مدخل.

642 32 4
                                    

مدخل – زوجة العُمدة –الجُزء الثاني. بعنـوان جانبي "بينْ رحيق روحي".

***

وقف زياد ينتظر والدتهُ وهي تحَاول أن تنهُي ملابس زينة بأسرع وقت، ولكن أتصال آتى من هاتف المنزل، لتطلُب منه أن يجيب بدلا عنها، فأخذ الهاتف وسمع صوت خالتهُ التي قالت:

-       أزيك يا زياد؟

-       انا كويس ياخالتو، هتيجي بكُرة البحر معانا؟

سمع ضحكاتها العالية عبر الهاتف، لتُردف:

-       معلش يا زياد، آسية عايزة تكلمكَ الأول.

ابتسم هُو بلهفة، ليسمع صوتها الناعم:

-       عامل إيه يا زياد..

صوتها الطفولي، جعل ابتسامته تتسع، لم يراها منذ شهر، فقط رغب والديه البقاء مع العائلة بالقرية ويتركون المدينة قليلاً، ولذلك لم يكن لديه وقت حتى يذهب إلى منزل خالتهُ ويرى "آسية وسيلا".

=ماما قالت إنكم جايين بُكرة..

همهمت تقُول: آآه ..هنيجي نلعب معاكم في البحر..

ابتسم على لهجتها وطريقة حديثها اللطيفة، فقال وهو ينظُر إلى باب البيت:

-       عايزة أجبلكِ ورد الياسمين؟

-       ورد الياسمين؟ إيه ده!

كتم ضحكتهُ يقول: خالتو دايما بتستعمل ريحة الياسمين في كل حاجة ليكي..

-       آآآه أنا بحبه اوي.

قالتها بعفوية، فقط لأنه اهتم لسؤالها، فهي لاتدري أسم ذلك الشامبو ولا حتى الغسول التي تستعمله والدتها لها.. فهي و سيلا مختلفتين، سيلا تكره الرائحة بل تجعلها تنكمش من المكان، أما آسية فهي تعشقها، لذلك تحمست تقول:

-       بكرة هاجي وتجبلي الياسمين..

ضحك بخفة يقول:

-       أكيد يا آسية...

وأغلق الهاتف، ونظر حولهُ، لم يجد أحد يجلس في غرفة الصالون، وأنتظر قليلاً والدتهُ .. ولكنه رغب بالذهاب الأول للحديقة لجَّلب بعض الزهور ليُجففها ويعطيها لـ آسية، لذلك أسرع بالركض والخروج من المنزل ولكن قابلهُ محمدي الذي قال:

-       هتروح فين دلوقتي؟

-       هروح أجيب ورد وجاي.

وركض سريعًا حتى يلحق بخروج والدته من الغرفة وألا تنزعج منه لأنه ذهب دون أن يخبرها، وحين وصل، كان هائمًا في جمع الورود، ولكن الرائحة جذبتهُ ولذلك أستغرق وقتًا وهُو يجمع تلك الورود ... وفجأة شعر بحركة حولهُ، وقبل أن يلتفت كان حجرًا قد أُلقى برأسه جعله يسقط أرضًا ..

زوجة العُمدة- الجزء الثاني.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن