الحلقة الخامسة عشر🦋

890 43 13
                                    

الحلقة الخامسة عشر من رواية زوجة العمدة-الجزء التاني.

***

حُريَّتي زائفةٌ.

أنا حبيسةُ خطواتي التي لم تكتملْ،

وأحلامي التي لم أنلْها،

والأشخاصُ الذين غادروا..

الحرُّ هو من تخلَّصَ من ماضيه الذي آلمَه،

أمَّا أنا فكلُّ ما مضى لا يزالُ يؤلمني.

-سمر إسماعيل

&&&

عدلت"زينة" من جلوسها، وهي تسمع صَوُت الطبيبة صباح تهتف بنبرة هادئة:

- أنتِ مش قادرة تتجاوزي كل حاجة علشان مش قادرة تغفري..

غفرانكِ لكل حد شارك في آذية مشاعركِ، هيخليكي ترجعي زينة بتاعت زمان..

تنهدت زينة وهي تتأمل تلك الغرفة:

- حاولت، أول مرة حاولت... لقيت إنهم أستبدلوني بـ زهرة، ورغم إنِي حاولت أفكر بأني مليش ذنب .. أوقات بقول هما عندهم حق... أنا السبب في زياد يموت، أنا اللي كنت مع ماما وقت ما أحتاجها... غفراني مش هينسيني ذكرياتي الوحشة.

- بس ممكن يبَّني غيرها! ... أنتِ صغيرة يازينة علشان تعلقي نفسكِ على ماضي.

أسندت صباح ظهرها على مقعدها تقول:

- أحكيلي عن زهرة..

رفعت عينيها نحوها وهي تفكَر بزهرة، وفجأة ابتسمت تقول:

- و إحنا صغيرين، كانوا بيقولوا إننا شبه بعض ... سبحان الله حبينا نفس الشخص أول حُب في حياتنا، بس زهرة كانت أنانية ... وده كان العيب الوحيد اللي خلاني أبعد عنها، لأنها مفكرتش فيَّا ... مفكرتش ليا أنا ممكن أبعد عن جُلنار اللي هي أمُي التانية، وأبعد عن عمي وأهجرهم كلهم .. تعرفي عتابي كله إن محدش فيهم فكِروجيه وسألني ليه أتغيرت...

- كان نفسكِ مين اللي يسألكِ؟

ضمت شفتيها لتشعر بتلك الملوحة من دموعها:

- عاصي ... كان نفسي أول ما أتقابلنا بعد كل السنين دي، يسألني يقولي ليه بقيت شخصية وحشة كده!

- ومين تاني؟

أبتلعت غصتها تقُول: ماما... كان نفسي تقولي ليه؟ بس اللي شوفته غضب وماشفتش حُبها اللي طول عمري كنت بحاول أخدهُ كانه مش من حقي، حُبها لـ زياد نساها إني موجودة، نساها إني كُنت أختهُ، وأكيد هكون زعلانة إني مش هشوفهُ تاني.

هتفت صباح برزانة:

- نفسكِ تقولي لماماتكِ إيه يا زينة؟

تلوى ثغرها بابتسامة خفيفة، لم تصل إلى عينيها، لتقول:

- إني أفتقدها أوي... وأني عارفة مشاعرها كويس، بس كان نفسي .. تفتكرني وقت زعلها الشديد...

زوجة العُمدة- الجزء الثاني.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن