الحلقة السادسة عشر🦋.

801 37 14
                                    

الحلقة السادسة عشر من رواية زوجة العمدة الجزء الثاني.

***

أحَببتُ يوما النظر إلى السماء، وتلقي القطرات كضمَّة من الله.

على تلك الليالي المُوحشة، والقاتلة لكل شيءِ جميل بداخلي، وأستغفر الله دوما على ما فعلت وأحمدهُ على ما أعطاني، ولكن لحظات والسماء ممطرة، تُزيدني رهبًا للقاء، أيحُق لي يومًا أن أبكي وتختلط دموعي بقطرات السماء، أم أنا الفتاة التي لن تنسى بأنها أخطأت بحق نفسها لأجل أبتلاء كان المفترض أن أصبر وألا أعترض.

-زينة الجبالي.

***

نظرت للسماء عبر نافذة  السيارة، وشعرها الذي تطاير من شِدَّة ضرب الرياح، لولا أن ليس هُناك أحد بالطريق لم تجرؤ على فعل ذلك، كان عاصي ينظُر إليها من حين لأخر ويبتسم بوجهها، كانت سعيدة بجنون حين أخبرها بأنهما سيذهبان لأجل أن تقضي وقتًا هُناك، فهُو يعلم بأن أخر مرة كانت هُناك، حين مات زياد.

وليس هُناك ذكريات بداخل المنزل سوى الألم والصُراخ ...

شعر بيدها فوق يدهُ التي على فخذهُ، ونظرة الأمتنان تملأ عينيها، تشعُر وكأن الحياة تَعُود إليها من جديد ...وجودهُ معها، وسعادتها التي أكتملت بحديثها مع جُلنار  من جديد، والتي أهدتها ملابس جديدة، وبعض المجوهرات، والتي تفاجأت بشدة بأنها أحتفظت بهُم حتى تعطيها إياها...

أغمضت "زينة" عينيها وهي تتذكر حديث "جُلنار" الذي أصابها بالحنين:

-       كُل سنة، كنت أجبلكِ حاجة كُنتِ بتحبيها، سلسلة، خاتم، وهُدوم، وكنت أقول لنفسي بكرة أشوفها وأعتذر وأديها دُول، بس مجاش بُكرة، وفضلوا زي

ماهُما.

شعرت بيد عاصي التي مسحت تلك الدمعة التي هربت من عينيها، نظر إليها بشجنْ، وهُو يبتسم ... أرتدت حجابها، حين وصلا أمام المنزل، خرجت هيِّ ثم تبعها عاصي الذي أغلق السيارة ثم أخذ الحقائب من الخلف، كانت تنظُر للمنزل بحنين جارف، وقلبها ينبض بشدة ... تخشى أن تتذكر تلك الذكريات التي ظلت سنوات تكره نفسها لأجلها، ضمها عاصي لصدرهُ .. وهُو يلثم خدها بقبلة هادئة:

-       البيت نضيف، متخافيش. مفهوش أي حاجة.

-       أنتُو شلتوا كل حاجة كانت فيه؟

هز رأسه بنـعم، ثم ترسل في حديثهُ بعد أن فتح باب المنزل:

-       ماماتكِ طلبت كل حاجة تتشال منهُ من خمس سنين، بس ماقالتش السبب، وبابا طبعًا مافكرش بأي حاجة تانية غير إنهُ يحطهم في المخزن تحت ...لأنه حتى لو مامتكِ مش عايزة حاجة، بابا ميقدرش يرميهم.

هزت زينة رأسها بتفهُم، ثم دلفت للداخل، كان المنزل باردًا .. وكأنهُ لم يجد به حياة من قبل، ترددت بذاكرتها أصوات ضحكات ... خاصة ضحكاتها حين كان يأخُذها زياد بحضنها بعد أن تتحداه أنه لن يستطيع أن يمسك بها، تقدمت للداخل.. لترى كل شيءِ، الآرئك ... تتذكر حين جلس هُو وأخذها تجلس على قدميه ليقرأ لها شيءِ، أو حتى تشاهد ما يراه على هاتفهُ...

زوجة العُمدة- الجزء الثاني.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن