زوجة العُمدة- الجزء الثاني.

Von AmanyTarekAhmed107

43.7K 1.6K 327

تلك الأيام التي مضَّت لم تكن سوى ألمًا ينطوي بصدرها.. عينيها الزُمرتين.. ذاتَ سحرًا غنيًا، لطالما قالت بداخله... Mehr

قبل البدء.
الشخصيات.
المدخل.
أقتباس من الحلقة الاولى.
الحلقة الأولى 🦋
الحلقة الثانية🦋.
الحلقة الثالثة🦋
الحلقة الرابعة🦋
الحلقة الخامسة🦋
أقتباس
🦋الحلقة السادسة.🦋.
الحلقة السابعة🦋
الحلقة الثامنة🦋.
الحلقة التاسعة🦋
الحلقة العاشرة 🦋.
الحلقة الحادية عشر🦋.
الحلقة الثانية عشر 🦋.
تنويـه.
الحلقة الثالثة عشر 🦋.
الحلقة الرابعة عشر 🦋
الحلقة الخامسة عشر🦋
الحلقة السادسة عشر🦋.
الحلقة السابعة عشر 🦋
الحلقة الثامنة عشر💕.
📌مُناقشة.
مدخل.
الشخصيات.
سيلا🦋
طاهر🦋
عدنـان🦋
آسية🦋
أقتباس مستقبلي.
إهداء.
الحلقة الأولى🦋.
الحلقة الثانية🦋.
الحلقة التالتة🦋
الحلقة الرابعة🦋
الحلقة الخامسة🦋
الحلقة السابعة🦋
الحلقة الثامنة 🦋
مَـن أنا؟
الحلقة التاسعة🦋
الحلقة العاشرة🦋
الحلقة الحادية عشر🦋.
الحلقة الثانية عشر🦋.
الحلقة الثالثة عشر🦋.

الحلقة السادسة🦋.

603 34 10
Von AmanyTarekAhmed107


الحلقة السادسة من زوجة العمدة#2.

_بارت2.

***

يا سيِّدتي: لا تَهتّمي في إيقاع الوقتِ وأسماء السنواتْ أنتِ امرأةٌ تبقى امرأةً.. في كلَ الأوقاتْ. سوف أحِبُّكِ.. عند دخول القرن الواحد والعشرينَ.. وعند دخول القرن الخامس والعشرينَ.. وعند دخول القرن التاسع والعشرينَ.. وسوفَ أحبُّكِ.. حين تجفُّ مياهُ البَحْرِ.. وتحترقُ الغاباتْ..

_نزار القباني.

***

سكبت نيرمين كوبا من الماء البارد، وأعطته لـ عدنان، الذي أخذه وشربه كُله مرة واحدة، تنهدت حين رأت وجهه، منهك ... ومُتعب، ودموعه التي أنهمرت دون أن يخبرها السبب، أوجع قلبها بشدَّة، ضمت وجهه بيديها تقول بألم:

-       عدنان، أحكيلي...

حاول أن يبتسم ولكن إنهاكهُ جعله لا يستطيع حتى أن يرفع شفتيه دون أن ترتعش رغبًا بالبكاء، هُو لا يخجل من طبيعتهُ، حين تنتهكه الحياة وتزيدهُ ألمًا يبكي .. ولكن ذلك الكابوس زادهُ ضيقا يقبض على صدرهُ، يشعر بالألفة لـ آسية، ملامحها التي جعلته يشعر وكأنه رأها قبلاً، ليس الآن ليس بالماضي القريب، بلى يشعر وكأنه يعلمها من ماضيه الذي لايتذكر منه سوى وميضات...

نظر إلى نيرمين وإلى عينيها الحانِّية، لثم كفها بقبلة هادئة قائلاً:

-       مش عايز أتعبكِ معايا...

ضمتهُ لصدرها، لتمسح على ظهرهُ قائلة: تتعبني أنا ياعدنان، أنا مامتكَ ياحبيبي، آآه ما خلفتكش بس أنتَ أبني أنا...

هتف وهو يشد يديه على يدها يضمها : حلمت بكابوس...

رفعت وجهه إليها قائلة: وفي إيه الكابوس؟

أبتعد عنها قليلاً ليواجهها قائلاً: مش أول مرة أحلم بيه، بقالي فترة، بحس كأن حد بيخنقني جامد، وكأني بعيش الكابوس... أوقات بفتكره من الماضي بتاعي اللي مش فاكرهُ... وأوقات بحس بسبب إني متوتر بسبب الشركة و الورث...

قالت وهي تضيق عينيها عليه بتساءُل: في حاجة تانية ياعدنان؟ حاجة عايزة تقولهالي؟

فجأة ابتسم، تذكر آسية، فزفر قائلاً:

-       أنا قررت أتجوز ...

وقبل أن تستغرب، أمسك بيديها قائلاً: بس جوازنا مختلف، مش زيك أنتِ وبابا، هي عايزة تسافر برا مصر بعد كام شهر، علشانم معرض وعلشان اللي بتحبهُ هناك في البلد التانية، ومتقدرش تسافر لأن والدها رافض، وأنا محتاج الاستثمار بتاع والدها، وقرار جوازي منها كان علشان كارم ميفكرش يخليه يسحب الاستثمار...

قالها وهو ينظر لقنينة المياه الباردة أمامهُ، مسحت نيرمين على كتفه تقول:

-       أنتَ بتحبها؟

نظر إليها بتردد قبل أن يقول بهدوء: لا...

وحين قررت ألا ينظر إلى عينيها، علمت بانه كاذب، فعينيه تقول بأنه مغرم ومُتعب من غرامهُ ولكنه لا يرغب أن يخبرهُ أحد تلك الكلمات، خاصة بانها تعشق حبيبها لدرجة بأنها لا ترغب أن تشاركه –عدنان- أي شيء يخصها من اللوحات التي وضعت قطعة من فؤادها داخلهم...

ضمت نيرمين وجهه من جديد، تجعله ينظر إليها لتمسح دموعه التي هبطت من عينيه قائلة: بلاش كدب يا عدنان، أنتَ بتحبها.

نظر إليها بوجع قائلاً:

-       بس هي بتحب حد تاني.

-       بس ابني مش بييأس، وبيحاول ... كمان التاني لو بيحبها مستحيل يقبل إنها تكون لغيرهُ... عدنان، انتَ اللي هتكون جُوزها. حبيبي هتبقى ليكِ لوحدك.

تساءل: برائيك أعمل إيه؟

-       رأي مش مهم(ثم أشارت إلى موضع قلبهُ) اللي قلبك عايزه أعملهُ.

ثم ابتسمت بسعادة وهي تحاول أن تكتم دموعها:

-       هشوفك عريس ياحبيبي...

أخذها بحضنهُ وهو يربتَّ علي كتفها قائلاً:

-       مش هبعد عنكِ

ابتعدت من جديد، تنظر إليه وهي تضع أصبعها على وجنته قائلة:

-       أنا مش عايزاك تكون مُجبر على حاجة يا عدنان، أنا أمك ... مستحيل أخليك تكون جمبي ... بس ماتنسنيش...

أخذ كلتا كفيها ويقبلهما براحة وطمأنينة قائلاً: أبدًا يا ماما، مستحيل أبعد عنكِ... انا مليش غيرك .

ثم نهض وذهب لغرفته لأخذ الهاتف الخلوي، وجلس بجوارها حتى تشاهد معه صور آسية، كانت نيرمين مبتسمة لهُ، فقالت وهي تتنهد:

-       كنت فاكراك بتحب شيري؟

أغلق الهاتف بهدوء، ثم قال: شيري مش مناسبة ليَّا... أنا كنت مُعجب بيها، خصوصًا إنها كانت أول واحدة تتعامل معايا من غير ما تتوتر أو تقلق، كمان مكنتش بتهتم بكلام مارية، فدهَ كان مخليني منجذب ليها، بس من كام شهر ...

صمت وهُو يتذكر ما رأه على هاتفها، تلك الرسالة... تلك الصور التي جعلته يشعر بمشاعر قبيحة، كان يرغب بان يجادلها، ولكنه كان قد تعب من افعالها الغير عقلانية، فتنهد وقال وهو ينظر إلى نيرمين:

-       كان عندكِ حق يوم ماقُولتي، إنها عمرها ما كانت شبهي ولا حتى فهماني...

-       أنا كان همي كله راحتك يا عدنان، حتى لو كنت هتتجوزها مكنتش هقولك لأ... بس لعلمكَ، آسية جميلة وراقية أوي...

ابتسم بشدة حين رأى والدتهُ تأخذ هاتفه من جديد حتى ترى وجهه آسية ...

***

كان طاهر يجلس بمكتبه منتظرًا رسالة مهمة من عُثمان، وحين وجد رسالة مُلحقة بفيديو ...

"أنا ماعرفش أنتَ عاملها إيه علشان تعمل في بوكيه الورد كده!".

فتح فورًا طاهر الفيديو، ليجد بأن عُثمان سجل مظهر سيلا حين جاء إليها العامل بـ باقة الورود الحمراء، ابتسمت بلُطف وهي تأخذ الورود، وظلت تنظر إليها نظرة لم يفهمها، ولكنه شعر وكأنها ترغب بأعتناق تلك الورود داخل صدرها، وفجأة حين قرأت ما كُتب بالكارت.. أسقطت الورود بعُنف شديد داخل سلة القمامة ...ثم صرخت على العامل، تقول له بأن لا يأتي بها بتلك الأشياء من جديد... كان عثمان يكتم ضحكاته خلف الفيديو، ولكن طاهر لم يحزن، بل وقف الفيديو على ابتسامتها ونظرة عينيها على الفيديو، قام بالتقاطها كصورة، وتعديلها ثم وضعها كصورة لشاشة هاتفهُ...

وأغلق الهاتف غير مباليًا بالرد على صديقه بل كان يبتسم وهو ينظر لسقف المكتب بحاليمية...

****

وقفت رحيل بالمطبخ، تعُدل من أكمامها وتبدأ بتقطيع البصل، كان حسن يدور حولها راغبًا بالتحدث معها ولكنها لا تهتم بأي شيءِ يرغب به، حديثها مع وليد ليلة أمس جعلها في حيرة من نفسها، هي تكرهه نفسها، تكره الشعور الذي جعلها-زوجها السابق- أن تمُر به، ولذلك لن تجعل حياة شخص أخر جحيم...

اقترب يوسف منها تلك المرة، يردف بهدوء:

-       آنسة سيلا عايزاكِ.

قالها وتركها، تنهدت تزفر بهدوء، لترفع بصرها وتجد حسن يحدق بها، توترت بشدة من تلك النظرات، ولكنها خلعت مأزرتها، ونبهت الطباخ على إحدى الأطعمة، وتركت المطبخ ... وجدت سيلا تجلس بجوار النافذة المُطلَّة على الرصيف... كانت تتنهد باضطراب، فجلست قبالتها رحيل بصمت...

ولم ترفع سيلا عينيها إليها، بل ظلت تُراقب حركة سير الدراجات الهوائية والسيارات الفاخرة، قالت رحيل وهي تنظٌر إلى سيلا بفضول:

-       مالكِ؟

ابتسمت سيلا بهدوء، ثم اخرجت من حقيبتها وردة حمراء، كانت قد أخذتها قبل ان تلقي بالباقة خارج مكتبها، وقصَّت لها ... وصمتت رحيل ولم تُعلق، ولكن بعد دقائق قالت:

-       ليه مش عايزة تديلهُ فرصة؟ خصوصًا إنه باين ميعرفش أي حاجة...

-       مش عايزة يكون الباب اللي هفتحه، انا اللي في الأخر هروح وأقفله تاني يارحيل... برائيك، ممكن اللي زيَّنا مستحيل يكون ليه فرص تانية؟

وتقصد بمثلهم-كلتاهما مطلقتين، ولكن هُنا فهمت رحيل ماتقصدهُ، ليس فرص للزواج بل فرص للحُب ... ابتسمت رحيل بألم تقول:

-       وليد دايما بيقولي، انا اللي حابسة نفسي جُوا ماضي بتاعي... وأنا اللي بأيدي أهرب منه للأبد...

ضمَّت سيلا شفتيها تبتلع غصتها: بس لما يبقى الماضي سايب جواكي علامة، هتفضلي تشوفيها يا رحيل...

تابعت تحمحم قائلة:

-       أنتِ عندكِ فرص تحققي أحلامكِ، وتكوني الست اللي أنتِ عايزاها، مش مهم راجل يفكرك كل يوم بهزايمكِ...

تنهدت رحيل قائلة:

-       هزايمي مكنتش حاجة، كان هُو ...

نظرت سيلا من جديد للنافذة، وهي تتنهد ... تتذكر لقاءها بـ رحيل، حين رأتها أول مرة بصُحبة وليد، ظنت بالبداية بانه يجمعها علاقة حُب، ولكن من النظر إليهم وعدم اختلاطهم ... علمت بأنه يراها صديقة أو اخت لا أكثر، وأيضًا رحيل، ولكن حين أقتربت منها أكثر، علمت لما كانت هالتها سوداء، لمَّا كانت تخشى الحديث، لما كان وجهها متورم من البكُاء أو من الاعتداء، تتذكر كل شيءِ... وكلاً منهما، وثقا بالحُب وضل سبيلهما...

شعرت سيلا بيد رحيل الدافئة تُضع على  يدها، تُربتّ عليها برفق قائلة:

-       مفيش أمل؟

هي تعلم ماتخفى، كلاً منهما صرحا بما يمرض صدرهما، ابتسمت سيلا رغم غصتها، رغم كل ركلة أخذتها دون أن ترمش، قالت:

-       ولو في، مش هيفرق معايا...

***

فكَّر عدنان، بما قالته نيرمين، كيف يربح قلب آسية بغياب حبيبها شادي، خاصة بنهاية الشهر سيكون زفافهما، هو لايريدها أن تتردد في قول نـعم، لا يرغب أن يرى نظرة الاشمئزاز والكُره، حاول الاتصال بها منذ الصباح ولكن لا جدوى، ذهب إلى المعرض وكان مغلقًا حاول الاتصال بماذي وكان ردها بأنها في اجازة ولاتعلم أي شيءِ عن آسية..

تردد بأن يتحدث مع والدها، حتى لايشك بعلاقتهما، لذلك قام بارسال لها عدة رسائل، وساعة وأجابت عن مكانها، وهو شاطيءِ بعيد عن المدينة، قطب حاجبيه، ولكنه لن يسألها حتى لا تخبرهُ بألا يأتي، لم يغير بدلته، بل صعد بسيارتهُ وأنطلق نحُو الموقع...

كان الطريق طويل، ولكن شُعاع الشمس كان ساطعًا بشدة، تبقى على الغروب ساعة ونصف، ويرغب بالذهاب وأن يتحدث معها، يريد رؤية ابتسامتها، ملامحها، أصبح يثق بحديث نيرمين حين قالت له بأن يحبها، ولكن بداخلها، يعلم بأن خاسر فهي لن تراه أكثر من صفقة رابحة لكليهما.

ذهب للشاطيء والذي عكس توقعاته لم يكن حوله منازل، بل فقط جبال حول المكان ... والبحر والرمال الذهبية، و وجدها تجلس على الشاطيءِ، يتطاير شعرها الغجري من شدة الهواء، خلع جاكت البدلة، ووضعه أرضًا، وبدأ بالسير أتجاهها، شعرت به ولكنها لم تلتفت سوى حين أردف:

-       إشمعنا عايزانا نقعد هَنا!

نظرت له ثم للبحر، وتنهدت تنهيدة عميقة تقول بنبرة مرتجفة:

 = أحيانا بحس إن البحر جواه حاجة تُخصني

ثم أكملت: انا آسفة ياعدنان...

لا يعلم حقًا لماذا تعترف، فهو من يجبرها على الكثير ويضغط عليها، بداية من العرض الزواج وأستغلال رغبتها الشديدة لحضور المعرض، والذي حتى لايعلم لماذا ترغب بالذهاب بهذا الشكل حتى توافق على الزيجة بكل سهولة..

جلس بجوارها، وهو يشعر باضطراب أنفاسها، وكأنها تُصارع بألاتبكي، بألا ترمي بما يجول بصدرها، سمعها تقول: أنا مش كويسة، زي ما أنت فاكرني، أنا مش مثالية حتى...

-       هشش.

قاطعها وهو يضع أصبعًا على شفتيها المكتنزتين، وفجأة شعرت بيديه تعانق خصرها وتدفعها داخل حضنهُ، وعكس توقعاته بفعلته الجريئة، ظن بأنها ستدفعه بعيدًا، ولكنها صمتت .. تدثر وجهها داخل حضنهُ تبكي، همست:

-       أنا أسفة إني مش قادرة أتقبل أي حاجة منك، انا بحس أوقات إنِ حياتي مش كده يا عدنان، طول عمري كنت بهرب من نظرات الناس علشان ما أحسش إني أقل من أي حد، وما أحسش إن كل الناس بتبص عليا وبتقارني بأي حد، أنا طول عمري ياعدنان بخاف، بخاف يتقالي أختك أحسن منك في الحاجة اللي انت بتحبيها، ولما خوفي راح، بقيت أخاف أن أنسى إيه الحاجة اللي فعلاً بحبها، إمبارح لما فتحت الكلام اللي اتنشر لينا في المواقع، ملقتش كلام عن قد إيه إحنا مناسبين لبعض، بس شوفت مقارنات عني وعنها... عن أزاي سيبت واحدة بالجمال زي شيري، وأنا اللي كنت من نصيبك...".

مسح بأصبعها دموعها، شعر بقلبه ينفطر على ذلك الحَزن  الذي يأكلها، رددت حين وجدته سيتحدث:

" أنا حاسة إنِ هفضل طول عمري اخاف، أتقارن ...وأخسر... وأحس إن عمري ماكنت كافية لحد، حتى لو اللي بينا مزيف، مستحيل أبقى كافية للمقارنة...

نظرت له من جديد، لترى نظرة الحزن والشفقة، ولكنها لم تكرهها، لم تكرهه النظر إلى عينيه، بل شعرت بالأطمئنان، شعرت وكأنها ترغب بالغوص داخل حضنه للأبد، دون أن تقلق، لأنها  لم تراه يومًا، يقارنها بأحد، عكس الكثير، عكس حبيبها... الذي لم يمل يومًا أن يجعلها تشك بنفسها طول تلك السنوات...

ضمَّ وجهها إليه قائلاً بنبرة واثقة تحمل داخلها إنكسار قد رأتهُ: أنا عمري شوفتك أقل من حد يا آسية، أول مرة شوفتكَ، مافكرتش إنك أزاي أخُت سيلا على قد أزاي، مكنتش قدام الناس... خوفكَ ده مستحيل ينهزم إلا وأنتَ معترفة إنك أحسن من الناس، أحسن من أختك، من شيري من أي حد...

ابتسم تبتعد عنه تمسح دموعها، وتنهدت ...

لازال هو بمكانهُ لم يتغير، ويريد أن يستمع إلى قولها، يريد أن يعلم ما الذي يدور بعقلها، قالت بنبرة مبحوحة:

-       مرة قالولي، إن نصي التاني مات في البحر...

قطب حاجبيهِ باستغراب، فابتسمت حتى ظهرت نواجذها قائلة:

-       أستغربت زيك بالظبط، بس بعدين حسيت إنه صح، ما حستش بحد يشبهني  ومتعلق بيا إلا هُو ... كان نفسي أفتكرهُ...

ثم ترددت ... وقالت وهي تنظر إلى عدنان بشرود: بتشبه يا عدنان... أوقات بحسِّ إنك بتشبهُ.

لم يرغب بأن يسأل عن هوية ذلك الشخص، كونها أخبرته بأنه مات... يغنيه عن السؤال حتى لايفتعل شجار بلا معنى.

ثم ضحكت تقول: قُربك ليا وكلامك وأفعالك أوقات بتخليني أصدق تمثيلك ياعدنان، اوقات بتخليني فعلا أصدق إنك ممكن تكون بتحبني...

لم تتغير ملامحه، الصامتة ... كان ينظر إليها فقط، يتفحص معالمها وهي تتحدث وتحدق به، راغبة أن يخبرها بأنه حقا يمثَّل الحُب والاعجاب.... ولكنه لم يرغب يومًا أن يصطنع تعابيره، كانت تراها تلك النظرة التي جهلتها لسنوات، فأردف بصوته الأجش:

-       هتعملي إيه لو كل اللي بعمله مش تمثيل؟

توترت، ذلك ما رأه، ولكن قلبها هو من قفز من الفكرة، ان يحبها شخص مثلهُ، تريد أن تصدق حقًا بأن عينيه تلك الجميلتين التي قبل أن تراهما في الحقيقة، تطاردتا نومها، تحُبها، تهيم بكل ما بها من عيوب... تريد أن تصدق، ولكنها قالت:

-       بس ده مش صح؟

ورغبت أن يقول لا، داخلها، تريده أن يقول بأنه أحبها، ولكنه من المستحيل، شادي ظل سنوات يراها صديقة عادية وفجأة أخبرها باعجابه، ليس بحبه...

هز رأسه بأنها صادقة وأن كل ما قاله كان كذابًا...

ولكن مع ذلك، هي تعلم بصدق مشاعره، وهو يعلم بأن اللقاء الأول، حين اصطدم بها لم يكن اللقاء الأول لوقوعهُ بحبها، كان يعلم منذ البداية بأن عينيها تخبرانه أمورًا وشفرات يحاول أن يغزل في فكَّها، ولكن ما يثق بان وشمه يومًا لم يكن لـ شيري، وأن آسية تحمل داخله شيئًا اكبر من الحب والاعجاب...

تسللت يديها إليه، تضم يدهُ... ليرفع عينيه ويراها تنظر للغُروب...

فابتسم، وهو يعلم بأن شروق الغد، لن يكون عاديًا...

ليس عليه، على الأقل.

يُتبع....

السلام عليكم، غبت أسبوعين، السبب الأول يوم الأحد الاسبوع اللي فات كابل اللاب أتقطم فجأة، وحاولت ألاقي أي مكان، فأستنيت أسبوع وملقتش، وللحظ نزلت يوم الحد ولقيته وجبته وأشتغل اللاب...

يوم الحد كنت بكتب نص الفصل عادي، اتفاجأت بخبر وفاة زميلة ليا بالجامعة، فقدرتش أكتب الصراحة...

هحاول باقي الاسبوع أنزل، فاضل فصلين أو تلاتة على النقطة اللي وقفنا فيها في بارت1 تظهر وتبدأ الاحداث بكل العايلة موجودة.


هنزل التلات فصول، اربع، خمس، جمعة...
والاسبوع الجاي الجامعة هنزل عادي بس هتأخر في المواعيد ممكن انزل يومين ورا بعض وممكن يومين في الاسبوع.

Weiterlesen

Das wird dir gefallen

8.1M 513K 53
رجلٌ شرسٌ شُجاع مُتقلبُ المزاج غريبُ الطورِ عديَمُ المُشاعر حيَادي لا ينحاز سَديدُ الرأي رابطُِ الجأَشِ وثابِتُ القلب حتىٰ.. وقعت تلك الجميلةُ بين...
504K 11.6K 40
للعشق نشوة، فهو جميل لذيذ في بعض الأحيان مؤذي مؤلم في أحيانا اخرى، فعالمه خفي لا يدركه سوى من عاشه وتذوقه بكل الأحيان عشقي لك أصبح ادمان، لن أستطع ا...
504K 12.7K 15
كان القلب فارغ وحاضري اراه يشبه ماضي،، الحب لم اعرفه ولم اعشه اتاني فجأه كهديه من السماء وعرفت ان العمر هو مجرد رقم لايتحكم بالقلب ولا بالروح عندما...
5.4M 158K 105
في قلب كلًا منا غرفه مغلقه نحاول عدم طرق بابها حتي لا نبكي ... نورهان العشري ✍️ في قبضة الأقدار ج١ بين غياهب الأقدار ج٢ أنشودة الأقدار ج٣