الحلقة السادسة من زوجة العمدة#2._بارت2.
***
يا سيِّدتي: لا تَهتّمي في إيقاع الوقتِ وأسماء السنواتْ أنتِ امرأةٌ تبقى امرأةً.. في كلَ الأوقاتْ. سوف أحِبُّكِ.. عند دخول القرن الواحد والعشرينَ.. وعند دخول القرن الخامس والعشرينَ.. وعند دخول القرن التاسع والعشرينَ.. وسوفَ أحبُّكِ.. حين تجفُّ مياهُ البَحْرِ.. وتحترقُ الغاباتْ..
_نزار القباني.
***
سكبت نيرمين كوبا من الماء البارد، وأعطته لـ عدنان، الذي أخذه وشربه كُله مرة واحدة، تنهدت حين رأت وجهه، منهك ... ومُتعب، ودموعه التي أنهمرت دون أن يخبرها السبب، أوجع قلبها بشدَّة، ضمت وجهه بيديها تقول بألم:
- عدنان، أحكيلي...
حاول أن يبتسم ولكن إنهاكهُ جعله لا يستطيع حتى أن يرفع شفتيه دون أن ترتعش رغبًا بالبكاء، هُو لا يخجل من طبيعتهُ، حين تنتهكه الحياة وتزيدهُ ألمًا يبكي .. ولكن ذلك الكابوس زادهُ ضيقا يقبض على صدرهُ، يشعر بالألفة لـ آسية، ملامحها التي جعلته يشعر وكأنه رأها قبلاً، ليس الآن ليس بالماضي القريب، بلى يشعر وكأنه يعلمها من ماضيه الذي لايتذكر منه سوى وميضات...
نظر إلى نيرمين وإلى عينيها الحانِّية، لثم كفها بقبلة هادئة قائلاً:
- مش عايز أتعبكِ معايا...
ضمتهُ لصدرها، لتمسح على ظهرهُ قائلة: تتعبني أنا ياعدنان، أنا مامتكَ ياحبيبي، آآه ما خلفتكش بس أنتَ أبني أنا...
هتف وهو يشد يديه على يدها يضمها : حلمت بكابوس...
رفعت وجهه إليها قائلة: وفي إيه الكابوس؟
أبتعد عنها قليلاً ليواجهها قائلاً: مش أول مرة أحلم بيه، بقالي فترة، بحس كأن حد بيخنقني جامد، وكأني بعيش الكابوس... أوقات بفتكره من الماضي بتاعي اللي مش فاكرهُ... وأوقات بحس بسبب إني متوتر بسبب الشركة و الورث...
قالت وهي تضيق عينيها عليه بتساءُل: في حاجة تانية ياعدنان؟ حاجة عايزة تقولهالي؟
فجأة ابتسم، تذكر آسية، فزفر قائلاً:
YOU ARE READING
زوجة العُمدة- الجزء الثاني.
Romanceتلك الأيام التي مضَّت لم تكن سوى ألمًا ينطوي بصدرها.. عينيها الزُمرتين.. ذاتَ سحرًا غنيًا، لطالما قالت بداخلها، بأن جمالها الهاديءِ سيجعلهُ لها .. وأن ما ينقصها سيأتي ليُكملها، ولكنْ لم تكن تدري، بأنها أحلامًا .. ولن يصبح فارسها ذو الخيل البيضاء مل...