الحلقة العاشرة من رواية زوجة العمدة-الجزء الثاني.
***
هذا عذابي...
ضربةُ في الرمل طائشةٌ
وأُخرى في السُّحُبْ!
حسبي بأني غاضبٌ
والناُ أولها غَضَبْ !
= محمود درويش.
***
كان وقع الخبر على آذان زهرة صادم، شعرت بأن حلقها جاف، وتلك اللحظة حلقت عينيها على وليد، الذي لم يكن ينظر لحد سواها، كانت هي مركز النظر للجميع، ولكنه حقًا كان ينظُر إلى دواخلها... وحين رأى الصدمة، تمُر بين عينيها التي أتسعت بغير قبُول. ابتسم داخليًا .. يعلم الآن ما هو هدفها في هذا الزواج، ولكنه أصبح لا يُبالي بمشاعرهُ أكثر من إذلالها...
ولكنه تفاجأ منها حين قالت:
- أنا مش عايزة أتجوز مع عاصي و زينة!
قالتها كمبادرة حتى ينتبه الجميع إليها، وهُنا تلاقت عينيها بعينى خالها فهد الذي لا يفهم السبب، فوضَّحت بحرج:
- معلش يا خـالو، بس دي ليلتي وأنا مش هحب إن حد يشاركني فيها.
هز (فهد) رأسه بـ نعم وتفهَّمها رغبتها، لذلك لم يتردد في أن يقول بعد تفكير :
- خلاص، يبقى هيكتبوا الكتاب هُما الصبح قبل ما أنتم تتجُوزوا..
أبتلعت ريقها مرة أخُرى، لقد قصدت قُول ذلك حتى يتأخر زواجهُم، ولكن لماذا يصَّر خالها على تلك الزيجة؟ ألم يكن يكرهه زينة ويكره قُربها من ابنهُ الأكبر...
كانت (جُلنار) تتابع تلك الأمور بعيون واهية، هي ليست موافقة على زيجة ابنها وليد من زهرة، خاصة بعد شعورها بأن زهرة لا تحبه ولن تُعامله كما يريد .. وتشعر بضيق في صدرها، حين فكرت بأنها من الممكن أن تقسو على ابنها من إعاقته المؤقتة..
لذلك نظرت إلى زوجها لتطُلب منه أن يتحدثا على أنفراد، فأومأ لها مع تحدثه مع السيدة ثُرية يقول:
- شوفيهم يشربوا إيه يا حاجة ثرية لغاية ما نرجع..
***
أغلقت (جُلنار) الباب خلفهما، ثم حمحمت تنظف حلقها من تلك الكلمات العالقة، بماذا ستبدأ خاصة بأن فهد سأم من تغيراتها معهُ وأنها حتى الآن، لم تُسامحه بما أساء لها، فقالت وهي تقف قبالتهُ:
- ليه مسألتش وليد على طلبه؟ وليه وافقت؟ رغم كل السنين دي كنت مش موافق على أنه يفكر لمرة واحدة إنه يكون معها.
مسح على وجهه بيديه يقول:
- وليد عايزها رغم كل ده، وأنا مقدرش أرفض طلبه بعد كل اللي حصله، أنا اللي يهمني إنها تعالجهُ يا جُلنار، كلنا عارفين هي وافقت ليه...
أمسكت ذراعه ليواجهها فقالت:
- ليه؟ علشان لسه فاكرة إن عاصي ممكن يفضلها على زينة صح؟ أنا مش هقدر أشوف المهزلة دي يا فهد وأسكت! أنا عايزة وليد يكون مع واحدة تحبه وتهتم بيه بس كل اللي شايفاه منها إنها شايفاه فُرصة ... وأنا عايزة لابني أحسن واحدة في الدُنيا..
أنت تقرأ
زوجة العُمدة- الجزء الثاني.
Romanceتلك الأيام التي مضَّت لم تكن سوى ألمًا ينطوي بصدرها.. عينيها الزُمرتين.. ذاتَ سحرًا غنيًا، لطالما قالت بداخلها، بأن جمالها الهاديءِ سيجعلهُ لها .. وأن ما ينقصها سيأتي ليُكملها، ولكنْ لم تكن تدري، بأنها أحلامًا .. ولن يصبح فارسها ذو الخيل البيضاء مل...
