الحلقة الحادية عشر من رواية زوجة العمدة-الجُزء الثاني.
***
أنتِ قيدي وحريتي
أنتِ طيني وأسطورتي
أنتِ لي.. أنتِ لي.. بجراحك
كل جرح حديقه !
= محمود درويش.
***
بعد أن أغلق عاصي الباب خلفهُ، نظَر كلا من زهرة و وليد لبعضهما، فأرادت زهرة أن تقول أي شيءِ ولكن وليد طلب منها بلهجة باردة:
- تعالي نتكلم عند الترابيزة..
قالها وهُو يعود بكُرسيه المتحرك إلى الوراء، لم يكن من الصعب التنقل بثوبها، فهو لم يكن ثقيلاً..فأستطاعت أن تسبقه بالجلوس وهي لا تعلم بماذا يَرغب أن يتحدث هُو معها، حمحم وهو ينظُر إليها نظرات جامدة، زادتها توترًا:
- أنا عارف إنكِ مش متجُوزاني علشان عايزة تبدأي حياة جديدة معايا يا زهرة.
قالها وهو ينظُر إلى عينيها، والتي أضطربت بشدة، فتابع وهو ينظف حلقهُ:
- وأنا موافقتش برضوا علشان بحبكِ، لأ .. أنا عارف إنكِ مشفقة عليَّا من اللي حصلي ...
- وليد ..
رفع يدهُ بحزم لتصمت، وهي تضم كفيها بشدة من التوتر، هل كشفها حقًا؟ قال وهو يعود بظهرهُ ليرتكز عليه:
- الجُواز ده هيخلص أول ما هقف على رجلي ... أنا وافقت لأني مكنتش عايز أعيش مع أهلي، ولا حتى أخليهم يساعدوني، ولما كلمتيني وافقت علطول، لأنها كانت فُرصة كويسة اكون هنا في شقتي.. كل واحد ليهِ أوضة غير التاني، شوفي أنتِ عايزة تفضلي بحجابكِ أو لأ، دي حاجة عايدة عليكي..
تمتمت بحرج:
- وليد انا ما أتجو..
قاطعها سريعًا وهو يتحدث بنبرة باردة، ألمت قلبها:
- أنا مش عايزك تفسري سبب جوازك مني يا زهرة، لأنه واضح إنكِ مش بتحبيني.
كادت أن تنهض حتى تساعدهُ بتبديل ملابسهُ إلا أنه رفض، وحين دلف لغرفته .. صفق الباب خلفه بقوة، أرتعشت أثرها، دقائق وذهبت لغرفتها وبدلت ملابسها لـعباءة قطنية وحجاب خفيف أحكمت ربطهُ.. ثم وقفت أمام باب غرفته منتظرة أن يناديها، فهي أثناء وجودها في المنزل، كانت تتابع حركاتهُ وحتى حين تذهب والدته لتساعدهُ في تبديل ملابسه، كان أحيانًا يستطيع أن يستند على قدم ليبُدل ملابسه ولكن فجأة حين يتألم، لا يستطيع أن يصمد ويسقط..
وحين سمعت أسمها ينُادي، بدُون تردد طرقت الباب مرة واحدة، ودخلت، لتراه مصدومًا فهو لم يتوقف بأن تأتي بتلك السرعة، توترت حين وجدتهُ قد خلع قميصهُ ..لتخُرج له ملابس .. وتضعها بجُوارها، وعكس توقعاتهُ بأنها لن تستطيع أن تستحمل ثُقل جسدهُ إلا أنها كانت ثابتة ولم تتعب حين أسند كتفهُ عليها حتى يرتدي ملابسهُ، كان يشعر بالحرج ... ولكنها لم تَظهر مللاً أو حتى عدم راحة ..
YOU ARE READING
زوجة العُمدة- الجزء الثاني.
Romanceتلك الأيام التي مضَّت لم تكن سوى ألمًا ينطوي بصدرها.. عينيها الزُمرتين.. ذاتَ سحرًا غنيًا، لطالما قالت بداخلها، بأن جمالها الهاديءِ سيجعلهُ لها .. وأن ما ينقصها سيأتي ليُكملها، ولكنْ لم تكن تدري، بأنها أحلامًا .. ولن يصبح فارسها ذو الخيل البيضاء مل...