الحلقة الثانية عشر 🦋.

833 46 12
                                    

الحلقة الثانية عشر-زوجة العمدة الجُزء الثاني.

***

وغَّلب قهري حُبك الحَنون..

وتناثرت أوراقي الحمراء.. أعلن هزيمتي.

***

رمشت "زينة" عدَّة مرات حتى أفاقت وبدأت تستعيد وعيها بالكامل وتنظُر حولها، كان عاصي ينام بجّوارها، مظهرهُ هكذا نائمًا بعُمق، وشعرهُ فوضوي، ابتسمت ابتسامة واسعة وهي تخلل أصابعها الطويلة داخل شعرهُ، حتى تململ في نومهُ، وفتح عينيه ورأها أمامهُ ... همس بصوته الأجش:

-       صباح الخير..

نظفت حلقها تقول:

-       صباح النُور .. نمتَ كويس؟

ابتسم على وجهها الأحمر، فأخذها بداخل حضنهُ يقول:

-       أول مرة انام بالعُمق ده ..

أضاف وهو يمسد بأصبعه على خدها:

-       النهاردة نفطر ونخرج شوية في البلد .. بلاش نقعد في البيت..

مطت شفتيها تمصطنع التفكير حتى قالت : معنديش مانع، بس عمُو فهد هيوافق؟

أومأ عاصي وهو يبتعد عنها، ويمسد ذراعيهِ، قال وهو ينهض للمرحاض:

-       ما أعتقدش هيرفض، كده كده أنتِ مراتي يا زينة، يلا روُحي أغسلي وشك وننزل تحت..

هزت رأسها سريعًا، لتركض خارج غرفتهُ لتتجهزَّ، وجدت أثناء بحثها داخل الخزنة على ملابس حتى ترتديها حين تخرج من الحمام، لتجد فُستان قديم كان لها حين كانت بالثامنة عشر، ولأن جسدها أنحف كان فضفاض، لذلك قررت أخذهُ، وضعتهُ بالفراش ثم دخلت للأستحمام، كانت الماء باردة جدًا عليها، ولكنها كانت كما تريد، فليلة أمس مع تفكيرها بأمر عاصي .. جعلها تشتعل من حيرتها وغباءها، وتذكرت حين سمعت ما قالتهُ جُلنار عنها، ووقوفه بجانبها، ورغبتهُ الشديدة بألا ترحل، كل تلك الدلائل تخبرها بأنه كان يرغب بها، ولكن كان كبرياءها يقتلها بشدة، حين جففت جسدها سريعًا أرتدت الثوب وجففت شعرها بجهاز ثم وضعت بعد الأكسسورات، كخاتم وحلق وأخذت شالا قصيرًا تضعه على كتفها، نظرت لنفسها عبر المرأة تتفحص جسدها، ثم إلى رأسها، شعرها قصير .. يصل إلى أسفل أذنيها بقليل، وتذكرت رغبة عاصي بأن تعُيد لون شعرها الأصلي، ترغب بذلك ولكنها لا تريد ان تشبه والدتها...

تتذكر كلمات الجميع كم هي تُشبه ميرال بجمالها، وكم هي بشعرها أجمل منها، رغم أن زينة رغبت أن تملك لون شعر والدتها الذي كان يميل للأحمر، ابتسمت بحزن وشجن حين تذكرت زياد، شعرهُ كان يُشبه والدتها، وعينيهِ الزرقاء التي حتى الآن، رغبت أن تعود للماضي وتعانقه وترجوه ألا يبتعد عنها.. أخيها حبيب قلبها، والذي تمنت للحظات لو أخبرته كم كانت تحبهُ..

زوجة العُمدة- الجزء الثاني.Where stories live. Discover now