الحلقة الحادية عشر🦋.

654 34 6
                                    

الحلقة الحادية عشر من رواية زوجة العُمدة –ج2.

بارت2.

***

 قبل عدة سنوات...
كان قد مرض كاظم من مرض مفاجأ..

وذلك المرض أرهقه وجعله يظل بالفراش ليالٍ عديدة والطبيب لم يكن يعلم ما الذي سبب ذلك الشحوب الشديد وجسده الذي خسر الكثير من الوزن في غضون أسبوعين، حتى شعرت نيرمين بأن تلك نهايته حتى أنهُ أخبرها بذلك، بأنه سيموت قريبًا..

لذلك أستدعى عدنان من سفرهُ بالخارج، والذي جاء مهرولاً وقلبه لا يسكن خوفًا بألا يودعهُ... لم يخبرهُ أحد من قبل ظنًا بأنه إرهاق وسيزول بالراحة ولكنه كان كل يوم تعبه يزداد بشدة...

وحين طرق الباب وسمع صوت كاظم الضعيف، وكأن أحد قبض على قلبه بشدة فتوتر بخوف وهو يراه يتسطح الفراش وينظر للشرفة المفتوح بابها والهواء يجعل الستائر تتحرك رويدًا...

وحين جلس عدنان بجوارهُ، ألتفت برأسه إليه... ليرى عيناى والدهُ يناظرهُ في قلق، فابتسم ..

وضع يدهُ على وجهه قائلاً:

_كنت خايف ملحقش أشوفكَ..

رد عدنان بقلق وهو يميل نحوهُ:

-       بابا...

تلك اللحظة حين أغلق كاظم عينيه، ذرفت عينيه الدموع بلا توقف، فقال كاظم بصوت مبحوح: قبل ما أشوفك يا عدنان، مكنتش متوقع إن حد هيقولي يا بابا...بس لما لقيناك كل حاجة أتغيرت ... ومنها إني فخور إنك أنتَ اللي شايل أسمي.

وغصب عن عدنان قد بكى من كلمات والدهُ، فضم يدهُ يُقبل باطنها وهو ينتحب باكيًا...

_عايز أطلب منك طلب وأتمنى أنك ماترفضهوش..

مسح عدنان دموعه سريعًا وهو ينظر إلى والده الذي قال:

-       لو لقيت أهلك، وعرفت هما مين، ممكن ماتغيرش أسمك...

وقبل أن يقول شيء عدنان، علق كاظم:

-       عارف إنِ دي أنانية مني، بس أنتَ خلتني لأول مرة أحسَ إني كنت عايز أخلف حد يا عدنان... لما الناس بدأت تشوفك وتعرفك وتكلمني عنكَ، حسيت إني فخور بيك وإنك شايل أسمي...

هز عدنان رأسه فورًا يقول: مش هغيرهُ... مش هقدر

***

ذلك الوعد الذي وعدهُ منذ سنين، لم يفكر يومًا بانهُ سيُسأل عن تغيير أسمه، ولكنه بعد أن تبقى وحده لنيرمين، فهو لم يفكر ولن يفكر بذلكِ...

قال هاشم بانزعاج قليلاً:

-       بس يا زياد...

قاطعه عدنان يبتسم بودٍ:

-       كاظم خلاني أوعدهُ، كمان نيرمين ملهاش حد غيري، طول السنين دي هيَّ أهتمت بيا وخلتني ما أحسش إنها مش والدتي، مقدرش أعمل كده...

زوجة العُمدة- الجزء الثاني.Where stories live. Discover now