المدخل.

1.4K 28 0
                                    

...

الجُزء الثاني ..

رواية زوجة العُمدة بعنوان_ وعُمرًا هدرتهُ.

***

تلك الأيام التي مضَّت لم تكن سوى ألمًا ينطوي بصدرها..

عينيها البُندقتين.. ذاتَ سحرًا غنيًا، لطالما قالت بداخلها، بأن  جمالها الهاديءِ سيجعلهُ لها .. وأن ما ينقصها سيأتي ليُكملها، ولكنْ لم تكن تدري، بأنها أحلامًا .. ولن يصبح فارسها ذو الخيل البيضاء ملكًا لها ..

منذ أن كبرت، لم تَبصر نظرتهُ، لم ترى عينيهِ تحوم حولها، بل كان يرى أخُرى بين طيات نظرتهُ، لتكسر زجاجة براءتها بطمث قلبها بدمٍ أسودِ، رامية بكُل أحلامها وبقلبها الطاهر أرضًا ..

لم تعد تلك البرية ذات النظرة الخلَّابة..

أصبحت شرسة تعيش بضواحي قلبها المنكسر .. وكل ما يهمها أن تكسر قلبهُ مئات المرات مِثلما فعل بتجاهلهُ لها ..

***

يسير في رادهة المنزل، وهو يبحث عن وليد أخيه الذيِّ أخبرهُ بأنه آتيًا ليجلب هاتفهُ، أصطدم من سرعتهُ بابنة عمهُ .. والتي كانت تصغرهُ بسنوات عديدة ..هتف متجاهلاً إياها قائلاً وهو ينظر أمامه:

-       أنا آسف ..

أبتعد عنها وأقترب من غرفة أخيه، يطرق بابهُ بصرامة قائلاً:

-       وليد يلا، مش هنقعد الليل بطوله علشان تيجي!

ظلت واقفة مكانها، تنظر إليهِ ..جسدهُ الطويل، عريض المنكبين، وحاجبيه المنعقدين من الاستياء الشديد .. شعر بنظراتها نحوهُ، لينظر إليها بنفس العبوس، مستغربًا من وقوفها .. لم يكن من مُحبي التعامل مع النساء خاصة بنات اقراباءهُ ..

ما جعله ينظر بعيدًا هو فتح الباب من قِبَّل أخاه وليد الذي كان قد أرتدى ملابسه.. فقال وليد بسخُرية:

-       مستعجل ليه، شذى واهلها ليهم الحق يستنوا عليَّنا شوية ..

-       بطل سخافة، الطريق من هنا للقاهرة بياخد على الأقل ساعتين، أنا هنزل أسخن العربية ..

قالها وهو ينظر بتردد إلى زينة-ابنة عمهُ هاشم- ثم أسرع إلى الاسفل، كانت صامتة وقلبها داميًا ... كانت بعُمر الثامنة عشر وهو بالخامسة والعشرين ..

لم يكن يراها سُوى فتاة صغيرة لاتصلح لهُ..

ابتسم وليد بسخافة قائلاً:

-       عُقبالكِ يا زينة ..

رفعت عينيها إلى وجههِ وليد الساخر، لطالما كانت تستاء من تصرفات  وليد ولم تراه سوى النسخة الفاسدة من العائلة .. الرجُل المتمرد بطبعهُ، هاوي للسخرية وكره الجميع .. وهيِّ تعلم بكل صدق، بأنهُ يكره أخيه من الداخل ..

زوجة العُمدة- الجزء الثاني.Where stories live. Discover now