الحلقة الثالثة عشر 🦋.

884 41 17
                                    

الحلقة الثالثة عشر – رواية زوجة العمدة الجُزء الثاني.

***

أبوُح بكل ما لدي ..

وكل ما أرى في عينيك، خيبات العُمر ...

ولكنِ لست منهُم.

***

كان (عاصي) قرر أن يأخُذ زينة إلى مكان قريب من البحر ... وذهبا بعيدًا عن محيط بلدتهُم، أحضر لها بعض المُعجنات التي تُحبها، لم ينسَ حُبها لأي نوع من الطعام، وقد أصَّر اليوم منذ البداية أن يتناولا الطعام الذي تحبهُ...

كانت تستمع إلى ضرب الأمواج بالصخُور، وتستند برأسها على المقعد، نظرت إلى عاصي الذي كان يتأملها بابتسامته الساحرة، أحمر خديها بشدة ... فزادت أتساع ابتسامتهُ وهُو يقُول:

-       زينة ...

رفعت عينيها إليه في ترقُب، ليشمل كفيها بكفيه الغليظين، ويوزع قبلات هادئة عليها، يقول:

-       أنا عايزكِ تحكي ..

وقبل أن تعترض، شمل وجنتيها بكفِ يقول:

-       أنا عايز أعرف كل حاجة ... مهما كان صعب أحكي ...

تنفس الصعداء، زفير ... شهيق ...

وغاصت مرة أخُرى بذكرياتها... تلك اللحظات التي شعرت بكم هي مختلفة عن الجميع ..

 

بعد ما حدث بينها وبين جُلنار، عهدت نفسها بأنها لن تخطُو داخل منزلهم مرة أخُرى، فقد طُعنت من خلف ظهرها من حِدة حديثها، كيف لها أن تتهمها بذلك الاتهام، هي تعلم بأنها هي من زرعت الغيظ بقلب وليد وهي من جعلتهُ يفعل ما فعلهُ، ولكنها ليست بحظٍ سيءِ .. ليست هكذا.

ولكن مع وجودها في منزلها هي وأبيها وأمها، لأيام صدقت ... حين تستيقظ ميرال من نومها، وعينيها منتفختين من البُكاء ... وتبحث عن زياد بالارجاء ...

تتذكر حين كانت تبكي بشدة ولم تجد والدتها بجانبها، فقط جالسة بغرفتها تتأمل صورتهم حين كانت صغيرة بالرابعة وأخيها بالحادية عشر .. تتذكر رؤيتها تحتضن صورة زياد وهي تعاتب نفسها ... وتقُول الكثير من الأعذار الأسفة بأنها لم تقصد بألا تكُون معهُ...

ورؤيتها لوالدها الذي حين ياتي من العمل، يباشر برؤية والدتها أول شيءِ، حتى رغم دخولها الهندسة، لأنها كانت ترغب بأن تكُون مثل والدها، إلا أنها تلقت التجاهل في كل شيءِ... حتى للحظات تمنت لو أنها هي من ماتت ... فوجودها يشبه عدمهُ..

وبدأت باهمال نفسها، لم تعد تهتم بحجابها كعادتها، ولم تعد تهتم بالطعام الذي تتناولهُ حتى زاد وزنها بالسنة الثانية بالجامعة، وكانت وجنتيها كحبة الخُوخ المنتفخة ... وحينها علمت بأمر سفر "عاصي" حين أسترقت السمع حين والدها كان يتحدث مع عمها، ويقول:

زوجة العُمدة- الجزء الثاني.Where stories live. Discover now