زوجة العُمدة- الجزء الثاني.

By AmanyTarekAhmed107

43.7K 1.6K 327

تلك الأيام التي مضَّت لم تكن سوى ألمًا ينطوي بصدرها.. عينيها الزُمرتين.. ذاتَ سحرًا غنيًا، لطالما قالت بداخله... More

قبل البدء.
الشخصيات.
المدخل.
أقتباس من الحلقة الاولى.
الحلقة الأولى 🦋
الحلقة الثانية🦋.
الحلقة الثالثة🦋
الحلقة الرابعة🦋
الحلقة الخامسة🦋
أقتباس
🦋الحلقة السادسة.🦋.
الحلقة السابعة🦋
الحلقة الثامنة🦋.
الحلقة التاسعة🦋
الحلقة العاشرة 🦋.
الحلقة الحادية عشر🦋.
تنويـه.
الحلقة الثالثة عشر 🦋.
الحلقة الرابعة عشر 🦋
الحلقة الخامسة عشر🦋
الحلقة السادسة عشر🦋.
الحلقة السابعة عشر 🦋
الحلقة الثامنة عشر💕.
📌مُناقشة.
مدخل.
الشخصيات.
سيلا🦋
طاهر🦋
عدنـان🦋
آسية🦋
أقتباس مستقبلي.
إهداء.
الحلقة الأولى🦋.
الحلقة الثانية🦋.
الحلقة التالتة🦋
الحلقة الرابعة🦋
الحلقة الخامسة🦋
الحلقة السادسة🦋.
الحلقة السابعة🦋
الحلقة الثامنة 🦋
مَـن أنا؟
الحلقة التاسعة🦋
الحلقة العاشرة🦋
الحلقة الحادية عشر🦋.
الحلقة الثانية عشر🦋.
الحلقة الثالثة عشر🦋.

الحلقة الثانية عشر 🦋.

900 48 12
By AmanyTarekAhmed107

الحلقة الثانية عشر-زوجة العمدة الجُزء الثاني.

***

وغَّلب قهري حُبك الحَنون..

وتناثرت أوراقي الحمراء.. أعلن هزيمتي.

***

رمشت "زينة" عدَّة مرات حتى أفاقت وبدأت تستعيد وعيها بالكامل وتنظُر حولها، كان عاصي ينام بجّوارها، مظهرهُ هكذا نائمًا بعُمق، وشعرهُ فوضوي، ابتسمت ابتسامة واسعة وهي تخلل أصابعها الطويلة داخل شعرهُ، حتى تململ في نومهُ، وفتح عينيه ورأها أمامهُ ... همس بصوته الأجش:

-       صباح الخير..

نظفت حلقها تقول:

-       صباح النُور .. نمتَ كويس؟

ابتسم على وجهها الأحمر، فأخذها بداخل حضنهُ يقول:

-       أول مرة انام بالعُمق ده ..

أضاف وهو يمسد بأصبعه على خدها:

-       النهاردة نفطر ونخرج شوية في البلد .. بلاش نقعد في البيت..

مطت شفتيها تمصطنع التفكير حتى قالت : معنديش مانع، بس عمُو فهد هيوافق؟

أومأ عاصي وهو يبتعد عنها، ويمسد ذراعيهِ، قال وهو ينهض للمرحاض:

-       ما أعتقدش هيرفض، كده كده أنتِ مراتي يا زينة، يلا روُحي أغسلي وشك وننزل تحت..

هزت رأسها سريعًا، لتركض خارج غرفتهُ لتتجهزَّ، وجدت أثناء بحثها داخل الخزنة على ملابس حتى ترتديها حين تخرج من الحمام، لتجد فُستان قديم كان لها حين كانت بالثامنة عشر، ولأن جسدها أنحف كان فضفاض، لذلك قررت أخذهُ، وضعتهُ بالفراش ثم دخلت للأستحمام، كانت الماء باردة جدًا عليها، ولكنها كانت كما تريد، فليلة أمس مع تفكيرها بأمر عاصي .. جعلها تشتعل من حيرتها وغباءها، وتذكرت حين سمعت ما قالتهُ جُلنار عنها، ووقوفه بجانبها، ورغبتهُ الشديدة بألا ترحل، كل تلك الدلائل تخبرها بأنه كان يرغب بها، ولكن كان كبرياءها يقتلها بشدة، حين جففت جسدها سريعًا أرتدت الثوب وجففت شعرها بجهاز ثم وضعت بعد الأكسسورات، كخاتم وحلق وأخذت شالا قصيرًا تضعه على كتفها، نظرت لنفسها عبر المرأة تتفحص جسدها، ثم إلى رأسها، شعرها قصير .. يصل إلى أسفل أذنيها بقليل، وتذكرت رغبة عاصي بأن تعُيد لون شعرها الأصلي، ترغب بذلك ولكنها لا تريد ان تشبه والدتها...

تتذكر كلمات الجميع كم هي تُشبه ميرال بجمالها، وكم هي بشعرها أجمل منها، رغم أن زينة رغبت أن تملك لون شعر والدتها الذي كان يميل للأحمر، ابتسمت بحزن وشجن حين تذكرت زياد، شعرهُ كان يُشبه والدتها، وعينيهِ الزرقاء التي حتى الآن، رغبت أن تعود للماضي وتعانقه وترجوه ألا يبتعد عنها.. أخيها حبيب قلبها، والذي تمنت للحظات لو أخبرته كم كانت تحبهُ..

سمعت طرق خافض، لتجد عاصي يفتح الباب ويدخل رأسه ليتأكد من أنها بخير، فابتسمت لهُ واقتربت منهُ وبحركة خفيفة .. مالت عليه ولثمت خدهُ بقبلة خفيفة، أحمر وجهه بشدة، من فعلتها تلك .. لينظف حلقه قائلاً وهو يجذبها بخفة من كفها:

-       يلا ننزل..

هزت رأسها سريعًا، وأخذت حقيبتها، وهبطا إلى الاسفل ليجد والده والدتهُ يجلسان يحتسون كوبان من الشاي ويتحدثان بأمر ما، وكان يبدو على جُلنار الضيق الشديد، فحمحم عاصي ليجذب إنتباهم، نظرت جُلنار لهما وأنفرجت ابتسامة واسعة على شفتيها، مظهرهما جميلاً ...

-       ما شاء الله، تتحسدوا يا ولاد..

ثم لكزت زوجها بخصرهُ ليقُول شيئًا ولكنه أغتصب ابتسامة يقول:

-       أنتُم مش هتفطروا هِنا؟

أجابه عاصي:

-       أنا وزينة هنخرج شوية .. وهنفطر  برا..

إنتبهت زينة إلى نظرات جُلنار، وتذكرت بأن ذلك الثوب كانت هي من أهدتها إياه، وشعرت زينة بضيق بصدرها، لتهمس بعاصي:

-       عايزة اطلع وأغير الفستان..

نظر إليها باستغراب، ليمسك بكفها قائلاً:

-       الفستان حلو يا زينة ... ليه عايزة تغيريه؟

توترت جُلنار حين سمعت ما قالهُ ابنها، لتأخذ الأكواب وترحل للمطبخ، فقال عاصي أمام إصرار زينة:

-       أنا شايفكِ قمر يا زينة، بلاش دلع وتعالي نُخرج دلوقتي..

هزت رأسها بأزعاج، وحين جلست بجانبه داخل السيارة قالت بنبرة منزعجة:

-       الفستان ده ماماتك هي اللي جابتهُ يوم عيد ميلادي..

رفع نظرهُ إليها، ليجدها تقبض على يدها، وتغرس أظفارها بهِ، حتى رأى جلدها يتحول للون الأحمر، ليمسك بكفها ويحيط كتفها إليه يقول:

-       أنا فاهمكِ .. مش مضايق إنكِ رافضة فكرة تلبسي حاجة هي أديتهالكِ من سنين، بس يا حبيبتي، أمُي بقالها سنين بتحاول تخليكي تسامحيها..

صاحت به:

-       صعب يا عاصي، صعب... هي كانت أقرب حد ليا وقالت الكلام ده، كانت أقرب من ماما ليَّا وجرحتني..

لثم كفوفها بقبلات حميمية يقول:

-       وأنا مش عايز أغصبكِ على حاجة يا زينة، بس دي أمُي ..

تابع وهو يمسد وجنتيها قائلاً:

-       عايز علاقتكِ بيها تكُون أحسن من أي حد، خصوصا إنها بتحبكِ ..

هزت رأسها لهُ .. تقول وهي تمسح دموعها:

-       هحاول أعاملها كُويس كأنها حماتي..

لم يعجبه ذلك، وظهر على تقطيبه حاجبيهِ، ولكنه لن يعلق ولن يضغط عليها، فهو كان شاهد على المعاناة التي كانت بها، لذلك لن يفعل مثل أي شخص ويجبرها على شيء .. لذلك تنهد يبتسم ثم يُقبل كفها مرة أخُرى، ويبدأ بقيادة السيارة ..

ذهبا لمكان كان دائمًا يحب الذهاب إليه، ليتناول فطورهُ، وحين بدأ بالأكل، قالت وهي تنظُر إليه :

-       تعرف إنيِّ كنت دايما بحلم بالحياة دي ..

رفع رأسه نحوها ليجعلها تتابع حديثها وهي تبتسم:

= زمان ماما كانت دايما تقُول إن لو زياد كان عايش كان هيبقى شبهكَ، وكان دلوقتي إنها كان نفسها لو أنا أبقى معاكَ .. خصوصًا إنك انت وزياد كُنتم صُحاب أوي.. كان نفسي أكون معاك في كل حاجة .. بس إرادة ربنا..

قال وهو ينظُر إليها متأثرًا بحديثها:

-       أنتِ لسه بتحلمي بـ زياد؟

أحمرار شديد ظهر على وجهها، هي لم تُخبر أحد من قبل عن أحلامها، سوى وليد، حين أتى إليها بعد إنقطاع طويل لها عن حياتهم، حين رأى الأضطراب، وضع كفه على يدها يقول بنبرة حنونة:

-       وليد حكالي لما كنت بسأله عنكِ في أمريكا.. إنكِ بيجي وقت وبتحلمي بأخر وقت كنتِ مع زياد...

تكَّونت بحلقها غصة، غصبًا وجدت عينيها تدمعان، فقالت وهي تحاول أن تبتسم:

-       بيجي عليا وقت لما بفتكرهُ بحلم بيه، بفتكر أول يوم خدنا للشاطيء وقعدت يسبح معايا علشان كنت خايفة، وأفتكر كل حاجة كان بيعملها علشاني، وأخر مرة شفته فيه... لغاية دلوقتي اليوم ده مش قادر يفارقني .. أنا كان نفسي أقوله قد إيه حبيتهُ، قد إيه حبيت أخُويا، وأتقهرت لما كبرت وعرفت إنه مبقاش معايا..

ابتسمت مرة أخُرى تمسح دموعها، وهي تحاول أن تتناول طعامها فقالت:

-       بلاش نتكلم في الموضوع ده يا عاصي، أنا قعدت سنين بحاول أتعالج علشان بس ما يحس إني أنا السبب..

-       أنا آسف ...

-       ملهوش دا..

قاطعها وهو يجلس بجوارها:

-       أنا أسف لأني ماكنتش أعرف كل اللي جُواكِ، أنا اسف لأني كُنت أناني، وما أخدتش بالي للحظة إنِ كنت بتعاني لوحدكِ ..

مسد كتفيها وهو ينظُر إليها:

-       أنتِ أكتر واحدة تستاهلي الحُب يا زينة...

ابتسمت ابتسامة واسعة، ليضمها لصدرهُ قائلاً وهو يستنشق عبير عطرها:

-       العطر ده ...

أبتعدت عنه سريعًا تقول بتعُجب:

-       أنتَ عرفتهُ صح؟

ابتسم بخُبث وهو يأخذ بعض الطعام ويضعه بطبقها:

-       أنا ناصح يا زينة، اكيد هعرف إنك أشترتيه علشان حاجة تُخصني ..

رددت وهي تدحرج عينيها: طبعًا يا عاصي ... طبعًا..

وتلك اللحظة لم يستطع أن يكتم قهقهاتهُ من نظراتها ... لتبدأ بتناول طعامها، غافلة عن من يُراقبهم بعيدًا...

***

حين أغلقت (زهرة) الباب خلفها، غسلت وجهها جيدًا، وفجاة سمعت رنين جرس المنزل، ولكن خطَر ببالها أمر الممرضة التي ستأتي لتهتم بهِ أثناء وجود زهرة، فأسرعت دُون أن تبالي بالشجار الذي حدث بينهما..

وفتحت  الباب، لتجدها فتاة صغيرة، كانت مقاربة لنَفس عُمرها، أبتلعت الغصة التي بحلقها، وابتسمت الفتاة إليها تقُول:

-       أنتِ الدكتورة زهرة؟

أومأت زهرة مصطنعة أبتسامة على شفتيها، فقالت الفتاة وهي تترك حقيبتها على المقعد المجاور للباب:

-       كان المفروض أبلغك بأني جاية، بس نسيت ..

ردت زهرة وهي تنقل عينيها بعينى وليد الجالس لا يُبالي بتلك الممرضة:

-       ولا يهمكِ..

-       أتمنى يكون الأستاذ وليد فطِر.. علشان الدوا والجروح ..

ضمت "زهرة" شفتيها تقول بحرج:

-       لا لسه حقيقي، هُو لسه صاحي .. فـ..

-       عادي مش مهم، يفطر وهفهمك الدوا بيتاخد أمتى وأزاي..

قالتها وهي تخلع نعليها، وتتجه صَوب الطاولة، وضعت الأدوية، وذهبت زهرة إلى المطبخ لتحضير الفُطور لهُ، كانت تنظُر إليه من حين لأخر، وكان هُو بعالم أخر، جذبت على شفتها السفلية، حتى شعرت بدماءها، ما قالتهُ ... لن يجرؤ رجُل على أن يستحملهُ، ولكنهُ وليد .. الرجُل الوحيد الذي عشقها بكُل جوارحهُ.

حين أنتهت من وضع الفطور، لم يضع أصبعًا عليه، فمالت نحوه تقُول:

-       وليد لازم تاكل علشان الدوا.

-       مش عايز...

لم ينظر نحوها فأنزعجت بشدة، تناقلت الممرضة النظرات مع "زهرة" و"وليد" منتظرة أن يتناول طعامه، ولكنه أدار كرسيه وتجاهل "زهرة تماماً...

نظرت الممرضة إليها قائلة:

-       مش هينفع أستنى شوية يا دكتورة..

لم ترد عليها "زهرة" بل ذهبت لغرفتها وجلبت مالاً وأعطته إلى الممرضة قائلة:

-       قوليلي الدوا أزاي ياخدهُ، وأتفضلي طبعًا شوفي شغلك، انا أسفة أني بضيع وقتكِ.

قالتها بنبرة جامدة، وهي تشتعل منه ومن تجاهلها امام الممرضة، نظفت الممرضة حلقها وقد شعرت بذلك التوتر .. بدأت بأخبارها عن الدواء وكام مرة سيأخذه باليوم ..

رحلت الممرضة، وظل وليد كما هُو ..

سارت نحوه بعصبية تقُول وهي تواجههُ بنظراتها:

= تمام، انا غلطت بالكلام اللي قولته، وكنت وقحة وممكن تقول عني إني أنسانة مش كويسة ... بس ماتعاقبش نفسك بأنك ما تاكلش أو حتى تاخد الدوا..

تابعت وهي تميل نحوهُ:

-       أرجوك ... سيبني أهتم بعلاجكَ .. علشان تخف بسرعة.

أمام نظراتها المُصرة والمضطربة وافق...

***

كان يجلس صامتًا أثناء أهتمامها بعلاجهُ، رأت الجروح الذي بقيت بعد ذلك الحادث منها العميق والسطحي، يدها الناعمة تلمس كل أنش من جسده وهو يحاول ألا ينفعل عليها، بالتأكيد تكره، وترغب بالا تكون معه .. ذلك التحدي الذي كان بعينيها أنها ستجعل أخيه يشعر كم أنه أقترف بنفسه خطأ فادحا حين فضل زينة عليها .. همست بصوتها الناعم:

- تعالى علشان تستحمى.

دفع كفها بهدوء: هعرف لوحدي.

ضمت شفتيها وهي تنظر إلى عينيه المنكسرة، تعلم شعوره جيدا ولكنها لن تدفعه يسقط .. لن تسمح بذلك .. فمالت إليه تقول: سيبني أساعدك .. انا آسفة اني مشيت الممرضة بس مكنتش مرتاحة لوجودها هنا.

صك على قواطعه:

- طبعا. علشان مش عايزة تعرف إن الزوجين مش طايقين بعض!

اضطربت عينيها وهي ترى وجهه ينظر لجهة أخرى..

- وليد.   انت أخر مرة شوفتك فيها كويس قولتلي إنك بتحبني بس من ملامحك مش باين غير إنك بتكرهني اوي. انا عارفة إني غلطت لما أهانتك بس لازم تفهم اني لازم انا اللي اساعدك. . لاني في الاول وفي الاخر مراتك.

ضحك ساخرا:

- مراتي لغاية ما تخلي عاصي يفهم غلطته صح... انت مش معايا علشان حاسة بحب او مشاعر يا زهرة، أنتِ معايا علشان حاسة بشفقة عليّا.

أنهى عبارته وهو يسير بكُرسيهِ إلى الحمام حتى يستحم .. فرائحه الاعياء لازالت تحيط وهو يكرهها بشدة.. يكره أن يشعر وكأنه أحد يقيده بقيد الاعياء ..

خلع قميصه بحدة على أرضية الحمام، ليجدها خلفه بقدميها العارية .. وبنطالها البيتي .. لازالت بكامل ملابسها وحجابها الذي لم تتخلى عنهُ.. كان يشعر بنيران تشعل جسده أكثر وأكثر حتى حين حاول النهوض لخلع باقي ملابسهُ لم يستطع رغب بأن يفتح صنبور المياه الباردة دون أن يبالي بريح ديسمبر الباردة ...

وفعل ذلك كرد فعل متهورة، ليجدها خلفهُ تشعر بالغضب لما فعله فدخلت هي بنفسها لحوض الاستحمام ورغم انهمار المياه بغزارة وقد بللت ملابسها بإكملها إلا أنها واصلت تغير من طبيعة المياه لتجعلها دافئة .. حتى لا يتعب .. نظرت له وابتلعت ريقها حين رأته صدره العاري . لم ترَ جسده عاريا قبلا خاصة بأنهُ كان يختفي من امامها بعد أن كانت مخطوبة لاخيه .. أنتبه لجسدها الذي يرتعش تحت صنبور المياه.

ونظراتها إلى صدره العاري، همس لنفسه بأنها مصدومة من الجروح التي تغطي صدره ..

وفجأة شعر بيديها الناعمة التي تشتد حول ذراعيه بقوة لم يعلم ابدا بانها تملكها .. تماسكت هيّ تتوزان حتى جعلته ينهض فأسند كفيه بجانبها حتى أصبح يقابلها وأصبح أصفل صنبور المياه الذي أغرقه فور أن أصبح أسفلهُ.. أصطنعت عدم المبالاة وجسدها يشتعل من قربه الشديد والذي سمح لها برؤية ملامحه الجذابة .. الخاطفة للانفاس، عينيه البنية الفاتحة تشبه عينى عاصي ولكنه كان به لمحه من اللمعان، وبشرتهُ التي بها لمسة حارة من الشمس .. وشعره الاسود الذي ابتل وألتصق بجبهته. وجدت نفسها تضع كفها على وجهه تبعد خصلاته عنه.

وشعرت بانفاسه المضطربة، حرارته التي أصابتها، كان ينظر إليها نظرات أشعلت انوثتها حتى وهي بكامل ملابسها وبحجابها .. ينظر إليها وكأنها عارية امامه.

كان يحيط بكتفيها حتى يستطيع النهوض جيدا .. سرعان ما ترك ذراع وأخذ يخلع باقي ملابسه، لتشهق خجلة وهي تستدير ولازالت محافظة على يده التي تستند عليه كانت عينيها بوادٍ أخر وخفقاتها تكاد تفضحها خلع ملابسه بالكامل وامتلأ حوض الاستحمام بالمياه ..وضعت له ما يريد بجانبه وأرخت جسده بالكامل بداخل الحوض، وعينيها تلتقي بعينيه الساحرتين .. خرجت سريعا ووقفت بجوار الباب تقول:

- هحضرلك هدوم تانية ..

وهرولت للخارج وجسدها يتصبب ماء وضعت يدها على صدرها الذي يعلو ويهبط .. وهي تهمس لنفسها: عادي يا زهرة، وليد بقى جوزكِ.

بدلت ملابسها لأخُرى مجففة وجففت شعرها، ونسيت أن تضع حجابا من الاساس حين سمعته ينادي عليها.. أسرعت بخطواتها وهي تحمل ملابسهُ ..كان قد جفف جسده بالمنشفة.

أعطته ملابسه حتى يبدأ بارتدائه وتساعده على الجلوس بمقعدهُ المتحرك، ولكن أنتبهت لعينيه المشتعلة وهو ينظر إليها بتركيز تام .. وأنتبهت أخيرا لماذا؟

لانها خلعت حجابها واسدلت شعرها الذي لازال مبتلا على كتفيها .. عضت على شفتيها بحرج وهي تتقدم بالملابس واحدا بواحد .. وهو يبتسم ابتسامة خفيفة وكأنه لا يصدق.

فقالت: نسيت ألبس الطرحة كمان مش مهم، انت جوزي وليك الحق تشوفني كده.

قالتها وهي تستدير حتى يكمل أرتداء ملابسه، فقال وهو يحاول ألا يظهر نبرته اللعوب: أنا مقولتش أي حاجة يا زهرة.

نبرته الخشنة التي أجتاحت صدرها وهزت بها وترة عنيف، هزت رأسها تنفض عن نفسها أي مشاعر ..

سمعت حمحماته، لتستدير وتجعله يسند بكامل جسدهُ عليها حتى أجلسته على الكُرسي، وتلاقت بعينيه ..

همس وهو ينظر إليها : شكرا .

هزت رأسها دون أن تنبس بكلمة وحين أوصلته للفراش قال وهو يوليها ظهره:

- انا هنام ما تصحنيش..

- بس الغدا و الدوا...

قاطعها : مش عايز ..

نفخت وجنتيها بعصبية ولكنها لم تعد تبالي اذا التزم باخذ أدويته ام لا وتركته ودخلت لغرفتها حتى تريح جسدها، فجسده الخشن الصلب كان حملا عليهاوهي تساعدهُ..

مرت ساعة وأخُرى، ولم يزورها النوم، هو لم يتناول الطعام منذ الصباح، وتشعر بالضيق يحيط بصدرها، زفرت بعنف .. لتنهض من فراشها، لتدلف غرفتهُ ..

وحين مالت عليه تُقظهُ، كانت جبهته متعرقة، ضرب القلق والخوف بقلبها، بالتأكيد سيُصاب بحُمى، كانت الساعة أصبحت السابعة مساءً.. هي لا تعلم عن أي طبيب من الممكن أن يأتي ليسعفهُ..

همست بقلق: وليد ... انتَ سامعني؟

سمعته يهمهم بأسمها، وقلبها يزداد فزعاً، أغمضت عينيها تحاول ألا تلوم نفسها أكثر، اليوم الأول لهما، وكلاهما قد تشاجر، ولكنها تشعر بأنها مذنبة، والذنب يأكل ضلوعها... ومظهرهُ وهو يتأوه من التعب الذي يحيط به، جعلها تذرف الدموع من الخوف...

أسرعت لهاتفهُ، وتفاجأت بأن له رقم سري، عضت على شفتيها، ومالت نحُوه تهمس بأذنهُ :

-       وليد هُو الرقم السري بتاع  التلفون إيه ..

وهمهم مرة أخُرى باسمها، فزفرت بضيق مرة أخُرى، وهي تدور في الغرفة لا تعلم ماهو الحل، هل تهاتف عاصي من هاتفها، ولكنه بالتأكيد لن يجُيبها، فحتى وحين كانا سويًا لم يكن يُجيبها، خطر ببالها عيد ميلادها، وفُتح الهاتف...

وظلت مشدوها لدقيقتين، وأسرعت بمهاتفت عاصي الذي أجاب بعد الرنة الثانية، وحين أجاب ، هتفت سريًعا:

= عاصي ... انا زهرة، وليد تعب وجاتلهُ حُمى وأنا معرفش أي دكتور يقدر يجي، أرجوك ممكن تتصل بحد أو تبعتلي رقم دكتور ...

أجاب سريعًا:

-       ثواني يا زهرة، هو  إيه اللي تعبهُ؟

-       أخد دُوش ونام علطول، وكمان من الصبح ما أكلش...

لم يرد أن يعاتبها أو يلومها، لذلك قال:

-       هكلم دكتور زميلي يجي ويكشف عليه وساعتين وهتلاقيني جاي ...

أغلقت الخط ... وهي تنظُر إليه غير مبالية بأي شيء سوى سلامتهُ...

يُتبع ...

 
السلام عليكم🌝🦋.
حابة أقول كذا حاجة ... انا مش فاهمة ليه مفيش تفاعل، هل الرواية وحشة؟-مملة؟-حاسين إيه ده؟
الحبكة من الرواية هتبدأ في نهاية الفصل الاخير من بارت ١.
فعايزة افهم بجد مفيش غير أتنين بيعلقوا🥸.
بضايق حقيقي بس رغم كده مكملة.
بس سؤال ...انا اللي مخليني مش بنزل كل يوم، هُو اني بنزل ٣ مرات في الاسبوع ومفيش تفاعل، اما بقى لو بنزل كل يوم😩..

Continue Reading

You'll Also Like

5.4M 158K 105
في قلب كلًا منا غرفه مغلقه نحاول عدم طرق بابها حتي لا نبكي ... نورهان العشري ✍️ في قبضة الأقدار ج١ بين غياهب الأقدار ج٢ أنشودة الأقدار ج٣
123K 6.6K 15
مًنِ قُآلَ أنِهّآ لَيَسِتٌ بًآلَأمًآکْنِ کْمً آشُتٌآقُ لذالك المكان الذي ضم ذكريات لن تعود
15.7M 340K 55
باردة حياتها معه ....لا تعلم سبباً واحداً يبرر بروده معها أو عدم اهتمامه بها...فقد تزوجها و لا تدرى لما اختارها هى تحديداً..؟! سارت كالعمياء فى طريقه...
347K 27.5K 55
من رحم الطفوله والصراعات خرجت امراءة غامضة هل سيوقفها الماضي الذي جعلها بهذة الشخصيه ام ستختار المستقبل المجهول؟ معا لنرى ماذا ينتضرنا في رواية...