الفصل الخاص الخامس ..
( تابع / فتى القرى و فتاة المدن : اللقاء )
مضى يومان على بقاء يوري في القرية و بشكل اخص في منزل الشاب المدعو اوكازكي ، الذي بدى كبداية شخص لا مبالي و بارد ، لكن اتضح بعد ذلك أنه شخص بسيط و يحب المساعدة ..
بدأت يو الاعتياد على نمط حياة القرية ، و بينما كانت تخطط لإعداد وجبة لاحظت بأن الجزر غير موجود ، ظلت تنظر للثلاجة الصغيرة بتفحص : لا يوجد ..
اغلقت الثلاجة و نزعت مريلة الطبخ : لا حل آخر ، سأخرج و اطلب من احد الجدات ..
علقتها ثم ارتدت احذيتها و اخذت تركض قاصدة اقرب منزل ، و بينما كانت تركض رأت ارضية خضراء واسعة على يمينها و كان هناك شاب يعمل برفقة سيد عجوز ..
و الشاب الوحيد هنا هو اوكازكي ، توقفت عن الركض و رفعت نفسها بالأسوار التي تفصلها عن المنطقة الزراعية و اخذت تلوح : اوكازكي !!
إلتفت إليها و هو يمسح العرق عن جبينه و يمسك بيده المعول ثم رفع صوته : ماذا تفعلين في الخارج ؟؟
- اريد بعض الجزر ، فهو مكون اساسي لوجبة الغداء اليوم !!
حدث العجوز ببضعة كلمات لم تسمعها بسبب بعدهما ثم ترك المعول و ركض ناحيتها ، امسك بالسور بيد واحدة و قفز ليصبح مقابلاً لها : السيد يقول أن زوجته لديها جزر كثير ، و ستعطينا اياه مجاناً ..
اخذا يسيران متجاورين فسألته : هل تستخدمون المال ؟؟
اجابها : ليس كثيراً ، نحن نعيش و كأننا اسرة ، و نتساعد في كل شيء ..
- هكذا إذن ..
ثم تنحنحت و سألته : بالمناسبة ، اوكازكي .. هل وجدت طريقة لإعادتي ..
أومأ برأسه : أجل ، هناك رجل يأتي لشراء الخضروات بسعر رخيص ، يبدو أنه يبيعها في العاصمة ، عندما يأتي سأطلب منه اصطحابك ..
شعرت بالقلق : وحدي ؟؟
نظر إليها باستغراب : ألستِ كبيرة بما يكفي ؟؟
انزلت نظرها للأرض : ليس الأمر كذلك ، لا يمكنني الثقة برجل غريب ..
ظل ينظر إليها بحزن ، فهو قد بدأ يعتاد وجودها ، و رحيلها سيعيد له حياته السابقة ، اخذ نفساً و سألها : اخبرتني أنكِ تدرسين الجامعة ، أليس كذلك ؟؟
- أجل ، من المفترض أن ابدأ اول سنة جامعية قبل عدة ايام ، لكنني ضللت الطريق كما تعلم ..
وصلا لمنزل الجدة فتوقف و سألها : بدلاً من المتابعة ، لماذا لا تعيشين هنا .. معي !!
احمرت خجلاً و نطقت بتردد : ما .. ما الذي تقوله !!
قام بحك رأسه : أو ما رأيكِ ، عودي بعد انهاء دراستك الجامعية ..
انزلت نظرها و حدثت نفسها : يريد مني البقاء بجواره ، هل هذا يعني انه وقع بحبي ؟؟
رفعت نظرها إليه : لكنه لم يصرح بذلك ، بل طلب مني البقاء بجواره ، حتى أنه لم يطلب يدي للزواج ..
دخل اوكازكي لمنزل الجدة بينما ظلت هي تتساءل ، ماذا عليها أن تفعل ، بل ما هي مشاعرها تجاه هذا الشاب القروي !!
خرج و اخذ يشكر الجدة و سارا معاً و الصمت هو سيد الموقف ، عندها نظرت إليه : حسناً ، اسمع رافقني للمدينة ، هناك الكثير مما اود اطلاعك عليه ، و سأشتري لك هاتفاً محمولاً ..
- لماذا ؟؟
ابتسمت و حدثته : حتى نكون على تواصل ، حتى انهي دراستي الجامعية !!
فكر لوهلة ثم أومأ برأسه : موافق ، لكن عليك ارشادي لطريقة العودة الى هنا بعد التجول في المدينة ..
- لا تقلق !!
ثم ابتسمت و حدثت نفسها : ربما سأكتشف مشاعري بشكل افضل خلال تجوالنا معاً ، أو خلال حديثنا اثناء دراستي الجامعية ..
رفع نظره للسماء و نطق : اوكازكي ليس اسمي ، بل هو اسم العائلة ..
اخذ نفساً و زفر : جدتي من اهتم بي ، أبي توفي قبل ولادتي ، و أمي اصيبت بصدمة فقررت الانغماس في العمل و عدم الالتفات لأي شيء ، تركتني عند جدتي التي قررت العيش بعيداً عن ضجيج المدينة ، في قرية صغيرة جميلة ..
نظرت إليه بتعجب : والدتك تعيش في طوكيو ؟!
- و هي سيدة اعمال معروفة للغاية ، رينا اوكازكي ..
فكرت لوهلة : الاسم ليس بغريب ..
أومأ برأسه : بلا شك ، فهي معروفة للغاية و ظهرت في التلفاز عدة مرات ..
شعرت بالحماسة : إذن ، ما اسمك ؟؟
قام بحك رأسه : الجدات يعتبرنه اسم قبيح و دخيل ، لا يحبونه حتى انا بت اكرهه و لم يناديني به احد منذ فترة طويلة .. أمي محبة للثقافة الغربية و قد اسمتني حتى قبل ولادتي و وفاة والدي ..
نظر إليها و نطق : جيك .. هذا هو اسمي ..
لمعت عيناها بإعجاب : رائع !! اسم جميل !!
ابعد نظره عنها : لا تجامليني ..
- اقسم أنه اعجبني !! لست اجاملك ابداً ..
ثم نظرت للأمام بابتسامة : هل لي .. أن اناديك باسمك ؟؟
قام بحك رأسه و ابعد نظره عنها : كما تشائين .. افعلي ما يناسبكِ ..
تبسمت ثم نطقت : و متى سيأتي الرجل الذي سيأخذنا ؟؟
ظل يفكر ثم تحدث : ستتمين اسبوعاً كاملاً هنا ، امضيتي بالفعل ثلاثة أيام ، تبقى اربعة قبل وصول الرجل ..
ابتسمت و تقدمته و هي تقول : لا بأس ، اود البقاء لبعض الوقت هنا ..
ثم ضحكت و ركضت : اشعر و كأنني قد سافرت ، و تعايشت مع مكان غريب ..
لحق بها بابتسامة ..
______________________
في شقة لوري و بعد اسبوع من اختفاء شقيقتها ، كانت تجلس بحزن و أمامها حقيبة اختها التي تحوي كل شيء ،حولها جلس كل من كيويا و ميساكي و هيباري التي كانت ملاصقة لها و كذلك صديقتيها مومو و ريزا ، ربتت على كتفها و حدثتها بنبرة مواسية : لا تقلقي ، ستكون بخير ..
- كيف ، و هي لا تملك أي شيء !!
ثم اردفت بنبرة حزينة : من الاساس اختفائها بهذا الشكل مثير للريبة ، أخشى أن تكون قد اختطفت أو قتلت ..
تساقطت الدموع من عينيها : كيف سنجدها و لا يوجد أي دليل على مكانها ، لقد اختفت !!
ظل كيويا ينظر إليها بحزن شديد ، و قد تفهم مشاعرها فهو يملك شقيقة صغيرة و يحبها بشدة و يخشى عليها ، و إذا كان في موقف لوري فسيصيبه الفزع و ربما يصاب بالجنون !!
وقف ميساكي بهدوء و تحدث : لا بد من ابلاغ الشرطة !!
- فعلت ، فعلت كل ما استطيع لكن احداً لم يتوصل إلى نتيجة ..
اخذت تبكي و الفتيات يواسينها ، فأخذ هاتفها المحمول بالرنين ، كان على المكتب فاتجهت ناحيته مومو و قالت : رقم كتب عليه المحطة ..
وقفت لوري بسرعة و اتجهت للهاتف : الموظف الذي اخذت منه الحقيبة ، اتمنى أن يكون لديه خبر جديد !!
ردت عليه : مرحباً ، انا لوري ..
ظلت تستمع له و هو يحدثها : مرحباً يا آنسة ، شقيقتك الآنسة يوري وصلت إلى هنا ، و هي تسأل عن حقيبتها و لا تعرف كيف تصل إليك ..
- قادمة حالاً !!
و دون أن تنطق بشيء ركضت لتخرج ، نظر كيويا إليها و لحق بها ثم نظر إليهم : ابقوا هنا لحين عودتنا ..
تابع ركضه حتى نزل للأسفل ليجد لوري قد قررت الصعود ، سحب يدها : إلى أين ؟؟
- نسيت مفتاح سيارتي ..
سحبها معه و نطق : سأصطحبك بسيارتي ، اساساً لم اكن مطمئناً لأمر قيادتك ..
تركها و فتح الباب لها ثم اتجه للناحية الأخرى ، شعرت بالخجل و حدثت نفسها : لقد فتح باب السيارة لي ، إنه شخص لطيف !!
اغلق كلاهما باب السيارة و تحركت لحيث محطة القطار ، و حالما وصلت ركضت لحيث المكتب فوجدت شقيقتها تجلس على مقعد هناك ، احتضنتها بسرعة و هي تبكي : أيتها الحمقاء ، كدت اموت رعباً !!
ثم نظرت إليها و دموعها تتساقط : هل أنتِ بخير ؟؟
أومأت برأسها فاحتضنتها : حمداً لله ..
اخذت يو تربت عليها بخفة ثم نظرت لتجد كيويا يقترب ، حدثت نفسها : من هذا الشخص الوسيم ؟!
ثم تذكرت الصور التي اخذت لوري تعرضها امامها خلال الاجازة ، و عرفت أنه كيويا ..
و بعدما هدأت لوري اشارت لكيويا : اعتقد أنكِ تعرفينه ، كيويا صديقي و معي في التخصص ..
ثم اشارت لها و هي تنظر لكيويا : شقيقتي المفقودة يوري ..
صافحها كيويا و تحدث بلباقة : مرحباً ، تشرفت بمعرفتك ..
شعرت يو بالخجل و الارتباك و صافحته : اهلا .. الشرف لي ..
بالنسبة لـ جيك أوكازكي ، فقد ظل ينظر لكيويا بإعجاب ، فهو مرتب و انيق و حسن التعامل و هذا يناقضه تماماً ، شعر بأن شباب المدن يختلفون تماماً عن شباب القرى ..
ظل ينظر حوله ، كل شيء يختلف عنه ، ثم نظر إليها إنها مثلهم ، تنتمي إليهم بينما هو قروي بسيط ، هناك فارق كبير و حقيقي بينهما ..
انزل نظره للأرض بحزن ، لا يمكن لفتاة كهذه أن تحبه ابداً ، هو ايضاً غير متعلم ، من الأفضل لها أن تجد شاباً يناسبها ، مدني و جامعي ..
نظر إليها بحزن و قد قرر التخلي عنها و التراجع ، فشخص مثل كيويا هو ما يناسبها و ليس قروي مثله !!
تذكرت يو أمر جيك ، الذي كان يقف متكأً على الجدار ، فنظرت إليه و نادته : جيك ..
تعجب كل من لوري و كيويا من الاسم ، فنظرا ناحية ذلك الشاب ذا المظهر القروي ، صاحب الشعر الأشقر الفاتح و العينان الخضراوتان الفاتحة ..
اقترب بخجل فأشارت له : جيك اوكازكي ، ساعدني كثيراً حتى وصلت إلى هنا ، انا مدينة له كثيراً ..
ثم اشارت لهما : شقيقتي لوري ، و صديقها كيويا ..
صافحته لوري بحرارة : اشكرك كثيراً على العناية بأختي ، أنت شخص رائع و تستحق ما هو اكثر من الشكر ..
- أبداً .. لا شكر على واجب ..
ثم ابتسم رغم الحزن الذي يشعر به : فنحن صديقين ، و من واجبي مساعدتها ..
بعدها صافحه كيويا و تحدث : انت فعلاً شخص رائع ، سعيد بكوني تعرفت إليك ..
أومأ جيك برأسه بخجل بينما نطقت يو : أختي ، جيك سيبقى هنا لأسبوع قبل المغادرة .. و في المنزل سأحكي لكِ كل ما حصل ..
وافقت مباشرةً ، ساروا لحيث سيارة كيويا و التي كانت من افخم السيارات و اكثرها حداثة ، جلست يو في الخلف بجوار جيك الذي همس : المدينة رائعة ، هذه أول مرة ازورها بها ..
ثم اخذ نفساً و حدثها : فكرت بأنني سأعود في وقت اسرع ، انا لا انتمي لهذا المكان !!
انزعجت يو و نظرت إليه بجدية : هناك الكثير مما ارغب في زيارته برفقتك ..
همس : لدينا حديث طويل ، لكن سنتحدث به وحدنا في مكان هادئ بعدما نرتاح ..
امسكت بيده فسحبها و اتكأ على النافذة و ظل ينظر من خلالها ، شعرت بالحزن و قد لاحظت لوري ما جرى و تساءلت ، ما مشاعر شقيقتها تجاه هذا الشاب القروي المدعو جيك ..
يتبع ..
• كيف كان الفصل ؟؟
• ما اكثر مقطع نال إعجابكم ؟؟
• ما توقعاتكم لما سيحصل ؟؟