مع ابتداء هذا الفصل ستكون لدينا قصة حتى الفصل التاسع سيكون لدينا فصول ( فتى القرى و فتاة المدن ) .. و التي آمل أن تعجبكم 😉💖
الفصل الخاص الرابع ..
( فتى القرى و فتاة المدن : محطة القطار )
انتهت الإجازة و بدأت سنة دراسية جديدة ، السنة الثانية من المرحلة الجامعية في حياتهم ..
لوري اخذت تحزم حقائبها فوالديها يسكنان في مدينة آخرى و هي تدرس في العاصمة ، و لتصل للسكن الموجود في العاصمة فإنها تسافر عن طريق القطارات ..
شقيقتها الصغرى يوري ( اسمها يشابه اختها كثيراً ، و كعادتي عندما يحصل التشابه اختصر الاسم ، و سنناديها "يو" خلال الفصل !! )
ستبدأ دراستها الجامعية خلال هذه السنة ، و لكن بسبب كسلها فهي لن تذهب قبل بدء الدراسة بيومين ، بل قررت اللحاق بشقيقتها ..
نظرت لوري لشقيقتها : يو ، ألن تأتي معي ، فأنت دائماً ما تسببين المشاكل !!
اخذت تلعب بهاتفها و هي ترد بلا مبالاة : لا تقلقي ، فقد اصبحت فتاة جامعية الآن !!
نظرت إليها لوري بنصف عين : لست مطمئنة ، لكنني سأثق بكِ لمرة !!
ضحكت يو ثم عاودت اللعب ، بينما احتضنت لوري والداها و ودعتهما و هما يتمنيان لها التوفيق ..
بالنسبة لـ يو فقد ودعتها بشكل عادي فهي ستلحق بها في اليوم التالي ..
تخصصت "يو" في الرياضيات فهي تحبها بشدة ، فهي ذكية رغم أن الجميع يلقبونها بالغبية ..
<< عن نفسي احسها غبية ، بس باين انها كويسة في الرياضيات 🌚💔
و في اليوم التالي جهزت حقائبها صباحاً ثم ودعت والديها ، و بدأت رحلتها .. ركبت القطار و كان يجب عليها الركوب لعدد من القطارات حتى تصل لوجهتها ...
و بينما كان القطار يسير نامت ، و لم تشعر بنفسها عندما توقف في المحطة ، و تابع القطار طريقه بهدوء بعدما توقف في محطة اخرى ، و لا زالت يو منغمسة في النوم ..
و بعد فترة توقف في محطة ثالثة بعد اهتزازة ايقظتها
<< و انا الصادقة شبعت نوم 😂😂😂💔
فتحت عينها لتسمع صوتاً يقول : وصلنا للمحطة ، ستغلق الأبواب بعد ثوانٍ ..
نظرت للباب لتجده يكاد يغلق ، و بحركة لا ارادية ركضت بأقصى سرعة و خرجت منه ليغلق بعد ذلك مباشرةً و يعلن عن انطلاقه ، اتكأت بيديها على ركبتيها و هي تلتقط انفاسها : جيد ، في اللحظة المناسبة ..
رفعت نظرها لتجد محطة صغيرة ، ليس بها احد ، و بدى المكان اشبه بمنطقة مهجورة ، تلفتت حولها : هل محطة طوكيو مهجورة بهذا الشكل ؟!
<< يا إنك غبية أو غبية يعني واحد من الاثنين 😂😂😂😂😂
ارادت اخراج هاتفها لكنها انتبهت أن الحقيبة ليست معها !! و هي تحوي المال و الهاتف المحمول و كل شيء !!
اخذت تنظر حولها لا يوجد أثر لأي احد ، صرخت بحزن : أين أنا ؟! و ماذا سأفعل ؟!
تحركت في كل مكان بحثاً عن شخص تحدثه لكن المكان فارغ ، نظرت لمكان بعيد لتجد رجلاً اغلق نافذة التذاكر و خرج منها ..
ركضت إليه بأقصى سرعة لكنه كان بعيداً و قد ركب سيارته و انطلق بها ، تباطأت سرعتها و اخذت تبكي : ماذا افعل الآن ؟! هل سأموت هنا ؟!
تذكرت شقيقتها لوري و هي تقول : " ألن تأتي معي ، فأنت دائماً ما تسببين المشاكل !! "
جلست و اخذت تبكي : ليتني استمعت إليها ، ماذا افعل الآن ؟!
ثم وقفت و نظرت للائحة الرحلات ، قرأت اسم القرية و لم تتعرف إليها ، و كما يبدو أنها صغيرة للغاية و لا يسكنها إلا قلة ..
و للأسف القطار يمر بها مرةً كل شهر !! و الموظفون يداومون اسبوعاً واحداً فقط !!
ازداد بكاؤها فهي وحيدة و تشعر بالخوف ، و بينما كانت تبكي ظهر لها قط صغير ذا لو بني اخذ يموء ، نظرت إليه و هي تشهق فاقترب منها ..
تبسمت من بين دمعاتها و نطقت : مرحباً أيها القط ..
مدت يدها له فبدى أنه خائف بعض الشيء ، تبسمت : لا تخف ، لن أؤذيك ..
اقترب منها فأخذت تلمس رأسه : أنت لا تخاف البشر ، هل هناك من يعتني بك ؟؟
- سامــوراي !!
إلتفتت لمصدر الصوت و هي تحتضن القط و تشعر بالفزع ، اقترب منها شاب ذا مظهر قروي ، ملامحه غير واضحة بسبب تلك القبعة الكبيرة و ثيابه رثة ، تراجعت بقلق بينما نطق : اتركي ساموراي و شأنه !!
نظرت للقط ثم سألت : اسمه ساموراي ؟؟
أجابها بنبرة حادة : أجل ، اعيديه الآن !!
تركته ثم وقفت و سقطت قبعتها لتضح ملامحها ، حالما رآها ظل متصنماً و بدت علامات الدهشة على ملامحه و هو يتراجع : لستِ جدة .. انتِ فتاة !!
انحنت و حملت قبعتها و نظرت إليه باستغراب : و ماذا إن كنت فتاةً ؟!
حرك رأسه نفياً : لا شيء ..
ثم اقترب و حمل القط و ركض مبتعداً ، صرخت منادية : انتظر !!
ثم اخذت تركض محاولةً اللحاق به فوصلت للقرية و التي تحوي بيوتا بسيطة و بها اشياء تقليدية كالبئر و المزرعة و الحيوانات الداجنة ..
تحركت بهدوء و اخذت تتلفت حولها : قرية بدائية ، هل يوجد شيء كهذا في عصرنا الحالي ؟!
تحركت لأقرب منزل لتجد عجوزاً تقوم بالتنظيف و حالما رأتها تعجبت و اقتربت منها : كاهوكو ؟؟
حركت رأسها نفياً و نطقت : اسمي يوري .. نادني يو إن اردتي ..
ظهرت ملامح الحزن على وجهها و هي تنطق : ظننتكِ حفيدتي ، لم تزرني منذ فترة طويلة و قد اشتقت لها ..
- جدتي ، من يسكن القرية ؟؟
ضحكت الجدة و اجابت : يا صغيرتي ، لا يسكن هنا سوى كبار السن ، فالقرية كما ترين هادئة و ساكنة و الطبيعة بها جميلة .. لكنها غير متطورة لذا غادر الابناء و الأحفاد لحيث المدن ، ليتعلموا و يعيشوا بشكل أفضل ..
ثم تذكرت : صحيح ، لم يتبقى هنا سوى اوكازكي !!
ابتسمت الجدة بحنية : إنه الشاب الوحيد الذي يقطن هنا ، و هو شخص لطيف و يحب مساعدتنا جميعاً ، الكل هنا يحبه كثيراً ..
تعجبت و نظرت للمكان : لكن لماذا لم يغادر كأبناء عمره ؟؟
اخذت العجوزة نفساً : تربى اوكازكي هنا بيننا ، ماتت جدته عندما كان في الرابعة و قد اكمل تعليمه الابتدائي و المتوسط فقد ارتاد مدرسة موجودة بالقرب من القرية ..
ثم اردفت : لكن لا توجد ثانوية قريبة ، اردنا جميعاً أن يذهب ليكمل دراسته فهو ذكي و مجتهد ، لكنه رفض فهو يرانا كعائلة له و لا يقوى على العيش وحيداً !!
شعرت بالحزن على الشاب ، لكنها في الوقت ذاته لم تحبه فقد بدى شخصاً مزعجاً !!
نظرت للجدة و سألتها : هل لديك هاتف محمول ؟؟ أو هاتف أياً يكن !!
حركت رأسها نفياً : لا حاجة لنا به ، فجميعنا لا نتحدث لأحد ..
حدثت نفسها بحزن : ما هذه القرية المنعزلة ؟!
ربتت الجدة على رأسها و ابتعدت ، جلست يو على الأرض بحزن : تباً ، ماذا سأفعل الآن ؟!
بقيت على هذه الحال حتى شعرت أن اشعة الشمس ستقتلها فوقفت و اخذت تسير بحزن : ماذا افعل ، كيف سأعود ؟! و بعد شهر !!
وصلت لمنزل آخر و وجدت الشاب المدعو اوكازكي يساعد العجوز في حمل دلو الماء ، كانت تشعر بالعطش الشديد فركضت إليهم : المعذرة ..
نظرا ناحيتها فنطقت بصوت شخص يكاد يبكي : اريد بعض الماء ، اشعر بالعطش الشديد !!
حزن العجوز ثم اصطحبها معه و قدم لها كوب من الماء البارد ، شربته ثم طلبت المزيد ، و عندما حل الليل نطق العجوز : ألن تذهبي لمنزلك بدلاً من الجلوس في مزرعتنا ؟؟
دمعت عيناها ثم تحدثت : ليس لدي منزل ، أنا وحيدة !!
حزن الجد بينما اخبرته بقصتها ، فقام بمناداة الشاب المدعو اوكازكي و حدثه : بني ، خذها للمتجر ، فهناك يوجد هاتف و قد يفيدها ..
اشار للسماء : الوقت متأخر ، سآخذها غداً صباحاً ..
نسي العجوز أنها بلا مأوى و دخل لمنزله مغلقاً الباب ، دمعت عيناها : انتظر ..
نظر إليها اوكازكي : ليس لديكِ مكان تقطنين فيه ، صحيح ؟؟
حركت رأسها نفياً فأشار لحيث منزله : يمكنكِ المكوث في منزلي ، هناك غرفة بقفل ..
ارادت الرفض لكن لا مجال لذلك !!
فتبعته بهدوء و كلها اسى و حزن ، دخلت المنزل ذا الطراز القديم من الخشب و كان غير منظم و متسخ ، اخذت تتلفت حولها و هي تتعجب من المنظر و لم يعجبها البتة ، وصلت لتلك الغرفة و كان بها فراش و غطاء مما اسعدها بشدة ، اغلقتها و استلقت محاولةً النوم لكنها ظلت تتقلب لفترة طويلة ..
_______________________
في صباح اليوم التالي كانت لوري قد ذهبت للجامعة و هي تشعر بالقلق ، فوالديها يقولان بأن شقيقتها انطلقت ، و لكنها لم تصل ، بل لا ترد على الاتصالات كذلك !!
جلست على المدرج و زفرت بعمق ، جلس كيويا بجوارها : صباح الخير ..
لم تستمع له و لم ترد عليه فهزها : لوري ، هل انتِ بخير ؟؟
نظرت إليه بسرعة : آسفة ، لم انتبه ، اهلا بك ..
- ما الذي يشغلك ؟؟
اخذت نفساً عميقاً : شقيقتي ، مبدئياً .. هي مفقودة !!
ربت كيويا على كتفها بلطف مما اشعرها بالخجل و تابع : ستجدونها و ستكون بخير ، لا تقلقي ..
- ارجو ذلك ..
____________________________
استيقظت يو من النوم ، اخذت تنظر حولها بتعجب : أين أنا ..
جلست بسرعة و قد تذكرت ما جرى لها ، تلفتت حولها للغرفة المليئة بالأغراض المبعثرة ، دخلت لدورة المياه و عدلت مظهرها ..
ثم خرجت و تحركت في المنزل الواسع ذا الطراز القديم و حالما وقفت أمام الساحة المفتوحة في المنتصف سمعت صوت القطط ، تحركت باحثة عن مصدر الصوت حتى وجدتهم اسفل المنزل في مساحة خشبية ضيقة ، كانت قطة بيضاء كبيرة و معها اطفالها الثلاثة ..
انحنت بإعجاب : لطيفين ، ما اجملكم !!
شعرت القطة الكبيرة بالفزع و قد اختبأت خلفها القطتان ذوات اللون الابيض بينما اقترب من يو القط البني ..
لمسته بمرح : اسمك ساموراي كما اذكر ..
تدخل الشاب قائلاً : و أختاه ، سوسو التي بها بقع بنية و ميمي البيضاء بالكامل ..
ثم اشار للوالدة : و هذه ميراي ..
تبسمت و عندما رفعت نظرها شاهدت وجهه بشكل أفضل لأول مرة ، شعراته الشقراء الفاتحة للغاية ، و عيناه ذات اللون الأخضر الفاتح ..
شعرت بالخجل و انزلت نظرها بينما ارتدى قبعته : هيا ، سأصطحبك للمتجر ..
- هل هو بعيد ..
حرك رأسه دليلاً على الموافقة ، ثم سار فركضت خلفه و هي تحدث نفسها : هل اتصل بأمي أم ابي ..
ظهرت صورة شقيقتها لوري في مخيلتها فاردفت : بل شقيقتي ..
وقفت فجأة و شهقت بقوة ، إلتفت إليها و تحدث ببرود : ماذا هناك ؟؟
- أنا لا احفظ أياً من الأرقام ..
<< قالك ذكية ، مو عارفة كيف دخلت رياضيات و هي ارقام الجوالات مو حافظتها 😂😂😂😂😂💔
اقترب منها : إذن ماذا ستفعلين ؟؟
اخذت تبكي بشدة : لا اعلم !!
زفر ثم سألها : هل جميع الفتيات يبكين طوال الوقت ؟!
- ألم تقابل فتاةً من قبل ؟!
فكر لوهلة : بلى ، لكنني لم اتقرب منهن بتاتاً ، سمعتهن يبكين مرات لكنني لم اعرف السبب ، اعتقدت أنهن تعرضن لأمر مريع و لكن يبدو لي أنهن كنّ يبكين لأنهن يردن ذلك ..
صرخت في وجهه : أليس ضياعي و وصولي لقرية مهجورة تقريباً أمر مريع ؟! ألا يستحق البكاء ؟!
- بدلاً من البكاء فكري بحل ..
غطت وجهها بكلتا يديها و نطقت بصوت باكي : ماذا افعل ؟! لا املك شيئاً و لا اعرف كيف يمكن أن يتصرف شخص في مثل وضعي !!
عادا للمنزل و لأنها تشعر بالتوتر ، قررت النسيان و ذلك بعمل أي شيء ، فأخذت تنظف المنزل بدلاً من الفوضى ، و بما أن اوكازكي لم يكن موجوداً فقد استطاعت العمل براحة ..
و بعدما انتهت شعرت بأنها تحتاج للاستحمام ، فما كان لها إلا أن استعارت من ثيابه الرثة ، و بعدما انتهت استلقت على ارضية أحد الغرف و التي تحتوي تلفازاً قديماً ..
ظلت تنظر إليه حتى سمعت صوت الباب فجلست لتجده قد عاد ، ظل يتلفت حوله بتعجب : ماذا فعلتِ بالمنزل ؟!
ضحكت بمرح : ألا يبدو اجمل ..
ثم وقفت و سحبته من ذراعه لحيث المطبخ : انظر إليه ، ألا يبدو أجمل بكثير ؟؟
ثم اصطحبته للغرف و اخذت تريه إياها و هي تتحدث بإعجاب ، فقد اكتشفت أن المنزل أوسع ، و به الكثير من الزينة الجميلة التي اُفسد جمالها بسبب الفوضى ..
و بينما كانت تسحبه شعرت بأنه توقف ، إلتفتت إليه لتجد دموعه تتساقط و هو ينظر للمنزل ، شعرت بالفزع و اقتربت منه : هل أنت بخير ؟؟
انتبه لدموعه فاستدار بسرعة و قام بمسحها بذراعه : لا شيء ، انا فقط ..
ثم اقترب من صورة جدته و حملها : تذكرتها ، كان المنزل بهذا الشكل قبل رحيلها ، لا زلت اشتاق اليها ..
حزنت بشدة و قد اثرت بها دمعاته و نبرة صوته ، تقدمت ناحيته و نظرت للصورة : تبدو لي امرأة رائعة و حنونة ..
قاطعها : في غاية الروعة ، جدتي كانت افضل امرأة في العالم ، حين موتها بكى جميع من في القرية حزناً على فراقها ..
ربتت عليه ثم ابتسمت : اسرع و غير ثيابك ، فأنا جائعة و لا احب تناول الطعام وحدي ..
- هل اعددتِ الطعام ؟؟
تبسمت و أومأت برأسها ، بادلها ابتسامة سعيدة للغاية ، و شعر بأعماقه أن الحياة تلونت لأول مرة بعد وفاة جدته ، اصبح للمنزل روح مجدداً بعدما بقي مظلماً لفترة طويلة ..
انتهى الفصل الرابع يتبع في الفصل القادم ..
( لمتابعي صداقة أم حب لا تقلقوا فهذه الفصول مكتوبة مسبقاً و لن تعيقني .. جاهزة كل ما اقوم به هو النشر !! )
• كيف كان الفصل ؟؟
• ما اكثر مقطع نال إعجابكم ؟؟
• ما رأيكم بشقيقة لوري ( يوري أو باختصار يو ) ؟؟