهدوء و نظر للساعة : التاسعة ، غداً يوم عطلة ..
حدث نفسه : اريد القراءة عن موضوعنا من باب الزيادة ، سأستغل اجازتي الاسبوعية !!
خرج بسرعة ليجد المنزل مظلم ، تعجب و نزل و هو ينادي : أمي ؟؟
فجأة فتحت الأضواء ليرى والديه و شقيقه و اصدقاؤه و هم يغنون له اغنية عيد ميلاد سعيد ، نزل بسعادة و وقف أمام تلك الكعكة الجميلة .. و قد اضاءتها الشموع ، انتهوا فنفخ و هو يستمع لصفقاتهم ..
فتحت الأضواء فحرك انظاره بينهم : شكراً لكم !!
اقتربت منه هيباري و احتضنته : عيد ميلاد سعيد ..
- شكراً لكِ ..
هنأه الجميع و اخذوا يتناولون الكعك ، تحرك ميساكي و جلس امام يويتشي : ماذا حصل معك ؟؟
- بشأن ماذا ؟؟
- البحث !!
تعجب يويتشي بينما اخذ ميساكي يتحدث عن بعض المعلومات التي فكر بإضافتها ، شارك كيويا في الحديث و باقي زملاءه في التخصص بالنسبة لهيباري فقد نظرت لصديقتيها و نطقت : ميساكي ما عاد يطاق !!
تعجبت ريزا بينما تابعت : إنه لا يكف عن التحدث عن دراسته و امور دراسته ، لم يتفزغ منذ دخوله للتخصص ، حتى أنه يدرس في الصيف من شدة شغفه !!
حزنت مومو و حدثتها : لاحظت أنه ابتعد عنكِ تماماً ، اقرب ما لقلبه تخصصه و زملاءه في التخصص !!
تدخلت هيباري : حتى في يوم ميلاده !! إنه فعلاً لا يفكر حتى بقضاء قليل من الوقت معي !!
اخذت نفساً و زفرت و هي تنظر إليه ، يتحدث بحماسة و لا يفكر اساساً بسؤالها عن حالها ، هي الوحيدة التي تشتاق له ، بينما لا يتذكرها من الاساس !!
وصل راكو متأخراً و برفقته فتاة جميلة ، ظل الجميع يحدقون به باستغراب بينما حدث ميساكي : عيد ميلاد سعيد أيها الوحش !!
- ما نوع هذه التهنئة ؟!
ثم قدم له علبة مغلفة و تابع : هديتي لك ، بسيطة لكنك ستحبها ..
ابتسم ميساكي : شكراً لك ..
ثم اردف : بالمناسبة ، وجدت عدة مراجع تخص جزئيتك ، متى ستبدأ بها اخبرني ؟!
- ما بالك ، امرح يا فتى إنه يوم ميلادك !!
ابتسم ميساكي و تحدث بسعادة : و انا فعلاً سعيد ، فقد دخلت لتخصص و وجدت أنه تخصصي المفضل ، إلتقيت بزملاء رائعين و كيويا بجواري ، لدي كل شيء ..
صدمت هيباري من كلماته فهو حتى لم يذكرها ، دمعت عيناها و انسحبت بهدوء و تبعتها صديقتاها ، اخذت تبكي و هي تمسك بالقلادة التي ترتديها و قد جمعت اسمها باسم ميساكي ..
احتضنتها صديقتاها فنطقت ريزا : صدقيني انه لم يقصد ، ميساكي مولع فقط بتخصصه و قريباً سيصيبه الملل !!
وافقتها مومو : أجل ، كيف يمكن أن يفضل تخصصه عليك ، هل انت حمقاء ؟؟
- مضى الكثير على تصرفاته !! ميساكي تجاهل عيد ميلادي لمرتين و الثالثة ستتم خلال هذا العام !!
اردفت بصوت باكي : ميساكي وجد ما يريده في حياته و انا لست سوى مكمل !!
مسحت دموعها التي لا تتوقف : ميساكي لا يعتبرني سوى شيء فرعي في حياته لا اكثر و لا اقل !!
تحدثت ريزا : لكنه يحبك حقاً و ..
قاطعتها و هي تنظر إليها بانزعاج : أي حب ؟!
ثم اردفت : آخر مرة خرجنا بها كانت قبل سنتين !! آخر هدية اهداني اياها قبل ثلاث سنوات !!
ثم اردفت بغضب : آخر محادثة مطولة كانت قبل سنة و كلها حول تخصصه المزعج !!
احتضنت ريزا بقوة و هي تبكي : لم اعد احتمل ، مللت الشعور بالوحدة !!
تابعت بصوت يائس : ميساكي .. لا يقدرني و لا يتمنى قضاء أي وقت معي !!
ثم اشارت لحيث الصالة و تابعت : يحب كتبه و ابحاثه ، بل يحب يويتشي و كيو اكثر مني !!
ربتت عليها ريزا بخفة : اهدئي .. يكفي هيباري ..
بينما تدخل صوت قائل : ما رأيكِ .. بجذب انتباهه ؟؟
حركت انظارها لصاحب الصوت بينما نطقت مومو : و كيف تجذب انتباهه ؟!
تحدث بابتسامته الواثقة : بطريقة واحد .. اثارة غيرته !!
ثم اردف و هو يعدل خصال شعره السوداء الطويلة : هكذا هو نوع ميساكي ، الغيرة تعيد له صوابه !!
تركت ريزا و اقتربت منه ثم امسكت بأكمام قميصه بكلتا يديها و كأنها تتعلق به ثم نظرت لعينيه الزرقاوتين : و هل .. سينجح الأمر ؟!
ظلت تنظر له بعينيها الحائرتين فأمسك بكتفيها بقوة : سينجح ، اعدكِ !!
تبسمت و نطقت : اعتمد عليك راكو !!
بينما ظلت كل من ريزا و مومو تنظران لراكو بشك ، تشعران بالخوف من اقتراحه ، رغم أنه لا يوجد حل آخر و لا فكرة غيرها !!
________________________
في اليوم التالي كان ميساكي يجلس بالقرب من النافذة و يمسك بيده كتاباً ، ظل راكو ينظر إليه ثم اتصل بهيباري : هيا .. تعالي للمبنى !!
- حسناً !!
وقف راكو بحيث يكون ظاهراً لميساكي من خلال النافذة ، اقتربت هيباري منه و سألته : ماذا سنفعل ؟؟
- سنتحدث و نضحك بسعادة و من الممكن أن امسك بيدك .. حسب الظروف .. ثم ترحلين دون مقابلته !!
ثم غمز و تابع : و بلا شك سيشعر بالغيرة فأنتِ حتى لم تفكري بمقابلته !!
اخذت نفساً و نظرت لحيث ميساكي : لكنه منشغل بكتابه ..
- سنبدأ التمثيل بكوننا نتحدث باندماج ، إن لم يلتفت فسأفكر بخطة للفت انتباهه ..
اخذ الاثنان يتحدثان و يضحكان ، بالنسبة لميساكي فقد تحرك لكنه لم ينظر ناحيتهما ..
سقط الكتاب منه و إلتقطه ثم اتكأ على النافذة و اخذ يقرأ و رغم ذلك لم يشاههما فقد كانت انظاره متركزة على الكتاب ..
تحدثت هيباري بصوت خافت و بنبرة غاضبة : تباً ، ليس و كأننا أمامه مباشرة !!
اشار لفمه و اصدر صوتاً لتصمت ، ثم التقط حصاة صغيرة للغاية و قرر رميها بجواره حتى يلتفت لهم ثم يتصرفان و كأنهما يتحدثان باندماج ، فنظر إليها و غمز و قد فهمت المغزى ..
و في تلك اللحظة التي ألقى بها الحصاة اقتربت احدى زميلات ميساكي في التخصص و كادت الحصاة تصيبها لولا تدخل ميساكي الذي حماها و اصبحا في وضع الاحتضان ..
ثم احمر خجلاً و قرر النظر لمعرفة من الفاعل ، شعر راكو بالارتباك فتراجع و دون قصد اصطدم بهيباري و سقط كلاهما بداخل نافورة الماء التي كانت خلفهما ..
نظر ميساكي للخارج و نطق : غريب ، لا احد هناك !!
ثم ابتسم للفتاة التي لم تكن سوى لوري و حدثها : اهتمي بنفسك ..
كتفت يداها : شكراً ، لكن حصاة صغيرة لن تتسبب بإصابة بليغة ..
ثم اشارت لمكان ما : كيويا هناك ، لنذهب معاً ..
أومأ برأسه و ذهبا بينما خرج كل من راكو و هيباري التي تشتعل غيرة من الماء ، صرخت هيباري في وجهه : تباً لك راكو !!
ثم اردفت : كنت السبب في تقربه من تلك المزعجة التي ترافقه في التخصص !!
ثم اخذت تضربه بيديها : هل تود أن تتسبب في الغيرة له أم لي ؟!
حاول ايقافها و تهدئتها : كفى ، هيباري لقد كان خطأً !!
ثم اردف : و لوري ليست مزعجة ، إنها فتاة جيدة !!
ضربتها بحقيبتها على رأسه بكل قوتها فأخذ يتأوه و هو يقول : سننجح المرة القادمة ، دعيني !!
تركته و ابتعدت بينما امسك برأسه : تباً ، اردت مساعدتها فأفسدت الأمر ..
اخذ نفساً و زفر : لا بأس ، المرة القادمة ستكون افضل بكل تأكيد ..
_______________________
كانت تتمشى برفقة صديقتيها فرنّ هاتفها المحمول ، توقفت و نظرت للمتصل ثم اشارت لصديقتيها حتى تلتزما الهدوء فتحدثت ريزا : من ؟؟
اجابتها بسرعة : راكو ..
ثم ردت على الهاتف : مرحباً .. صباح الخير ..
رد عليها بطريقته المغازلة : صباح الورود ، صباح اجمل فتاة في العالم !!
- راكو ، توقف عن التحدث بهذه الطريقة ، إن كان لديك أمر مفيد فأخبرني به و إلا فلا داعي لهذا الاتصال !!
- إنني امزح معكِ و حسب ، اسمعي ..
ثم اردف بجدية : سنذهب للمكتبة للمذاكرة الجماعية ، قررت الذهاب معهم لكنني سأجلس على الطاولة المجاورة ..
اخذت نفساً و زفرت : ما علاقة ذلك بي ؟؟
تابع راكو كلامه بهدوء : هل نسيتِ موضوع الغيرة التي نود اشعار ميساكي بها ؟!
ثم تحدث ببرود : إن لم تريدي المتابعة ، فأنتِ حرة ..
تداركت الوضع بسرعة : بالطبع أود المتابعة ، اخبرني ما الخطة ؟؟
تحدث بحماسة : ستأتين و تجلسين معي ، و نتحدث بخفة و بتناغم ، و بلا شك سيلتفت إلي فهو يعلم أنني من يجلس في الطاولة المجاورة !!
- حسناً ، انا قادمة ..
ابتسم و نطق : و انا بانتظارك ..
يتبع ..
• ما اكثر مقطع أثار اهتمامكم ؟؟
• هل من حق هيباري الشعور بالحزن ؟؟
• ما توقعاتكم ؟؟